وصف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور خليل الدقران الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه مأساوي جدا، مشيرا إلى أن الحصار الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر ومنع إدخال المستلزمات الطبية والوقود تسببت في انهيار شبه كامل للنظام الصحي.

واستنادا للإحصائيات الرسمية أوضح الدقران أن مستشفيات القطاع استقبلت منذ بداية الحرب أكثر من 51 ألف شهيد وأكثر من 115 ألف جريح.

وفاقم من هذه الأزمة الممتدة منذ أكثر من عام ونصف، استهداف آلة الحرب الإسرائيلية للبنية التحتية الصحية، حيث تم تدمير العديد من المستشفيات وأخرجت 27 مستشفى عن الخدمة الصحية، وكان آخرها مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدمات صحية لمرضى الأورام والسرطان.

ونتيجة لهذا الاستهداف الممنهج، أوضح الدقران أن المستشفيات المتبقية تعمل بشكل جزئي في ظروف صعبة جدا، حيث إن أقسام العمليات وأقسام العناية وأقسام الكلى معظمها استنزفت بالكامل.

وترك هذا الوضع المتدهور المرضى والجرحى محرومين من خدمات التصوير التشخيصي بسبب تدمير أجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي، بينما تعمل الأقسام الحيوية في المستشفيات على المولدات الكهربائية مع تهديد مستمر بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار.

إعلان

وحول مخزون الأدوية، كشف المتحدث أن الوضع الصحي وصل إلى مرحلة خطيرة للغاية، مشيرا إلى أن 40% من الأدوية و60% من المهمات الطبية رصيدها صفر.

وبتفاصيل أكثر دقة، أوضح أن أدوية أقسام العمليات والعناية والطوارئ مستنزفة بالكامل، كما أن 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر، و40% من أدوية الرعاية الأولية، و51% من أدوية خدمات صحة الأم والطفل أيضا رصيدها صفر.

استهداف الطواقم الطبية

وفي ظل هذه الظروف القاسية، لفت الدقران إلى أن طواقم الإسعاف المدني والطواقم الطبية في قطاع غزة تعمل تحت الاستهداف المباشر خلال مهامها لإنقاذ الجرحى، مؤكدا استشهاد أكثر من 1550 من الكوادر الصحية نتيجة الاستهداف المباشر، مما يفاقم من تحديات تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين.

وعلى صعيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حذر الدقران من أن أكثر من 70 ألف طفل مهددون بالأمراض بسبب سوء التغذية بشكل كبير جدا، مضيفا أن إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية يهدد 2.5 مليون مواطن بسوء التغذية وفقر الدم، مما يشكل كارثة صحية على نطاق واسع.

وفيما يتعلق بالتطعيمات الضرورية، أشار الدقران إلى أن قطاع غزة بحاجة لتطعيم نحو 650 ألف طفل ضد شلل الأطفال، لكن جيش الاحتلال يمنع إدخال اللقاحات، مبينا أن 42% من التطعيمات الخاصة بالأطفال غير متوفرة في قطاع غزة، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال.

وزاد من حدة المأساة أن جيش الاحتلال قتل أكثر من 16.5 ألف طفل، ويحرم الأطفال الأحياء من حليب الأطفال والرعاية الصحية الأساسية.

ولمواجهة هذا الوضع المأساوي، ناشد الدقران المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للوقوف أمام مسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال لوقف العدوان وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل فوري وسريع، كما دعا إلى السماح بخروج نحو 25 ألف مريض ومصاب من قطاع غزة للعلاج في الخارج، مؤكدا ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين.

إعلان

ووصف الدقران ما يحدث في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية" وأن جيش الاحتلال يسعى إلى تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع من خلال الحصار والتجويع ومنع وصول المساعدات الصحية والإنسانية.

معاناة آدم

ووسط هذه الأزمة الصحية المتفاقمة، تبرز قصة الطفل آدم أحمد عابد (4 سنوات) كنموذج حي للمعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

وحسب والدة آدم فإنه يعاني من انعكاس في القلب على الجهة اليمنى، ومشاكل في الرئتين، وقد تفاقمت حالته بشكل ملحوظ بسبب الحرب ونقص الغذاء والماء النظيف.

وبتفاصيل مؤلمة، توضح الأم أنها كانت تضطر للمخاطرة والجري به ليلا من مستشفى إلى آخر رغم القصف والغارات الجوية بحثا عن علاج يخفف آلامه، مشيرة إلى أن جسده "يصير أزرق ونفسه ينخنق" عندما تشتد نوبات المرض.

وتناشد الأم المجتمع الدولي وأهل الخير للمساعدة في علاج ابنها خارج قطاع غزة، سيما وأن زوجها مصاب في رجليه، وهي المسؤولة الوحيدة عن العائلة الآن، وسط ظروف إنسانية تزداد صعوبة يوما بعد يوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی قطاع غزة أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يعقد اجتماعا لدعم المنظومة الصحية وتحسين مستوى الخدمات الطبية

عقد اللواء هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، اجتماعًا بمقر مديرية الصحة بالمحافظة لمتابعة الجهود الجارية في تطوير القطاع الصحي بالمحافظة، ومناقشة سبل تعزيز كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات الدولة نحو الارتقاء بالخدمات الأساسية وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

وشارك في الاجتماع عدد من قيادات المديرية، من بينهم الدكتور أحمد سيد موسى، وكيل المديرية للشئون الوقائية، والدكتور محمد جمال، وكيل المديرية للشئون العلاجية، والدكتور عصام نبيل مديرعام الإدارة العامة للطب العلاجي بالمديرية 

 

وتناول الاجتماع عرضًا لأبرز التحديات التي تواجه القطاع، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الكوادر الطبية، حيث أشار محافظ أسيوط إلى أهمية تنسيق الجهود لسد الاحتياجات في عدد من الوحدات الصحية، مع إعطاء الأولوية للمناطق ذات الكثافة السكانية أو البُعد الجغرافي.

كما وجه محافظ أسيوط بمواصلة المتابعة الميدانية المنتظمة لوحدات تقديم الخدمة، بما يضمن تحسين بيئة العمل ورفع كفاءة الأداء، مؤكدًا حرص المحافظة على تهيئة مناخ داعم للعاملين بالقطاع الصحي، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات واستجابة المنظومة لاحتياجات المواطنين.

واختتم المحافظ الاجتماع بالتأكيد على أن تطوير القطاع الصحي يظل من أولويات العمل التنفيذي بالمحافظة، مشددًا على أهمية التنسيق المستمر بين الجهات المعنية لضمان استمرارية التحسين واستدامة الخدمات.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة الإيراني: 606 قتلى و4700 مصاب منذ بداية القصف الإسرائيلي
  • وفاة أكثر من 300 شخص بسبب الملاريا في زيمبابوي
  • وفاة أكثر من 300 شخص بسبب الملاريا في زيمبابوي هذا العام
  • دهوك تسجل أكثر من 785 ألف ناخب بشكل بيومتري
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 56,077 شهيدًا و131,848مصابا
  • 35 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم بينهم 15 من منتظري المساعدات
  • الصحة تدعو الشركات المتخصصة للمشاركة في مناقصة تجهيز المستشفيات
  • توزيع شحنات الإمدادات الطبية على المؤسسات الصحية في عموم البلاد
  • محافظ أسيوط يبحث آليات دعم المنظومة الصحية وتحسين مستوى الخدمات الطبية
  • محافظ أسيوط يعقد اجتماعا لدعم المنظومة الصحية وتحسين مستوى الخدمات الطبية