تنظِّم مجموعة أبوظبي للاستدامة، بدعم من هيئة البيئة – أبوظبي، منتدى أبوظبي لريادة الأعمال المستدامة في نسخته التاسعة في الفترة من 16 إلى 17 ابريل 2025 في فندق «فورسيزونز» أبوظبي، تحت شعار «التعاون من أجل التأثير وتسخير الذكاء الاصطناعي في ممارسات الأعمال المستدامة»، ليجمع أبرز القادة العالميين في مجالات الاستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال.

ويهدف المنتدى، من خلال فعالياته المميَّزة، إلى توفير منصة للتعاون المثمر وتبادل الخبرات والابتكار، ويتناول أهمية التكنولوجيا في مواجهة تحديات تغيُّر المناخ وفقدان التنوُّع البيولوجي من خلال تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي المبتكَرة لتكون عامل تغيير يدعم ممارسات الأعمال المستدامة، إذ تُسهم في تمكين الشركات من تحليل مجموعات البيانات الضخمة، وتحسين العمليات، وتطوير حلول ذكية لقضايا الاستدامة المعقَّدة.

وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «يوفِّر منتدى أبوظبي لريادة الأعمال المستدامة منصة مهمة وأساسية لاستكشاف كيفية الاستفادة من التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات البيئية المُلِحَّة التي نواجهها اليوم، مع التركيز على الاستدامة بوصفها حاجة مُلِحَّة وهدفاً رئيسياً في استراتيجيات الأعمال والشركات. ويسلِّط المنتدى هذا العام الضوء على التأثير الإيجابي للتعاون والعمل المشترك من أجل قيادة التغيير الهادف والمستدام».

ويقام هذا الحدث السنوي برعاية شركة دولفين للطاقة، الراعي الرئيسي للمنتدى، تأكيداً لالتزمها بتعزيز ممارسات الأعمال المستدامة.

وقال عبيد عبدالله الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة دولفين للطاقة المحدودة: «لا يمكننا أن نرسِّخ مفهوم الاستدامة حقاً إلا من خلال تبنّي التغيير، وتسخير الفرص الجديدة والتعاون مع الجهات المعنية. وتعمل التكنولوجيا الرقمية على تحويل صناعتنا لنكون أكثر كفاءة، ما يعزِّز من إمكاناتنا في تحقيق المزيد من التقدُّم في أدائنا البيئي. أتطلَّع إلى رؤية كيفية تمكين الذكاء الاصطناعي من دفع أهدافنا في محور الاستدامة، وأتطلَّع أيضاً إلى المناقشات الحوارية لمعرفة المزيد عن الفرص المتاحة».

أخبار ذات صلة القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 تنطلق غداً في أبوظبي التجارة الخارجية غير النفطية لإمارة أبوظبي تحقق نمواً خلال 2024

وقال نويل عون، المدير التنفيذي لـشركة «طاقة»، الراعي الرئيسي للمنتدى: «يمثِّل التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والاستدامة فرصة لتسريع العمل الإيجابي في مجال المناخ والتقدُّم البيئي. وندرِك في شركة (طاقة) الإمكانات التي يتمتَّع بها الذكاء الاصطناعي للمساعدة على تعزيز الكفاءة وتحسين إدارة الموارد وتعزيز الممارسات المستدامة. ومن شأن تطوُّر قدرات هذه التقنيات أن يعزِّز دورها المتنامي والمهم في صياغة مستقبل أكثر استدامة».

وقالت الدكتورة نشوة الرويني، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لمجموعة بيراميديا الإعلامية، الشريك الإعلامي للحدث: «تحقيق الاستدامة يتطلَّب تضافر الجهود بين التكنولوجيا والابتكار والتوعية، ويعكس منتدى أبوظبي لريادة الأعمال المستدامة هذا النهج من خلال تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول عملية للتحديات البيئية، والإعلام بدوره شريك أساسي في إبراز هذه المبادرات وتعزيز تأثيرها؛ لأنَّ نشر الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي». 

يجمع المنتدى خبراء رئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي والاستدامة، لتبادل أفكارهم وخبراتهم عن كيفية إسهام التكنولوجيا في تحقيق أهداف الاستدامة، من خلال الجلسات الحوارية التي تتناول مواضيع كفاءة الطاقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والحد من النفايات، وسلاسل التوريد المستدامة، والآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز العدالة الاجتماعية، ما يُسهم في تزويد المشاركين بأفكار عملية تساعد على تحفيز الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات المُلِحَّة في مجال الاستدامة.

وقالت هدى الحوقاني، مدير مجموعة أبوظبي للاستدامة: «تسخير الذكاء الاصطناعي في ممارسات الأعمال المستدامة ليس مجرَّد فرصة، بل هو ضرورة مُلِحَّة، حيث يعزِّز هذا المنتدى فرص التعاون والحوار المشترك التي تُشكِّل خريطة طريق لصياغة مستقبل أكثر استدامة».

ويرحِّب منتدى أبوظبي لريادة الأعمال المستدامة لعام 2025، بالشركات وصنّاع القرارات والأكاديميين والمحترفين في مجال الاستدامة من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث المؤثِّر، الذي يوفِّر منصة فريدة للمشاركة في حوار هادف واستكشاف الحلول المتطورة والتقدُّم بشكل جماعي نحو مستقبل أكثر استدامة.

 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: منتدى أبوظبي لريادة الأعمال المستدامة هيئة البيئة في أبوظبي إمارة أبوظبي الذکاء الاصطناعی فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي ولصوصية الإبداع

  

قيل إن المخترع الأمريكي صموئيل كولت (1814-1862) عندما حصل على براءة الاختراع للمسدس الذي يحمل اسمه، والذي يعد أول مسدس يطلق النار بشكل متكرر، قال: «اعتبارا من اليوم، يستوي الشجاع والجبان». بعيدا عن كون الأسلحة النارية لم تكن بدايتها مسدس كولت، وبعيدا عن تقييم العبارة ومدى صحتها، فإنها كانت ماثلة أمامي عندما عندما تفكرت في شأن الذكاء الاصطناعي، وذلك العبث الذي ضرب مجال التأليف والكتابة، فلنا أن نستعير عبارة كولت مع التعديل: «اليوم يستوي المبدع وفاقد الإبداع، يستوي المثقف وضئيل المعرفة». يكفي أن تحسن إدارة برامج الذكاء الاصطناعي والتعامل معها، لكي تخرج منه بكتاب يملأ الآفاق ولو لم تكن من أهل الصنعة.

إلى عهد قريب، كان المؤلف والباحث يعتمد على المخطوطات والكتب المطبوعة، التي يقضي في مطالعتها والبحث عنها في المكتبات وقتا طويلا، ويقوم بالعزو إلى المصادر، برقم الصفحة واسم دار النشر ونحوه، وربما كان الكتاب نادرا، أو نفدت طبعته، فيلتمسه لدى الآخرين، ثم يكتب بخط يده، مع كثير من الشطب والتعديل، إلى أن يخرج الشكل النهائي للكتاب، ثم يحمل الأوراق إلى دار النشر لصفّها وطباعتها، فما إن ينتهي من هذه العملية المرهقة حتى يتنفس الصعداء منتظرا ثمرة جهده وكدّه وإبداعه.

 

مع طفرة التحول التكنولوجي، وربط العالم من أطرافه، وربط القديم بالجديد، من خلال الشبكة العنكبوتية، حصل الكاتب على امتيازات مذهلة في الأدوات التي يتمكن بها من التأليف، فأصبحت هناك مكتبات للكتب المصورة كبديل عن المطبوعة، ويمكنه الحصول عليها خلال ثوان معدودات، ويكفي أن يكتب كلمة، أو بضع كلمات على محرك البحث، حتى يبرز أمام ناظريه كل ما كتب في الموضوع الذي يريد البحث فيها، من كتب ومقالات ودراسات وأبحاث، تختصر وقته وجهده بشكل مدهش.

ومع ذلك، احتفظ كل كاتب بنقاط تميّزه وإبداعه عن المفلسين، إذ أنه ليس عسيرا أن يتم كشف النسخ والنقل والسرقة في الكتاب أو البحث.

لكن مع عهد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، اختلط الحابل بالنابل، واستوى المبدع بفاقد الإبداع، وأصبحت مهمة التأليف مشاعا لكل مبتغٍ، ولو كان قليل البضاعة، وفتح الباب على مصراعيه أمام اللصوصية وسرقة إبداع الآخرين، والاختلاس من جهودهم دون الإشارة إليهم.

يكفي أن يكون ملما بكيفية التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويكفي أن يكون حاذقا في خطابه، وطرح أسئلته ومراده مع البرنامج، ويكفي أن تكون له القدرة على إعادة صياغة المنتج الفكري، فيصبح لديه كتاب جاهز للنشر، لم يبذل فيه مجهودا يُذكر، ولا تستطيع عموم الجماهير اكتشاف هذا الكذب والتدليس، إلا إذا كان الكتاب قد وضع لتقييم دقيق من قبل المراكز البحثية.

ذات يوم فاجأني أحد الأقارب بقصة قصيرة أرسلها إليّ، وأثارت انتباهي بشدة، نظرا لأنه ليس له باع في التأليف، ولم يُعهد به أي محاولة لأن يفعل، فلما سألته عنها، أجابني بأنها نتاج الذكاء الاصطناعي. هذا بدوره ربما يفسر امتلاء معارض الكتاب بأعمال روائية لا حصر لها، فالروايات تبوأت الصدارة في اهتمامات الناس الشباب منهم خاصة، وأصبح حلم كثير من الشباب أن تكون لهم روايات مطبوعة يقتنيها الناس من المعارض والمكتبات. لا أقول بأنه يأخذ المنتج من الذكاء الاصطناعي ساخنا، ثم يحيله إلى دار النشر، لكن القدرة على التعامل مع البرنامج تمكنه من توفيق المقاطع وتنسيقها وتوظيفها، فيكفي أن يعطيه البرنامج بنْية الرواية وسياقها وأفكارها الأساسية والفرعية، وإذا أضيف إلى ذلك قدرة المؤلف المزعوم على إعادة الصياغة، كان أبعد عن كشف السرقة. يرى البعض أنه يجدر أن نسميها استفادة، لكن يجب أن لا ننسى أن الذكاء الاصطناعي مجرد وعاء تتجمع فيه الإبداعات البشرية، والأخذ منه على هذا النحو إنما هو سرقة لإبداعات الآخرين، لذلك وصف اللصوصية في هذا المقام ليس قاسيا.

الاستمرار في امتلاء المكتبات العربية بمؤلفات كان بطلها الأساسي هو الآلة، التي صنعها الإنسان، تخلق حالة من الثقافة الفارغة، لأننا سوف نجد أنفسنا أمام إبداعات وهمية، تشبه رأس المال الوهمي الذي يقوم على القروض والفوائد وقابل للتداول كرأس مال بلا قاعدة مادية منتجة، بمعنى إنه ادعاء ورقي بالثروة، والحال كذلك مع هذه الثقافة الفارغة، التي أنتجتها لصوصية الإبداع، تصبح المكتبة قائمة على إعادة تدوير المنتج نفسه، وليس على الإبداعات المتجددة.

وأرى أن مهمتي تنتهي عند طرق القضية والإسهام مع الآخرين في قرع جرس الإنذار، إزاء لصوصية الإبداع، لكنها مهمة الهيئات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في العمل على إيجاد آليات جادة للحد من هذه الظاهرة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ولصوصية الإبداع
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد فعاليات قمة أبوظبي للبنية التحتية (فيديو)
  • منتدى عُمان للموارد البشرية يستشرف مستقبل تمكين الكفاءات وزيادة الإنتاجية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.. مكتبة الإسكندرية تشهد ورشة "الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم"
  • الأراجيف في زمن الذكاء الاصطناعي
  • تقنيات الذكاء الاصطناعي.. تحد حتمي
  • صحة كوردستان تكشف حقيقة وفاة شخص بسبب الذكاء الاصطناعي
  • ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. أعمال الموسيقار بليغ حمدي بأوبرا الإسكندرية
  • شرطة أبوظبي تستعرض إنجازات الذكاء الاصطناعي
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي