البلاد – عدن
وسط تصاعد الضربات الأمريكية الجوية التي باتت تتركز في ساعات متأخرة من الليل، تشهد هجمات ميليشيا الحوثيين العابرة للحدود تراجعًا واضحًا، بعد توقف إطلاق الصواريخ الباليستية منذ نهاية مارس، مقابل اعتماد محدود على الطائرات المسيّرة الانتحارية. وبينما تحاول الجماعة امتصاص الضغط العسكري غير المسبوق، تواصل واشنطن فرض حصار فعلي على تدفق السلاح للميليشيا، مؤكدة أن عملياتها تهدف إلى حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وإنهاء الحصار الحوثي.

فعقب انطلاق العمليات الأمريكية الواسعة مساء 15 مارس الماضي بأمر من الرئيس دونالد ترامب، تلقت قدرات الحوثيين ضربة موجعة أجبرتهم على تعديل تكتيكاتهم. وبعد أن هدّدوا في 11 مارس بفرض حظر بحري على السفن الإسرائيلية، تراجعوا عن تنفيذ التهديد، وبدأوا بإطلاق سبعة صواريخ بين 18 و30 من الشهر ذاته، قبل أن تتوقف الهجمات تمامًا لمدة خمسة أيام.
وفي 5 أبريل الجاري، عادت الجماعة لتنفذ هجمات محدودة، اعتمدت خلالها على الطائرات المسيّرة فقط، دون إطلاق أي صاروخ باليستي. هذا التراجع، بحسب مراقبين، يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الميليشيا خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصًا فيما يتعلق بمنصات الإطلاق والمخازن النوعية والمشغّلين الفنيين.
وأكد خبراء أن الضربات الليلية الأمريكية تستهدف تحركات الميليشيا التي أصبحت مكشوفة في وضح النهار، وهو ما دفع الحوثيين إلى تغيير نمط تحركهم، دون جدوى، في ظل التطور الكبير في قدرات الرصد والاستهداف الأمريكية. وتشير المعطيات إلى مقتل قيادات حوثية بارزة في تلك الغارات، وهو ما زاد من إرباك الجماعة وعجزها عن التعويض السريع.
ويرى خبراء أن استمرار الغارات بالتوازي مع الحصار المفروض على موانئ الحديدة، حال دون وصول الأسلحة المتطورة، وقلّص من قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات استراتيجية. كما ساهمت التكلفة العالية للصواريخ الباليستية في دفع الجماعة إلى الاعتماد على المسيّرات منخفضة الكلفة، رغم محدودية أثرها العملياتي مقارنة بالصواريخ بعيدة المدى.
يأتي هذا فيما اتهم السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، جماعة الحوثيين بالسعي لفرض سيطرتها على البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن الجماعة تدّعي حقها الحصري في تحديد السفن التي يسمح لها بالعبور، وفرض رسوم على الملاحة باعتبارها “فدية” مقابل العبور الآمن، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لحرية الملاحة الدولية.
وقال فاجن خلال حفل استقبال اقامته السفارة الأمريكية بمناسبة العيد التاسع والأربعين بعد المائتين لاستقلال الولايات المتحدة إن سياسة الرئيس دونالد ترامب تهدف إلى إنهاء الحصار الحوثي للملاحة البحرية والتجارة العالمية، وضمان عدم قدرة الجماعة على تشكيل تهديد دولي مماثل في المستقبل.
وأكد أن الهدف النهائي للعمليات الأمريكية هو استعادة حرية الملاحة، وهو ما سيسهم في تهيئة الظروف نحو حل سياسي شامل للصراع في اليمن، وتمكين اليمنيين من المضي نحو مستقبل أكثر استقراراً وأملًا.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

إصابة 30 فلسطينياً بهجمات للمستوطنين في رام الله

رام الله (الاتحاد)

أخبار ذات صلة غزة تستقبل عيد الأضحى وسط مجاعة غير مسبوقة لبنان: حريصون على أقصى درجات التعاون مع «اليونيفيل»

أدى هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون، على قرية «دير دبوان»، قرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، إلى إصابة 30 فلسطينياً بجروح مباشرة، وعشرات آخرين بحالات اختناق، إضافة إلى اندلاع حرائق واسعة طالت منازل ومزارع ومركبات.
وقال مصدر محلي في قرية «دير دبوان»، إن 30 فلسطينياً أصيبوا بجروح، أغلبها في الرأس نتيجة رشق الحجارة والضرب بالعصي من قبل المستوطنين، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق جراء الدخان المتصاعد من الحرائق.
وأكد المصدر، أن المركزين الصحيين في القرية يشهدان اكتظاظاً بالمصابين، في ظل تصاعد الاعتداءات.
وأشار إلى أن إحصائية أولية أظهرت إحراق منزل واحد على الأقل، و10 مركبات، وحظائر أغنام، وإسطبل للخيول.
وأوضح المصدر أن الاعتداء داخل البلدة توقّف، لكن المستوطنين واصلوا الهجمات على الطرقات المحيطة، حيث تعرّضت مركبات فلسطينية لهجمات مباشرة.
ولفت المصدر إلى أن الجيش الإسرائيلي وصل متأخراً بأكثر من ساعة من اندلاع الحرائق، ومنع السكان من الاقتراب أو المشاركة في إخماد النيران، ما فاقم من انتشار الحريق.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع فيديو تظهر حرائق كبيرة وسحب دخان تتصاعد.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، خلال أبريل الماضي.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات اعتداءات وجرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم بالضفة الغربية.
وطالبت الخارجية الفلسطينية بإجراءات دولية فاعلة، تجبر الحكومة الإسرائيلية على الوقف الفوري لجميع خطواتها أحادية الجانب، والانصياع لإرادة السلام الدولية، وتنفيذ القرارات الأممية والأوامر الاحترازية ذات الصلة.
وأكّدت خارجية فلسطين أن تعطيل الإجماع الدولي في مجلس الأمن على وقف الحرب، ينطوي على مخاطر جمّة، ويُفشل الجهود الدولية المبذولة لتحقيق التهدئة والسلام.
بدوره، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي «أوتشا»، أمس، تزايد الترهيب والعنف من قبل المستوطنين ضد المجتمعات البدوية والرعوية الفلسطينية، خاصة في المناطق التي أقيمت فيها بؤر استيطانية جديدة.
وأضاف المكتب في تقريره، أن «ذلك يؤدي إلى تعميق البيئة القسرية بالفعل وزيادة خطر النقل القسري الذي تواجهه العديد من المجتمعات الفلسطينية».
وأفاد التقرير، بأن «القوات الإسرائيلية نفذت عمليات عدوانية متعددة في قرى وبلدات شمال الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي، واعتقلت السكان، ودمرت الطرق، وعطلت وصول الفلسطينيين إلى الخدمات الأساسية».
وأدت قيود القوات الإسرائيلية، بحسب التقرير، إلى تعطيل حركة نحو 2800 شخص من سكان بلدة «ترمسعيا» في رام الله، وأعاقت وصولهم إلى الرعاية الصحية لمدة 9 أيام.

مقالات مشابهة

  • بعد تراجع هجمات الحوثيين.. الملاحة تعود تدريجياً للبحر الأحمر
  • إصابة 30 فلسطينياً بهجمات للمستوطنين في رام الله
  • القوات المسلحة تستهدف مطار اللد بصاروخ “فلسطين 2” وتشل حركة الملاحة في قلب الأراضي المحتلة
  • محللون: صمود الحوثيين يربك إسرائيل والهجمات باليمن بلا جدوى
  • ترامب ينقل تهديد بوتين: الرد الروسي قادم بعد ضربات كييف
  • الميليشيا والقحاتة حاولو يحاربوا الكيزان بكل السبل
  • الذهب يرتفع مع ضعف البيانات الأمريكية التي عززت رهانات خفض أسعار الفائدة
  • بريطانيا تتعهد بتزويد أوكرانيا بـ100 ألف مسيّرة وزيلينسكي يجري تغييرات عسكرية
  • شركات الطيران العالمية تحذر من الرسوم الجمركية الأمريكية: تهديد للسلامة الجوية وسلسلة التوريد
  • القبض على المتهم بإنهاء حياة محامي كفر الشيخ