تفاقم التوتر العسكري في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن عقب الاشتباكات التي اندلعت، أمس الأحد، بين قوات حلف قبائل حضرموت ووحدات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قرب منشأة نفطية إستراتيجية، في تطور يهدد بتعميق الانقسام الداخلي ودفع البلاد نحو مرحلة جديدة من الصراع الأهلي المستمر منذ عقد.

وتتنافس ثلاثة أطراف رئيسية على النفوذ في المحافظة الغنية بالنفط: الحكومة الشرعية في عدن التي تتمسك بوحدة اليمن، والمجلس الانتقالي الساعي للانفصال ضمن مشروع "الجنوب العربي"، وحلف قبائل حضرموت الذي يطرح رؤية للحكم الذاتي وإدارة محلية بعيدة عن تدخلات الحكومة والمجلس الانتقالي على حد سواء.

ودفع المجلس الانتقالي بقوات "الدعم الأمني" بقيادة العميد صالح علي بن الشيخ أبو بكر، المعروف بـ"أبو علي الحضرمي"، في ما يراه حلف القبائل محاولة للسيطرة على المحافظة ومواردها النفطية. وجاء هذا التحرك بعد إعلان قوات "حماية حضرموت" المدعومة من الحلف سيطرتها على منشآت حقول نفط المسيلة تحسباً لأي محاولة للسيطرة عليها من جانب قوات الانتقالي.

ويقول حلف القبائل إن هناك مشروعاً يستهدف السيطرة على كامل المنظومة النفطية في حضرموت، من الحقول إلى خطوط النقل وصولاً إلى موانئ التصدير، بما في ذلك ميناء الضبة وشركة بترومسيلة.

وأكد الحلف في بيان عقب اجتماع موسع أن أي انتشار لما وصفه بـ"قوات خارجية" داخل حضرموت يعد "احتلالاً" وسيتم التعامل معه بالقوة، متعهداً باتخاذ خطوات "حاسمة" لمواجهة ما يعتبرها تحركات خطيرة لقوى قادمة من خارج المحافظة.

وفي المقابل، أعلن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية التابعة للمجلس الانتقالي أن الأخير دفع مساء الأحد بعدد من الألوية العسكرية لتعزيز القوات الموجودة في المنشآت النفطية بقطاع المسيلة.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند حضرموت على شفير الانفجار: النفط يشعل اشتباكات عسكرية تهدد استقرار اليمن بعد معركة بيت جن..ترامب ينحاز للشرع ضد نتنياهو ويحذر الاحتلال أعجب طلب في تاريخ الحروب: ضغوط أمريكية لاستعادة صاروخ لم ينفجر في لبنان واشنطن تطلب قنبلة من بيروت.. ما علاقتها بـ"الطبطبائي"؟ ترامب يعقد اجتماعا مع مسؤولين بشأن الخطوة التالية في فنزويلا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

إقرأ أيضاً:

أحزاب حضرموت تدعو الرئاسي والرباعية للتدخل لمنع انزلاق المحافظة للعنف والصراع

دعت الأحزاب والمكونات السياسية بمحافظة حضرموت، المجلس الرئاسي والرباعية الدولية للتدخل لمنع إنزلاق محافظة حضرموت للعنف والصراع، في ظل مساعي مليشيا الانتقالي السيطرة على حضرموت بقوة السلاح.


وقالت منسقية المكونات والأحزاب السياسية في حضرموت، في بيان لها، إنها تابعت بقلق بالغ تطورات الأوضاع المتسارعة في حضرموت، وما تشهده من حالة توتر آخذة في التفاقم، بما يهدد السلم الأهلي والاستقرار الذي تميّزت به حضرموت على مدى السنوات الماضية.


وأكدت المنسقية على الترحيب بمبادرة المحافظ الخنبشي بالتهدئة والحوار، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ أمن المحافظة وصون حقوق أهلها، معلنة تأييدها لأي خطوات يتخذها في إطار ترسيخ الاستقرار وتعزيز الإدارة الرشيدة في هذه المرحلة الدقيقة، مشيرة لدعمها كل جهد رسمي يحفظ أمن المحافظة، ويعزز مسار الإدارة الرشيدة، بما يلبي تطلعات أبناء حضرموت ويحمي مصالحهم.


وعبرت المنسقية عن رفضها القاطع استقدام أي قوات من خارج حضرموت، داعية إلى عودتها الفورية إلى مناطقها وثكناتها العسكرية، بإعتبار ذلك استحقاقاً وطنياً ومسؤولية قانونية.


وجددت التأكيد أن قوات النخبة الحضرمية أثبتت كفاءتها العالية وانضباطها ومهنيتها، وكانت ولا تزال نموذجاً في الأداء الأمني، وهو ما جعل حضرموت من أكثر المحافظات أماناً واستقراراً.


وطالبت المنسقية، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بتحمّل مسؤولياتهم التاريخية في منع الزج بحضرموت في أي صراع سياسي أو عسكري، واتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف حالة التصعيد، والحفاظ على النسيج الاجتماعي، وضمان احترام مقتضيات الشراكة الوطنية، والعمل سريعاً بوضع الآلية التنفيذية لقرارات مجلس القيادة، بشأن تلبية مطالب حضرموت الصادرة في 7 / يناير/ 2025م.


ودعت أحزاب حضرموت، الرباعية الدولية إلى التدخل العاجل للحيلولة دون انزلاق المحافظة، إلى أتون الصراع والمواجهة والتوترات، ولضمان حماية الأمن والاستقرار، ودعم الحلول التي تعزز وحدة الصف الحضرمي، وحقوقه المشروعة.


وكان المجلس الانتقالي قد قام بتحشيد الآلاف من مسلحيه من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، بالإضافة إلى التشكيلات العسكرية التابعة له، وأبرزها الحزام الأمني والدعم الأمني والنخبة.


والأحد الماضي هدّد أبو علي الحضرمي، قائد قوات الدعم الأمني التابعة لـ"الانتقالي"، حلف قبائل حضرموت بأنه لن يسمح لبن حريبش (زعيم حلف قبائل حضرموت) بالتمدد في المحافظة، وهو الموقف الذي واجهه الحلف بالدعوة إلى المقاومة بكل الطرق والوسائل للدفاع عن حضرموت وثرواتها، في مواجهة القوى الوافدة من خارج المحافظة، وذلك رداً على التحشيد الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي.


ويتبنى حلف قبائل حضرموت، الذي تشكّل عام 2013، خيار الحكم الذاتي للمحافظة الغنية بالنفط (تصدّر حضرموت 80% من صادرات النفط اليمني)، والواقعة جنوب شرقي البلاد، والتي تمثل مساحتها أكثر من ثلث مساحة اليمن. ويُطالب الحلف بحصة من إيرادات النفط والغاز لصالح المحافظة، إذ ينشر مجموعات مسلحة تابعة له في مناطق الهضبة (هضبة حضرموت)، والتي تضم منشآت النفط والغاز.


وكان حلف قبائل حضرموت، قد أعلن أمس أن وحدات من قوات "حماية حضرموت" قامت بتأمين منشآت حقول نفط المسيلة في محافظة حضرموت شرقي اليمن، مؤكداً في بيان صادر عنه، "أن تأمين حقول النفط جاء لغرض تعزيز الأمن فيها والدفاع عن الثروات الوطنية من أي اعتداء أو تدخل خارجي، باعتبارها ثروة شعب وتحت غطاء الدولة الشرعية الرسمية".


مقالات مشابهة

  • أحزاب حضرموت تدعو الرئاسي والرباعية للتدخل لمنع انزلاق المحافظة للعنف والصراع
  • صراع النفوذ والنفط يهدد استقرار حضرموت اليمنية
  • هجوم جديد يستهدف الانتقالي بالتزامن مع دعم جوي سعودي وتحريك قوات عسكرية صوب حضرموت
  • بالفيديو: اشتباكات مسلحة وصراع نفوذ يشتعلان في حضرموت.. ما القصة؟
  • حضرموت على صفيح ساخن.. ما الذي يحدث حول حقول النفط؟
  • حلف قبائل يفرض سيطرته الكاملة على آخر معاقل الانتقالي في هضبة حضرموت النفطية
  • اشتباكات مسلحة بين مليشيا الانتقالي وقوات حماية حضرموت
  • اشتباكات تهزّ الهضبة النفطية في حضرموت والخنبشي يدعو للتهدئة
  • عاجل: تصعيد مفاجئ وموجهات مسلحة في حضرموت: قوات الانتقالي تتقدّم نحو الهضبة وحلف القبائل يردّ بسيطرة على قطاعات بترومسيلة رغم دعوات التهدئة