في أحد الشعانين.. لماذا فرش الشعب ثيابه ليسوع؟
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أجواء روحانية مميزة في احد الشعانين، تُحيي خلالها ذكرى دخول المسيح إلى مدينة أورشليم، في موكب مهيب استقبل فيه كملك، لا بقوة السيف، بل باتضاع وسلام. وفي قلب هذا المشهد، تتكرر دائمًا عبارة: “وفرشوا ثيابهم في الطريق”.. لكن من هم هؤلاء؟ ولماذا فعلوا ذلك؟
شعب بسيط.
بحسب ما ورد في الأناجيل الأربعة، كان الذين فرشوا ثيابهم على الطريق هم من عامة الشعب، من البسطاء الذين سمعوا عن معجزات يسوع، وآمنوا برسالته، وربما شهدوا مواقفه الإنسانية الشافية والمُحبة. لم تكن لديهم عباءات فاخرة أو رايات ملكية، بل قدّموا أغلى ما يملكون في لحظتهم: ملابسهم، تعبيرًا عن محبتهم واحترامهم له كملك روحي جاء ليُخلّص.
رمزية عميقة.. إعلان ولاء وقبول
في تقاليد الشرق القديم، كان فرش الثياب أمام الملوك فعلًا رمزيًا يُعبّر عن الطاعة والخضوع، وكأن من يفرش ثوبه يعلن: “أنا أضع نفسي تحت قدميك”. وبالتالي، فإن هذا التصرف لم يكن مجرد حفاوة، بل إعلان واضح من الشعب: “نقبل بك ملكًا علينا، رغم أنك لا تحمل سيفًا ولا تركب حصانًا، بل أتيت على جحش ابن أتان”.
سعف النخيل والثياب.. مشهد ملوكي بطابع سماوي
لم يكن المشهد عاديًا، بل حمل رموزًا كثيرة: سعف النخيل في أيدي الناس إشارة للانتصار والسلام، وهتافاتهم: “أوصنا لابن داود” تؤكد إيمانهم بأنه المسيح المنتظر. أما الثياب المفروشة فكانت بمثابة سجادة بشرية امتدت لتُمهّد طريق المخلّص إلى قلب أورشليم… وإلى قلوبهم.
اليوم، ونحن نعيد هذا المشهد في الكنائس بتيجان السعف والزينة والترانيم، يبقى السؤال الأهم: هل نفرش له قلوبنا كما فرشوا ثيابهم؟ هل نعطيه مكانًا في حياتنا كما أعطوه في مدينتهم؟ فالثياب تُطوى وتزول، لكن القلوب التي تفتح له تبقى مسكنًا أبديًا للسلام الحقيقي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأرثوذكسي القبطية الأرثوذكسية الترانيم
إقرأ أيضاً:
تصريحات ترامب تُربك المشهد.. هل يدفع الرئيس الأمريكي غزة نحو الانفجار؟
تحدثت جينجر تشابمان عضو الحزب الجمهوري، عن الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الحالية في إسرائيل وغزة، مشيرة إلى دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم التعقيدات التي رافقت هذه العلاقة.
وأضافت تشابمان عضو الحزب الجمهوري، في تصريحات مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ ترامب حاول دعم نتنياهو بشكل كبير رغم المواقف المثيرة للجدل التي تورط بها، مثل قضية اغتيال الجنرال سليماني، مؤكدة أن الموقف الحالي في إسرائيل صعب للغاية مع تصاعد الدعوات لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين، وسط احتجاجات داخلية إسرائيلية تعارض سياسات الحكومة التي تلجأ إلى استهداف المدنيين.
وتابعت، أنّ الأرقام المأساوية للشهداء الفلسطينيين التي أعلنتها الأمم المتحدة، حيث بلغ عدد القتلى نحو 540 شخصًا خلال أسبوع واحد، أثارت صدمة واسعة داخل المجتمع الأمريكي، الذي يرفض هذه المجازر.
وأشارت إلى وجود حركات شبابية وأصوات مناوئة في الولايات المتحدة تدين العنف، رغم المحاولات المستمرة لربط الأزمة بحركة حماس، التي يُتهم بأنها تتحكم بكل شيء داخل قطاع غزة، مؤكدة، أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع غير كافية وغير عادلة، ولا تنفع السكان الفلسطينيين، بينما جيش الاحتلال الإسرائيلي يتظاهر بحماية المدنيين عند تسليم تلك المساعدات، وهو أمر لم يتحقق في الواقع.
وذكرت، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات متكررة تستهدف تدمير المجتمع الفلسطيني، ويرتكب جرائم مبررة اتهامًا لحماس لتبرير أفعاله في غزة، موضحةً، أن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تدفع نحو تهجير الشعب الفلسطيني، ما يشكل نوعًا من التطهير العرقي الذي لم يخمد أبدا من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولفتت إلى أن الضغوط الممارسة على الفلسطينيين تهدف إلى إجبارهم على مغادرة أراضيهم، وهو أمر يرفضه الشعب الفلسطيني الذي يصر على البقاء رغم كل الدمار والقصف والعدد المتزايد من الشهداء.