مقالات:

بقلم/منير الشامي

انطلاقا من موقف دولة جنوب إفريقيا في الدعوى التي قدمتها ضد الكيان المجرم أمام محكمة الجنايات الدولية الذي أثمر في 20 مايو من العام الماضي بطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكابهما جرائم حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان بحق أبناء غزة وفق ما تبين للمحكمة وثبت لها من واقع الدعوى المنظورة أمامها، وأصدرت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وأصبحت قراراتها ملزمة التنفيذ من قبل أي دولة من الدول الأعضاء يصل إليها المجرمان الصهيونيان حيث تصبح تلك الدولة بموجب عضويتها في الجنائية الدولية، وبموجب توقيعها على معاهدة وقف ومعاقبة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ملزمة قانونيا وإنسانيا باعتقالهما وتسليمهما فورا إلى مقر المحكمة في لاهاي الهولندية، ومع ذلك لم تتحرك أي دولة وصل إليها المجرم نتنياهو أو غالانت لأداء هذه المسؤولية القانونية والإنسانية، ورغم أن ذلك أصبح واجبا قانونيا عليها ومسؤولية إنسانية تقع على عاتقها، وهو ما دفع دولة المجر مؤخراً إلى إعلان انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية بالتزامن مع وصول المجرم «نتن ياهو» إلى بودابست لتتنصل عن تنفيذ قرار المحكمة.

مجلس الأمن الدولي أيضا هو الآخر معنى بتنفيذ قرار الجنائية الدولية، إلا أنه لم يحرك ساكنا حتى اليوم ولم يصدر عنه حتى مجرد قرار صوري لإثبات عدم تواطؤه وتماهيه مع جرائم حرب الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين.

وهنا لنا أن نتساءل ماذا لو أن الدول العربية انضمت إلى جانب دولة جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل وأعلنت مطالبتها الجادة بمعاقبة مجرمي الحرب وظلت متمسكة بموقفها بثبات حتى اليوم؟《وهذا هو أهون موقف يمكن أن تقوم به 》هل كانت تتجرأ إسرائيل على نقض اتفاق وقف الحرب مع حماس والعودة بوتيرة أشد وأطغى لارتكاب مجازر الإبادة التي تمارسها اليوم؟

وهل كانت المجر ستستقبل المجرم نتنياهو كما فعلت مؤخراً في ظل موقف عربي قوي أو تعلن انسحابها ؟

إن الإجابة عن التساؤلين السابقين تؤكد أن التخاذل والتواطئ العربي هو العامل المشجع والمحفز الأقوى للكيان الصهيوني المجرم على استمراره في ارتكاب جرائم الإبادة بحق إخواننا الفلسطينيين سعيا لتصفية القضية الفلسطينية.

وفي ظل هذا التواطؤ العربي والخذلان المقصود الذي يعد إعلان تخلٍ واضحاً عن قضية الأمة الأولى، اندفع العدو الصهيوني إلى تصعيد غير مسبوق ضد إخواننا في غزة والضفة، الأمر الذي دفع قيادتنا الشجاعة لتتحرك وتعطي ٤ أيام مهلة للكيان المجرم لفتح المعابر ووقف التصعيد، بعدها قررت استئناف التصعيد ضده لعدم فتحه المنافذ في المهلة بقرار حظر مرور السفن الإسرائيلية وباستئناف عملياتها العسكرية في استهداف العدو في الأراضي المحتلة مساندة لغزة ودفاعا عن القضية الفلسطينية ومن باب الأداء لواجبها الديني والإنساني والأخلاقي بالدرجة الأولى، وتنفيذا لما نص عليه الفقه الدولي، الذي أجاز استخدام القوة من جانب إحدى المنظمات الدولية للأمم المتحدة أو أي دولة من أجل حماية حقوق الإنسان لأي شعب أو أقلية تتعرض لجرائم الإبادة العرقية من قبل قوة متجبرة أو جيش متوحش، وهذا الموقف هو ما يجب أن تقوم به كل دول العالم ضد العدو الصهيوني طبقا لعضويتها في الجنائية الدولية وطبقا لتوقيعها على اتفاقية منع ومعاقبة مرتكب جريمة الإبادة الجماعية وميثاق روما كونهما معاهدتين دوليتين وكل الدول ملزمة باحترامهما وتنفيذهما.

وهو ما يؤكد أن موقف اليمن موقف قانوني أقره القانون الدولي وأن العدوان الأمريكي على اليمن هو انتهاك صارخ للقانون الدولي وخرق للدستور الأمريكي بالاعتداء على سيادة دولة مستقلة وعلى شعبها ومن أجل ماذا؟ من أجل منعها عن القيام بمسؤوليتها الإنسانية التي أوجبها القانون الدولي والمعاهدات الدولية لحماية حقوق الإنسان ووقفها عن أداء تلك المسؤولية التي هي مسؤولية المجتمع الدولي كله، وبهدف مساندة العدو الصهيوني ودعمه في مواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني جهارا نهارا أمام العالم بكل الوسائل بالنار والحصار وكأنها تريد أن تثبت للعالم أنها -أي أمريكا وإسرائيل- فوق القانون الدولي ولا قانون عليهما وكل من يعيب عليهما ذلك أو يعترض على جرائمهما وإرهابهما اتهمتاه بالإرهاب ومعاداة السامية.

 

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجنائیة الدولیة جرائم الإبادة

إقرأ أيضاً:

برج السرطان.. حظك اليوم الأحد 22 يونيو 2025: تفوز بنزاع قانوني

برج السرطان (22 يونيو - 22 يوليو)، ويتميز مولود السرطان بأنه حدسي، عملي، لطيف، نشيط، فني، محب للخير، مهتم بشئون الآخرين.

تعرف على توقعات برج السرطان وحظك اليوم الأحد 22 يونيو 2025 على الصعيد العاطفي والصحي والمهني والمالي خلال التقرير التالي.

برج السرطان حظك اليوم السبت 21 يونيو 2025..‌ امنح قلبك بحنانبرج السرطان| حظك اليوم الجمعة 20 يونيو 2025.. حافظ على هدوئكبرج السرطان وحظك اليوم الأحد 22 يونيو 2025

تولَّ مسؤوليات جديدة في مكان العمل اليوم، لن تواجه أي مشاكل كبيرة في علاقتك الثروة والصحة في صفك أيضًا.
 

برج السرطان اليوم على الصعيد العاطفي 

 على الرغم من الخلافات البسيطة في علاقتكما العاطفية، ستتشاركان لحظات جميلة، خصصا وقتًا ممتعًا في مكان منعزل، حيث يمكنكما إجراء مكالمات هاتفية لاحقًا، سلوككما حاسم في علاقتكما العاطفية، ومن المهم أيضًا توفير مساحة شخصية للحبيب. 
 

برج السرطان اليوم على الصعيد الصحي

غذِّ نفسك بوجبات صحية غنية بالعناصر الغذائية لدعم مستويات الطاقة وصفاء الذهن. حافظ على رطوبة جسمك وتجنب الإفراط في تناول المنبهات إذا زاد التوتر، مارس التنفس العميق أو التأمل لإيجاد الهدوء.
 

برج السرطان وحظك اليوم على الصعيد المهني

 لا تدع عواطفك تتحكم بك، بل استخدم معرفتك وخبرتك في إنهاء أمورك في المكتب. ستكون التزاماتك محل شك في مكان العمل، وعليك أيضًا توخي الحذر بشأن سياسات المكتب اليوم، سيسافر موظفو المبيعات والتسويق اليوم لأسباب تتعلق بالعمل. 
 

توقعات برج السرطان الفترة المقبلة 

 ستفوز بعض النساء في نزاع قانوني على العقارات، كما يمكنك المشاركة في مناقشات عقارية عائلية سينقل رجال الأعمال تجارتهم إلى مجالات جديدة مع ازدياد الاستثمارات.

طباعة شارك برج السرطان حظك اليوم توقعات الابراج برج السرطان اليوم برج السرطان وتوقعات الأبراج

مقالات مشابهة

  • برج السرطان.. حظك اليوم الأحد 22 يونيو 2025: تفوز بنزاع قانوني
  • الشعبية: نثمن الموقف اليمني باستهداف السفن الأمريكية حال عدوانها على إيران
  • قائد أركان كتائب القسام يثمن الموقف اليمني المساند لغزة وفلسطين
  • فلسطين ترحب برسالة تسع دول أوروبية بشأن تنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
  • «البحث الجنائي» بأمساعد يحرّر 140 مهاجراً من مواقع احتجاز غير قانوني
  • الشيباني:تأجيل الانتخابات مساس بالدستور .. وعلى القوى الوطنية تحمل مسؤولياتها
  • في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن الجنائية الدولية
  • المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: نتنياهو يستخدم الحرب لتأجيل ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية
  • معهد التخطيط القومي يستعد لإطلاق المؤتمر الدولي السنوي الابتكار والتنمية المستدامة بالتعاون مع كلية الشؤون الدولية
  • برلماني: البيان الدولي المشترك من مصر و20 دولة رسالة قوية ضد العدوان على إيران