غزة: توقف حرب الإبادة لا يعني انتهاء الابتزاز بمختلف أشكاله
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
يتأكد يوما بعد يوم أن الحرب على غزة لم يعد لها أي معنى، سوى بقاء نتنياهو في السلطة. هذا ما أكدته كل الأطراف الإسرائيلية المناهضة حاليا لاستمرار القتال، بما في ذلك آلاف العسكريين الذين وقعوا على عرائض في هذا الشأن. لكن الأهم من ذلك أن الرئيس الأمريكي وإدارته أدركا هذه المسألة بعد فشل الحكومة الإسرائيلية في الوفاء بتعهدها القضاء على حركة حماس بعد استئنافها الحرب، فكل ما حققته قتل مزيد المدنيين، وإجبار الأحياء على الترحال هنا وهناك دون مواجهة فعلية مع مقاتلين في الميدان.
كما يعتبر تنازل الحكومة الإسرائيلية عن بعض مطالبها لاستئناف المفاوضات مع المقاومة مؤشرا آخر على اضطراها لذلك، نتيجة الرغبة الأمريكية في تحقيق التهدئة قبل وصول ترامب إلى المنطقة. وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى تأكيد عائلات الإسرائيليين على أن أبناءهم أصبحوا رهائن عند نتنياهو وليس عند حماس. فهذه الحكومة الإسرائيلية البغيضة، رغم قرب توصلها مع المقاومة على صيغة اتفاق ثنائي، تستمر بحقد الأسود في قصف المستشفيات وقتل المدنيين بدم بارد، وذلك كأسلوب فظيع من أجل الابتزاز السياسي بهدف الحصول على مزيد من التنازلات لإرضاء النفوس المريضة لجماعات أقصى اليمين.
يجري التخطيط لغزة بعد عشر سنوات على الأقل، ويراد أن تكون مصر شريكا في وضع الخارطة الجيوسياسية الجديدة بعد أن فشلت خطة التهجير. لكن العقدة التي لم يتوصل الجميع إلى تفكيكها تتمثل في أن حركة حماس بقيت إلى حد الآن شوكة في حلق الكيان
في ضوء ذلك يجري التخطيط لغزة بعد عشر سنوات على الأقل، ويراد أن تكون مصر شريكا في وضع الخارطة الجيوسياسية الجديدة بعد أن فشلت خطة التهجير. لكن العقدة التي لم يتوصل الجميع إلى تفكيكها تتمثل في أن حركة حماس بقيت إلى حد الآن شوكة في حلق الكيان.
وفي هذا السياق، تعمل السلطة الفلسطينية على فرض نفسها كرقم صعب لا يمكن القفز عليه، خاصة وأن المجتمع الدولي يعتبرها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وقد كثفت تحركاتها في الفترة الأخيرة، واعتبرت أن الفرصة سانحة لاستعادة غزة بعد أن خسرتها في أول انتخابات ديمقراطية تجري داخل الأراضي الفلسطينية. والأهم من ذلك أن منهجها مختلف كليا عن منهج حماس وبقية الفصائل المسلحة، فهي لا تزال متمسكة بمرجعية أوسلو، ولا تكتفي برفض الكفاح المسلح ضد إسرائيل، بل وتعتبره عملا إرهابيا. وعلى هذا الأساس قامت السلطة بإدانة "طوفان الأقصى"، وترى فيها خطأ استراتيجيا لم يجن منه الفلسطينيون سوى القتل والإبادة وهدم مدينة غزة.
وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع السلطة دوليا، رغم ضعفها وعدم امتلاكها القوة والقدرة على فرض إرادتها والدفاع عن مواطنيها. لهذا تنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي تقرر فيها المقاومة تسليم حماسها وأن يغادر قادتها غزة نهائيا ليستقروا في بلدان أخرى، وتتولى هي الإشراف على مشروع إعادة إعمار غزة بأموال خليجية، فتجني من وراء ذلك استعادة شيئ من هيبتها وشرعيتها.
تدرك حماس أن معظم الأطراف على الصعيدين الإقليمي والدولي لن تساعدها على البقاء كلاعب رئيس في المشهد الراهن، وهو ما يفرض عليها البحث عن سياسة لا تجعل منها عقبة أمام إعادة بناء غزة والتخفيف من أعباء المدنيين، في ظل الحصار وضرب كل مقومات الحياة في المدينة
لكن ذلك كله لم يشفع للرئيس عباس عند الإسرائيليين الذين يبحثون عن بديل له، يتولون صناعته ودعمه لكي يساعدهم على السيطرة سياسيا وإداريا على ما تبقى من فلسطين.
إن صمود حماس في هذه الحرب القذرة أمر سيسجله التاريخ في رصيدها، رغم حجم الخسائر الضخمة التي ترتبت عن ذلك، وبناء عليه يُستبعد أن تغادر الساحة وتتركها بكل سهولة لخصومها. وفي المقابل، تدرك حماس أن معظم الأطراف على الصعيدين الإقليمي والدولي لن تساعدها على البقاء كلاعب رئيس في المشهد الراهن، وهو ما يفرض عليها البحث عن سياسة لا تجعل منها عقبة أمام إعادة بناء غزة والتخفيف من أعباء المدنيين، في ظل الحصار وضرب كل مقومات الحياة في المدينة. لهذا يُنتظر منها خلال المرحلة المقبلة التعاطي بمرونة عريضة مع معظم الأطراف، خدمة للقضية لا غير.
والمؤكد أنه ليس من المصلحة الوطنية الفلسطينية الاستسلام لشروط العدو، وخاصة السعي المحموم لتجريدها من سلاحها، خاصة في الظروف الحالية، لأن ذلك سيكون بمثابة "أعطني سكينك لأذبحك به"، وهو ما يفرض على الدول الإسلامية عدم التورط في عمل من هذا القبيل. المؤكد أيضا في كل الأحوال أن الصراع سيتواصل بأشكال متعددة، والعبرة بالأفعال لا بالأقوال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة الإسرائيلية حماس الفلسطينية إسرائيل فلسطين حماس غزة ابادة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بعد أن
إقرأ أيضاً:
القبض على 22497 مخالفًا للأنظمة بمختلف مناطق المملكة خلال أسبوع
قبضت الحملات الميدانية المشتركة لمتابعة وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، التي تمت في مناطق المملكة كافة خلال الفترة من 17 / 07 / 2025م إلى 23 / 07 / 2025م، على 22497 مخالفًا للأنظمة.
وتفصيلاً، أسفرت نتائج الحملات عن الآتي:
أولًا: بلغ إجمالي المخالفين الذين تم ضبطهم بالحملات الميدانية الأمنية المشتركة في مناطق المملكة كافة “22497” مخالفًا، منهم “13817” مخالفًا لنظام الإقامة، و”5280″ مخالفًا لنظام أمن الحدود، و”3400″ مخالف لنظام العمل.
ثانيًا: بلغ إجمالي من تم ضبطهم خلال محاولتهم عبور الحدود إلى داخل المملكة “1687” شخصًا، “38%” منهم يمنيو الجنسية، و”61%” إثيوبيو الجنسية، و”01%” جنسيات أخرى، كما تم ضبط “40” شخصًا لمحاولتهم عبور الحدود إلى خارج المملكة بطريقة غير نظامية.
ثالثًا: تم ضبط “15” متورطًا في نقل وإيواء وتشغيل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود والتستر عليهم.
اقرأ أيضاًالمملكةبمناسبة انتهاء فترة عمله.. نائب أمير الرياض يستقبل سفير الإمارات لدى المملكة
رابعًا: بلغ إجمالي من يتم إخضاعهم حاليًا لإجراءات تنفيذ الأنظمة “18342” وافدًا مخالفًا، منهم “15785” رجلًا، و”2557″ امرأة.
خامسًا: تم إحالة “11099” مخالفًا لبعثاتهم الدبلوماسية للحصول على وثائق سفر، وإحالة “3201” مخالف لاستكمال حجوزات سفرهم، وترحيل “11183” مخالفًا.
وأكّدت وزارة الداخلية أن كل من يسهل دخول مخالفي نظام أمن الحدود للمملكة، أو ينقلهم داخلها، أو يوفّر لهم المأوى، أو يقدم لهم أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال، يعرض نفسه لعقوبات تصل إلى السجن مدة 15 سنة، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، ومصادرة وسيلة النقل والسكن المستخدم للإيواء، إضافة إلى التشهير به.
وأوضحت أن هذه الجريمة تعدّ من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، والمخلة بالشرف والأمانة، حاثّة على الإبلاغ عن أي حالات مخالفة على الرقم “911” بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و”999″ و”996″ في بقية مناطق المملكة.