صحيفة روسية: “القدرات العسكرية اليمنية باتت لغزًا استخباراتيًا محيرًا”
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
الثورة نت/..
نشرت صحيفة سفبودنيا بريسا الروسية تقريرًا كشف القلق المتصاعد داخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من القوة العسكرية المتعاظمة للجيش اليمني، مشيرة إلى أن القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي يمتلكها اليمن لم تعد فقط تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية، بل باتت أيضًا لغزًا استخباراتيًا محيرًا.
وجاء في المقال، الذي كتبه الصحفي فيتالي أورلوف، أن وكالات الاستخبارات الغربية، بما فيها وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، والموساد الإسرائيلي، والاستخبارات البريطانية، فشلت في اختراق السرية التي تحيط بالترسانة اليمنية، سواء من حيث الكم أو النوع أو مصادر الإمداد. ورغم أكثر من عامين من العمليات الجوية المكثفة والضربات الموجهة، لم تتمكن الولايات المتحدة ولا حلفاؤها من إضعاف البنية العسكرية لأنصار الله بشكل فعّال.
الصحيفة أكدت أن “الحركة، ومنذ دخولها ساحة الصراع البحري عقب العدوان على غزة، تمكنت من إغلاق البحر الأحمر وخليج عدن أمام السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، منفذة عدة ضربات ناجحة بصواريخ وطائرات مسيّرة. وتسبب ذلك بإرباك كبير في واشنطن، التي اعترفت – وفق مصدر رفيع في وزارة الدفاع الأميركية خلال مؤتمر في كولورادو – بأنها تفتقر إلى معلومات دقيقة عن القدرات الحقيقية لليمنيين”.
ويكشف المقال الروسي أن أنصار الله لا يعتمدون فقط على الصواريخ المعروفة مثل “قاهر-1” و”بركان-1″، بل يمتلكون أيضًا ترسانة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، بعضها مشتق من نماذج سوفييتية وبعضها يقول اليمنيون انهم يقومون بتصنيعها محليًا بالكامل، بما فيها صواريخ مجنحة وأنظمة ساحلية متطورة
وتشير الصحيفة إلى أن ما يُقلق البنتاغون حقًا ليس فقط الصواريخ، بل التحول المنهجي الذي قام به أنصار الله من حركة مسلحة إلى جيش نظامي. فقد أسس اليمنيون وحدات متخصصة، بينها قوات برية وصاروخية ذات مهام دقيقة، وشرعوا مؤخرًا في تطوير طائرات بدون طيار أكثر تطورًا، قد تغير قواعد الاشتباك مستقبلًا.
تخلص صحيفة سفبودنيا بريسا إلى أن استمرار أنصار الله في توجيه الضربات وفرض المعادلات في البحر الأحمر، دون أن تتمكن واشنطن من تحييدهم، يعني أن البنتاغون بات يواجه خصمًا لا يُستهان به – لا بسبب ما يملكه، بل بسبب ما لا يُعرف عنه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تلك الأيام: عن صحيفة الصحافي الدولي
تلك الأيام: عن صحيفة الصحافي الدولي
عبد الله علي إبراهيم
حدثني الدكتور محمد محجوب هارون، رئيس مجلس إدارة هذه الجريدة (الصحافي الدولي) عن مصادرة سلطات الأمن لعدد السبت 5/5/2000 من جريدة الصحافي الدولي وصحف أخرى. وانزعجت حين علمت أن المصادرة وقعت لأن الصحيفة لم تلتزم بتوجيه من الحكومة أن تكتفي الصحف الصادرة صبيحة إجراءات النفرة بأخبار الحكومة عنها. أي أن تكف عن تغطية رد فعل د. الترابي وشيعته في المؤتمر الوطني. وهذا حال محزن لأن مثل هذا الأمر بأحادية التبليغ مما يرجع بنا القهقري إلى أيام الصحف المؤممة التي حسبنا أن الإنقاذ قد قنعت منها ظاهراً وباطناً. فالإنقاذ لم تفشل فقط في إصدار صحف مؤممة بل أنها كسبت بتحرير الصحف من قبضة الحكومة كسباً لم يقع لها أبداً من قبل.
تمنعت الإنقاذ طويلاً دون السماح بحرية إصدار الصحف حتى لو جاءتها الطلبات من صحفيين أكفاء بعضهم من أهل عقيدتها مثل السادة عروة وتيتاوي، أو ممن تدربوا في الهدأة مثل الأستاذ فضل الله محمد فضل والأستاذ الباقر. وقد اضطر تمنع الإنقاذ هذا الأخيرين اضطراراً للهجرة بجريدتهما إلى أقاليم المعارضة.
أحزنني أن يقع أذى المصادرة على ” الصحافي الدولي ” باسم مراعاة دقة الظرف الوطني وضرورة الالتزام بجادة المسؤولية. فالصحافي الدولي هي بنت هذه المراعاة الجادة. فقد أردنا لها أن تكون منبراً تعلو فيه المهنية المنضبطة فوق دغش الولاءات السياسية الطائفية والجهوية والعقائدية والتاريخية حتى تستحق الصحافة، فعلاً لا قولاً، أن تطمع في أن تكون السلطة الرابعة. وهذا ما اصطلحنا عليه في الصحافي الدولي، وبالذات مع أخي الدكتور محمد محجوب هارون، على اختلاف مشاريعنا الفكرية، أو طلاقهما إن شئت.، وترجع بواكير هذا الاصطلاح إلى أيام كان محمد محجوب يصدر مجلة “سنابل” في آخر الثمانينيات. وقد أفرحني أنه التمس مودتي وخبرتي وتغاضى عن كثافة عقائدي الكثيرة. وتوثقت بيننا عرى المحبة في الله والفكر والصحافة.
واطلعت على مواثيقه لصحافة مسؤولة تصدع بالحق وهو بسبيله أن يصدر “الشاهد الدولي” في لندن ثم الصحافي الدولي. وعلقت على مواثيقه هذه وكتبت له في الشاهد الدولي هوناً ثم في الصحافي الدولي. وقد ظن بي أقرب الناس إلى نفسي الظنون وهم يرونني قد صبأت واصطحبت هذا الإنقاذي. والصحيفة عندي مهنة والمهنة خلق كما نرى في الطب وقسمة الابقراطي. ولا يشترط في نجاح الصحيفة غير التزامها أدب المهنة. فقد أصابت جريدة الأيام كبد النجاح. وهي التي جمعت في قمة تحريرها وملكيتها اليسار واليسار المستقل واليمين (في لغتنا قديما) في حين لم تبلغ نجاح الايام صحف اجتمع لها أهل الملة الواحدة مثل جريدة العلم أو الأمة أو حتى الميدان الشيوعية. وتمنعني غربتي من قياس نجاح الصحافي الدولي في التزام المهنية والقبول غير إنه يكفيني وصف الاستاذ عبد الله عبيد لها ب “الوقورة” لاقدر أننا قد قاربنا بها بعض ما اشتهينا من الصحافة المهنية في التماس الحق من وجوهه كلها، ويطلب المعلومة في مظانها جميعاً.