البلاد- جدة
في يومه الأخير، يثير اتفاق وقف استهداف البنية التحتية للطاقة بين روسيا وأوكرانيا تساؤلات واسعة حول مصيره، بعد أن شكّل – رغم هشاشته وخروقاته – اختراقًا ولو محدودًا في مسار الحرب. وبينما تبادل الطرفان الاتهامات بخرق بنوده، بقيت الهدنة خطوة صغيرة لكنها ملموسة نحو التهدئة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متباينة مع انتهاء المهلة اليوم الخميس.


أعلنت موسكو أنها لم تتخذ بعد قرارًا بشأن تمديد الاتفاق، مشيرة إلى أن الكرملين ينتظر تقييمًا مفصلًا لنتائج الهدنة قبل إصدار أي موقف. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سلّم مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز قائمةً شاملة بالأهداف التي تقول موسكو إن أوكرانيا قصفتها خلال فترة الاتفاق، في إشارة إلى أن روسيا ترى أن كييف لم تلتزم بالتفاهم.

وأرسلت روسيا هذه القائمة أيضًا إلى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، متهمة القوات الأوكرانية بارتكاب أكثر من مئة خرق، أبرزها استهداف محطة “كروبوتكينسكايا” النفطية التي تمتلك فيها شركات أمريكية مثل “شيفرون” و”إكسون موبيل” حصصًا استثمارية، إلى جانب قصف محطة “سودجا” لقياس الغاز في كورسك، والضربات المتكررة على محطات الكهرباء.
في المقابل، لم تعلن أوكرانيا رسميًا موقفها من تمديد الاتفاق، لكنها اتهمت روسيا بخرق الهدنة عشرات المرات، مستهدفة منشآت طاقة في مناطق مثل خيرسون وميكولايف وبولتافا. وردت موسكو على هذه الاتهامات بنفيها الكامل، معتبرة أن الطرف الأوكراني هو من واصل الهجمات عبر الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي داخل الأراضي الروسية.
الاتفاق الذي أُعلن عنه في أعقاب مكالمة هاتفية استمرت ساعتين ونصف ووصفت بـ “التاريخية” بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في 18 مارس الماضي، ، جاء تتويجًا لتفاهم مؤقت شمل وقف استهداف البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا، وتبادل 175 أسيرًا من كل جانب، مع التزام كييف بعدم قصف مناطق مدنية داخل روسيا.
وفي حين لم تُحسم بعد مسألة وضع القوات الأوكرانية المحاصرة قرب كورسك، بقي الاتفاق بادرة لاحت في الأفق، وإن لم تنجُ من الخروق، مع انتهاء المهلة وعدم صدور إعلان واضح من الطرفين بشأن التمديد، يبدو أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام كل السيناريوهات: من العودة إلى التصعيد، إلى احتمال فتح مسار تفاوض أوسع إذا قرر الطرفان البناء على هذا الاختراق المحدود في حربٍ لم تُظهر أي مؤشرات جدية على الانتهاء قريبًا.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

روسيا: دول عدة مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف إن دول عدة مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية.

 

وأكد مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الأحد، أن مخزون اليورانيوم المخصّب لا يزال سليمًا، بعد الضربة الأمريكية.

 

وذكرت إيران، أن المصابون جراء ضربات أميركا لم تظهر عليهم أي أعراض تشير لعدوى إشعاعية.

 

ونقلت الإيكونوميست عن خبراء، أن منشأة فوردو لا يمكن تدميرها بالقنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، وهو موقع محصن لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو قوات برية تفجره.

 

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إنه لا يوجد أي خطر على سكان المناطق المجاورة للمواقع النووية، وعلى أهالي نطنز وأصفهان وفوردو الاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي.

 

وأضافت مهاجراني أن وزير الداخلية أعلن زيادة عدد الدوريات بمدن (نطنز وأصفهان وفوردو) من أجل تعزيز الأمن.

 

وأعربت الصين عن "إدانتها الشديدة" للهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قائلة إن "الهجوم الأمريكي يعد انتهاكا جسيما لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي" ويفاقم بشكل كبير التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

 

ودعت الصين، في بيان اليوم، أطراف النزاع "خاصة إسرائيل"، إلى وقف إطلاق النار، وحماية السكان المدنيين، وتهيئة الطريق أمام الحوار والمفاوضات.

 

وأكدت الصين استعدادها لتحمل المسؤولية إلى جانب المجتمع الدولي من أجل استعادة السلام والاستقرار في المنطقة.


مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق
  • روسيا: أمريكا غير مهتمة بالدبلوماسية حول الصراع الإيراني الإسرائيلي
  • روسيا تخشى توماهوك الأمريكي.. اللواء مرزوق يكشف سر تخوف موسكو وتفوق الصواريخ الأمريكية
  • روسيا: دول عدة مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية
  • حصري.. الحوثيون يعلنون انهيار الهدنة مع ترامب ويستأنفون استهداف السفن الأمريكية
  • زيلينسكي يتهم موسكو بمخالفة اتفاق تبادل القتلى الأخير.. أرسلوا جثثا روسية
  • زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأوكرانيين
  • روسيا: تقرير وكالة الطاقة الذرية استُخدم لتبرير الهجوم على إيران
  • 1000 أسير.. إنجاز عملية تبادل جديدة للأسرى بين روسيا وأوكرانيا
  • روسيا تعلن إنجاز عملية تبادل جديدة للأسرى مع أوكرانيا