جيروزاليم بوست: إسرائيل فكرت جديًا في مهاجمة إيران عدة مرات منذ أكتوبر
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
كشفت صحيفة جيروزالم بوست، اليوم الخميس، عقب تقرير لنيويورك تايمز، أن إسرائيل فكرت جدياً في مهاجمة البرنامج النووي الإيراني عدة مرات منذ أكتوبر 2024.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، في تقارير في وقت سابق اليوم بأن إسرائيل يحدوها الأمل في مهاجمة البرنامج النووي الإيراني في مايوالمقبل، بدعم مباشر من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أفادت الصحيفة أنه بعد هجوم إيران بحوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من أكتوبر، وعقب نجاح عملية قوات "شالداغ" الإسرائيلية الخاصة ضد منشأة سرية تحت الأرض في سوريا في الثامن من سبتمبر، فكرت إسرائيل جدياً في القضاء على البرنامج النووي لطهران في ذلك الوقت.
وبالتزامن دعا دونالد ترامب الذي كان مرشحا رئاسيا أنذاك إسرائيل إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة إن العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين كانوا منفتحين نظريًا على الفكرة، وكان سلاح الجو أكثر ثقة من أي وقت مضى في قدرته على تنفيذ مثل هذه العملية بعد هجوم ناجح على إيران في أبريل 2024 وهجمات ناجحة على اليمن، الذي هو أبعد عن إسرائيل من إيران.
لكن كبار المسؤولين الإسرائيليين لم يكونوا مُستعدين لتنفيذ مثل هذه العملية دون موافقة الولايات المتحدة، بما في ذلك الحماية الأمريكية من رد صاروخي باليستي أكبر متوقع من قبل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ونظرًا لمعارضة إدارة بايدن، اختارت إسرائيل القضاء على الدفاعات الجوية الإيرانية من طراز S-300 ومعظم قدراتها على إنتاج الصواريخ الباليستية.
ووصفت «جيروزاليم بوست» العملية الجوية الإسرائيلية على إيران بالناجحة للغاية، إذ محت الدفاعات الجوية الإيرانية المتقدمة تمامًا، لدرجة أنه إلى جانب نجاح العملية البرية في سوريا، غيّر بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين فجأة فهمهم بأن القضاء على المنشآت النووية الإيرانية كان مُمكنًا في أفضل السيناريوهات، لكن مسؤولي بايدن وضعوا مرة أخرى علامة توقف، وقرر المسؤولون الإسرائيليون أنه نظرًا لفوز ترامب في الانتخابات، سينتظرون توليه منصبه رسميا ثم يحاولون إقناعه بشن هجوم في أشهره الأولى.
- محاولات مُتعددة لجر واشنطن إلى الهجوم
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن محاولات متعددة بذلت ليس فقط لدفع إسرائيل إلى مهاجمة إيران، بل أيضًا إلى جر واشنطن إلى الهجوم.
وقد واجه هذا معارضة من جهات في إدارة ترامب، الذين يعارضون الحرب عمومًا ويفضلون بشدة إبرام اتفاق مع إيران، لا سيما في سيناريو قد تُجر فيه الولايات المتحدة إلى حرب.
كما أمل المسؤولون الإسرائيليون في تنفيذ الهجوم بينما كان قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) مايكل إي. كوريلا لا يزال في السلطة، نظرًا لقرب تنحيه عن منصبه.
ومع ذلك، اختار ترامب في النهاية الدبلوماسية النووية مع إيران أولًا، بل وأرسل كوريلا لاحقًا لإيصال رسالة مفادها أن إسرائيل ستحتاج إلى التراجع عن الهجوم.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن سيناريوهات لإسرائيل في هجوم هجين مع الولايات المتحدة، إما من خلال حملة قصف مكثفة أو هجوم مشترك باستخدام الغارات الجوية وغارات الكوماندوز، كما فعلت إسرائيل في المنشأة السورية تحت الأرض.
ولدى إيران مُنشأة نووية رئيسية تحت الأرض في فوردو، وتبني منشأة جديدة في نطنز، ولديها أيضًا منشآت أخرى تحت الأرض أعلنت عنها من خلال مقاطع فيديو عامة.
ولم يناقش تقرير صحيفة نيويورك تايمز هجوم إسرائيل على إيران بمفردها، وهو ما يعتقد كبار مسؤولي الجيش الإسرائيليين أن إسرائيل قادرة على تنفيذه، على الرغم من أنهم يفضلون بشدة غطاء دفاع صاروخي أمريكي وحتى بعض المشاركة الأمريكية المباشرة في الهجوم.
يشعر بعض المسؤولين الإسرائيليين بالقلق من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ركز كثيرًا على قيام إسرائيل بمثل هذا الهجوم فقط بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة، وهو أمر يبدو أقل ضرورة نظرًا لأنهم يرون أن الدفاعات الجوية الإيرانية المتبقية لا تذكر مقارنة بقدرات القوة الجوية الإسرائيلية المتطورة.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن تسريب الخطط الإسرائيلية لصحيفة نيويورك تايمز هو محاولة أمريكية لإرسال رسالة إلى خامنئي حول مدى قربه من فقدان برنامجه النووي ومدى قربه من ذلك إذا لم تنجح المحادثات النووية الحالية.
ومع ذلك، ترى "جيروزاليم بوست" أنه حتى وإذا أبرم ترامب اتفاقًا مع خامنئي، وإذا كان هذا الاتفاق "متواضعًا" بالمعايير الإسرائيلية، فقد تضطر إسرائيل إلى التحرك بمفردها.
وأرسل ترامب مؤخرًا مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، إلى إسرائيل للقاء نتنياهو ومدير الموساد، ديفيد برنياع، لمناقشة خيارات سرية مختلفة، والتي ستظل أقل من ضربة جوية كبرى علنية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة مهاجمة إيران جيروزاليم بوست المسؤولین الإسرائیلیین صحیفة نیویورک تایمز الولایات المتحدة البرنامج النووی جیروزالیم بوست أن إسرائیل القضاء على تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم
#سواليف
إنها لحظة انقسام حاد؛ في جانب، هناك الواقع اليومي الساحق لـ قطاع #غزة، إذ بلغ حجم #المجاعة_الجماعية في هذه الأرض المحاصرة مستويات مأساوية، وفي الجانب الآخر، هناك #رؤية_سريالية يروّج لها سياسيو أقصى اليمين في إسرائيل.
بهذه العبارات استهل الكاتب بواشنطن بوست إيشان ثارور مقالا له، موردا أن أعضاء في #الحكومة_الإسرائيلية يتبنون رؤية مستوحاة من الرئيس الأميركي دونالد #ترامب لغزة مليئة بالأبراج اللامعة، والسياحة الفاخرة، والأحياء النظيفة، ولكن من دون فلسطينيين.
وكتب ثارور عن #المجاعة في القطاع، قائلا إنها بلغت مستوى أن العاملين في المجال الطبي والإنساني المكلّفين بإغاثة المجوعين بالكاد يستطيعون الصمود بأنفسهم، ومنظمات الإغاثة إما فرغت مخازنها أو توشك على النفاد، بعد أكثر من 4 أشهر من الحصار، مضيفا أن الأمم المتحدة كشفت عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي عدة أيام من دون طعام.
مقالات ذات صلةواستمر الكاتب في عرض حالة التجويع الشامل في غزة، موضحا أن كل يوم يجلب معه صورا جديدة لأطفال هزلى وأُسر يائسة تبحث عما يسدّ الرمق وسط أنقاض غزة، ووفيات متزايدة من كل الأعمار.
رؤية سريالية
وفي الجانب الآخر، يقول ثارور، هناك الرؤية السريالية، ومنها ما طرحته وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا غمليئيل، التي نشرت هذا الأسبوع مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي يُصوّر كيف يمكن أن تبدو غزة ما بعد الحرب.
استحضر هذا الفيديو نسخة سابقة مشابهة نشرها ترامب على منصته “تروث سوشيال” في فبراير/شباط الماضي، ظهرت فيها شخصية شبيهة للملياردير الأميركي إيلون ماسك وهو يأكل الحمص من وعاء خبز، وتماثيل ذهبية لترامب، وأغنية بعنوان “غزة ترامب”.
احتفى المقطع، الذي لا يتجاوز الدقيقة، باقتراح ترامب للمساعدة في إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة أبراج شاهقة، وسياحة مترفة، وأحياء سكنية جديدة نظيفة، واليخوت الفاخرة تخترق شواطئ القطاع على البحر المتوسط، ويبتسم سكان يهود فوق أطباق من الحمص، وسكان غزة الأصليين، أو معظمهم، لا يظهر لهم أثر.
وأشارت الوزيرة الإسرائيلية إلى “ضرورة #الهجرة_الطوعية” لسكان غزة #الفلسطينيين.
ترحيل
ولم تكن وحدها في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي دعت إلى هذا المصير. فمنذ الأيام الأولى التي تلت هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، سعى عديد من الساسة الإسرائيليين ليس فقط إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل صوّروا أكثر من مليوني فلسطيني في غزة كأنهم “سكان أعداء” ينبغي ترحيلهم.
وأوضح ثارور أن إفراغ غزة من سكانها برز مجددا يوم الثلاثاء خلال مؤتمر لأقصى اليمين في الكنيست، حيث وصف المشاركون غزة بأنها موقع مثالي لحل أزمة الإسكان في إسرائيل، كما كانت المستوطنات في الضفة الغربية، ودعوا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد أبرز رموز أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، خلال المؤتمر الذي حمل عنوان (ريفيرا غزة- من الحلم إلى الواقع): “سنحتل غزة ونجعلها جزءا لا يتجزأ من إسرائيل”.
ريفيرا غزة
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن بعض الخطط المطروحة تشمل إنشاء مدينتين منفصلتين داخل القطاع الضيق، إلى جانب منطقة سياحية تحتوي على فنادق شاطئية، ومناطق صناعية وزراعية جديدة. وأكد سموتريتش وجود خطط لـ”نقل سكان غزة إلى دول أخرى”، مشيرا إلى أن ترامب نفسه يدعم هذا التوجه.
ويوم الخميس، استمر تصعيد الخطاب، فقد أعلن وزير التراث الإسرائيلي أمنحاي إلياهو -وهو سياسي يميني متطرف كان قد اقترح في بداية الحرب استخدام قنبلة نووية ضد غزة- أن “غزة كلها ستكون يهودية”.
وقال لإحدى المحطات الإذاعية: “الحكومة الإسرائيلية تُسابق الزمن لمحو غزة من الوجود”، واصفا الفلسطينيين بأنهم “نازيون مغسولو الأدمغة”. وأضاف: “الحمد لله، نحن نمحو هذا الشر. نحن ندفع هذه الفئة السكانية التي تربت على كتاب كفاحي” في إشارة إلى كتاب أدولف هتلر.
وقال إلياهو في المقابلة نفسها: “لا توجد مجاعة في غزة”، واعتبر التقارير بشأن الجوع دعاية معادية لإسرائيل. وأضاف: “ليس علينا أن نقلق بشأن الجوع في غزة. فليقلق العالم بشأنه”.