تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تصعيد ميداني متعدد الجبهات، تواصل إسرائيل سياسة فرض الأمر الواقع عبر ثلاث ساحات فلسطينية، حيث شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة انتهاكات واسعة النطاق، شملت اقتحامات، اعتقالات، توسعًا استيطانيًا، وتدميرًا للبنية التحتية، ما يشير إلى تحول مقلق نحو استراتيجية أكثر عدوانية تشمل كافة الجغرافيا الفلسطينية.

نابلس.. جبل العرمة تحت الاقتحام

في بلدة بيتا جنوب نابلس، اقتحم عشرات المستوطنين قمة جبل العرمة صباح اليوم الجمعة، بحماية مكثفة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط أعمال استفزازية وعربدة تستهدف ترهيب الأهالي. ويُعد جبل العرمة من أبرز الرموز الوطنية والمواقع الاستراتيجية التي تتعرض لمحاولات متكررة للسيطرة من قبل المستوطنين، في سياق مخطط أوسع لتهويد المناطق المرتفعة في الضفة الغربية.
في السياق ذاته، أفاد رئيس مجلس قروي عراق بورين، جبران قادوس، بأن جرافات المستوطنين تواصل شق طريق استيطاني جديد في محيط مستوطنة "براخا"، المقامة على أراضي المواطنين، في مؤشر واضح على نية الاحتلال توسيع المستوطنة على حساب أراضي القرية، ضمن سياسة زحف استيطاني ممنهج.

طولكرم.. 82 يومًا من الاجتياح المستمر

لليوم الـ82 على التوالي، تتعرض مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) لاجتياح عسكري شامل، تطور في الأيام الأخيرة إلى نمط حرب استنزاف ضد السكان والبنية التحتية. الليلة الماضية وفجر اليوم، صعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها، حيث شملت العملية اقتحامات متزامنة، إطلاق نار كثيف، قنابل صوت، واعتقالات.
أجبرت القوات أصحاب المحلات على إغلاق أبوابهم في وسط المدينة، واعتدت على عدد من الشبان بالضرب، كما داهمت الحي الجنوبي واقتحمت ضاحية ذنابة وحي إسكان الموظفين، مع تحطيم كاميرات المراقبة ونهب الأموال والمقتنيات الشخصية من منازل المواطنين. ومن بين ما سُرق، 35 ألف شيقل و6000 دينار أردني من منزل المواطن سمير خريوش، إضافة إلى الاعتداء الجسدي على نجله وابن شقيقه.
وفي مخيم نور شمس، استمرت أعمال القصف وإطلاق النار، مترافقة مع حملة تهجير قسري لحارات جبل الصالحين وجبل النصر. وقد استخدمت قوات الاحتلال هذه المناطق كنقاط تمركز عسكرية بعد تهجير سكانها وتحويل منازلها إلى ثكنات.
وأسفر العدوان المتواصل عن استشهاد 13 مواطنًا بينهم طفل وامرأتان، إضافة إلى نزوح أكثر من 4000 عائلة وتدمير 396 منزلًا كليًا و2573 جزئيًا، وسط عمليات تجريف وإغلاق مداخل المخيمات بالسواتر.

مجزرة فجريّة في بني سهيلا

في تطور جديد للمأساة المتواصلة في قطاع غزة، استشهد فجر اليوم الجمعة 10 مواطنين بينهم نساء وأطفال، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس. ووصلت جثامين الشهداء إلى المستشفى الأوروبي، وسط حالة من الهلع والانهيار بين الأهالي.
بالتوازي، قامت قوات الاحتلال بنسف مبانٍ سكنية شرق مدينة غزة، في استهداف متواصل للبنية التحتية المدنية، ضمن حملة تصعيد مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 51,065، والإصابات إلى 116,505 منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، في واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني.

توحيد أدوات القمع والاستيطان

ما يجري في نابلس وطولكرم وغزة يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يوحّد أدواته في مختلف المناطق الفلسطينية: في الضفة الغربية يسير نحو توسيع المشروع الاستيطاني بالقوة، مدعومًا بقمع أمني منهجي، بينما في قطاع غزة يتبع سياسة الأرض المحروقة والقتل الجماعي لإجبار السكان على الرحيل.
وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هذه السياسات العدوانية، يُسجَّل صمت دولي مريب، وتقاعس واضح عن تحميل الاحتلال مسؤولية الجرائم التي ترقى في كثير منها إلى جرائم حرب وتهجير قسري، ما يثير أسئلة جوهرية حول دور المجتمع الدولي وفعالية نظام العدالة الدولية في حماية المدنيين ووقف الانتهاكات الجسيمة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجبهات فلسطينية قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

«حشد»: العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يعكس أقصى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين

أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» أن الاحتلال الإسرائيلي لليوم التاسع عشر على التوالي يرتكب جريمة إبادة جماعية بحق سكان غزة، جنبا إلى جنب مع استمرار فشل الأسرة الإنسانية بلجم المحتل في ظل حصوله على دعم غير مسبوق من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.

وأشارت إلى أن حصيلة ضحايا العدوان وصلت حتى ظهر اليوم إلى6546 شهيدا من بينهم 2704 طفل، و1584 سيدة، 346مسن، 22 صحفي، 73 من المسعفين والأطقم الطبية، 37 من موظفي وكالة الغوث الدولية، فيما أصيب 17439 مواطن بجراح مختلفة، 70%منهم أطفال ونساء، فيما ارتفع عدد المفقودين الى 1600 تحت أنقاض منازلهم التي دمرت فوق رؤوسهم دون سابق إنذار، وأكثر من مليون ونصف نازح قسرا من منازلهم، يتوجدوا في مدراس وكالة الغوث الدولية والمدراس الحكومية والكنائس والمساجد والمستشفيات وببوت الأقارب والاف منهم في الشوارع يعيشون في ظروف إنسانية كارثية، في ظل شح وانعدام المياه والغداء والكهرباء.

وذكرت الهيئة الدولية حشد أن استهداف المستشفيات بالقصف وتهديد 23 مستشفى بالإخلاء ومنع إدخال الوقود أدي لانهيار الخدمات الصحية، ويهدد حياة 7000جريح ومريض بالموت، ما يتطلب الأسرع في اجلاء الجرحى وارسال المستشفيات الميدانية والمعدات المنقذة للحياة، وإدخال الأطباء والوقود على وجه السرعة لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين من ضحايا العدوان.

وأوضحت «حشد» أن قصف منازل المواطنين والاحياء السكنية ومراكز الايواء والمساجد والمخابز وأقدم كنائس فلسطين بغزة ومستشفى المعمداني فوق رؤوس من احتمي بها، يؤشر على تعمد وتخطيط اسرائيلي لإبادة الفلسطينيين بغزة، ما تسبب في ارتكاب 688 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 4807 شهيد والتقديرات تشير الي وجود ضعف هذا العدد تحت ركام المنازل التي حولتها قوات الاحتلال الي مقابر لسكانها.

وقالت «حشد» إن تدمير والإضرار بنصف المباني السكنية ومنازل والمنشآت المدنية في قطاع غزة يوضح أن الهدف الإسرائيلي يكمن في تدمير قطاع غزة كنوع من أنواع الانتقام والعقوبات الجماعية، وجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة.

وأوضحت أن استمرار قطع الكهرباء والمياه ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود، المترافق مع القتل والتدمير حول قطاع غزة لمنطقة منكوبة تعيش فصول أزمات إنسانية كارثية، عدا عن كونها جريمة ضد الإنسانية، فإنها تظهر استخفاف واستهتار دولة الاحتلال الإسرائيلي بكل منظومة حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.

أكدت «حشد» أن الحقائق على الأرض وشهادات الضحايا وتصريحات المؤسسات الطبية والحقوقية والإنسانية الدولية وما تنقله وسائل الاعلام بشكل مباشر أن كافة سكان القطاع المدنيين يعدون في دائرة استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي تستخدم قوة مميتة وأسلحة محرمة دوليا بمن ضمنها الفسفور الأبيض والأسلحة الفراغية وصواريخ تحمل مواد كيميائية سامة بهدف القتل والتدمير للأحياء السكنية والمنشآت المدنية، حيث يشكل القتل العمد والتدمير وأفعال تعمد فرض أحوال معيشية قاسية، من بينها الحرمان من الحصول على الطعام والماء والكهرباء الوقود والدواء بقصد إهلاك جزء من السكان، «جريمة ضد الإنسانية”»متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين، وعن علم بالهجوم.

وأشارت إلى أن المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية تؤكد بأن الاضطهاد وحرمان جماعة من السكان أو مجموعة السكان حرمانا متعمدا وشديدا من الحقوق الأساسية بما يخالف القانون الدولي وذلك بسبب هوية الجماعة أو المجموع، يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وهو ما لم تتورع دولة الاحتلال الاسرائيل عن ممارسته فهي تتعمد توجيه هجماتها ضد المدنيين وممتلكاتهم والمنشآت الخدمية المدنية، والتي لا تشكل أهدافا عسكرية، ما يشكل جريمة حرب

وأدانت الهيئة الدولية «حشد» الهجوم الإسرائيلي على الأمين العام للأمم المتحدة، وكل من يقول الحقيقة، داعيةالمجتمع الدولي للعمل الجاد على إنهاء الاحتلال الحربي الإسرائيلي طويل الأمد لكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، باعتباره سببا رئيساً فيما يقترف من جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وعقوبات جماعية ممنهجة في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويشكل عائقا أمام حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره الذي كفلته قرارات الأمم المتحدة والأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وطالبت «حشد» الأمم المتحدة والأطراف الثالثة المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بالتدخل الفوري لوقف التدهور غير المسبوق في أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة والضغط على إسرائيل بوقف العدوان. وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وخاصة الأطفال والنساء والصحفيين والاطقم الطبية وكبار السن، ووقف استهداف المنشآت المدنية وتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني.

اقرأ أيضاًاستشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي وسط وجنوب غزة

الأونروا: أكثر من 2700 طفل في غزة أصيبوا بسوء تغذية حاد

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يغلق جميع مداخل نابلس
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 555,207 شهداء و127,821 جريحاً
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 555,207 شهداء و127,821 مصابا
  • 8 شهداء في قصف العدو الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة
  • أكثر من 13 شهيدًا و200 إصابة برصاص الاحتلال الإسرائيلي وسط غزة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 55,104 شهداء و127,394مصابا
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل عمليتها العسكرية النوعية في قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي
  • «حشد»: العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يعكس أقصى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين
  • اعتقالات وحظر تجول.. تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • التعاون الإسلامي: مخططات إسرائيلية للاستيلاء على مناطق بالضفة الغربية