حمص-سانا
أحيا أهالي مدينة حمص مساء اليوم، ذكرى الاعتصام الأول قبل أربعة عشر عامًا في ساحة الساعة الجديدة، التي أطلق عليها الثوّار “ساحة الحرية”. احتشد خلالها أكثر من 90 ألف مواطن، حيث أدّت الجماهير المحتشدة صلاة المغرب جماعة، مؤتمين بفضيلة الشيخ سهل جنيد، إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد.
وألقى الشيخ جنيد بعد الصلاة كلمة استذكر فيها هذه الذكرى المباركة، وهي اعتصام أهالي حمص في ساحة الساعة قبل أربعة عشر عاماً للمطالبة بالحرية والكرامة، حيث صدحت حناجرهم بصوت واحد: “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وأشار إلى أن هذا الاعتصام جرى بعد تشييع المدينة وريفها عدداً من شهداء الثورة، حيث توافد إلى ساحة الساعة وسط حمص آلاف الجماهير لتمتلئ بشكل كامل بعد غروب شمس ذلك اليوم، من مختلف المكونات الاجتماعية والفئات العمرية: من رجال ونساء، وصغار وكبار، وأكاديميين ومثقفين، وعمال، وتجار، وطلاب، ورجال دين، وأبناء قبائل من المدينة وريفها.
وأوضح الشيخ جنيد أن الاعتصام كان سببه تشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص النظام البائد وجرائمه، لكن صوت الحق بقي يعلو ويستمر حتى جاء النصر من الله سبحانه وتعالى.
وقال أحد الذين شاركوا في اعتصام الساعة في مثل هذا اليوم، طلال أبو علاء الحمصي، في تصريح لمراسل سانا: إن أهالي حمص وريفها توافدوا إلى ذلك الاعتصام في ساحة الساعة الجديدة، الذين تجاوز عددهم أكثر من مئة ألف مواطن، على امتداد شارع الدبلان مروراً بشارع السرايا وصولاً إلى الساعة القديمة. كما بلغت جموع المشاركين مسجد خالد بن الوليد وجزءًا كبيراً من شارع الحميدية، تم خلالها تمزيق صورة رئيس النظام البائد التي كانت تعلو مبنى البريد.
ولفت الحمصي إلى أن الهمم والهتافات كانت عالية، وتنادي بالحرية ومنع الظلم والاستبداد والطائفية التي مارسها هذا النظام لعقود، كما ارتفعت الأصوات بإسقاط النظام، فكانت الليلة الأليمة التي أطلق فيها المجرمون الرصاص على المعتصمين.
تابعوا أخبار سانا على
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية:
فی ساحة الساعة
إقرأ أيضاً:
جنوح الدلافين في سقطرى “جرس إنذار بيئي” لتغيرات خطيرة تهدد النظام البحري للجزيرة
الجديد برس| كشف تقرير علمي مطوّل، صادر عن “مركز
سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية”، أن ظاهرة جنوح مجموعة من
الدلافين على شواطئ قلنسية غرب جزيرة سقطرى، في الثالث من يونيو الجاري، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتغيرات بيئية ومناخية موسمية حادّة وخطيرة، تهدد التوازن البيئي
البحري للجزيرة. وأوضح التقرير أن الدلافين من نوعي “قارورية الأنف” و”المخططة” – المعروفة بكونها كائنات اجتماعية تتحرك في قطعان متماسكة – قد تدفعها التقلبات المناخية المفاجئة خلال فترتي مايو-يونيو وسبتمبر-أكتوبر إلى الاقتراب من المياه الساحلية الضحلة. وهناك، تتعرض أنظمتها التوجيهية المعتمدة على تحديد المواقع بالصدى (Echolocation) للتشويش بسبب المنحدرات الطبوغرافية اللطيفة، ما يؤدي إلى فقدان التوجيه وجنوحها نحو الشاطئ.
أسباب الظاهرة بحسب الدراسة: الرياح الموسمية وتقاطع التيارات البحرية المتضادة. ظاهرة “الصعود البحري” (Upwelling) التي تغيّر درجة حرارة المياه بسرعة. تغير المناخ العالمي وما يصاحبه من تحولات في مسارات هجرة الفرائس (كالحبار والأسماك الصغيرة). الضوضاء تحت المائية الناتجة عن أنشطة الصيد والسياحة، والتي تؤثر سلبًا على التواصل الصوتي بين الدلافين.
تحذير علمي: وصف الدكتور عمر السقطري، مدير الأبحاث البيئية بالمركز، حادثة الجنوح بأنها “ليست مجرد حادثة عابرة بل جرس إنذار بيئي”، مؤكداً أن هذه الظواهر تشير إلى اختلال خطير في التوازن البيئي لأحد أهم النظم البحرية على مستوى العالم. وأشار إلى أن مياه أرخبيل سقطرى تحتضن أكثر من ٧٣٠ نوعًا من الأسماك و٣٥٢ نوعًا من المرجان، ما يجعلها إحدى أغنى البيئات البحرية في المحيط الهندي، داعياً إلى تحرك عاجل لحماية هذا النظام البيئي الفريد من آثار تغير المناخ والتدخلات البشرية المتزايدة.
خلفية بيئية: وتعد جزيرة سقطرى من الوجهات البيئية المصنفة عالميًا ضمن التراث الطبيعي، وتواجه في السنوات الأخيرة ضغوطاً متزايدة بفعل الصيد الجائر والتلوث البحري وارتفاع درجات الحرارة، مما يُهدد بانقراض أنواع بحرية نادرة وانهيار بيئي يصعب ترميمه لاحقًا. ويأتي ذلك، بعد تقارير محلية ودولية تؤكد، بتعرض جزيرة سقطرى، للعبث والنهب الإماراتي المباشر او عبر السلطات المحلية اليمنية الموالية له في الجزيرة، والتي تسببت بالعبث والتدمير للبيئة الطبيعية في الجزيرة خلال السنوات الماضية.