يمانيون../
أثار معركة دولية منذ أيام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبقية دول العالم على خلفية ما يسمى “بالرسوم الجمركية”.. فما طبيعة هذه المعركة وما حيثياتها؟

يعمل ترامب على ابتزاز العالم، من خلال فرض رسوم جمركية بطريقة غير قانونية، بهدف التوصل إلى مفاوضات يجري الترتيب لها، والتي تخدم الدولار، والمتمثلة في التفاف اليهود وتحديداً عائلة روتشيلد على سندات الخزانة العالمية المستثمرة في سندات الخزانة الأمريكية، وهناك خطط للالتفاف عليها بطريقه غير مسبوقة في العالم.

من المعروف أن الآجال في السندات قصيرة لمدة ثلاثة أشهر أو سنة، ومتوسطة ست سنوات وثلاثين عاماً، ولكن اليوم وظيفة ترامب ومن يقف خلفه، بهذا الاستفزاز المتمثل في فرض الرسوم الجمركية، تتمثل بتمديد آجال سندات الخزانة واستثماراتها، خاصة العربية، وهي ذات حجم كبير إلى مائة عام، وسيصنع خزانة وسندات خزانة خاصة بالاتحاد الأوروبي عسكرية، وهذا لأول مرة يسمع بها العالم منذ 50 عاماً، وفي الواقع فإن هذه الرسوم عملية نهب واحتيال بطريقه غير مسبوقة.

الجذور الحقيقية لأزمة الرسوم الجمركية:

وفي السياق يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد أحمد الآنسي: إن جذور أزمة الرسوم الجمركية، تعود إلى التعامل بالربا في النظام المالي العالمي المفروض على جميع الدول الغربية والعربية، حيثُ يمارس الربا ويخلق أموالاً رابية منتفخة تبرز في أشكال التضخم”.

ويضيف “أن الربا معروف بأنه من الأنشطة التي يحبها اليهود ويمارسونها، بغض النظر عن آثارها السلبية على الآخرين، والربا في معناه الاقتصادي يخلق أموالاً ليس لها قيمة، والاقتصاد عند العقلاء، وكما حماه الله رب العالمين، يجب أن يكون العائد المالي فيه من مصدرين لا ثالث لهما، المصدر الاول من بيع سلعة لها قيمة ونفع، والثاني مقابل أجرة على عمل فيه نفع.

ويضيف الآنسي أن الجذور الحقيقية هي محاولات للهروب من الربا الناتج عن السياسة المالية الأمريكية، حيثُ إن الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة في العالم التي تحظى بأن يتحمل العالم أعباء تضخمها، فعندما فرض الدولار كعملة في التبادل التجاري بين الدول، أصبح التضخم الربوي موزعاً على العالم، بمعنى أن العالم يتحمل أعباء الربا وأعباء ومشاكل الاقتصاد الأمريكي.

الاستثمارات العربية في الغرب:

وفي ظل هذه الأزمة الأمريكية الاقتصادية الناتجة جراء الرسوم الجمركية، يؤكد الخبير الاقتصادي الآنسي، أن الدول العربية والإسلامية سوف تخسر، وذلك من خلال حجم الاستثمارات العربية المحسوبة على الأمّة الإسلامية، في دول الغرب، التي يوجد فيها مجموعة من الصناديق التي من المؤسف تسمى سيادية وهي ولا علاقة لها بالسيادة لماذا؟ لأن أموالها ذات الحجم الكبير مسخرة في خدمة اليهود منذ أن تأسست.

ويبين أن من أبرز هذه الصناديق العربية، صندوق جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي يصل إجمالي أصوله إلى 853 مليار دولار، وأيضاً هناك هيئة الاستثمار الكويتية التي يصل إجمالي الأصول فيها إلى 803 مليار دولار، هذا بالنسبة لإحصائيات أخر 2023، وكذلك صندوق الاستثمار العام السعودي الذي يصل إجمالي أصوله النقدية المالية إلى 776 مليار دولار، وجهاز قطر للاستثمار الذي يصل إجمالي أصوله إلى 475 مليار دولار، ومؤسسة دبي للاستثمار تصل أصولها إلى 320 مليار دولار، وشركة مبادلة للاستثمار الإماراتية تصل أصولها إلى 276 ملياراً، شركة أبوظبي التنموية القابضة أصولها تصل إلى 157 ملياراً ، حياة الإمارات للاستثمار 87 مليار دولار، جهاز الاستثمار العماني 20 مليار دولار، ممتلكات صندوق استثمار خاص بالبحرين 18 مليار دولار، إجمالي أصول هذه الصناديق العشرة فقط الخليجية العاملة ثلاثة تريليونات و760ملياراً، هي مسخرة في خدمه الدولار.

وبحسب الآنسي فإن تلك الأموال يقدمها العرب دائماً لخدمة الدولار، العملة القشة التي لولا هذا السند والدعم العربي لما استمر الدولار إلى اليوم، ولكان قد سقط، حيثُ كان الدولار على وشك السقوط الحتمي في 1971، وسارع آل سعود لإنقاذه، من خلال التزامهم ببيع النفط بالدولار، وتوريد العوائد إلى البنوك الأمريكية في الغرب، تحت عنوان الاستثمار في سندات الخزانة، وبالتالي فإن هذه هي المحركات التي تعمل على تدوير الدولار وتوزيعه في العالم، وهي التي تعمل على توزيع التضخم في العالم.

بمعنى آخر أنها تقوم بتوزيع مشاكل الدولار على الشعوب، ولولا هذه الروافع المالية لما استمر الدولار، ولما استمر الطغيان الأمريكي، ولما استمرت الهيمنة الأمريكية، ولما استمر النهب الذي يقوم به اليهود المصرفيون وأدواتهم.

ابتزاز وتهديد:

في الواقع، فإن الرسوم الجمركية كما يقول الدكتور محمد الآنسي، هي مجرد تهديد وابتزاز؛ لكي يتمكن ترامب من فرض إجراءات أخرى مهمة جداً، للدولار والاقتصاد الأمريكي الذي يوشك على السقوط، والمتمثلة في ترتيبه لعمليات نهب غير مسبوقة، وسوف تنعكس آثارها السلبية على الشعوب وسوف يكون الضحايا هم الفئات المستضعفة والمستهلكة.

ويوضح أن مساعيَ ترامب لها نتائج خطيرة على الاقتصاد الأمريكي، منها رفض الشعوب التداول بالدولار، وهذا ما نتمنى أن يحدث، حيثُ تتحرر الشعو1ب من هيمنة الدولار الأمريكي، والتبعية له؛ لأنها جميعاً متضررة.

ويؤكد الآنسي أن الأنظمة العربية والإسلامية العميلة، سبب رئيسي في هيمنة الدولار، حيثُ تعمل على جعل شعوبها أداةً للهيمنة الأمريكية الغربية وهيمنة الدولار والمصرفيين اليهود، حيثُ تقوم بفتح أبواب بلدانها لتكون أسواقاً للمنتجات الغربية، ولولا ذلك التواطؤ والعمالة العربية لما تحولت البلدان العربية من الاكتفاء الذاتي إلى الاستهلاك الذي عمل من أجله اليهود الكثير من المؤامرات حتى تحق لهم.

ووفق الآنسي فإن تحوّل الشعوب إلى الاستهلاك خاصة في موضوع الغذاء، شكل واحدة من أهم الروافع للدولار، ولأن من يمتلك الدولار ويمتلك المصارف هو نفس الفريق الذي يمتلك منظمات وشركات السيطرة على الغذاء وعلى المدخلات الزراعية، والتي تتمكن من تحريك كميات كبيرة من الدولار من خلال تحول الشعوب إلى مستهلكين، وهذا أدى إلى حصولها على إيرادات فرص لتوزيع التضخم الأمريكي.

السيطرة على الاقتصاد الزراعي:

وحول بداية السيطرة اليهودية والأمريكية على الاقتصاد الزراعي العربي، يؤكد الخبير الاقتصادي الآنسي، أن الحركة الصهيونية اليهودية استخدمت في بداية السيطرة على الاقتصاد الزراعي العربي، وذلك من خلال تعيين المجرم شارون عام 1977 وزيراً للزراعة في حكومة كيان العدوّ الإسرائيلي المحتل، والذي استمر من 1977 الى 1981، وعمل المجرم شارون خلال هذه المرحلة مع فريق من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية على تحويل الشعوب العربية من الاكتفاء الذاتي إلى الاستيراد.

ويوضح أن “أبرز أسلحتهم كان المدخلات الكيماوية أو الكيميائية بكل أنواعها وكان أبرزها الأسمدة الكيميائية والمبيدات، مشيراً إلى أن الشركات اليهودية عملت على صناعة الأسمدة وجعلت من خصائصها أنها تحفز الطلب على المبيدات، حيثُ تقوم الأسمدة بدعم النباتات بمعادن صناعية أكثر من احتياجها، أكثر من المقادير التي أرادها الله، فيخرج الزائد في شكل سوائل ومواد على النبات وهذه تجذب الحشرات والكائنات وتحولها من كائنات حية كانت لها وظيفة طبيعية الى كائنات ضارة، وهذا العمل مدروس ومن أجل تحفيز الطلب على عدد من المبيدات؛ وصولاً إلى إنهاء الزراعة والاعتماد على الاستيراد.

في السبعينيات كان الدولار يوشك على السقوط، ومن ضمن المؤامرات التي حدثت تحويل الشعوب العربية من الاكتفاء الذاتي إلى الاستيراد والاستهلاك.

الأهداف الخفية:

وفي سياق متصل، ينوه الدكتور الآنسي، إلى أن “من الأهداف الخفية هي أن الأمريكيين يحاولون التهام مبالغ مالية كبيرة، تحت عناوين سندات خزانه ذات أجل طويل غير معروفه على العالم، وكذلك نهب الأموال العربية (الصناديق السيادية، وأموال شركات التأمين، وأموال صناديق التقاعد التي يعجبها الهرولة في الاستثمار في الحصول على أرباح ربوية سيلتهم الكثير منها).

أيضاً يرغب ترامب في الضغط على الشركاء في الناتو للاستثمار في سندات طويلة الأجل بخمسين عاماً واسمها سندات عسكرية، وهذا يعني أن هذه الأموال تخصص لشراء أسلحة من المصانع الأمريكية بشكل دائم باعتبارهم أعضاء في الناتو.

كما تتمثل الأهداف الخفية من الرسوم الجمركية التي تحاول أمريكا فرضها، في عملية احتيال ونهب تقوم به أمريكا على أموال المستثمرين في الغرب، حيثُ تهدف من خلال هذه الأزمة إلى الصناديق العشرة الخليجية التي يتم نهبها بسندات واستثمارات حكومية، بالإضافة إلى أموال البنوك التجارية وشركات التأمين الموضوعة كلها في بنوك الغرب.

وبعد أن ينهبونها تبدأ دورة أخرى من الاقتصاد الربوي القائم دائماً على دوره الازدهار والكساد، وهي محاولات تؤدي إلى السقوط الحتمي، والسقوط الاقتصادي الأمريكي في هذه المرحلة وشيك، واحتمالاته كبيرة.

وفي ختام حديثه، يعبر الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الآنسي، عن تمنياته “بأن تتخذ بعض الشعوب أو معظم الشعوب المظلومة، قرار التحرر من الهيمنة والعبودية الأمريكية الغربية، وهناك الكثير من الشعوب تعاني في معيشتها بسبب الدولار بسبب الربا، وبسبب توزيع التضخم على الشعوب، فالبنوك المركزية التابعة للدولار تقوم بمهمة نهب شعوبها خدمةً للدولار، ولهذا نأمل أن يحدث تحرر وقرار بالاستقلال عن الهيمنة الغربية التي مارست طغيانها وبلغت أضرارها مراحل كبيرة في معيشة الناس في حياتهم”.

عباس القاعدي |المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الخبیر الاقتصادی الرسوم الجمرکیة سندات الخزانة على الاقتصاد ملیار دولار یصل إجمالی فی العالم من خلال

إقرأ أيضاً:

أسعار صرف الدولار الأمريكي خلال التعاملات المسائية

استقرت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري خلال التعاملات المسائية، اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر، في محال الصرافة وتحديثات البنوك الرئيسية والعاملة في مصر.

 

الدولار 

 

سجَّلت أسعار الدولار الأمريكي في البنك الأهلي المصري، 47.66 جنيه للشراء، 47.76 جنيه للبيع، فيما جاء أسعار صرف الدولار في مصرف أبوظبي الإسلامي، نحو 47.80 جنيه للشراء، 47.90 جنيه للبيع.

 

في بنك الإسكندرية، بلغت أسعار الدولار الأمريكي 47.61 جنيه للشراء، 47.71 جنيه للبيع، فيما بلغت أسعار الدولار الأمريكي في المصرف المتحد، عند 47.66 جنيه للشراء، 47.76  جنيه للبيع. 

 

وحققَّتْ أسعار الدولار الأمريكي في البنك التجاري الدولي CIB، عند مستوى 47.66 جنيه للشراء، 47.76 جنيه للبيع، وبلغت أسعار الدولار الأمريكي في بنك مصر، سعر 47.66 جنيه للشراء، 47.76 جنيه للبيع.

 

أداء العملات أمام الدولار

 

الدولار 

 

وارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1732 دولار، متراجعًا من أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021، والذي بلغه عند 1.1754 دولار.

 

كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3732 دولار، محافظًا على قربه من المستوى المرتفع الذي بلغه عند 1.3770 دولار، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2021.

 

وتراجع الدولار بنسبة 0.1% أمام الفرنك السويسري، مسجلًا 0.7978 فرنك، بعد أن هبط إلى 0.7955 فرنك، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2015، عندما ألغى البنك الوطني السويسري بشكل مفاجئ الحد الأقصى لقيمة العملة مقابل اليورو.

 

كما هبط الدولار بنسبة 0.5% أمام الين إلى 143.90 ينًا، وبنسبة 1.1% أمام الوون الكوري إلى 1349.40.

 

وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في تقريرهم الأسبوعي لاستراتيجيات العملات: "نتوقع أن تتأثر حركة الدولار هذا الأسبوع بتطورات الاتفاقات التجارية الأميركية… ونشك في إمكانية إبرام عدد كبير من الاتفاقات بهذه السرعة."

 

وأشاروا إلى أن الأنباء حول التوصل إلى بعض الاتفاقات قد تدعم الدولار مقابل عملات كبرى مثل اليورو والين والإسترليني، لكنها قد تؤدي إلى تراجعه أمام عملات أخرى مثل الدولار الأسترالي.

 

وارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر بنسبة 0.3% إلى 0.6550 دولار أميركي، مقتربًا من أعلى مستوى في سبعة أشهر ونصف الشهر، والذي سجله يوم الخميس عند 0.6563 دولار.

 

وصعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.5% إلى 0.6083 دولار أميركي، كما ارتفع الدولار الكندي بنسبة 0.1% إلى 1.3661 دولار أميركي. كذلك ارتفع اليوان الصيني بنسبة 0.2% إلى 7.1596 للدولار في التعاملات الخارجية.

 

الدولار ينتعش مع تراجع المخاوف من تجدد الخلاف التجاري بين أمريكا والصين أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 14-10-2025 مقابل الجنيه المصري أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الثلاثاء مفاجأة.. أسعار الدولار في البنوك المصرية اليوم الإثنين اسعار الدولار بالبنوك في ختام تعاملات اليوم الإثنين تراجع الدولار العالمي وسط آمال في تهدئة التوتر التجاري بين أمريكا والصين

 

مقالات مشابهة

  • استقرار الدولار العالمي وسط رهان على خفض الفائدة الأمريكية هذا الشهر
  • انطلاق الاجتماع الثالث للجنة العربية المشتركة لدراسة مشروع الاتفاقية العربية لحماية البيانات بالجامعة العربية
  • رسوم ترامب الجمركية على الخشب والأثاث تربك سوق الإسكان الأمريكي
  • أسعار صرف الدولار الأمريكي خلال التعاملات المسائية
  • السويد في مأزق بعد السقوط أمام كوسوفو بتصفيات كأس العالم 2026
  • ماذا تعرف عن قلادة النيل التي منحها السيسي للرئيس الأمريكي؟
  • الصين تتعهد برد حازم على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • ترامب: ممتن للدول العربية والإسلامية التي ساهمت في اتفاق السلام لإنهاء الأزمة في غزة
  • ترامب: سنفعل شيئًا لا يُصدق.. وأشيد بالدول العربية التي تعهدت بإعادة إعمار غزة
  • سعر الدولار الآن.. كم تسجل العملة الأمريكية مقابل الجنيه المصري اليوم؟