مخاوف تايوانية من تراجع دعم إدارة ترامب لها أمام الصين
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تتصاعد في تايوان مشاعر القلق الشعبي والرسمـي مع كل مناورات عسكرية جديدة تجريها الصين قرب مضيق تايوان، في ظل محاولات الجزيرة الصغيرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومجاراة التحركات الصينية، وسط توجّس من تراجع مستوى الدعم الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وسلط تقرير أعده مراسل الجزيرة عياش دراجي من العاصمة التايوانية تايبيه الضوء على حالة الاستنفار المتكرر في الجزيرة، والتي تدفع حكومة تايبيه إلى تنشيط تحركاتها الدبلوماسية، لا سيما مع واشنطن، لضمان بقاء مظلة الحماية الأميركية في مواجهة تصعيد بكين.
ورغم أن تايوان تُعرف بكونها وجهة سياحية، فإن الزائرَين من أصل تايواني "كايبيني" و"سوانو"، عبّرا عن قلقهما من تفاقم التهديدات الصينية، وأكدا أن مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة سيكون حاسما.
وقال كايبيني -المقيم في أستراليا- إن "الوضع صعب في عهد ترامب، إذ لا أحد يعرف ما يخطط له، وهذا يفاقم الاضطراب". فيما رأى سوانو -وهو تايواني يعيش في أميركا- أن القيم المشتركة بين الطرفين يجب أن تعزز التحالف رغم التحديات الاقتصادية والسياسية.
وتصرّ بكين على إجهاض أي مسعى نحو استقلال تايوان، وتردّ على تحركاتها السياسية والعسكرية بمناورات متكررة تحمل رسائل واضحة.
إعلانوفي المقابل، تواصل الحكومة التايوانية رفع الجاهزية وزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث ارتفعت ميزانية الجيش هذا العام استجابة لارتفاع منسوب التوتر.
آراء تايوانية متباينةولا يغيب التباين في الآراء داخل المجتمع التايواني، إذ أبدت سيدة تايوانية معارضتها لنهج المواجهة الذي تتبناه الحكومة، وأكدت أن كثيرين يفضلون التهدئة، وأن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى سلامنا بقدر ما تسعى وراء مصالحها".
وتعود العلاقة الأمنية بين تايوان والولايات المتحدة إلى خمسينيات القرن الماضي، وظلت هذه العلاقة قائمة رغم اعتراف واشنطن ببكين كحكومة شرعية للصين منذ عام 1979.
ورغم ما يُعرف بـ"الغموض الإستراتيجي" الذي تتبعه واشنطن، ظلت الأخيرة تمثل ضامنا غير مباشر لأمن الجزيرة. ومع ذلك، يثير أداء إدارة ترامب تساؤلات في تايوان بشأن مدى التزام واشنطن بالدفاع عنها إذا ما تصاعدت حدة المواجهة.
ويقول أستاذ العلوم السياسية "هوانغ تي بي" إن "تايوان ليست لديها القدرة الكافية لردع التهديدات الصينية، ونشهد حاليا تراجعا في قوة التحالف مع الولايات المتحدة مقابل صعود واضح في قوة الصين".
وفي ظل هذه المعطيات، يلجأ المواطنون إلى تدريبات الطوارئ كنوع من الاستعداد لاحتمالات التصعيد، ويرى أحد الآباء أن "الأجيال القادمة ستواجه تحديات كبيرة، فالصين تريد ضم تايوان، لكن قرار المستقبل ينبغي أن يكون بيد الشعب التايواني".
وبين ضغوط الجغرافيا السياسية والتقلبات الإقليمية، تجد تايوان نفسها وسط معادلة دقيقة، تخشى فيها أن تفقد مظلة الحماية الأميركية، وتصبح جغرافيتها عرضة للضم القسري إلى البر الصيني. وبينما تواصل مناوراتها ردا على نظيرتها الصينية، يبقى المستقبل ضبابيا، وتبقى الهواجس قائمة ما دامت علاقات القوى الكبرى في حالة توتر دائم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مدير مكتب الجزيرة بطهران: تراجع الزخم الدبلوماسي ينذر بمستوى جديد من المواجهة
بعد انتهاء اجتماع جنيف وخروجه بنتائج وصفت بالمتواضعة جدا، يعود الزخم العسكري إلى الواجهة، خاصة مع تحذير جماعة أنصار الله (الحوثيين) بالدخول على خط المواجهة إذا استمر ما سمته "التورط الأميركي" في العدوان على إيران مع العدو الإسرائيلي.
وأعلن الناطق العسكري لجماعة أنصار الله يحيى سريع أن "التورط الأميركي في العدوان على إيران مع العدو الإسرائيلي، سيؤدي لاستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر".
ويقول مدير مكتب الجزيرة في طهران، عبد القادر فايز، إن التطورات الحالية والمتلاحقة تأتي بعد تراجع الزخم السياسي والدبلوماسي بعد انتهاء اجتماع جنيف أمس الجمعة، مشيرا إلى أن الجميع بدأ يستعد للمستوى الجديد من المواجهة.
وكشف فايز -استنادا إلى مصادره الرسمية والسياسية في طهران- أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عاد من واشنطن وبيده ورقة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتضمن 3 مسائل، الأولى تطالب إيران بصفر تخصيب، وثانيا يجب عليها أن تتفاوض على قدراتها الدفاعية وتحديدا لمنظومة الصاروخية، والمسألة الثالثة تتعلق بما تسميها إسرائيل أذرع إيران في الإقليم.
وحسب المصادر ذاتها، فقد ردت إيران على تلك المطالب بـ"لا"، حيث رفضت صفر تخصيب تحت أي شكل من الأشكال.
وقد أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بينهما أن بلاده لن تتنازل عن حقوقها المعلنة بموجب القانون الدولي في امتلاك القدرات النووية السلمية.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تركيا أن بلاده لن تقبل بأن تتفاوض على منظوماتها الدفاعية والصاروخية.
ويشير مدير مكتب الجزيرة في طهران إلى أن بيان الحوثيين يقول إنهم وإيران في خندق واحد، وإن إيران غير معنية بالتخلي عن حلفائها في هذه المرحلة.
إعلانكما نقل عن مصادر عسكرية قولها إن الحرس الثوري الإيراني معني بإدخال سلاح المسيّرات والذهاب في اتجاه سقف أكثر ارتفاعا في الحرب مع إسرائيل، مرجحا أن توجه إيران هذه الليلة ضربة صاروخية للعمق الإسرائيلي.
قراءة إيجابيةورغم حديثه عن عودة ما سماه "الزخم العسكري" إلى الواجهة، يرجح فايز إمكانية انعقاد اجتماع جنيف 2، لأن الطرفين الإيراني والأوروبي تحدثوا عن ذلك صراحة، مشيرا إلى أن إيران تؤكد أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، وأنها قرأت بإيجابية تصريحات ترامب بعد اجتماع جنيف بأنه يفكر بإيقاف الحرب بين طهران وتل أبيب، لكنها لا تعول عليه، بحسب ما كشفت مصادر سياسية لمدير مكتب الجزيرة.
ويذكر أن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والخارجية أجروا الجمعة الماضي في جنيف محادثات مع وزير الخارجية الإيراني بشأن البرنامج النووي الإيراني.