3 مليارات متر مكعب مخزون سد الروصيرص الحالي من المياه..وتحذيرات من غياب التنسيق
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
أعلن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة، عن مستجدات تتعلق باستعدادات السودان الفنية والهيدرولوجية لاستقبال كميات مياه إضافية قادمة من سد النهضة، في ظل غياب التنسيق الثلاثي المطلوب.
وأضاف شراقي- خلال تصريحات له، أن هذا الوضع يعكس تعقيدات المشهد المائي في حوض النيل الشرقي، ويؤكد أهمية التعاون الإقليمي لتفادي الأزمات البيئية والمائية المستقبلية.
وأشار شراقي، إلى أن السودان شرع في زيادة المنصرف المائي من سد الروصيرص، الذي يبعد نحو 100 كيلومتر عن سد النهضة، استعدادا لاستقبال كميات إضافية من المياه حيث تقترب بحيرة سد الروصيرص من نهايات بحيرة سد النهضة، إذ تبعد فقط نحو 20 كيلومترا عنها، مما يعزز من حساسية أي تغير في منسوب المياه أو تدفقات غير منسقة.
انخفاض غير مسبوق في منسوب التخزينولفت إلى أن سد الروصيرص يحتوي حاليا على ما يقارب 3 مليارات متر مكعب فقط من المياه، وهو ما يعادل حوالي 50% من سعته التخزينية، في تراجع ملحوظ مقارنة بنفس الفترة في السنوات السابقة، وهذا الانخفاض يشير إلى إجراء احترازي من قبل الحكومة السودانية تحسبا لأي تغير مفاجئ في التصريف المائي من سد النهضة، في ظل غياب تنسيق فعال مع إثيوبيا.
تداعيات التخزين العشوائيواردف "يجب الانتباه إلى أن سد الروصيرص تعرض خلال السنوات الخمس الماضية إلى مشكلات فنية متعددة، نتيجة التخزين العشوائي وغير المنسق في سد النهضة، مما أدى إلى تفاوت كبير في كميات المياه المتدفقة سنويا، وهذا الوضع أسهم في إرباك إدارة السدود السودانية، وطرح تحديات كبيرة على البنية التحتية المائية في البلاد".
الموقف المصري| رقابة ومتابعة عبر السد العالي
أكد الدكتور شراقي أن مصر، بفضل السد العالي، الذي يمثل "الحصن المائي المنيع"، تتابع بدقة تطورات ملف سد النهضة، وتتخذ الإجراءات الفنية اللازمة لضمان أمنها المائي القومي، وأشار إلى أن هذه الجهود، رغم ما تحمله من تكاليف مالية باهظة، تعد ضرورية لحماية حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، والتعامل مع أي مفاجآت محتملة في السياسة المائية الإثيوبية.
واختتم موضحا أهمية التضامن بين مصر والسودان في مواجهة التحديات المائية التي تفرضها السياسات الأحادية والتغيرات المناخية، مؤكدا على أن وحدة المصير المائي تفرض على دول الحوض تبني نهج أكثر تعاونا وعدالة في تقاسم المياه.
والجدير بالذكر، أن سد النهضة الإثيوبي يقع على النيل الأزرق في إمنطقة اقليم بنيشنقول-قماز الإثيوبي على بعد 15 كم (9 أميال) شرقا من الحدود الإثيوبية السودانية.
والغرض الأساسي من إنشاء السد هو توليد الكهرباء لتعويض النقص الحاد في الطاقة في إثيوبيا، وتصدير الكهرباء إلى البلدان المُجاورة. من المتوقع أن يكون السد أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا وسابع أكبر محطة في العالم بسعة مخططة تبلغ 6.45 جيجاواط.
وبدأ ملء الخزان في يوليو 2020، ومن المتوقع أن يستغرق اكتمال الخزان ما بين 5 إلى 15 عاما، وذلك اعتمادا على الظروف الهيدرولوجية خلال فترة الملء، والاتفاقيات بين مصر (دولة المصب للنيل) وإثيوبيا والسودان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سد النهضة السودان الجيش السوداني مصر السد الإثيوبي المزيد
إقرأ أيضاً:
تدفّق غير مسبوق للسياح السعوديين على إثيوبيا.. ما القصة؟
على منحدر ترابي تكتنفه الخُضرة، امتطى ثلاثة سياح سعوديين الخيول متجهين صوب بحيرة "ونجي" التي تستلقي بهدوء في قاع الوادي، بينما أخرج أحدهم هاتفه وبدأ ينقل لمتابعيه مشاهد الطبيعة، في مشهد غير مألوف في هذه البلدة الواقعة جنوب إثيوبيا.
يقول أحد السكان المحليين، إن الأطفال كانوا، في بادئ الأمر، يتجمهرون حول السياح عند مرورهم، إذ بدا المشهد غريبا على البلدة. لكنه أشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أنه مع تكرار الزيارات وتزايد أعداد الزوار، أصبح الأمر مألوفا، في ظل تدفّق غير مسبوق للسياح السعوديين تشهده المنطقة.
غير بعيد عن بلدة "ونجي"، أصبحت مشاهد السياح السعوديين وهم يعبرون جسرا خشبيا شُيّد فوق نهر موسمي بمنطقة "بولي بلبلا" شمال أديس أبابا مألوفة، بينما فضّل آخرون الجلوس بأعداد لافتة في مقاهي شارع بولي الحيوي وسط العاصمة، في مشهد يُجسّد تنامي حضورهم في البلاد.
ورغم أن إثيوبيا لم تكن ضمن الوجهات السياحية المعتادة على خارطة السياحة السعودية، فإنها تشهد أخيرا إقبالا ملحوظا من الزوار السعوديين.
فقد امتلأت منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، "سناب شات"، و"إنستغرام" بمئات المقاطع والصور التي يوثق فيها سياح سعوديون تفاصيل رحلاتهم، معبرين عن دهشتهم لما اكتشفوه من طبيعة وأجواء خلابة.
يقول خليل عرب، وهو مؤثر سعودي، إن السر وراء هذا التدفق اللافت يعود إلى الدور الذي لعبه المؤثرون في استكشاف إثيوبيا وتشجيع مواطنيهم على زيارتها.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت، أن مئات الصور والمقاطع التي نشرها المؤثرون كشفت عن طبيعة ساحرة، وبحكم أن معظم السعوديين يأتون من مناطق ذات مناخ حار، فإنهم يقدّرون بشدة مشاهد الخضرة، والأمطار، والطقس البارد الذي يميز إثيوبيا.
وأضاف خليل أن كل مؤثر سعودي زار إثيوبيا لم يكن وحده، بل رافقه الآلاف من متابعيه افتراضيا، مما خلق حالة من "التجربة المسبقة"، حيث لم يعد السائح السعودي يسافر إلى المجهول، بل إلى أماكن زارها أصدقاؤه ومتابعوهم.
إعلانوأشار إلى أن هذا شكّل انطباعا بأن إثيوبيا بلد يستحق الزيارة، وهو أمر تعزز بفعل ما نقله المؤثرون عن السكان وتعاملهم العفوي مع السياح، بعيدا عن التعالي أو التعامل الآلي المجرد من الطابع الإنساني، بحسب وصفه.
من جهتها، قالت لينا محمد، مديرة مكتب للسفر والسياحة، إن أسباب التدفق غير المسبوق للسياح السعوديين تعود إلى عدة عوامل، منها إصلاح نظام التأشيرات، إذ يمكن للسعوديين الحصول على التأشيرة عند الوصول، مما منحهم مرونة وسرعة في اتخاذ قرار السفر.
كما ساهمت زيادة عدد الرحلات المباشرة بين السعودية وإثيوبيا، حيث تُسيّر ثلاث رحلات يوميا، في توفير خيارات متعددة.
وأوضحت لينا في حديثها للجزيرة نت، أن إثيوبيا شهدت أخيرا تحسينات نوعية في البنية التحتية السياحية، شملت تطوير الطرق والممرات والمرافق، إلى جانب المواقع السياحية داخل العاصمة وخارجها، مما ساهم في تقديم تجربة سياحية متنوعة.
وأضافت أن قرب إثيوبيا جغرافيا وثقافيا من السعودية، إلى جانب أسعارها المناسبة، عزّز من جاذبيتها لدى السياح السعوديين، بحسب تعبيرها.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير أداء الحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الشهر الماضي، كشف أن أكثر من 1.5 مليون شخص زاروا الوجهات السياحية في العاصمة، محققين إيرادات تجاوزت نصف مليار بر إثيوبي (3.59 ملايين دولار أميركي تقريبا).
كما أوضح التقرير، أن قطاع السياحة شهد نموًا بنسبة 40% خلال العامين الماضيين، بفضل تطوير البنية التحتية السياحية وتوسيع شبكة الخطوط الجوية الإثيوبية لتشمل 136 وجهة.