جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-01@07:56:40 GMT

العالم يتغير

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

العالم يتغير

د. طارق عشيري

يشهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات سياسية عميقة تعكس تغيرًا في موازين القوى ونمط إدارة العلاقات الدولية. فبعد عقود من الهيمنة الغربية وقيادة النظام الدولي بقيادة أحادية، بدأت ملامح نظام عالمي جديد تتشكل، تتعدد فيه الأقطاب وتتصاعد فيه التحديات العابرة للحدود.

وقد أسهمت الأزمات الكبرى، مثل جائحة كورونا، الحرب في أوكرانيا، وتصاعد النزاعات في مناطق متعددة، في كشف هشاشة النظام الدولي التقليدي، ودفعت الدول والمنظمات إلى إعادة النظر في استراتيجياتها.

في هذا السياق، أصبحت مفاهيم السيادة، التعاون الدولي، والمصلحة القومية تأخذ أشكالًا جديدة، مما يفرض قراءة جديدة للواقع عالميا.

وفي ظل هذا التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، بات من الواضح أن الخريطة السياسية الدولية لم تعد كما كانت؛ إذ لم تعد القوى التقليدية تحتكر القرار العالمي، وظهور قوى أخرى مثل الصين والهند وروسيا غيّر ملامح المعادلات القديمة. إلى جانب ذلك، فإن الأزمات المتلاحقة، من جائحة كورونا إلى الحروب الإقليمية، كشفت عن عمق الخلل في النظام العالمي، وعجز المؤسسات الدولية عن مواكبة حجم التحديات.

ومنذ نهاية الحرب الباردة وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت السياسة العالمية تتسم بثبات نسبي وهيمنة واضحة للولايات المتحدة. أما اليوم، فقد دخل العالم مرحلة جديدة تتسم بالتعددية القطبية، وعودة الصراعات الجيوسياسية، وانقسام الرؤى حول النظام الدولي. هذه التغيرات ليست طارئة، بل هي نتيجة تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية أعادت تشكيل المشهد العالمي.

بينما تعاني دول من ويلات الحروب والأزمات، وتحتدم المنافسة بين القوى الكبرى على النفوذ والسيطرة، تتغير قواعد اللعبة السياسية في العالم. فالتحالفات تتحول، والثقة في المؤسسات الدولية تتآكل، والقرارات المصيرية أصبحت رهينة لموازين القوى بدلًا من القيم العالمية المشتركة. في هذا الواقع الجديد، يتعين علينا أن نعيد النظر في فهمنا للسياسة العالمية وأدواتها.

تغيّر السياسة العالمية أصبح من أبرز سمات العصر الحديث، ويتأثر بعدة عوامل متشابكة، منها الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية والعسكرية.

وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، سيطرت أمريكا على المشهد العالمي كقوة وحيدة، لكن الآن تظهر قوى جديدة مثل الصين، وروسيا، والهند، وحتى تكتلات إقليمية كالاتحاد الأوروبي والبريكس، مما يعيد تشكيل ميزان القوى نحو عالم متعدد الأقطاب.

الصين أصبحت منافسًا اقتصاديًا واستراتيجيًا مباشرًا للولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا، والتمويل الدولي، والطموحات الجيوسياسية مثل مبادرة الحزام والطريق.

وهناك دول كثيرة، تزايد الشعور لديها بأن الديمقراطية الليبرالية لم تعد تُلبي طموحات الشعوب، مما أدى إلى صعود التيارات اليمينية والقومية، كما نرى في أمريكا وأوروبا.

نشهد حروبًا بالوكالة في عدة مناطق مثل أوكرانيا، واليمن، والسودان، وسوريا، وأفريقيا. الدول الكبرى تتجنب المواجهة المباشرة وتلجأ لدعم أطراف محلية.

 والحديث عن النظام الدولي الحالي الذي يُعد غير فعّال في حل النزاعات، خاصة مع هيمنة الدول الخمس دائمة العضوية، ما يدفع الكثيرين للمطالبة بإصلاحات جوهرية.

وظهور ادوات عديدة شكلت جزء من تغير العالم منها الذكاء الاصطناعي، والهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي أصبحت أدوات جديدة في السياسة. والحروب الحديثة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالمعلومة والبيانات أيضًا.

وتغير المناخ ادى إلى نزاعات على المياه، والغذاء، والهجرة الجماعية، مما يفرض تحديات جديدة على الأمن العالمي ويعيد تشكيل أولويات السياسات الخارجية للدول.

هذه ملامح عابرة عن تغير العالم، ومجاهل السياسية العميقة، أردنا ان نفتح بعضا منها لعلماء الدراسات الاستراتيجية والأكاديميين للكتابة عن ما يحدث من تغييرات في عالم اليوم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: النظام الدولی

إقرأ أيضاً:

قيادي بـ مستقبل وطن: اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين يذكّر العالم بمسؤولياته

أكّد جمال الخضري، القيادي بحزب مستقبل وطن، في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن هذه المناسبة تمثل منصة دولية لتجديد التأكيد على عدالة القضية الفلسطينية، وإحياء الوعي العالمي بمظلومية شعبٍ يواجه الاحتلال منذ عقود مديدة، ويقدّم نموذجاً فريداً في الصمود والإصرار على نيل حقوقه الوطنية المشروعة.

وقال الخضري إن هذا اليوم لا يجب أن يظل رمزياً، بل ينبغي أن يتحوّل إلى نقطة انطلاق لخطوات عملية نحو إنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام العادل، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أن مصر كانت وما زالت حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر مساعيها الدبلوماسية لوقف التصعيد وحماية المدنيين، أو من خلال جهودها المتواصلة لتثبيت التهدئة وفتح مسارات الحوار، بالإضافة إلى دورها التاريخي في ملف المصالحة الفلسطينية، ومواقفها الإنسانية في دعم غزة وتخفيف آثار الحصار والاعتداءات.

وأشار الخضري إلى أن التحركات المصرية الأخيرة على المستويين الإقليمي والدولي تعكس التزاماً ثابتاً لا يتغير، يؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، بل قضية هوية وعمق استراتيجي وأمن قومي عربي.

واختتم قائلاً: "في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين، نوجّه التحية لكل صوت حر في العالم يقف مع الحق الفلسطيني. 

ونؤكد أن دعم الدول العربية وفي مقدمتها مصر هو ركيزة أساسية لصمود شعبنا، وأننا ماضون بثبات حتى تتحقق العدالة وتُرفع راية الحرية فوق أرض فلسطين."

طباعة شارك جمال الخضري حزب مستقبل وطن منصة دولية الشعب الفلسطيني غزة

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكولومبي: إغلاق المجال الجوي لفنزويلا غير قانوني ويهدد النظام الدولي
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر: السودان على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان
  • برنامج الأغذية العالمي: السودان في واحدة من أسوأ أزمات الجوع عالميًا
  • قيادي بـ مستقبل وطن: اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين يذكّر العالم بمسؤولياته
  • وصول الخبير العالمي أوفه هون لبدء معسكر منتخب الرمح.. وحاتم فوده: سنواصل دعم لاعبينا
  • حماس تصدر بيانا باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
  • يوم التضامن العالمي مع فلسطين.. الأردنيون يجددون العهد
  • أبو العينين لـ«المحررين البرلمانيين»: مصر أصبحت صوت الاستقرار وتحظى باحترام المجتمع الدولي بفضل سياستها المتوازنة
  • أبو العينين لـ المحررين البرلمانيين: مصر أصبحت صوت الاستقرار وتحظى باحترام متزايد في المجتمع الدولي بفضل سياستها المتوازنة