جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-24@17:23:05 GMT

العالم يتغير

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

العالم يتغير

د. طارق عشيري

يشهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات سياسية عميقة تعكس تغيرًا في موازين القوى ونمط إدارة العلاقات الدولية. فبعد عقود من الهيمنة الغربية وقيادة النظام الدولي بقيادة أحادية، بدأت ملامح نظام عالمي جديد تتشكل، تتعدد فيه الأقطاب وتتصاعد فيه التحديات العابرة للحدود.

وقد أسهمت الأزمات الكبرى، مثل جائحة كورونا، الحرب في أوكرانيا، وتصاعد النزاعات في مناطق متعددة، في كشف هشاشة النظام الدولي التقليدي، ودفعت الدول والمنظمات إلى إعادة النظر في استراتيجياتها.

في هذا السياق، أصبحت مفاهيم السيادة، التعاون الدولي، والمصلحة القومية تأخذ أشكالًا جديدة، مما يفرض قراءة جديدة للواقع عالميا.

وفي ظل هذا التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، بات من الواضح أن الخريطة السياسية الدولية لم تعد كما كانت؛ إذ لم تعد القوى التقليدية تحتكر القرار العالمي، وظهور قوى أخرى مثل الصين والهند وروسيا غيّر ملامح المعادلات القديمة. إلى جانب ذلك، فإن الأزمات المتلاحقة، من جائحة كورونا إلى الحروب الإقليمية، كشفت عن عمق الخلل في النظام العالمي، وعجز المؤسسات الدولية عن مواكبة حجم التحديات.

ومنذ نهاية الحرب الباردة وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت السياسة العالمية تتسم بثبات نسبي وهيمنة واضحة للولايات المتحدة. أما اليوم، فقد دخل العالم مرحلة جديدة تتسم بالتعددية القطبية، وعودة الصراعات الجيوسياسية، وانقسام الرؤى حول النظام الدولي. هذه التغيرات ليست طارئة، بل هي نتيجة تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية أعادت تشكيل المشهد العالمي.

بينما تعاني دول من ويلات الحروب والأزمات، وتحتدم المنافسة بين القوى الكبرى على النفوذ والسيطرة، تتغير قواعد اللعبة السياسية في العالم. فالتحالفات تتحول، والثقة في المؤسسات الدولية تتآكل، والقرارات المصيرية أصبحت رهينة لموازين القوى بدلًا من القيم العالمية المشتركة. في هذا الواقع الجديد، يتعين علينا أن نعيد النظر في فهمنا للسياسة العالمية وأدواتها.

تغيّر السياسة العالمية أصبح من أبرز سمات العصر الحديث، ويتأثر بعدة عوامل متشابكة، منها الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية والعسكرية.

وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، سيطرت أمريكا على المشهد العالمي كقوة وحيدة، لكن الآن تظهر قوى جديدة مثل الصين، وروسيا، والهند، وحتى تكتلات إقليمية كالاتحاد الأوروبي والبريكس، مما يعيد تشكيل ميزان القوى نحو عالم متعدد الأقطاب.

الصين أصبحت منافسًا اقتصاديًا واستراتيجيًا مباشرًا للولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا، والتمويل الدولي، والطموحات الجيوسياسية مثل مبادرة الحزام والطريق.

وهناك دول كثيرة، تزايد الشعور لديها بأن الديمقراطية الليبرالية لم تعد تُلبي طموحات الشعوب، مما أدى إلى صعود التيارات اليمينية والقومية، كما نرى في أمريكا وأوروبا.

نشهد حروبًا بالوكالة في عدة مناطق مثل أوكرانيا، واليمن، والسودان، وسوريا، وأفريقيا. الدول الكبرى تتجنب المواجهة المباشرة وتلجأ لدعم أطراف محلية.

 والحديث عن النظام الدولي الحالي الذي يُعد غير فعّال في حل النزاعات، خاصة مع هيمنة الدول الخمس دائمة العضوية، ما يدفع الكثيرين للمطالبة بإصلاحات جوهرية.

وظهور ادوات عديدة شكلت جزء من تغير العالم منها الذكاء الاصطناعي، والهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي أصبحت أدوات جديدة في السياسة. والحروب الحديثة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالمعلومة والبيانات أيضًا.

وتغير المناخ ادى إلى نزاعات على المياه، والغذاء، والهجرة الجماعية، مما يفرض تحديات جديدة على الأمن العالمي ويعيد تشكيل أولويات السياسات الخارجية للدول.

هذه ملامح عابرة عن تغير العالم، ومجاهل السياسية العميقة، أردنا ان نفتح بعضا منها لعلماء الدراسات الاستراتيجية والأكاديميين للكتابة عن ما يحدث من تغييرات في عالم اليوم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: النظام الدولی

إقرأ أيضاً:

مصر تبهر العالم .. اكتشاف مدينة أثرية جديدة في الشرقية

دائما ما تكشف مصر عن كنوزها وتاريخها ففى اكتشاف أثري جديد كشف عن بقايا مدينة "إيمت" القديمة، الواقعة بمنطقة "تل الفرعون" أو "تل نباشة" بمحافظة الشرقية،و  يرجح أن تاريخها يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

مدينة إيميت ..اكتشاف أثري جديد بتل الفرعون في الشرقيةاكتشاف أثري هام في دلتا النيل

وجاء الإعلان عن الكشف في ختام موسم الحفائر الذي أجرته بعثة أثرية بريطانية من جامعة مانشستر، حيث تم العثور على مجموعة من المباني السكنية والتجارية وأدلة معمارية توثق نمط الحياة في هذه المدينة، التي كانت من بين المراكز السكنية المهمة في شمال مصر خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر.

الكشف عن أطلال مدينة "إيمت" القديمة

و استعانت البعثة بتقنيات الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الصناعية، التي كشفت عن تجمعات كبيرة من الطوب اللبن تحت الأرض. 

وأسفرت الحفريات عن العثور على بقايا منازل برجية متعددة الطوابق، جُهزت بأساسات سميكة لتحمل الأوزان، بالإضافة إلى منشآت لتخزين الحبوب وأخرى لإيواء الحيوانات.

وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هذا النمط المعماري يرتبط بفترة زمنية تمتد من العصر المتأخر وحتى العصر الروماني، ويظهر بشكل خاص في مناطق دلتا النيل.

أهمية مدينة "إيمت"

وأوضح الدكتور نيكي نيلسن، مدير البعثة الاستكشافية، أن مدينة "إيمت" كانت تُعد أحد أبرز المراكز السكانية في الوجه البحري، واحتضنت معبدا ضخما مكرسا لعبادة المعبودة "واجيت"، ما تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع. 

وأضاف أن "هذا الكشف يساهم في استكمال الصورة الأثرية والتاريخية للمنطقة ويمهّد الطريق لمزيد من الدراسات المستقبلية".

ويُشار إلى أن معبد "واجيت" شهد عمليات ترميم وإعادة استخدام في أكثر من عصر، حيث أعيد بناؤه خلال حكم الملك رمسيس الثاني، ولاحقًا في عهد الملك أحمس الثاني، بينما جرى استخدامه كمحجر خلال الفترة الأخمينية.

تماثيل أثرية بارزة

وعثرت البعثة في محيط المعبد على تماثيل جنائزية ونقوش حجرية تمثل الإلهين "حورس" و"بس"، فضلًا عن آلة موسيقية برونزية من نوع "سيستروم" تزينها رؤوس المعبودة "حتحور". 

كما تم اكتشاف أرضية واسعة من الحجر الجيري وبقايا عمودين كبيرين من الطوب اللبن، يُرجّح أنهما كانا جزءًا من مبنى شُيّد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر ومعبد "واجيت"، قبل أن يخرج من الخدمة منتصف العصر البطلمي.

إضافة نوعية إلى خريطة الآثار المصرية

وتعد مدينة “إيمت” إضافة نوعية إلى خريطة الآثار المصرية، خاصة في منطقة الدلتا التي لم تحظ بعد بنفس القدر من الحفريات المنظمة كما هو الحال في صعيد مصر. 

ويحمل اسم “إيمت” دلالات لغوية قد تعني "البلدة" أو "مكان الإقامة"، بما يعكس عمق الموروث الحضاري في التسمية.

طباعة شارك اكتشاف أثري جديد إيمت مدينة إيمت مدينة إيمت القديمة اكتشاف أثري هام في دلتا النيل أطلال مدينة إيمت القديمة واجيت

مقالات مشابهة

  • التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات
  • صندوق الأزمات المصرفية.. آلية قانونية جديدة لحماية النظام المالي من الانهيار
  • مستشار كوفي أنان: القضية الفلسطينية مؤشر واضح على انهيار النظام الدولي
  • علماء صينيون يجدون طريقة جديدة لاصطياد الكوكب التاسع
  • لماذا أصبحت العلامات التجارية الفاخرة أغلى من أي وقت مضى؟
  • عراقجي: على المجتمع الدولی إدانة العدوان الأمیرکی فورا
  • وفاة مؤسس شركة فيديكس عن عمر ناهز 80 عامًا
  • هاني شنودة يهنئ شعوب العالم بعيد الموسيقى العالمي
  • مصر تبهر العالم .. اكتشاف مدينة أثرية جديدة في الشرقية
  • تطورات جديدة تقرب ميسي من دوري روشن