شدّد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أن العلاقة بين الدين والعلم ليست ميدان خصومة أو صراع، وإنما هي علاقة قائمة على التكامل والتعاضد، يتساندان لا يتنازعان، ويقود كلٌّ منهما الآخر إلى الهداية والصواب. جاء ذلك خلال كلمته في ندوة بعنوان «العلاقة بين الدين والعلم» نظّمتها جامعة الزقازيق.

أوضح فضيلة المفتي أن ما يُظن أحيانًا من وجود تعارض بين الوحي والعقل، أو بين الدين والعلم، ما هو إلا وَهْمٌ صنعته عقول قاصرة أساءت الفهم عن الله وعن مقاصد الشرع، فاختزلت الدين في الغيبيات، والعلم في الماديات، مؤكدًا أن الخلل لا يعود إلى جوهر العلم أو حقيقة الدين، بل إلى قصور في إدراك البعض لطبيعة كل مجال وحدوده ومجالات التداخل والاستقلال فيه.

وأكد فضيلته أن سوء الفهم الحاصل في هذا الباب يرجع في كثير من الأحيان إلى غياب التصور الصحيح لطبيعة العلاقة بين العقل والنقل، فكلٌّ منهما له مجاله الخاص، يتحرك فيه باستقلال أو تداخل، لكن مصدرهما في النهاية واحد، هو الله عز وجل؛ فالوحي هداية من الله، والعقل نفحة ربانية، وبهما معًا تتحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وتُعمّر الأرض بأدوات الفهم والتدبر، مشيرًا إلى أن استحضار العقل لفهم الوحي شرط رئيسي للانتفاع به، وأن تعطيل العقل يقود للجمود، كما أن إقصاء الدين يفضي للتيه، أما الجمع بينهما فهو طريق التوازن والهداية.

مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان مصدر لبناء الحضاراتمفتي الجمهورية يزور محافظة الشرقية ويلقي ثلاث محاضرات للطلابمفتي الجمهورية يبحث الحفاظ على هوية المسلمين في البلدان متعددة الثقافاتمفتي الجمهورية: برامج خاصة لتدريب الأئمة والمفتين في جيبوتي.. صور

ونوّه فضيلته إلى أهمية التمييز بين حدود العلم الطبيعي ومجالات الدين الإلهي، فالعلم مهما تقدّم يظل عاجزًا عن الإحاطة بكل شيء، وهناك حقائق كبرى – كحقيقة الروح – لا تزال عصيّة على أدواته، بينما يمتد الدين إلى مساحات الوجدان والمعنى والمقصد، مستنكرًا الظن الخاطئ بأن الدين يعارض العلم، وهو في حقيقته كان سابقًا إليه في كثير من أخلاقياته وأصوله.

واختتم مفتي الجمهورية كلمته بالتنبيه إلى خطأ شائع يتمثل في إخضاع النصوص الدينية للنظريات العلمية، مؤكدًا أن النظرية تظل محل نقاش وتطور، بخلاف الحقيقة العلمية الثابتة، ومن ثم لا ينبغي أن يُعلّق الدين على فرضيات لم تُحسم بعد، بل يجب أن يبقى الدين هو الميزان، والعقل الأداة، والعلم معينًا على الفهم والعمران.

من جانبه، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن تقديره الكبير لفضيلة المفتي، مشيدًا بأهمية الندوة لما تحمله من رسائل مهمة في مسيرة بناء الإنسان، مؤكدًا أن العلم والدين يمثلان جناحي النهضة، فبالعلم تُبنى الحضارات، وبالدين تُصان القيم ويُهذّب السلوك، موضحًا أن دار الإفتاء تقوم بدور بارز في تعزيز الوعي الديني ومجابهة الفكر المتطرف، ضمن جهود الدولة لبناء الإنسان المصري فكريًا وثقافيًا.

أما  الدكتور خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، فقد ثمّن مشاركة فضيلة المفتي، معبرًا عن اعتزازه بجهوده في نشر قيم التسامح والوسطية، مشيرًا إلى أن اللقاء يُعد فرصة ثمينة لطلاب الجامعة للاطلاع على رؤى العلماء، داعيًا إلى تكامل أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية لبناء وعي وطني مستنير قادر على مواجهة التحديات.

شهد الفعالية عدد من القيادات الجامعية والتنفيذية، من بينهم المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد الدرندلي، رئيس الجامعة، والدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع، والدكتور هلال عفيفي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إضافة إلى عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية جامعة الزقازيق الدين والعلم محافظ الشرقية رئیس الجامعة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش الحوكمة الإلكترونية للموارد الذاتية للجامعة

عقد الدكتور أحمد عكاوى، رئيس جامعة جنوب الوادى، اجتماعا لمناقشة آليات تطبيق الحوكمة الإلكترونية للموارد الذاتية للجامعة وتحقيق الاستخدام الأمثل لها، بما يخدم العملية التعليمية والبحثية، بحضور الدكتور جمال عبد الله عميد كلية العلوم، وطروب طلبة آمين الجامعة، وعبد الرازق حسين آمين الجامعة المساعد، والدكتور ربيع محمد محمد بكلية العلوم ومحمد عز الدين محمد مدير إدارة الصناديق، وعماد عبد الحميد مدير ادارة الوحدات ذات الطابع الخاص ومحمد عبده مدير وحدة التحصيل الالكترونى،

وخلال الاجتماع، شدد رئيس الجامعة على ضرورة الإدارة الرشيدة للصناديق الخاصة وفقًا للوائح والقوانين، مع التأكد من توجيه الموارد المالية إلى الأغراض التي أُنشئت من أجلها، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الكفاءة والفعالية.

وأعلن الدكتور أحمد عكاوى، عن تنفيذ حصر شامل لجميع الصناديق الخاصة والوحدات ذات الطابع الخاص داخل الجامعة، بهدف ضبط العمل بها وتوحيد معايير الإدارة والرقابة المالية، مشددًا على أن أي وحدة أو صندوق يتقاضى رسومًا من المستفيدين سيتم تزويده بشاشة إلكترونية تفاعلية تُعرض من خلالها الإيرادات والمصروفات بشكل دوري.

وأوضح رئيس الجامعة، أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة الجامعة لتوفير شفافية كاملة أمام المجتمع الجامعي، وإتاحة بيانات مالية دقيقة تُسهم في ترسيخ الثقة، وتدعم القرارات الإدارية المستقبلية. كما أشار إلى أن تطبيق الشاشات الإلكترونية سيبدأ تدريجيًا ليشمل جميع الصناديق والوحدات ذات الإيرادات، مع متابعة دقيقة لضمان استدامة التحديثات والالتزام بالمعايير.

وأكد رئيس الجامعة، أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الإجراءات التطويرية في مجال الإدارة المالية والرقابة، بما يجعل جامعة جنوب الوادى نموذجًا يحتذى به في مؤسسات التعليم العالي من حيث النزاهة والشفافية وحسن إدارة الموارد.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة دمنهور يبحث استعدادات الجامعة لإطلاق مبادرة كن مستعدا بنسختها الثانية
  • رئيس جامعة بنها يشهد حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب علوم الرياضة
  • رئيس المؤسسة الوطنية للنفط يبحث مع رئيس جامعة بنغازي سبل التعاون المشترك
  • ضبط 30 توك توك غير مرخص ومخالف لخطوط السير في الزقازيق
  • بعد انتقادات لتطبيق مبدأ التنافسية.. رئيس جامعة قطر: قبول جميع القطريين المستوفين لمعدلات القبول
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يبحث آليات تسويق البرمجيات والتطبيقات المنتجة
  • مجلس جامعة بني سويف يناقش كافة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش الحوكمة الإلكترونية للموارد الذاتية للجامعة
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش الحوكمة الإلكترونية للموارد الذاتية
  • رئيس جامعة بنها يستعرض إنجازات العام الدراسي ٢٠٢٤-٢٠٢٥