حجم الإنجاز في مشروع تطوير مراكز شباب شمال سيناء.. تقرير يوضح «فيديو»
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
شهدت شمال سيناء تحولات كبيرة في مختلف القطاعات، وخاصة قطاع الشباب، حيث تم تطوير 66 مركز شباب موزعة على مختلف مدن المحافظة، من بينها مركز شباب الشيخ زويد، الذي أصبح نموذجًا للتطوير الرياضي والثقافي.
وتحدث كريم كمال، مراسل «إكسترا نيوز» من الشيخ زويد، عن جهود التطوير التي شهدها مركز شباب الشيخ زويد، والذي بدأ في عام 2022 بعد إعلان الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بدء عملية إعادة تأهيله.
ونوه إلى أن المركز الذي يعد أحد المراكز الحيوية في المدينة، يضم ملاعب كرة القدم، الطائرة، وصالة رياضية، فضلًا عن حديقة ترفيهية للأطفال، ليكون نقطة التقاء للشباب بمختلف اهتماماتهم.
كما أوضح أن المساحة الإجمالية للمركز تصل إلى 54 ألف متر مربع، وتشمل ملاعب كرة قدم قانونية، ملاعب خماسي، بالإضافة إلى مرافق رياضية متنوعة.
وأشار إلى أن المركز سيُتسلم مبدئيًا بعد إيقافه لعدة سنوات بسبب الأحداث التي مرت بها المدينة، مضيفا أن إعادة تأهيل المركز تُعد خطوة أساسية نحو تنمية وتثقيف الشباب، وتوفير بيئة صحية ومناسبة لهم للمشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، مع التأكيد على دوره في تنمية المجتمع وإعداد جيل قادر على المساهمة في بناء مصر المستقبل.
اقرأ أيضاًلجنة وزارة الشباب والرياضة تتولى التفتيش على مراكز الشباب والأندية بشمال سيناء
مركز شباب الشهيد أحمد منسي بشمال سيناء يصعد لدور الـ 8 من نهائيات دوري مراكز الشباب
مركز شباب الشهيد أحمد منسي يصعد إلى نصف نهائي دوري مراكز شباب حياة كريمة بشمال سيناء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة مركز شباب الشيخ زويد قطاع الشباب مرکز شباب
إقرأ أيضاً:
رجل الظل: من التخطيط خلف الكواليس إلى قيادة الإنجاز في الميدان
بقلم : رشــيد الشــمري ..
في مشهدٍ يتعطّش فيه العراقيون إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية، ظهرت تجربة “الجهد الخدمي والهندسي” كأحد أكثر النماذج الحكومية ديناميكية وتأثيرًا خلال السنوات الأخيرة. هذا الجهد، الذي تحوّل إلى عنوانٍ للأمل في المناطق المنسية، لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسار طويل من الخبرة والتخطيط والرؤية العملية.
فمنذ تسلُّم حكومة السيد محمد شياع السوداني زمام الأمور في أواخر عام 2022، شهد الشارع العراقي تحولًا نوعيًا في طريقة معالجة الملف الخدمي. وكانت الانطلاقة عبر تشكيل فريق الجهد الخدمي والهندسي، الذي ضم وزارات الدولة الخدمية والأمنية، ونزل ميدانيًا إلى أحياء كانت تعاني لسنوات من الإهمال.
ولكن، ما لا يعرفه كثيرون أن بذور هذه الفكرة وملامحها الأولى رُسمت في عقول رجال عملوا بصمت خلف الكواليس، في مقدمتهم المهندس جابر عبد خاجي الحساني. فهو “رجل الظل” الذي صار في الواجهة. لأكثر من عشر سنوات من العمل كوكيل فني في وزارة الإعمار والإسكان، ظلّ الحساني يتابع عن كثب احتياجات المدن، ويضع حلولًا عملية لمشاكل الخدمات، ويدير مشاريع البنى التحتية في بغداد والمحافظات. بخبرته الواسعة واحتكاكه اليومي بمطالب الناس، كان من أوائل من نادوا بضرورة تشكيل جهد هندسي ميداني موحد، يتجاوز البطء الإداري ويركز على الإنجاز الفعلي.
وعندما حان الوقت، جاء تعيينه رئيسًا لفريق الجهد الخدمي والهندسي، ليمنحه الفرصة لترجمة رؤيته إلى واقع. ومعه، بدأ الفريق ينفّذ لا يخطط فقط، ويخدم ولا يكتفي بالوعد، حتى بات الناس في المناطق العشوائية والقرى المحرومة يشاهدون فرق الدولة تُعبّد الطرق، وتصلح المجاري، وتعيد الكهرباء والماء، دون الحاجة إلى مناشدات إعلامية أو وعود انتخابية.
لقد تمكن الفريق – خلال ثلاث سنوات فقط – من تنفيذ أكثر من 697 مشروعًا خدميًا في مختلف المحافظات، منها 468 مشروعًا أُنجز بالكامل، في حين يجري العمل على ما لا يقل عن 200 مشروع جديد للعام الحالي.
وشملت الأعمال تمديد أكثر من 1.4 مليون متر من شبكات المجاري، و1.3 مليون متر من أنابيب الماء، وتبليط أكثر من 8 ملايين متر مربع من الشوارع، و4 ملايين متر مربع من الأرصفة والمقرنص.
وتبرز منطقة الشاكرية (شاكر العاني) في بغداد مثالًا حيًّا على ذلك. ففي تشرين الثاني 2022، بدأت فرق الجهد أعمالها هناك، وتم إنجاز كامل المشروع بنسبة 100%، متضمّنة شبكات الماء والمجاري، الكهرباء، الطرق، المدارس، والخدمات الصحية. وافتُتحت رسميًا كمثال لتحوّل منطقة عشوائية إلى حي نموذجي دون الحاجة إلى وعود انتخابية.
وفي قاطع بلدية الشعب (الرصافة)، شملت العمليات مناطق مثل حي الكوفة، المصطفى، الصدرين، الكوثر، الباقر، وأحياء زراعية في حي الجزائر، حيث وصلت نسب الإنجاز في بعضها إلى 90%، وتم افتتاح 20 منطقة بشكل كامل.
ما يُميّز هذه التجربة أنها لم تكن مجرد مشروع خدمي، بل نموذج حوكمة جديدة، أعاد ثقة المواطن بالدولة. فالمواطن الذي طالما شعر بالخذلان تجاه الخدمات، بدأ يرى مؤسسات الدولة تتحرك باتجاهه، دون تأخير أو واسطة. وهذا الإنجاز لا يُنسب إلى فريق العمل فقط، بل إلى رؤية مبكرة تبنّاها رجال ميدانيون أمثال المهندس جابر الحساني، الذين آمنوا بأن كرامة المواطن تبدأ من حقوق مثل الماء والكهرباء، والشوارع وشبكات المجاري، وخدمة تصل حيث يجب أن تصل.
إن تجربة الجهد الخدمي والهندسي لا تمثل مجرد مشروع ناجح، بل تعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة الخدمية في العراق. وهي شهادة حيّة على أن النجاح لا يولد من الفراغ، وأن ما تحقق اليوم من إنجازات ميدانية هو انعكاس لرؤية رجل آمن بأن “الخدمة ليست شعارًا يُرفع، بل مسؤولية تُمارس”، وبأن مكان المسؤول الحقيقي هو بين الناس، لا خلف الجدران.
ومن هنا، يبقى هذا المشروع شاهدًا حيًا على أن الوفاء لفكرة صادقة يمكن أن يصنع فرقًا في حياة الناس.