اعتقد أنه يستفزه.. مقتل طفل على يد شاب معاق ذهنياً بضربة حجر في الفيوم
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
شهدت قرية جردو التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، جريمة مأساوية، حيث لقي طفل مصرعه على يد شاب معاق ذهنياً بعدما ضربه بحجر "بلوك" على رأسه، مما أدى إلى وفاته في الحال. تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى إطسا المركزي، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت الجهات المختصة لمباشرة التحقيق.
تلقى اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطاراً من العميد محمد ثابت عطوة، مأمور مركز شرطة إطسا، يفيد بورود بلاغ بمصرع طفل إثر اعتداء من شاب معاق ذهنياً بسبب لعب الأطفال.
على الفور، انتقلت قوة من مباحث المركز بقيادة الرائد هيثم طلبة، رئيس المباحث، إلى مكان الحادث. وكشفت التحريات الأولية أن الضحية يدعى "يوسف هـ. ب"، 8 سنوات، وأن الجاني يدعى "رمضان أ. خ"، 35 سنة، معاق ذهنياً، حيث اعتقد الأخير أن الطفل كان يحاول استفزازه أثناء لهو الأطفال، فقام بضربه بحجر "بلوك" على رأسه، مما أودى بحياته على الفور.
تم نقل جثمان الطفل إلى مشرحة مستشفى إطسا المركزي تحت تصرف جهات التحقيق، فيما حررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بتسليم الجثمان لذويه عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية، وكلفت المباحث الجنائية بالتحري حول ملابسات الحادث واستكمال التحقيقات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار الفيوم حوادث الفيوم محافظة الفيوم مركز إطسا مستشفى إطسا المركزي معاق ذهنيا مقتل طفل معاق ذهنیا
إقرأ أيضاً:
ترامب يغامر بضربة ضد إيران
في مشهد بدا كأنه عرض عسكري في السماء الإيرانية، نفذت الولايات المتحدة غارة جوية دقيقة وموسعة فجر الأحد، استهدفت مواقع رئيسية في البرنامج النووي الإيراني، وتحديدًا في فوردو وأصفهان ونطنز، بعد تسعة أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل. العملية فاقت توقعات حتى بعض المسؤولين الإسرائيليين، وأظهرت أن الجيش الأمريكي، رغم فوضوية عهد ترامب، ما زال يمتلك القوة والدقة والقدرة التي لا تُضاهى.
ورغم أن ترامب تحدث بعد الغارة عن رغبته في تسوية سلمية عبر القنوات الدبلوماسية، إلا أن خطوته دفعت الولايات المتحدة إلى حافة هاوية خطيرة. ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين درسوا إمكانية ضرب المواقع النووية الإيرانية، لكنهم جميعًا امتنعوا عن التنفيذ، لعلمهم أن أي تدخل عسكري في الشرق الأوسط لم يؤتِ ثماره منذ ثمانينيات القرن الماضي.
في خطابه المتلفز بعد ساعتين من الغارة، طالب ترامب فعليًا باستسلام إيران، قائلاً: «إيران، متنمّر الشرق الأوسط، عليها الآن أن تصنع السلام. وإن لم تفعل، فالهجمات القادمة ستكون أعنف وأسهل بكثير». مثل هذا الخطاب المتغطرس لم يكن يومًا مجديًا مع القيادة الإيرانية. لكن نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، اختار نبرة أكثر هدوءًا في ظهوره صباح الأحد على قناة (آي. بي. سي) قائلاً: «لسنا في حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي».
وأوضح: «الرئيس يريد الآن الدخول في عملية دبلوماسية- ما نريده هو أن تأتي إيران إلى طاولة التفاوض، وأن تتخلى عن برنامجها النووي على المدى الطويل. وإذا أقدمت على ذلك، ستجد شريكًا راغبًا في الولايات المتحدة الأمريكية».
منذ فبراير، مارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا على ترامب للانضمام إلى حملة عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية. لكن ترامب فضل لعدة أشهر محاولة التوصل إلى اتفاق يضمن إيقاف البرنامج دون استخدام القوة. وأشار فانس إلى أن البيت الأبيض كان متفائلًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق في مارس، عندما بدت إيران وكأنها تقدم تنازلات.
لكن مع مرور الوقت، اقتنع ترامب، بحسب فانس، أن «الإيرانيين يماطلون». وحتى الأسبوع الماضي، كان ترامب يبدو مترددًا، معلنًا أنه سيمنح نفسه أسبوعين لاتخاذ القرار. ربما كانت هذه مهلة مخادعة. فقد أكد فانس أن قرار القصف لم يُتخذ إلا قبل التنفيذ بلحظات.
طرح ترامب على إيران عرضًا ضمنيًا مفاده إذا تخلّت إيران عن برنامجها النووي بموجب تعهّد يمكن التحقق منه، فإن التجارة والاستثمار من الولايات المتحدة ودول الخليج ستزدهر بسرعة. وربما، في سيناريو متفائل، تنتهي الثورة الإسلامية التي بدأت عام 1979 إلى مصالحة مع أمريكا والغرب، بما في ذلك إسرائيل.
لكن الواقعية تفرض نفسها، فأغلب الظن أن إيران مقبلة على مرحلة من الفوضى الداخلية، تحاول خلالها القيادة الدينية، مدعومة بالحرس الثوري، إعادة فرض السيطرة على بلد أُهين بفعل الهجمات الإسرائيلية والأمريكية، وفقد قادته العسكريين الأبرز. قد يغضب الشعب الإيراني من ضعف قيادته، لكن النظام ما زال يمتلك شبكات بنتها على مدار عقود.
ما ينتظر المنطقة ليس حربًا لا تنتهي، بل حلقة جديدة من الفوضى التي لا تهدأ. وفي الشارع الإسلامي، الذي يتألم أصلًا من المأساة الفلسطينية في غزة، سيكون لهذه الضربة الأمريكية سبب إضافي للامتعاض، حتى وإن شعر بعض قادة المنطقة سرًّا بالارتياح لتراجع الخطر النووي الإيراني.
ويبقى عنصر الغموض الأكبر: هل ستتجه إسرائيل نحو اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي؟ أم ستتخذ خطوات لتسريع تغيير النظام؟ أي مشروع إسرائيلي لتغيير النظام لن يجلب بالضرورة حكومة معتدلة في طهران، بل ربما مزيدًا من الفوضى.
وفي المقابل، ستضطر إسرائيل إلى مراقبة الوضع باهتمام بالغ، خوفًا من أن تعيد إيران بناء برنامجها النووي بسرعة، أو الأسوأ من ذلك، أن تسعى لصنع «قنبلة قذرة» باستخدام يورانيوم مخصب قرب المستوى المستخدم في الأسلحة النووية. إيران لديها خيارات أخرى غير تقليدية، فبعد ظهر الأحد، أعلن البرلمان الإيراني نيته إغلاق مضيق هرمز. قد يكون ذلك تهديدًا فارغًا، لكنه كافٍ لرفع أسعار النفط. وإذا أقدمت إيران على تنفيذ تهديدها، فكيف سترد الولايات المتحدة وحلفاؤها؟
هذا النوع من العواقب غير المتوقعة هو ما جعل رؤساء سابقين يترددون في استخدام القنابل الخارقة للتحصينات.
سيعترض الديمقراطيون على تجاهل ترامب للكونجرس وعدم طلب تفويضه قبل الهجوم. لكن السؤال الأخطر هو: لماذا اختار ترامب أن يثق بالمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية بدلًا من المعلومات الأمريكية؟ فعندما سأله صحفي يوم الجمعة: «ما هي الأدلة على أن إيران تبني سلاحًا نوويًا؟ أجهزة استخباراتك تقول إنه لا توجد أدلة»، أجاب ترامب: «حسنًا، إذًا أجهزتي الاستخباراتية مخطئة». وعلى أي أساس قال ذلك؟
أحد كبار أعضاء الكونغرس قال لي الأحد إن لجان الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ ستفتح تحقيقًا في هذا الأمر. وأضاف: «إذا كانت أجهزتنا مخطئة، فعلينا أن نعرف السبب. وإذا كان الرئيس قد اختار الوثوق بمعلومات استخباراتية أجنبية بدلًا من معلومات بلده، فعلينا أن نفهم لماذا».
على ترامب أن يخفف من لهجة النصر، لأن المشهد الراهن لا يزال غير واضح. تصريحاته تذكّرنا بعبارة الرئيس جورج بوش الابن عام 2003: «المهمة أنجزت»، التي ثبت لاحقًا أنها كانت سابقة لأوانها وخاطئة.
الخلاصة الواقعية هي أن ترامب كسب، بغض النظر عن النتائج القادمة، نفوذًا غير ملموس يأتي من استخدام القوة العسكرية. فمع تفاقم الأزمة الإيرانية خلال الأسبوع الماضي، لم تقم روسيا ولا الصين بدور حاسم، وكذلك أوروبا. وعلى عكسهم، اتخذ ترامب القرار. وسيسجّل هذا التحرك في حسابات بكين وموسكو، وأيضًا في عواصم الحلفاء مثل طوكيو وتايبيه وأبو ظبي، التي تتابع باهتمام قدرة أمريكا على الاستمرار في لعب دورها العالمي.
ديفيد إغناتيوس كاتب مقال في الشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن بوست. وأحدث رواياته بعنوان المدار الشبحي.