شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: قبل الانفجار الشعبي بقليل
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
- في حفل زفاف ابنة اللواء أبو الوفا رشوان وجدت المشير غاضبًا
- قلت لعمر سليمان: الاحتقان في البلاد قد يؤدي إلى الانفجار فابتسم ولم يعلق
- التقيت جمال مبارك وشكوت له من تقسيم دائرتي
كان عام 2010 هو أكثر الأعوام إثارة القلاقل قبيل أحداث ثورة 25 من يناير 2011، الاحتجاجات تتزايد في الشوارع، الوقفات الفئوية سادت العديد من المؤسسات والشركات والمصالح مطالبة بزيادة الأجور والحوافز، حركة كفاية رفعت شعار: «لا للتمديد.
كان الجميع على ثقة أن الأوضاع في البلاد تتدهور سريعًا، وأن البؤر الملتهبة سوف تتوحد في لحظة ما، وأن إسقاط صورة الرئيس مبارك خلال مظاهرات عمال المحلة التي أعدت لها حركة شباب 6 أبريل في 6 أبريل 2008، كانت مؤشرًا مهما على أن نظام حكم الرئيس مبارك بدأ يتهاوى.. وكانت سطوة رجل الأعمال أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الحاكم وممثله القوي تتزايد بدعم من السيد جمال مبارك، وحتى عندما تقدمت ببلاغ ضده إلى مكتب النائب العام وتولى المستشار مصطفى خاطر التحقيق فيه، لم يتحقق المراد منه، كان الجميع يتساءل: متى يحدث التغيير؟ خاصة وأن مقتل الشاب خالد سعيد في هذا الوقت جرى استغلاله على نطاق واسع، إذ جرى تكوين حركة «كلنا خالد سعيد» التي كان لها دورها في أحداث 25 من يناير، والتي أدت في النهاية إلى إسقاط النظام.
كان أحمد عز قد تمكن من خلال مجلس الشعب من تقسيم دائرة حلوان، التي كنت أمثلها داخل البرلمان، وكان الهدف إسقاطي في أية انتخابات مقبلة، خاصة إن انتخابات مجلس الشعب الجديدة كانت على الأبواب بعد نهاية دور الانعقاد الأخير في يونيو 2010.
شكوت كثيرًا، ولم أجد أية استجابة، لم يكن أمامي خيار سوى الاعتصام والإضراب عن الطعام داخل البرلمان، ما دفع بالآلاف من أبناء حلوان الزحف إلى مبنى البرلمان ومحاصرته، بعد أن تم إخراجي من الاعتصام وحملوني على الأكتاف وراحوا يهتفون ضد أحمد عز وضد تقسيم الدائرة بلا مبرر.
كانت الأجواء تنذر بحدوث شيء ما في المستقبل القريب، وفي هذا الوقت وتحديدًا في 13 من يونيو 2010 دعاني اللواء أبو الوفا رشوان رئيس سكرتارية رئيس الجمهورية، إلى حفل زفاف كريمته (مها)، والذي أقيم في قاعة السرايا بفندق «سيتي ستارز» بمدينة نصر.
وتربطني باللواء أبو الوفا رشوان علاقة وثيقة، فهو من أبناء محافظة قنا، التي أنتمي إليها، وينتمى إلى واحدة من أكبر العائلات في مركز أبو تشت، كما أن علاقتي ببعض أفراد الأسرة، ومنهم النائب المرحوم أحمد رشوان تعود إلى سنوات طوال، حتى قبيل أن يتولى اللواء أبو الوفا رشوان هذا المنصب الرفيع في رئاسة الجمهورية.
وقد كان اللواء رشوان، يتصل بي أحيانا، للرد على بعض الأمور التى كان الرئيس مبارك يريد توضيحها لي، أذكر أنني كنت في إحدى المرات ضيفًا على قناة «أوربت» مع الإعلامي القدير جمال عنايت، وكنت أتحدث عن صاحب عبارة السلام «ممدوح إسماعيل»، وقد تساءلت في اللقاء، من الذي عينه عضوًا بمجلس الشورى، ووفق أي معايير؟ وما أن خرجت من الاستوديو حتى وجدت اللواء رشوان يتصل بي، ويقول لي: «إن الرئيس مبارك شاهد الحلقة، ويريد أن يقول لك: إنه ليس هو الذى عَيَّنَ صاحب العبارة في مجلس الشورى، بل إن مَنْ رشحه لعضوية المجلس هو أحد قادة الحزب الوطني وذكر لي اسمه، وهناك وقائع أخرى عديدة سأسردها في مكانها في هذا الكتاب.
لقد لبيتُ الدعوة لحضور الفرح، وتواعدت مع اللواء عادل لبيب على اللقاء سويًا هناك، وذهبتُ للحفل مبكرًا، وبعد فترة من الوقت وصل المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، وجلسنا سويًا على مائدة واحدة، ودار بيننا حوار حول الأوضاع في مصر.
وكان المشير طنطاوي متألمًا كثيرًا من سوء الأوضاع في البلاد، وكان اللواء عمر سليمان يتحدث عن التحديات التي تواجه البلاد في الداخل والخارج، وقد تحدثتُ معهما في هذا المساء عن حالة الاحتقان التي تسود البلاد بسبب سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية، ودور بعض منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج في الإساءة لسمعة مصر خارج البلاد، وتقديم تقارير تحوى كثيرًا من الأكاذيب عن بعض الأوضاع المجتمعية السائدة في هذا الوقت.
بعد قليل، جاء د.فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، ودار الحديث حول دائرتي التي جرى تقسيمها، وأشهد أن الدكتور فتحي سرور كان متعاطفًا معي، وهو يتحدث حول هذا الأمر، بينما كان السيد عمر سليمان يستمع إلى ما كنت أقوله حول ما جرى وأسبابه.
وبعد وصول اللواء عادل لبيب انتقلتُ إلى المائدة التي يجلس عليها، ثم جاء السيد أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية - الليبية، ودار حوار بيننا، وفجأة وصل السيد جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية، وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم.
وبعد أن صافح عددًا من الحاضرين كان واقفًا بجوار المائدة التي أجلس عليها، وبعد أن انتهى من الحديث مع أحد الشخصيات المهمة، قمت بمصافحته، وتحدثت معه سريعًا عن دائرتي التي جرى تقسيمها، وكان ودودًا للغاية، وهو يستمع، واتفقنا على أن نلتقي في مكتبه بمقر الحزب الوطني على كورنيش النيل. كانت الموسيقى صاخبةً، فاقتربت منه لأستمع إلى كلماته، وأعطيته أذني باتجاه ما يقول، ثم مضيت إلى مكاني وهو جلس على مقعده.
بعد أيام قليلة اتصلت باللواء أبو الوفا رشوان، وطلبت منه مجموعةً من الصور لنشرها في صحيفة «الأسبوع» كنوع من المجاملة لأحد أبناء محافظتي، وبالفعل أرسل لي مجموعة كبيرة من الصور، وكان من بينها صورتي مع السيد جمال مبارك، وقمت بنشر الصورة المرسلة ضمن صور أخرى على صفحة كاملة في جريدة «الأسبوع»، ولم يكن هناك شيء لافت للنظر في صورتي مع جمال مبارك، ونحن واقفان، بدليل أنني أنا الذي اخترتها للنشر على صفحات «الأسبوع» في شهر يونيه 2010، ولم تلفت هذه الصورة نظر أحد من القراء، أو غير ذلك.
وبعد أحداث 25 يناير، وموقفي من وقائع ما جرى، وتحديدًا بعد خطاب مبارك في الأول من فبراير، ومطالبتي للمتظاهرين بإيجاد حل سلمي يقضي بتفويض عمر سليمان لإدارة الدولة لحين انتهاء الفترة الرئاسية لمبارك، ووقف التصعيد خوفًا من الفوضى والانهيار، إذا باللجان الإلكترونية تبدأ في استغلال صورتي مع جمال مبارك، ويتم التدخل فيها فنيًا لإظهاري، وكأنني أنحني لجمال مبارك، وهو أمر غريب، إذ كيف أفعل ذلك في فرح عام؟ وأمام الحاضرين؟ وكيف أقبل على نفسى ذلك وأنا المعروف بمعارضتي للنظام؟ وكيف أقبل ذلك أصلاً على كرامتي وتاريخي؟ لكنهم أرادوا اغتيالي معنويًا ردًّا على موقفي، خاصة أنهم استهدفوا في هذا الوقت كافة الشخصيات والرموز الوطنية، حتى لا يبقى في هذا البلد شخص يمكن الاعتداد به.
وينشر موقع «الجمهور» يوم «الجمعة» من كل أسبوع، شهادة الكاتب والبرلماني مصطفى بكري، عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها، خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي.
اقرأ أيضاً«مصطفى بكري»: الانتصار والتنمية على أرض سيناء إهداء لأرواح الشهداء
3 مليارات جنيه.. مصطفى بكري يكشف دور وزير التعليم لمواجهة مافيا الكتب الخارجية
بلاغ عاجل من مصطفى بكري لـ وزارة الداخلية ضد هذا الشخص على الهواء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى بكري اللواء عمر سليمان 25 يناير موقع الجمهور شهادات يرويها مصطفى بكري الرئیس مبارک فی هذا الوقت عمر سلیمان مجلس الشعب مصطفى بکری جمال مبارک
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: الهجوم الأمريكي على مفاعلات إيران النووية بداية للحرب.. وهذه هي الخيارات المطروحة للرد
أكد الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن القصف الأمريكي الذي استهدف المفاعلات النووية في إيران من شأنه أن يصعّد الأمور في المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، مشيرا إلى أن طهران لن تستلم أو تقبل بالهزيمة لأن ذلك سيترتب عليه سقوط النظام وهو ما سيجعلها تلجأ إلى عدة سيناريوهات خطيرة.
وقال بكري، في تغريدة عبر حسابه على إكس: الهجوم الأمريكي على المفاعلات النووية في فوردو وأصفهان ونطنز، هو بداية للحرب وليس نهاية لها.
وأضاف بكري، أن الخيارات المطروحة للرد على الهجوم الأمريكي، هي على الوجه التالي:
- رد إيراني غير تقليدي، يؤدي إلى توجيه ضربات قويه للقواعد الأمريكية في الخليج والعراق.
- إغلاق مضيق هرمز ومنع ناقلات النفط من العبور، وهو أمر من شأنه التسبب في كارثة اقتصادية عالمية.
- ضرب مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب.
- تصعيد حرب الصواريخ ضد أماكن حساسة داخل الكيان الإسرائيلي.
- دخول الأذرع الإيرانية إلى ساحة الحرب، بشكل من شأنه توسعة الحرب في المنطقة.
وتابع بكري: لا أظن أن إيران ستلتزم الصمت وتقبل بالهزيمة، لأن ذلك قد يقود إلى سقوط النظام وسيادة الفوضى، وهو أمر سيفتح الطريق أمام إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بأسره.
وواصل بكري: نحن في لحظة فارقة، ومصير المنطقة مرهون بتفاعلاتً الساعات القادمة، وقد باتت المنطقة كلها في خضم العاصفة التي من شأنها تغيير المعادلة.
وأردف بكري: الأحداث الراهنة تؤكد أن ترامب يخضع لتعليمات نتنياهو، على حساب المصالح الأمريكية في المنطقة، وما قام به فجر اليوم بضربه للمفاعلات الإيرانية الثلاث من شأنه أن يجعل المصالح الأمريكية هدفا.
واستكمل بكري: هذه الضربات تفتح الطريق أمام فوضى عارمة، وردود فعل غير محسوبة، وأضرار من شأنها أن تحدث انهيارات كبيره في المنطقة، تهدد أية إمكانية للسلام في المنطقة.
واختتم بكري قائلا: لا أتوقع أن تقبل إيران بالهزيمة والاستسلام، والرد على التصعيد الأمريكي قادم بكل تأكيد.
الهجوم الأمريكي على إيرانوكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد أسقطت خلال هجومها الليلي على إيران، 12 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأة فوردو باستخدام قاذفات شبحية طراز «بي 2 سبيريت»، وفقا لما صرح به مسؤول أمريكي لشبكة سي إن إن.
وقال المسؤول الأمريكي، إن الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية أطلقت 30 صاروخ كروز من طراز «توماهوك»، فيما أسقطت قاذفة شبحية قنبلتين خارقتين للتحصينات على منشأة نطنز.
وأشارت تقارير إخبارية، إلى أن الولايات المتحدة استخدمت قنبلة خارقة للتحصينات من طراز «جي بي يو 57»، التي تزن 30 ألف رطل وتحتوي على 6 آلاف رطل من المتفجرات.
ترامب يعلن تنفيذ هجوم ناجح على مواقع نووية في إيرانوكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن عبر منشور على حسابه بمنصة «تروث سوشيال»، عن تنفيذ هجوم «ناجح للغاية» استهدف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وهي فوردو، نطنز، وأصفهان.
وقال ترامب إن «جميع الطائرات المشاركة في العملية أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني»، مشيرًا إلى أن حمولة كاملة من القنابل أُسقطت على الموقع الرئيسي في فوردو، مؤكدًا عودة جميع الطائرات بسلام.
وأشاد ترامب بالقوة العسكرية الأمريكية، مضيفًا: «نُهنئ محاربينا الأمريكيين العظام على هذا الإنجاز. لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كانت قادرة على تنفيذ هذا الأمر».
اقرأ أيضاًجوتيريش يعرب عن قلقه البالغ من استخدام أمريكا للقوة ضد إيران
ترامب: الولايات المتحدة قد تستهدف مواقع إضافية في إيران.. ويدعو لحل دبلوماسي
الطاقة الذرية الإيرانية: الاعتداء الأمريكي يتنافى مع القوانين الدولية ولن يُوقف تطوير هذه الصناعة