قناتا السويس وبنما أمام تحديات ترامب للمرور الأميركي المجاني
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
تلعب قناتا السويس وبنما دورًا محوريًا في حركة التجارة العالمية، حيث تربطان بين أهم الممرات البحرية، وتوفران مسارات أسرع وأكثر كفاءة للشحن الدولي.
وفي خطوة لافتة، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السماح للسفن الأميركية بالمرور مجانًا عبر القناتين، في تصريح قد يثير جدلاً واسعًا بشأن السيادة لكلا البلدين.
وقال الرئيس الأميركي إنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.
وأضاف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" التابعة له: "طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتولى هذا الأمر فورا"، معتبرا أن قناتي بنما والسويس ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة، على حد تعبيره.
في هذا التقرير، نستعرض الأبعاد المختلفة لهذه القضية، ونستعرض الأرقام والحقائق المتعلقة بحركة السفن والعائدات الاقتصادية للقناتين، وعدد السفن الأميركية التي تعبرهما، وأهميتهما للتجارة العالمية.
pic.twitter.com/Jklnk9Kkjr
— Donald J. Trump Posts From His Truth Social (@TrumpDailyPosts) April 26, 2025
لماذا تعتبر قناتي السويس وبنما مهمتين للتجارة العالمية؟تُعدّ قناتا السويس وبنما شريانين أساسيين في التجارة العالمية، إذ تُقلّصان أوقات العبور بشكل كبير، وتُسهّلان عملية نقل البضائع عبر مناطق التجارة الرئيسية.
إعلانوتُعد قناة بنما حلقة وصل حيوية للأمريكيتين، إذ تُوفّر طريقًا مباشرًا بين المحيطين الهادئ والأطلسي.
أما قناة السويس فهي ممر رئيسي للسفن المُسافرة بين أوروبا وآسيا وباقي العالم، مما يُبرز أهميتها في التجارة الدولية.
وتتجلى أهميتهما للتجارة العالمية في النقاط التالية:
وقال مسؤولون مصريون إن عائدات مصر من قناة السويس انخفضت بنحو الثلثين العام الماضي، بسبب التوترات الإقليمية والحروب في الشرق الأوسط التي أثرت على حركة المرور عبر القناة. قناة بنما: يعبرها سنويًا ما بين 13 إلى 14 ألف سفينة وفقًا لهيئة قناة بنما.
في يناير/كانون ثاني 2024، بلغ متوسط عدد السفن التي عبرت قناة بنما يوميًا حوالي 32.6 سفينة، مما يشير إلى انخفاض في حركة المرور مقارنةً بالأشهر السابقة، ويُعزى هذا الانخفاض إلى الجفاف الذي أثر على مستويات المياه في القناة، مما أدى إلى فرض قيود على عدد السفن المسموح بعبورها يوميًا وفقًا لرويترز. إعلان كم تجني مصر وبنما من مال من القناتين؟ قناة السويس: قالت هيئة قناة السويس، التي تدير الممر المائي، إن القناة حققت إيرادات سنوية قدرها 3.991 مليار دولار في عام 2024، بانخفاض عن أعلى مستوى تاريخي الذي بلغ 10.25 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. يمر عبر القناة نحو 30% من حركة الحاويات العالمية. قناة بنما: في عام 2024، حققت القناة إيرادات بلغت نحو 5 مليارات دولار وهو تقريبا نفس الإيراد الذي تحقق في عام 2023، أي ما يعادل حوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي لبنما وفقًا لمنصة جمعية ومجلس الأميركيتين (as-coa.org). كم يبلغ عدد السفن الأميركية العسكرية والتجارية التي تمر في القناتين؟
قناة السويس
السفن الحربية: لا تُفصح البحرية الأميركية علنًا عن العدد الدقيق للسفن الحربية الأميركية التي تعبر قناة السويس سنويًا لأسباب أمنية عملياتية. وفي تقرير نادر نشر قبل نحو 11 عاما ذكر الأسطول الخامس الأميركي أن هناك ما بين 35 إلى 45 سفينة حربية أميركية تعبر قناة السويس سنويًا.علمًا أنه لا توجد أرقام محددة حول كم تدفع السفن الحربية الأميركية من رسوم مقابل عبور القناة. ولكن وفي تقرير نادر نشره "مكتب المحاسب العام للولايات المتحدة" عام 1982 وذكر فيه أن سلاح البحرية الأميركي دفع مبلغ 607 ألف دولار لقاء عبور سفنه لقناة السويس من شهر يناير/كانون ثاني 1979 وحتى شهر أغسطس/آب 1981. السفن التجارية: لا يتم نشر بيانات محددة عن عدد السفن التجارية الأميركية التي تعبر قناة السويس سنويًّا بشكل رسمي أو مُفصل من قبل السلطات المصرية أو الأميركية. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة أو القادمة منها يتم نقلها على متن سفن أجنبية تديرها شركات شحن دولية، لذلك فإن حجم التجارة المرتبط بالولايات المتحدة عبر القناة يظل كبيرًا.
قناة بنما
إعلان السفن الحربية: وفقًا لتقرير نُشر في فبراير/شباط 2025، عبرت قناة بنما حوالي 994 سفينة حربية وغواصة تابعة للبحرية الأميركية بين عامي 1998 و2024، مما يشكل حوالي 0.3% من إجمالي السفن العابرة للقناة خلال تلك الفترة، وفي المتوسط تعبر القناة 38 سفينة حربية أميركية سنويًا وفقًا لمنصة "نيوز روم بنما".في عام 2023، بلغت رسوم عبور القناة 341 ألف دولار أميركي في المتوسط لكل سفينة، مقارنةً بـ 215 ألف دولار أميركي في عام 2018، بزيادة قدرها 59%. ومن المفترض أن تدفع سفن البحرية الأميركية رسومًا سنوية قدرها 12.9 مليون دولار أميركي وفقًا للمصدر السابق. السفن التجارية: لا يتم نشر أرقام دقيقة عن عدد السفن التجارية الأميركية التي تعبر قناة بنما سنويًّا، لأن الهيئات الرسمية (مثل هيئة قناة بنما أو الإدارة البحرية الأميركية) لا تُفصِّل البيانات حسب الجنسية أو الملكية.
مع ذلك ذكر لويس إي سولا رئيس اللجنة البحرية الفدرالية الأميركية في بيان له أمام لجنة التجارة والعلوم والنقل بمجلس الشيوخ الأميركي حول أهمية قناة بنما للتجارة الأميركية، قال: "يعبر هذا الممر المائي أكثر من 40% من حركة الحاويات الأميركية، والتي تُقدر قيمتها بنحو 270 مليار دولار سنويًا. ولا تقتصر حركة المرور في القناة على سفن الحاويات، بل تستخدمها مختلف أنواع السفن- سفن الحاويات، وسفن الركاب، وسفن البضائع السائبة والبضائع السائبة، وناقلات المنتجات – لنقل البضائع من وإلى الولايات المتحدة".
وختامًا، وفي ضوء الأهمية البالغة التي تحظى بها قناتا السويس وبنما في حركة التجارة العالمية، تبرز تصريحات ترامب لتفتح نقاشًا حساسًا حول قضايا السيادة الاقتصادية والحقوق التاريخية. فبينما تؤكد الأرقام أن القناتين تمثلان مصدرين حيويين للإيرادات الوطنية في مصر وبنما، وتعكسان أهمية استثنائية في دعم سلاسل الإمداد العالمية، تبقى مسألة فرض الرسوم على العبور جزءًا أصيلًا من السيادة الوطنية لكل دولة.
ومع استمرار الاعتماد الدولي على هذين الممرين الحيويين، فإن أي تغييرات في قواعد المرور أو العوائد الاقتصادية ستترك آثارًا عميقة على التجارة العالمية وعلى الاقتصادات المرتبطة بهما بشكل مباشر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التجارة العالمیة البحریة الأمیرکی من حرکة الحاویات عبر قناة السویس السفن التجاریة دولار أمیرکی حجم التجارة عبر القناة عدد السفن تعبر قناة قناة بنما فی عام 2023 یمر عبر ا وفق ا سنوی ا
إقرأ أيضاً:
إغلاق مشدد واستنفار أمني في واشنطن استعدادا لاحتفال الجيش الأميركي
واشنطن- تعيش العاصمة الأميركية واشنطن منذ أيام على وقع تحضيرات مكثفة لإحياء الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، المقررة تنظيمها، السبت، وسط استنفار أمني غير مسبوق شمل إغلاق عشرات الشوارع والجسور الحيوية ونصب حواجز أمنية ضخمة امتدت على مساحات شاسعة وسط المدينة.
ويُنتظر تنظيم استعراض عسكري شامل يُتوقع أن تشارك فيه وحدات من مختلف فروع الجيش الأميركي، إلى جانب مركبات قتالية وعروض جوية، في مشهد هو الأضخم من نوعه منذ عقود بحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وبدت عدد من شوارع واشنطن الكبرى، التي تعج عادة بالسيارات، مهجورة إلا من عناصر الشرطة وأسوار سوداء ضخمة تحجب الرؤية، وتمتد لمسافات طويلة في محيط البيت الأبيض ومبنى الكابيتول. كما تنتشر لافتات "الطريق مغلق" و"ممنوع الدخول" عند كل تقاطع، وتتوزع عربات الأمن على أطراف الساحات العامة، ما سبّب ارتباكا في حركة النقل داخل المدينة ومحيطها.
وبحسب بيانات الشرطة، امتدت التحضيرات لتشمل نشر السلطات أكثر من 18 ميلا من الحواجز المعدنية لتطويق محيط احتفالات الجيش الأميركي، وإقامة 175 نقطة تفتيش إلكترونية للتحكم في حركة الدخول إلى المنطقة الأمنية. كما أغلقت بشكل كامل جسورا حيوية تربط العاصمة واشنطن بولاية فرجينيا في إجراءات استثنائية بدأت منذ صباح أمس الخميس وتستمر حتى فجر الإثنين المقبل.
ويأتي الاحتفال العسكري الضخم في لحظة سياسية شديدة التوتر داخل الولايات المتحدة، حيث يتزامن مع الذكرى الـ78 لميلاد الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى من خلال المناسبة إلى "إبراز قوة الدولة وهيبتها". لكن هذه الرسالة لا تلقى الترحيب ذاته لدى جميع الأميركيين، خاصة أولئك المتضررين من تقليص الإنفاق الفدرالي وارتفاع تكاليف المعيشة.
في هذا السياق، عبّر عدد من سكان العاصمة عن انزعاجهم من الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت عليهم قيودا على التنقل والحركة، فيما وصف آخرون ما يحدث بأنه "تبذير غير مبرر" للمال العام في وقت تتزايد فيه نسب الفقر حتى داخل أوساط العاملين في القطاع الحكومي.
وتقول فانيسا، موظفة في مؤسسة حكومية بواشنطن، إنها اضطرت للعمل من المنزل هذا الأسبوع لأن كل الطرق المؤدية إلى مكتبها مغلقة، وانتقدت تنظيم الاحتفال في حديث للجزيرة نت قائلة "لا أرى أي فائدة من هذا العرض العسكري، الجيش لم يطلب هذا، ترامب يريد فقط أن يستعملهم كأداة فرجة لإرضاء غروره".
إعلانمن جانبه، وصف أليكس، وهو من المحاربين القدامى ويعيش في ضواحي العاصمة واشنطن، الاحتفال بـ"التبذير غير المبرر لأموال دافعي الضرائب"، وقال في تصريح للجزيرة نت إن "ترامب يناقض نفسه عندما ينتهج سياسة تقليص حادة في ميزانية أهم الوكالات الفدرالية ويلحق أضرارا بفئات عريضة من المجتمع الأميركي، وفي الوقت نفسه ينظّم احتفالا سخيفا للاحتفال بعيد ميلاده".
ورغم أن السلطات لم تُعلن رسميا عن التكلفة الإجمالية للحدث، فإن تقديرات غير رسمية تحدثت عن ملايين الدولارات أنفقت على البنية الأمنية، وتحويلات المرور، والنقل اللوجستي للعربات العسكرية.
ولا تخل المناسبة من مؤشرات توتر، خاصة في ظل تصاعد الأحداث في ولايات أخرى مثل كاليفورنيا التي تعيش على وقع احتجاجات واسعة منذ أيام. وقد حذّر ترامب من "رد قوي" في حال حاول محتجون تعطيل مجريات الحفل، مؤكدا أن "القوة ستكون حاضرة لمنع أي تجاوزات".
في المقابل، دعت منظمات مدنية إلى تنظيم احتجاجات متزامنة تحت شعار "لا ملوك في أميركا"، وتخطط لأكثر من ألفي موقع احتجاج عبر الولايات الأميركية، بهدف التعبير عن ما تصفه بـ"النزعة الاستبدادية المتزايدة" لإدارة ترامب.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولي أمن في العاصمة، أن السلطات تراقب عن كثب الدعوات إلى احتجاجات "نو كينغز"، مؤكدة أنها وضعت خططا للتعامل مع أي تجمعات سلمية ضمن الإطار القانوني.