مقالات:
بقلم/سند الصيادي
ساعات طويلة والحزن معلقاً في الهواء، أم يمنية بين الترقب والفجيعة تتابع فرق البحث وهي تبحث عن ابنتها وطفلتها، تحت أنقاض منزل دمره طيران العدوان الأمريكي كلياً في قلب العاصمة صنعاء، قبل أن تنتقل العدسة إلى محافظة صنعاء لتنقل وقائع جريمة استهدفت ثلاث أسر كاملة، تتوالى المشاهد وتتزاحم، إذ لم تمر ساعات إلا وقد سقط أكثر من مائة سجين مهجر شهداء في استهداف أمريكي متعمد لأحد سجون صعدة.
اليمن تشاطر غزة أجواء القصف وصرخات الأطفال والنساء، مشاهد الانتشال لمن هم تحت الأنقاض تبدو متشابهة في كادرها وإطارها، لدرجة أن يصعب التمييز من النظرة الأولى، لكن الفاعل واحد، والأسباب مترابطة حد الانصهار الذي يبديه هذا الشعب مع القضية المركزية والمقدسة، هي مواساة إضافية يقدمها هذا الشعب في رحلة الإسناد.. وبعد آخر لمفردات ” لستم وحدكم”، والتساؤل يكبر، كيف يمكن لمدعي النخوة أن يتجرأ محاولاً خدش صورة هذا الموقف، وهذه القيمة العظيمة بكل المنهجيات؟!..
وغير بعيد عن الارتدادات الإنسانية المترتبة على الموقف، تتجسد أبعاد الإسناد الفاعلة في تصاعد الضربات اليمنية في عمق الكيان الغاصب، تتفنن اليمن في اختيار المكان والزمان والهدف والسلاح المستخدم، و بقدر ما يكشف تصاعد العمليات مبدئياً عن ضمير يمني حي لم يصبه الجمود والموت الجماعي الحادث أمام بشاعة المجازر وفظاعتها، ويظهر نية يمانية ثابتة وعازمة على التأثير والإيجاع للكيان وأمريكا يتجاوز تسجيل موقف عجزت أمة كاملة عن اتخاذه ولو بأحد أشكاله الشعبية والسياسية، فإن هذه العمليات تكشف لوحدها دون ضجيج، أن اليمن التي غردت خارج سرب الخنوع والخضوع والتبعية عصية على رهانات تطويع إرادتها وقدراتها.
أكثر من 1300 غارة خلال أربعين يوماً، وأكثر من ألف شهيد وجريح هي الحصيلة الأبرز للنجاح الأمريكي المخزية تفاصيله وتوصيفاته المجرمة في قواعد وأخلاقيات الحروب، في معمعة الخيارات المعلنة ومعركة لي الأذرع وكسر الإرادات، أمريكا مهزومة فنيا ومعنوياً، إذ أن عوامل القوة اليمنية فنيا ومعنوياً لا زالت حاضرة بعدتها وعتادها وأبعد من ذلك تتصاعد عكسيا مع وتيرة الغارات والجرائم.
عن القائد العلم والحق يقال، هو روح هذه الديناميكية المتسارعة الحادثة في المشهد اليمني ونواة طاقتها الجبارة على مختلف الأصعدة، هو قوتنا الأكثر رعباً من كل سلاح نووي وانشطاري في نفسيات الأعداء والخصوم على السواء، بكاريزما الشخصية التي تميزه عن بقية قادة الأرض كلهم، وبما يملكه من إيمان وحكمة وحنكة وحسن تدبير وشجاعة منقطعة النظير.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترامب يفاجئ إسرائيل بعدم تأييده احتلال غزة| وخبير يكشف المشهد
في تحول لافت في مواقفه تجاه الصراع في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعه عن تأييد المخطط الإسرائيلي الرامي إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، مشددا على أن تنفيذ مثل هذا المخطط لن يخدم مصالح إسرائيل، ولا سيما في ما يتعلق بمصير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس داخل القطاع.
وأوضح ترامب، خلال تصريحات إعلامية أدلى بها، أنه لم يعد يدعم التوجه الإسرائيلي نحو شن هجوم واسع على غزة وفرض السيطرة الكاملة عليها، معتبرا أن مثل هذه الخطوة ستكون ذات عواقب وخيمة، ولا تصب في مصلحة أي من الأطراف المعنية.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تشهد الساحة الإقليمية والدولية خلال الأسبوعين القادمين حراكا دبلوماسيا مكثفا يرجح أن يفضي إلى تهدئة ملموسة في قطاع غزة.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تشير المعطيات إلى أن هناك جهودا متسارعة تقودها كل من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب تنسيق متواصل مع الجانب الأمريكي، تهدف جميعها إلى بلورة مبادرة شاملة تضمن وقف إطلاق النار، وتمهد للتوصل إلى اتفاق متكامل بشأن صفقة تبادل المحتجزين.
وتابع: " تلعب القاهرة دورا محوريا في إدارة مسار الوساطة، مستندة إلى مقاربة واقعية ترتكز على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وتحديد أولويات واضحة لكل طرف، ضمن إطار من التفاهمات الأمنية والسياسية التي تسعى لتحقيق توازن دقيق بين متطلبات الأمن والاستقرار وضرورات الحل السياسي".
وأشار ترامب، إلى أنه لا يعتقد أن حماس ستقوم بعد تنفيذ هذا المخطط الذي لن يغير الوضع، بالإفراج عن الرهائن المتبقين لديها.
وجاء هذا التحول في موقف رئيس الولايات المتحدة من مخطط إسرائيل في أعقاب الرفض والغضب الدولي الذي آثاره هذا المخطط، علاوة على المعارضة داخل إسرائيل، حيث يرى كبار القادة العسكريين الإسرائيليين أن تنقيذ عمليات عسكرية جديدة وواسعة في غزة سيؤدي إلى خسائر هائلة في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويعرض حياة الرهائن للخطر.