أبوظبي (وام)
بعد عملية ترميم وتجديد، سيتمكن زوار متحف المقطع، المعلم التاريخي الذي تمت إعادة افتتحه مؤخراً، من الاستمتاع بمشاهدة واستكشاف بعض أهم المباني الثقافية في أبوظبي، بما في ذلك برج المقطع و«مبنى المقطع» و«جسر المقطع».
وتم ترميم «متحف المقطع» من خلال مبادرة مشتركة ضمّت لجنة من عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية، بما يؤكد التزام أبوظبي الراسخ بتعزيز وحماية وصون التراث الثقافي الغني والمستدام للإمارة.


وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «فخورون بإعادة افتتاح (متحف المقطع)، ذلك الصرح الذي يحتفي بحماة جزيرتنا، ويسرد قصة تراثنا الثقافي الغني المتجذر في قرون من التجارة والقدرة على الحفاظ على الأمن والسلامة والدور الريادي لإمارتنا».
وأضاف أن هذا المعلم الأيقوني لا يمثل مجرد مبنى، بل هو نافذة على تاريخنا العريق، وشاهد حيّ على تحول الإمارة من مركز تجاري متعدد الثقافات إلى عاصمة حديثة مزدهرة، تربط بين الماضي والحاضر.
وقال: «تجسد إعادة افتتاح المتحف جهودنا المتواصلة لاستدامة إرثنا للأجيال القادمة، واعترافاً بالدور الاستراتيجي الذي أدّته شرطة أبوظبي، فلقد كانت شريكاً محورياً في تجسيد رؤيتنا، حيث يعمل (متحف المقطع) حلقةَ وصل نابضة بالحياة بين التراث الأصيل والحداثة المتطورة، وبين الماضي العريق والحاضر، ويوفر لزواره وللأجيال الحالية والمستقبلية فرصة فريدة لفهم المشهد الغني لأبوظبي، وتراثها المادي وغير المادي الذي يتردد صداه من عمق التاريخ إلى حاضرنا».
من جانبه، قال العقيد ركن طيار الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، رئيس لجنة إنشاء مشروع متحف المقطع، إن افتتاح المتحف الذي شهده سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، يأتي بالتزامن مع مرور 230 عاماً على بناء برج المقطع الذي نشهده اليوم شامخاً طوال هذه الأعوام.
وأضاف «إن إعادة استخدامه اليوم تستعرض مشهد قدراته وإمكاناته الدفاعية الرادعة في صد الهجمات، وتاريخ منطقة المقطع منذ دخول فرسان الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان حينما كانوا يصطادون الظباء التي قطعت المياه الضحلة لتعبر من اليابسة إلى جزيرة أبوظبي موردة على مياه عذبة بشروا بها الحاكم في عام 1761 لتنتقل العاصمة من الظفرة لجزيرة أبوظبي في عهد الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان في عام 1793».
وأوضح الشيخ زايد بن حمد آل نهيان أنه من ضمن المعروضات طريقة العبور التي كانت سائدة آنذاك من مياه البحر إلى أول ربط لليابسة بالجزيرة في 1953 بأوامر من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان بمعبر حجري ليستكمل هذا الربط ببناء عصري مستدام بتوجيهات من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1969، فيما يستعرض المتحف الجهات التي عملت في مركز المقطع من الجمارك والشرطة والجوازات والمقتنيات والمقابلات التي أجريت عن تاريخ المقطع.
وتقدم الشيخ زايد بن حمد آل نهيان بجزيل الشكر لكل من دعم وشارك في نجاح إكمال مشروع متحف المقطع، مرحباً بجميع الزوار للاطلاع على تاريخ منطقة المقطع المشرف عبر العصور الماضية، مثمناً جهود اللجنة المشتركة والتي ضمت كلاً من، شرطة أبوظبي، دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، دائرة البلديات والنقل، والقوات المسلحة، والأرشيف والمكتبة الوطنية، شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، الإدارة العامة للجمارك، هيئة البيئة، هيئة أبوظبي للتراث، جامعة خليفة، وشبكة أبوظبي للإعلام، حيث أسهمت هذه الجهود مُجتمعة في اكتمال أعمال تشييد متحف المقطع وافتتاحه بحمد الله.
ويستقبل المتحف زواره طيلة أيام الأسبوع للتعرف على تاريخ المنطقة والتطورات التي شهدتها من خلال مُقتنياته ومعروضاته.
يذكر أنّه قد تم تجديد الساحة الخارجية للمتحف لتحاكي مراحل التطور الزمني لكيفية عبور خور المقطع والدخول إلى جزيرة أبوظبي والخروج منها، بدءاً من لحظة انتظار انحسار المياه إلى أن تم بناء المعبر الحجري، ومن ثم الجسر بمراحله الأولى والثانية.

أخبار ذات صلة «الوطني» يناقش سياسة الحكومة لإدارة واستدامة الوقف وأموال الزكاة قائد عام «شرطة أبوظبي» يزور ميدان اختبارات اللياقة البدنية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث أبوظبي متحف المقطع الإمارات محمد خليفة المبارك زايد بن حمد دائرة الثقافة والسياحة الشیخ زاید بن آل نهیان

إقرأ أيضاً:

بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأحد بالرباط، أن الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيساعد في الدفع قدما بالدينامية، التي يعرفها هذا الملف بقيادة الملك محمد السادس.

وأضاف بوريطة، في لقاء صحفي مشترك مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، أن موقف المملكة المتحدة يمثل “تطورا مهما”، بالنظر إلى أن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن، وفي مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء.

وقال إن “هناك أربع دول من أصدقاء الأمين العام حول الصحراء انخرطت في هذه الدينامية، وعبرت عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، وهي فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا، واليوم المملكة المتحدة”.

وأشار إلى أن المملكة المتحدة كان لها دائما صوت مؤثر ومصداقية على المستوى الأوروبي والأممي والدولي، لافتا إلى أن هذا الموقف ستكون له مزايا اقتصادية، حيث ستدرس وكالة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار إمكانية إنجاز مشاريع استثمارية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وسجل أن الدينامية، التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، لا يعتبرها المغرب تشريفا أو محاولة للحفاظ على الوضع القائم، وإنما يراها بمثابة عنصر للبحث عن حل لهذا النزاع، الذي دام أكثر من 50 سنة.

وأبرز، في هذا الصدد، أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لديهما اليوم الفرصة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، معربا عن أمله في أن تنخرط كل الأطراف في مسار جدي لإيجاد حل نهائي لهذه القضية.

من جهة أخرى، وصف بوريطة الزيارة التي يقوم بها المسؤول البريطاني ب”التاريخية” لعدة اعتبارات، تتمثل في كونها أول زيارة يقوم بها وزير خارجية المملكة المتحدة إلى المغرب منذ 2011، ولأنها ستعطي قفزة نوعية للعلاقات الثنائية، فضلا عن كونها شكلت مناسبة لإجراء الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وبحث القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي، وبعدد من القضايا الإقليمية.

وفضلا عن ذلك، يضيف الوزير، فإن “هذه الزيارة مهمة وتاريخية، حيث عبرت المملكة المتحدة عن موقفها بشأن قضية الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن البيان المشترك شدد على أن “بريطانيا تعتبر خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في 2007 كأساس أكثر واقعية وقابلية للتطبيق وأكثر براغماتية، وأنها ستشتغل من اليوم على المستوى الثنائي والاقليمي والدولي، على أساس هذه الشراكة”.

وذكر بأن هذه الزيارة الهامة تشكل أيضا نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أنه “تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لتنويع الشراكات وتعزيزها مع الدول الفاعلة على المستوى الدولي، انخرطنا في حوار لتطوير علاقاتنا الثنائية اعتمادا على الروافد التاريخية التي تجمع البلدين، وكذا على العلاقة الخاصة التي تجمع الأسرتين الملكيتين”.

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي تودّع الحجاج بالورود في مطار زايد الدولي
  • مطبخ الرواية.. رحلة أدبية عبر عوالم الطعام بين التراث العربي والحداثة الغربية
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح العامري في أبوظبي
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • يوجين جريبو.. الفرنسي الذي فتح أبواب الكرنك للعالم
  • الحبس 6 أشهر لفرد الأمن في واقعة الاعتداء على طبيبة الشيخ زايد
  • مدبولي يشهد مراسم إطلاق مدينة «جٍريان» بمحور الشيخ زايد
  • الحبس 6 أشهر لشخص لاتهامه بالتعدى على طبيبة الشيخ زايد
  • “سوريا المستقبل بين التراث والحداثة”… ندوة في كلية الآداب بجامعة دمشق
  • مذكرة تفاهم بين جامعة صحار و"متحف عُمان عبر الزمان" لخدمة التراث