عربي21:
2025-05-19@13:29:27 GMT

لماذا سلاح المقاومة خط أحمر؟

تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT

يحاول البعض تلطيف فكرة "نزع سلاح المقاومة"، وتقديمها كمصلحة وطنية في هذه المرحلة، على أساس أنه لا يمكن وقف العدوان الإسرائيلي ووقف نزيف الدم الفلسطيني إلا إذا سلّمت حماس وقوى المقاومة أسلحتها. وبغض النظر عن النوايا، فإن حماس وقوى المقاومة لا تملك ترف اختيار بدائل تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني؛ لأن طبيعة المشروع الصهيوني وأداءه على الأرض، جعل المقاومة المسلحة خيارا وحيدا مهما كان مكلفا.

وذلك، ببساطة لأن:

1- نزع سلاح المقاومة هو أقرب إلى نزع روح قضية فلسطين عن جسدها، وتحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب بلا أظافر ولا أسنان، بينما يرهن مصيره بإرادة عدوه ومزاجه.

2- الاحتلال الإسرائيلي أطلق معركة "صفرية" تهدف إلى تنفيذ "خطة الحسم" القاضية بإنهاء مسار التسوية السلمية وحل الدولتين، وفرض الضم والتهويد في الضفة الغربية، وسحق المقاومة في قطاع غزة، وشطب ملف القضية الفلسطينية؛ وبالتالي أصبحت المقاومة ممرا إجباريا.

نزع السلاح لن يوقف المشروع الصهيوني، عن المضي قدما في تهويد الأرض والإنسان في فلسطين، وإنهاء القضية، وليس ثمة أي التزامات من الاحتلال بعدم ضم الأراضي، وبعدم التهجير وعدم تحويل حياة الفلسطينيين إلى بيئات طاردة
وخطة الحسم سبق لسموتريتش، زعيم الصهيونية الدينية، أن نظَّر لها في رؤية نشرها سنة 2017، ودخل حكومة نتنياهو على أساس تفعيلها؛ بينما صوتت اللجنة المركزية لليكود في نهاية السنة نفسها لصالح ضم الضفة الغربية، وطلبت من نواب الليكود تأييد ذلك في حالة عرضه على الكنيست.

3- نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، هو إسقاط لجدار الحماية الأساس، وإعلان استسلام لإرادة الاحتلال، وهو ما سيعطي للاحتلال حرية استباحة قطاع غزة ومتابعة القتل والاغتيال والتدمير وقتما شاء، وحرية تشديد الحصار، وحرية التهجير.. تحت أي ذريعة ودونما رادع. وبالتالي، فنزع السلاح لن يوقف المشروع الصهيوني، عن المضي قدما في تهويد الأرض والإنسان في فلسطين، وإنهاء القضية، وليس ثمة أي التزامات من الاحتلال بعدم ضم الأراضي، وبعدم التهجير وعدم تحويل حياة الفلسطينيين إلى بيئات طاردة.

والضفة الغربية التي لم تكن فيها معركة طوفان الأقصى، والتي توجد فيها سلطة فلسطينية متعاونة مع الاحتلال وتطارد المقاومة؛ هي الآن في "عين العاصفة" للضم ومشاريع التهجير، وتفكيك السلطة وإعادة تركيبها لكانتونات ضمن حالة خدماتية عميلة للاحتلال.

4- المقاومة في غزة تسببت بخسائر كبيرة للاحتلال عسكرية واقتصادية، وبهجرة أعداد كبيرة من مستوطنيه إلى الخارج، وبأزمات داخلية، وفرضت عليه صفقة تبادل أسرى مشرفة، وتسبّبت بتحويله إلى كيان منبوذ عالميا، وأسقطت سرديته، وهزت أسس استقراره الاستيطاني في الأمن والاقتصاد. ونزع سلاح المقاومة يُخرج الاحتلال الإسرائيلي من مأزقه الكبير، ويعني تحويل الاستعمار الصهيوني إلى استعمار "خمس نجوم"، واستعمار بلا تكاليف، ويطلق العنان لمشروعه التهويدي الاستيطاني، بينما يتحول اللوم على أبناء فلسطين بحجة أنهم رهنوا مصيرهم ومستقبلهم بإرادة الاحتلال.

كان أحد أكبر كوارث اتفاق أوسلو هو موافقة قيادة منظمة التحرير على عدم اللجوء إلى المقاومة المسلحة إطلاقا، وإدارة المفاوضات والخلافات مع الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل السلمية فقط، بل ومنع أي مقاومة مسلحة من الأراضي التي تديرها. وها نحن نرى بأم أعيننا مشروعا رهن نفسه لإرادة الاحتلال، على مدى أكثر من ثلاثين عاما
5- نزع سلاح المقاومة، هو معاقبة للضحية ومكافأة للمجرم، بينما الذي يجب معاقبته ونزع سلاحه هو الاحتلال.

6- يفتقر نزع سلاح المقاومة للمنطق العقلي والقانوني والسياسي والأخلاقي والإنساني، إذ إنَّ المقاومة حق أصيل مشروع للشعوب تحت الاحتلال، وهو ما يؤكده القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

7- نزع سلاح المقاومة يوفر "شرعنة ضمنية" للاحتلال، وللسردية الصهيونية، باعتبار أن "إسرائيل" هي المعتدى عليها، وأن المقاومة "إرهاب"، وأن عملية نزع السلاح كانت بسبب تعرض "دولة" عضو في الأمم المتحدة للعدوان، و"حقها في الدفاع عن النفس".

8- المقاومة كانت وما زالت درعا وحائط صدّ للأمن العربي والإسلامي وللبيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين المحتلة؛ وقد أعلن نتنياهو وعدد من رموز تحالفه الحاكم رغبتهم في تهجير الفلسطينيين، وفي توسيع النظرية الأمنية الإسرائيلية، ليتحول الكيان إلى عنصر هيمنة وخطر على البيئة الإقليمية. وإن نزع سلاح المقاومة يوفر بيئة مريحة للاحتلال لتنفيذ مخططاته.

9- إن التجارب التاريخية للشعوب التي وافقت على نزع أسلحتها ورهنت إرادتها للاحتلال، كانت كارثية، أما الشعوب التي أصرت على متابعة مقاومتها بالرغم من التضحيات العظيمة، فهي التي نالت في النهاية حريتها واستقلالها، مثل الجزائر وأفغانستان وفيتنام.

لقد كان أحد أكبر كوارث اتفاق أوسلو هو موافقة قيادة منظمة التحرير على عدم اللجوء إلى المقاومة المسلحة إطلاقا، وإدارة المفاوضات والخلافات مع الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل السلمية فقط، بل ومنع أي مقاومة مسلحة من الأراضي التي تديرها. وها نحن نرى بأم أعيننا مشروعا رهن نفسه لإرادة الاحتلال، على مدى أكثر من ثلاثين عاما، وبدل أن يصل إلى مشروع الدولة المستقلة، وجد نفسه أداة تنفذ أهداف الاحتلال وتطارد المقاومة، بينما يتوسع الاحتلال في تهويد الأرض والمقدسات، ويتقدم حثيثا باتجاه ضم الضفة الغربية، وحتى تفكيك السلطة إلى كانتونات ومعازل، بعد أن أدت دورها المرحلي وعُصرت برتقالتها، ولم يتبق إلا إلقاء قشرتها!!

"فاعتبروا يا أولي الأبصار".

x.com/mohsenmsaleh1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه سلاح المقاومة الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل فلسطين مقاومة غزة سلاح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی نزع سلاح المقاومة

إقرأ أيضاً:

كمين مركب لـالقسام يقتل ويجرح جنودا للاحتلال غرب بيت لاهيا

كشفت كتائب القسام أن مقاتليها نفذوا كمينا مركبا ضد قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة العطاطرة في بيت لاهيا، شمال غرب قطاع غزة.

وقالت "القسام"، في بيان، إن مقاتليها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال "تنفيذ كمين مركب في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا شمال القطاع".

وخلال هذا الكمين، أوضحت "القسام" أن مقاتليها استهدفوا "3 آليات صهيونية بعبوتي شواظ وقذيفة تاندوم ومن ثم الاشتباك بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية مع قوة صهيونية أخرى".

وذكرت القسام أن مقاتليها "أوقعوا أفراد القوة بين قتيل وجريح"، لافتة إلى أنهم "رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء يوم الجمعة الماضي".


وفي 9 آيار/ مايو الجاري، ارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال الذين سمح الجيش بنشر أسمائهم منذ شرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 856 ضابطا وجنديا بينهم 8 منذ استئنافه الإبادة في غزة في 18 آذار/ مارس الماضي، وفق بياناته المنشورة على موقعه الإلكتروني.

وتشير المعطيات إلى إصابة 5758 ضابطا وجنديا منذ بدء الحرب، بينهم 2588 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

وخلافا لما يعلنه، يُتهم جيش الاحتلال بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.

وتفرض دولة الاحتلال رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء ضربات الفصائل الفلسطينية، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • كمين مركب لـالقسام يقتل ويجرح جنودا للاحتلال غرب بيت لاهيا
  • عاجل.. استشهاد 17 فلسطينيا إثر قصف مكثف للاحتلال على أنحاء قطاع غزة
  • إصابة جندي ومدني في غارة للاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • السلطة تسلم شابا فلسطينيا بصق على ضابطة للاحتلال (شاهد)
  • أكثر من 100 ألف يتظاهرون في هولندا ضد مجازر الاحتلال بقطاع غزة (شاهد)
  • إلغاء الترتيبات بخصوص زيارة نائب ترامب للاحتلال الإسرائيلي
  • قائد سلاح الدفاع الجوي “الإسرائيلي”: لن نتمكن من هزيمة “الحوثيين” في اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية "عربات جدعون" البرية داخل قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: سلاح الجو الإسرائيلي بدأ بشن غارات في اليمن