جبهة حماس القادمة؟ جيش السودان الإسلامي والتهديد الإفريقي لاسرائيل

رأي
بقلم: أمجد طه، إيتان نيشلوس
4 مايو 2025

لم يعد السودان مجرد ساحة قتال، بل يتحول بسرعة إلى مركز للإرهاب، يتموضع استراتيجياً بالقرب من الجناح الجنوبي لإسرائيل والممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر.

في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى السابعة والسبعين لاستقلالها، عليها أن تواجه تهديداً متنامياً: لقد أصبح الجيش السوداني بمثابة حماس إفريقيا، والجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين.


مدعومون بالمتطرفين، ومؤججون بالأيديولوجيا، ومخترقون بالإرهابيين، قد يتحول هذا الجيش قريباً إلى منصة انطلاق لهجوم جديد على غرار هجوم 7 أكتوبر، ولكن هذه المرة من إفريقيا.

كان السودان في السابق يُنظر إليه كشريك واعد ضمن اتفاقات أبراهام، لكنه ينهار الآن ليصبح معقلاً للجهاديين العالميين.
مؤخراً، أحبطت الاستخبارات الإماراتية شحنة أسلحة غير مشروعة كانت متجهة إلى القوات المسلحة السودانية (SAF)، التي أصبحت تصطف علناً مع الجماعات الإسلامية المتطرفة.
هذه الشبكة نفسها كانت تدعم الإرهابيين الذين يقفون وراء الهجمات الأخيرة في كشمير بالهند، وتهرب الأسلحة الإيرانية إلى حماس، ودربت سابقاً مقاتلي أسامة بن لادن – كل ذلك تحت حماية القوات المسلحة السودانية.

السودان لم يعد مجرد ساحة قتال؛ بل يتحول بسرعة إلى مركز إرهابي يتموضع استراتيجياً قرب الجناح الجنوبي لإسرائيل والممرات الحيوية للبحر الأحمر.

لواء براء بن مالك، العامل تحت مظلة القوات المسلحة السودانية، يمجد علناً سيد قطب، المهندس الأيديولوجي للجهادية.
قائده، المصباح أبو زيد، الذي يُشار إليه أحياناً بـ “يحيى السنوار السوداني”، يظهر في صور مع شخصيات مثل مختار بدري، المعروف بالتحريض المعادي للسامية وصلاته بالإرهاب العالمي.

كما عاد أبو حذيفة السوداني من تنظيم القاعدة إلى الواجهة، داعياً جيلاً جديداً من الشباب السوداني للانخراط في الجهاد العالمي.
دعواته للشهادة وحرب العصابات تعكس الأيديولوجيا ذاتها التي قادت إلى مجزرة 7 أكتوبر التي نفذتها حماس.

في الوقت ذاته، يستغل مقاتلو داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) فوضى السودان لغسل الأموال، وتحريك الأسلحة، واستهداف الممرات البحرية الحيوية بالقرب من خطوط الملاحة الإسرائيلية.
أصبح البحر الأحمر، الضروري للتجارة العالمية ولأمن إسرائيل، الآن تحت التهديد المباشر.

رغم أن الجنرال عبد الفتاح البرهان يزعم أنه يدعم التطبيع مع إسرائيل، إلا أن الحقائق على الأرض تروي قصة مغايرة.
شخصيات إسلامية مثل علي كرتي – الذي يعتبره كثيرون “إسماعيل هنية الخرطوم” – ومحمد علي الجزولي، عادوا إلى المشهد السياسي السوداني، مستغلين القوات المسلحة كمنصة لإعادة بسط نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة.

إيران كلاعب رئيسي في عودة الإسلاميين
تلعب إيران أيضاً دوراً محورياً في هذه العودة الإسلامية.
تحولت مدينة بورتسودان بهدوء إلى عقدة رئيسية لشبكة تهريب الأسلحة الإيرانية في المنطقة.
عبر شحنات بحرية سرية وعقود عسكرية، بدأت إيران في تزويد القوات المسلحة السودانية بطائرات مسيرة من نفس النوع الذي يستخدمه الحوثيون لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

لم تعد هذه مجرد شراكة تكتيكية، بل أصبحت توسعاً استراتيجياً.
بورتسودان مهيأة لتصبح مركزاً لوجستياً رئيسياً لإيران لتسليح وكلائها عبر إفريقيا، من القرن الإفريقي إلى منطقة الساحل.
وقد أفادت مصادر استخباراتية بالفعل بزيادة في نقل الطائرات المسيرة عبر شركات واجهة إيرانية تعمل بالقرب من الميناء.

التاريخ يقدم تحذيراً صارخاً. ففي عامي 2009 و2012، نفذت إسرائيل ضربات جوية ضد قوافل سودانية كانت تهرب أسلحة إيرانية إلى غزة عبر شبه جزيرة سيناء المصرية.
عرفت تلك العمليات باسم “عملية بلو” و”عملية كلاود”، وكشفت عن ممر تهريب أسلحة متجذر بين إيران والسودان وحماس.
اليوم، عاد هذا الممر إلى النشاط، لكنه أكثر تطوراً، وأكثر خفاءً، وأكثر خطورة بكثير.

مع استخدام إيران لبورتسودان للالتفاف على العقوبات وتزويد حلفائها المتطرفين بالسلاح، لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر جيوسياسي، بل بات ساحة معركة.

لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذا التصعيد.
إن تلاقي عودة الإسلاميين في السودان ودبلوماسية الطائرات المسيرة الإيرانية قد يعيد رسم الخريطة الأمنية لإفريقيا ويعيد تعريف التهديدات الإسرائيلية من الجبهة الجنوبية.

هذه ليست مجرد أزمة داخلية سودانية؛ إنها جبهة إسرائيلية جنوبية جديدة.
غزة إفريقية قيد التشكل.

ماذا يجب أن تفعل إسرائيل وحلفاؤها؟
على إسرائيل وحلفائها أن يكشفوا تحالفات السودان الإسلامية ويمنعوا وصول الأسلحة والتمويل إليها؛
وأن يعيدوا صياغة تصور الحرب في السودان بحيث لا تكون فقط كارثة إنسانية بل تهديداً إرهابياً استراتيجياً؛
وأن يحموا البحر الأحمر عبر تعزيز المراقبة البحرية وعمليات الردع، لأن موجة الإرهاب التالية بأسلوب حماس قد لا تنطلق من غزة، بل قد ترتفع من ضفاف النيل.

يجب أن تتطابق سنوات صمود إسرائيل الـ77 مع البصيرة.
وتبدأ البصيرة بمراقبة السودان… قبل أن يضرب.

https://www.jpost.com/opinion/article-852544

الوسومإسرائيل الجيش السوداني السودان حماس ساحة قتال غزة مركز إرهابي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إسرائيل الجيش السوداني السودان حماس ساحة قتال غزة مركز إرهابي

إقرأ أيضاً:

السوداني: سنواصل دعم النظام الإيراني وعدم إنهياره وإخراج القوات الأمريكية سيكون في 2026!

آخر تحديث: 2 يوليوز 2025 - 10:22 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- حدد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أيلول 2026 موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، واعلن عن تعاقدات جديدة بشأن شراء منظومة الدفاع الحوي، مؤكدا حرص الحكومة على إجراء الانتخابات بموعدها.وقال السوداني في مقابلة مع قناة بي بي سي الانكليزية، بحسب بيان المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء، أن “العراق كان على استعداد لمواجهة تداعيات الحرب الاخيرة، وأدى دورا دبلوماسيا مهما لتوضيح اثار الحرب واهمية ايقافها واللجوء للحوار”، لافتا الى أن “خرق الاجواء العراقية من قبل الكيان الاسرائيلي تجاوز للسيادة ولميثاق الامم المتحدة، وقدمنا شكوى رسمية في مجلس الامن، وتحركنا دبلوماسيا لدعم موقفنا”.وأضاف، أنه “لدينا تعاقدات لبناء منظومة دفاع جوي متكاملة، وسنبرم تعاقدات جديدة من اجل تأمين اجوائنا”، مبينا أن ” العراق اعتمد الدبلوماسية الهادئة المتوازنة، واوصل رسائله للاصدقاء والشركاء عن خطورة الوضع بالمنطقة، وأن سيادتنا غير خاضعة للمساومة”.
وأشار إلى أن “اتساع رقعة الحرب كان سيؤدي للاضرار بأمن واستقرار العراق، ويؤثر على امدادات الطاقة وتصدير النفط لدول المنطقة”، مؤكدا أن “المرجعية الدينية العليا في النجف اصدرت بيانا حذرت فيه من خطورة استمرار الحرب، والحكومة نجحت وبدعم من القوى السياسية الوطنية، في ابعاد العراق عن الحرب.” وبين أن “العراق مستمر بدعم القضية الفلسطينية، واستطعنا المحافظة على قرار السلم والحرب الذي تملكه الدولة ومؤسساتها الشرعية”، مشيرا الى انه “نمتلك علاقات جيدة مع ايران والولايات المتحدة، وكلاهما يقدران اهمية استقرار العراق، وعدم زجه في اي صراع ضمن التوتر بينهما.”وشدد على “العمل على انهيار النظام في ايران سيؤدي الى تداعيات خطيرة على عموم المنطقة”، مؤكدا ان “وجود نتنياهو في حكومة الكيان مبعث قلق للمنطقة، وسعيه المستمر لخلق المشاكل ونشوب الصراعات”.
ولفت الى ان “الاعلام يركز على الاحداث في العراق، بيينما يتجاهل ما يجري في دول المنطقة”، منوها بان “مهمة التحالف الدولي بالعراق ستنتهي في ايلول 2026، ونجري حوارات مع دول التحالف للانتقال الى علاقات امنية ثنائية. ” وتابع: “عقدنا جولتين من الحوار مع الولايات المتحدة في بغداد وواشنطن، وسنعقد الجولة الثالثة لصياغة شكل العلاقة الامنية، وفق الدستور والقانون”، مضيفا: أن “الانتخابات تؤكد المسار الديمقراطي، وهي رسالة مهمة للداخل والخارج، والحكومة حريصة على اجرائها في موعدها وتهيئة متطلباتها كافة.” وأوضح، أن “مشاركتنا بالانتخابات مسؤولية وطنية، ولدينا رؤية باستكمال مشروعنا على أسس تضع مصالح العراقيين في الاولوية”، مؤكدا “حققنا انجازات ونسباً متقدمة في اعمال البناء والاعمار في بغداد والمحافظات، رغم كل التحديات”.واشار الى ان “هناك دور مهم وفاعل للقطاع الخاص، وحجم الاستثمارات العربية والاجنبية تجاوز 88 مليار دولار خلال العامين الماضيين”.

مقالات مشابهة

  • أنماط طرائق التفكير السوداني: مقدمة تمهيدية
  • على ميدان أوسع: الحرب القادمة بين إيران وإسرائيل لن تُخاض في مكان واحد
  • ⛔️ هل تخلى الجيش عن الفاشر ؟
  • جبهة تحرير فلسطين: الضربة اليمنية لمطار اللد نموذج للتضامن العربي المقاوم
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم كبير على مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان
  • السوداني: سنواصل دعم النظام الإيراني وعدم إنهياره وإخراج القوات الأمريكية سيكون في 2026!
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • التعاون الإسلامي: استشهاد وإصابة 2652 فلسطينيا و3496 جريمة تقترفها إسرائيل في أسبوع
  • ليبرمان يقدر: هذا هو التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب مع إيران مجددا
  • مسؤول أمريكي: حدود إسرائيل الحالية مجرد أوهام.. نحتاج نماذج دول جديدة