“نبي الغضب”: جبهة إسرائيل الداخلية تتفكك وحماس لم تُهزم
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
#سواليف
في مقال تحذيري جديد بصحيفة معاريف، دقّ #الجنرال_الإسرائيلي (احتياط) #إسحق_بريك #ناقوس_الخطر حيال ما وصفها بـ” #الورطة_العميقة ” التي تواجهها #إسرائيل بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على بدء #الحرب على قطاع #غزة.
ورغم أنه حرص سابقا على تأكيد ذلك بقوله إن #الجيش_الإسرائيلي لم يهزم حركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس )، وإن “المؤسسة السياسية والعسكرية تضلل الجمهور”، فإن الجديد في مقاله هو إشارته إلى أن إسرائيل تواجه جبهة جديدة تتمثل في التهديد الداخلي المتصاعد الذي بات يضرب تماسك الدولة الإسرائيلية من داخلها، نتيجة فقدان الثقة بالقيادة السياسية والعسكرية، وتفكك الروابط بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، وتدهور صورة إسرائيل دوليا.
ورغم أن الجنرال المتقاعد ومفوض شكاوى الجنود السابق، اعتاد منذ سنوات على توجيه انتقادات حادة للمؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، فإن مقاله الجديد في صحيفة معاريف اتسم بنبرة أكثر حدة وشمولا، إذ انتقل من انتقاد الأداء العسكري في غزة إلى الحديث عن أزمة قيادة في هيئة الأركان، وفقدان الجيش الجاهزية لمواجهة تهديدات خارجية متزايدة، ومقامرة نتنياهو بمصير الدولة، فضلا عن إشارته إلى أن مكانة إسرائيل الدولية تتآكل، وتحديدا في الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لها.
“الجيش لم يحقق أهدافه في غزة”
بدأ بريك -الذي يلقبه الإعلام الإسرائيلي بأنه “نبي الغضب”، لأنه تنبأ بهجوم تشنه المقاومة الفلسطينية على غرار هجوم طوفان الأقصى– مقاله بالتشديد على أن “إسرائيل لم تقترب من هزيمة حماس” على الرغم من تدمير أجزاء واسعة من قطاع غزة ومواصلة العمليات العسكرية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكتب أن “وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس أركانه هرتسي هاليفي والناطق باسم الجيش دانيال هاغاري خدعوا الجمهور الإسرائيلي، بمساعدة وسائل الإعلام المعبأة”، معتبرا أنه وحده الذي كان يقول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي.
وأوضح أن ما تم تدميره من شبكة أنفاق حماس لا يتجاوز 25% بحسب الاعترافات الأخيرة للجيش، بينما لا تتجاوز النسبة الفعلية 10%، على حد قوله. كما أشار إلى أن عدد عناصر حماس المقاتلين لا يزال مستقرا عند نحو 30 ألفا، مما يدل على أن الجيش “لم ينجح في تصفية القوة القتالية للحركة كما يزعم”.
وأضاف أن “الأنفاق الممتدة من سيناء إلى قطاع غزة عبر محور فيلادلفيا لا تزال مفتوحة، والتهريب مستمر، في حين لم يتم تدمير لواء رفح التابع لحماس ولا الكتائب الأخرى”.
ولم يستثن بريك رئيس الأركان الجديد الجنرال إيال زامير من الانتقاد اللاذع، رغم أنه أكد وجود علاقة مهنية سابقة بينهما عندما كان بريك مديرا عاما لوزارة الدفاع. وقال: “أشعر بخيبة أمل كبيرة من إيال زامير. لقد وعدني بأنه سيتبنى توصيات فرق الخبراء التي أعددتها معه وأدرجها في خطة الجيش متعددة السنوات، لكنه خالف كل ذلك”.
وقال إن وعود زامير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتناقض مع تصوره لقدرات الجيش الإسرائيلي، وأشار إلى أن تعهده لرئيس الوزراء بأنه سيتمكن من تحقيق ما لم ينجح فيه سلفه هاليفي -وهو إسقاط حماس وإقامة حكومة عسكرية في غزة واستبدال نظام حماس- إنما كان من أجل تعيينه رئيسا للأركان.
وذهب أبعد من ذلك بوصفه زامير بأنه “أصبح دمية في يد نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس”، بل اتهمه بأنه يتعاون معهما في “خداع الجمهور عبر الادعاء بأن الضغط العسكري سيفضي إلى إطلاق سراح الرهائن”.
وأشار إلى أن زامير دعم نتنياهو في التراجع عن اتفاق كان قد تم توقيعه لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق الأسرى دفعة واحدة، واصفا ذلك بأنه قرار مدمر “لن يؤدي إلى تحرير المختطفين، بل إلى مزيد من الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية”.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي وقائد المنطقة الشمالية يتابعان قصف سوريا من غرفة العمليات المصدر: وسائل التواصل صفحة المترحم أحمد المقادمة في تلغرام
قائد سلاح الجو الإسرائيلي وقائد المنطقة الشمالية يتابعان قصف سوريا من غرفة العمليات (وسائل التواصل)
“الجيش يخوض حربا خاسرة”
وفي تقييمه الإستراتيجي، قال بريك إن “الجيش الإسرائيلي يواصل خوض حرب خاسرة”، وإن استمرارها لن يؤدي إلى أهدافها، بل سيقوّض قدرة الجيش على التأهب للتهديدات المتزايدة، مشيرا إلى أن “إسرائيل غير مستعدة إطلاقا لمواجهة حرب متعددة الجبهات”.
وسرد التهديدات الخارجية المتعاظمة كما يلي:
التهديد السوري الجديد، في ظل اتفاق دفاعي بين تركيا وسوريا يتضمن مساعدات عسكرية تركية.
تهديدات من هجمات على إسرائيل ترعاها إيران على الحدود الأردنية.
تعاظم قوة الجيش المصري الذي وصفه بأنه “أقوى جيش في الشرق الأوسط”.
آلاف الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الموجهة إلى إسرائيل.
تصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
استمرار قوة حماس وحزب الله رغم الضربات.
تهديدات داخلية من جماعات متطرفة يهودية.
هذا فضلا عن التهديد الذي تشكله صواريخ الحوثي.
وخلص إلى أن “الجيش لا يملك القدرة للتعامل مع هذه التهديدات مجتمعة”.
وفي سياق متصل، تطرق بريك إلى المعضلة النووية الإيرانية، قائلا إن “التهديد الأكبر” يكمن في تصريحات نتنياهو المتكررة حول نية إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بمفردها إن لم تقم الولايات المتحدة بذلك.
ووصف هذه النية بأنها “مقامرة بوجود الدولة”، قائلا: “حتى الجهلة يعلمون أن مهاجمة إيران منفردة قد تشعل الشرق الأوسط وربما العالم”. وأضاف أنه “من دون مساعدة عسكرية ومدنية من الولايات المتحدة، لن تتمكن إسرائيل من البقاء في مواجهة التهديدات المتزايدة”.
كما نقل عن رئيس هيئة الأركان الأميركية أن أي ضربة عسكرية لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، وأن الحل الوحيد يتمثل في اتفاق سياسي.
تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة والعالم
وفي انتقاد لاذع لسياسات نتنياهو الخارجية، قال بريك إن “نتنياهو أحرق جميع الجسور تقريبا مع الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن 16 عاما من قيادته أفضت إلى “تآكل العلاقات مع الجمهور الأميركي، واليهود الأميركيين، وتوتير العلاقات مع الحزب الديمقراطي”.
وأردف أن استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة أظهرت تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل، إذ لم يعد نحو 50% من الأميركيين يدعمونها، مما يهدد استمرار الدعم العسكري والمدني الذي وصفه بأنه “شرط لبقاء إسرائيل”.
كما تطرّق إلى حادثة حذف تغريدة التعزية الإسرائيلية بوفاة بابا الفاتيكان فرانشيسكو، وعدم إرسال مسؤول إسرائيلي رفيع إلى جنازته، واصفا ذلك بأنه “إهانة للمسيحيين في أنحاء العالم”، مشيرا إلى رسائل غضب تلقاها مكتب رئيس الوزراء من رؤساء الطائفة الكاثوليكية في إسرائيل.
وفي ختام مقاله، أكد بريك أنه لا ينتمي لأي معسكر سياسي، بل يصوّت لما يراه مصلحة للدولة فقط. وكتب: “اليسار والوسط ينتقدان المستوى السياسي ويتجنبان نقد الجيش، أما اليمين فيركز على انتقاد اليسار وقوات الأمن معا. أما أنا، فأنتقد الجميع بحسب دورهم في التقصير، من دون تمييز”.
وشدد على أنه لا يكتفي بالنقد، بل يطرح الحلول، ويعتقد أن “الطريق الوحيد لإنقاذ إسرائيل من الانهيار يكمن في معالجة شاملة لأعطاب الأجهزة الأمنية والسياسية والاجتماعية”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الجنرال الإسرائيلي إسحق بريك ناقوس الخطر إسرائيل الحرب غزة الجيش الإسرائيلي المقاومة الإسلامية حماس الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بخمس فرق.. الجيش الإسرائيلي يستعد لمناورة "لم يسبق لها مثيل" في غزة
أفاد موقع "واللا" العبري، الأحد، بأنه في حال عدم تحقيق تقدم في المفاوضات، سيشرع الجيش الإسرائيلي في عملية عسكرية واسعة النطاق مختلفة عن أي عملية نفذت حتى الآن في غزة.
وذكر الموقع أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيجري اليوم نقاشا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان الفريق إيال زامير، وكبار قادة الأجهزة الأمنية حول التحركات العسكرية في قطاع غزة.
ونقل "واللا" عن مصادر عسكرية، يبدو أنه في حال عدم تحقيق تقدم ملموس خلال الأيام المقبلة في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، سيطلب من الجيش الإسرائيلي القيام بتحركات عسكرية واسعة النطاق، على نحو مختلف عما تم تنفيذه حتى الآن.
وكشف الموقع أن هناك خلافا في صفوف الجيش الإسرائيلي بشأن استمرار التحركات في غزة أو انتهاء الحرب بعد الإنجازات الكبيرة التي تشمل حسب رأيهم "تدمير البنية التحتية، وإحباط جهود القيادة العليا باستثناء قائد لواء مدينة غزة، عز الدين الحداد، الذي استهدفه جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) عدة مرات، وقتل عناصر وقادة ميدانيين، وتدمير أسلحة وأنفاق، وسيطرته على أكثر من 50% من الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك إغلاق طرق التهريب من سيناء والبحر".
وبحسب تقرير "واللا" فإن الجيش الإسرائيلي يقدر أن هذه الإنجازات قد أوصلت حماس إلى أدنى مستوياتها منذ سيطرتها على قطاع غزة قبل نحو عشرين عاما، وحولت التركيز إلى الساحة السياسية. وصرح مسؤول أمني كبير هذا الأسبوع بعد العملية في إيران بأن "العملية في إيران علمت حماس أنها بحاجة أيضا إلى معرفة متى تتوقف عن القتال".
ومع ذلك، فهناك من في قيادات الجيش الإسرائيلي من يرى خلاف ذلك، ويعتبر أن لا خيار أمامنا سوى الشروع في مناورة واسعة النطاق مع نقل أكبر عدد من السكان منذ بدء الحرب في غزة.
وذكرت مصادر عسكرية لموقع "واللا" أن هناك نية لنقل السكان من أماكن مختلفة".
وذكرت المصادر أيضا أن الحركة السكانية الهائلة في ظل الوضع الراهن لحماس قد تشكل شرخا خطيرا في قيادة حماس، حيث ستوجه إليها انتقادات لاذعة من المواطنين. من جهة أخرى، أفادت المصادر بأن القتال في المناطق المكتظة بالسكان والمليئة بالأنفاق سيؤدي إلى مقتل مقاتلين من الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر العسكرية أن مثل هذا السيناريو سيشمل خمس فرق مناورة بالكامل، وليس في حالة جزئية من حيث القوى البشرية. كما ستتطلب هذه الخطوة تعبئة احتياطيات إضافية.
يأتي ذلك، بينما أقر الجيش الإسرائيلي الجمعة الخطة الزمنية القتالية المحدثة للقوات النظامية والاحتياطية، وفقا لتقييم الوضع العملياتي"، واستدعى قوات الاحتياط مجددا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه، أنه "يجري تقييمات مستمرة للوضع لدراسة تدابير التخفيف الممكنة لأفراد الاحتياط، وهو يدرك تداعيات فترة الإشعار القصيرة، ويتفهم التعقيدات التي يواجهها أفراد الخدمة وعائلاتهم؛ ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذا نابع من الضرورة العملياتية".