ضربة “بن غوريون” تُصيب الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل.. خسائر فورية وتوقعات قاتمة
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
شكلت الضربة الصاروخية اليمنية على مطار “بن غوريون” صدمة أمنية وعسكرية كبيرة، وزلزالاً اقتصادياً هزَّ الكيان الإسرائيلي، مُخلّفةً وراءها خسائر فورية وتوقعات قاتمة تُنذر بمستقبلٍ ضبابي. فبينما كانت صفارات الإنذار تدوي في “تل أبيب”، كانت أسواق المال تهتزّ، وشركات الطيران تُهرع لإلغاء رحلاتها، مُعلنةً عن بداية فصلٍ جديد من التداعيات الاقتصادية .
موقع “Investing” الاقتصادي كان واضحاً في تشخيص الأثر الفوري للضربة، مؤكداً أن “الهجوم اليمني على مطار بن غوريون يضرب بورصة “تل أبيب”، و50% من القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية تتكبد خسائر فورية”. واستند الموقع إلى بياناتٍ تُظهر أن “6 قطاعات إسرائيلية تسجل خسائر مباشرة في القيمة السوقية في بورصة تل أبيب متأثرة باستهداف مطار “بن غوريون “.
القطاعات المتضررة شملت شرايين الاقتصاد الإسرائيلي، حيث أكد الموقع تضرر “قطاعات البنوك والنفط والغاز والتمويل والعقارات والاستثمار والبناء والتشييد في أعقاب الهجوم اليمني”. هذا الانهيار في قيمة الأسهم يُشير إلى فقدان الثقة المفاجئ لدى المستثمرين، الذين باتوا ينظرون إلى “إسرائيل” كبيئة اقتصادية أقل أماناً واستقراراً.
القطاع الأكثر تضرراً بشكل مباشر كان قطاع الطيران، حيث تحوّلت سماء فلسطين المحتلة إلى ساحة قلقٍ وريبة. القناة 12 العبرية كشفت عن إلغاء شركة “إير أوروبا” لجميع رحلاتها المقررة من مدريد إلى “تل أبيب”. مواقع مراقبة حركة الملاحة الجوية أكدت أن “شركات الطيران البولندية واليونانية والإيرلندية والبلجيكية ألغت رحلاتها المقررة إلى مطار اللد “بن غوريون”، وأن أكثر من 40 % من شركات الطيران العاملة نحو المطار علقت رحلاتها”.
الأرقام كانت صادمة، حيث تم التأكيد على “إلغاء ما يقارب 80 رحلة جوية إلى مطار اللد ” بن غوريون” خلال الـ 24 ساعة القادمة”. هذا الشلل في الحركة الجوية لا يؤثر فقط على المسافرين، بل يمتد ليشمل حركة الأعمال والتجارة التي تعتمد بشكل كبير على النقل الجوي السريع.
صحيفة “معاريف” الصهيونية كانت متشائمة بشأن سرعة تعافي قطاع الطيران، حيث أشارت إلى أن “إلغاء الرحلات الجوية على نطاق واسع سيتطلب لاحقا كثيرا من الوقت والجهد لإعادة شركات الطيران”، مؤكدة بالقول “تجاربنا السابقة تؤكد أن شركات الطيران حذرة للغاية في قرارها بالعودة”. الصحيفة تساءلت بجدية عن “أعداد الرحلات خلال الساعات القادمة بعد إعلان توقف شركات الطيران الرائدة”.
موقع “ذا ماركر” الصهيوني كان أكثر حدة في تحذيره، مؤكداً أنه “بعد إصابة الصاروخ لمطار بن غوريون ستكون الساعات الـ24 المقبلة حاسمة لقطاع الطيران في إسرائيل”، ومشدداً على أنه “إذا تلقت المزيد من شركات الطيران تعليمات بإلغاء رحلاتها فسنكون في ورطة”.
“معاريف” كشفت عن حجم الخسارة المحتملة في حركة المسافرين، مشيرة إلى أنه “كان من المقرر مغادرة نحو 34,700 مسافر إسرائيل، ووصول 31,500 آخرين اليوم. الأرقام باتت موضع شك بعد التصعيد اليمني الأخير”. مدير عام وزارة النقل الصهيوني صرّح لصحيفة “غلوبس” بأن “17 شركة من أصل 32 شركة أجنبية ألغت رحلاتها، وليس لدينا إلا 3 شركات محلية”، وهو ما يُظهر مدى الاعتماد على الشركات الأجنبية في هذا القطاع.
خبراء في الشؤون الإسرائيلية، مثل عماد أبو عواد، قدّروا عدد المسافرين عبر مطار اللد بـ “60 إلى 70 ألف مسافر يوميا”، مؤكدين أن إغلاق المطار سيسبب “أضرارا اقتصادية فورية لإسرائيل، فضلا عن تأثيره المباشر على قطاع السياحة”. أبو عواد أضاف أن هذا الإغلاق سيؤدي إلى “تراجع كبير في ثقة السياح والمستثمرين”، معتبراً أن تأثير هذه الخطوة سيكون “واسعاً على مختلف المستويات”.
الخبراء أشاروا إلى أن “إسرائيل” بدأت غلق أجزاء من المطار بسبب تراجع الإقبال على السفر إلى الأراضي المحتلة وهو ما يعكس بالفعل حجم التأثير السلبي المتزايد جراء الضربات اليمنية والحرب على غزة. وصول الصاروخ إلى هدفه داخل المطار يُعد “دليلا على ضعف ثقة الصهاينة بمؤسستهم الأمنية، وفشل منظومة حيتس الدفاعية في التصدي للهجوم، وفقدان الإحساس بالأمن، ويدفع نحو مزيد من التراجع في قطاعي السياحة والاستثمار”.
التحذيرات كانت صريحة، حيث بيّن الخبراء أن “الأثر الاقتصادي سيزداد إن تكرر هذا النوع من الهجمات، خاصة مع إعلان شركات طيران كبرى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل”. الرئيس التنفيذي لشركة “أوفاكيم” الصهيونية عبّر عن قلقه قائلاً: “لا يزال من الصعب تحديد استمرار نشاط الشركات في إسرائيل، التي تراقب الوضع عن كثب”.
وكالة رويترز نقلت عن “يونايتد إيرلاينز” الأمريكية إعلانها “إلغاء رحلاتها من مطار نيويورك إلى “تل أبيب” بعد سقوط صاروخ أطلقه اليمنيون قرب مطار بن غوريون”، ما يُضيف اسماً كبيراً آخر إلى قائمة الشركات العازفة عن التحليق في أجواء فلسطين المحتلة .
وذكر إعلام العدو أن مجموعة “لوفتهانزا” بأكملها ألغت رحلاتها إلى “إسرائيل” بحلول الأحد المقبل، كما علقت شركة “Wizz Air” رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى صباح الخميس، أما الخطوط الجوية الفرنسية فألغت رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى الـ 13 من الشهر الحالي وهذا الإلغاء الأطول في الموجة الحالية.
باختصار، الضربة اليمنية لم تكن مجرد حدث أمني عابر، بل كانت ضربة موجعة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث تسببت في خسائر فورية في البورصة، وشلّت حركة الطيران، وهدّدت قطاع السياحة الحيوي. التحذيرات من خبراء الاقتصاد وقطاع الطيران كانت واضحة: استمرار هذه الهجمات سيُعمّق الجراح الاقتصادية، ويُزيد من عزلة “إسرائيل” على الساحة العالمية، مُلقياً بظلالٍ ثقيلة على مستقبلها الاقتصادي.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلغاء رحلاتها شرکات الطیران قطاع الطیران رحلاتها إلى بن غوریون تل أبیب
إقرأ أيضاً:
«وزير الطيران» يستعرض مع وفد مطار «إنتشون» الكوري فرص تعزيز الشراكات الدولية |صور
استقبل الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، بمقر ديوان عام الوزارة، السيد تشاي وولي المدير التنفيذي ورئيس مجموعة الاستثمار الدولي والاستشارات بمؤسسة مطار إنتشون الدولي (IIAC) والوفد المرافق له،
بحضور كل من المحاسب أماني متولي الوكيل الدائم لوزارة الطيران المدني، والمهندس أيمن عرب رئيس الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، والمحاسب مجدي إسحاق رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي والطيار وائل النشار رئيس الشركة المصرية للمطارات.
وخلال اللقاء، قدّم الوفد الكوري عرضًا تفصيليًا استعرض فيه خبرات مؤسسة مطار إنتشون الدولي في إدارة وتشغيل المطارات الكبرى حول العالم، وآليات تطوير المناطق الاستثمارية المحيطة بها، بالإضافة إلى برامج الاستعداد والتخطيط التشغيلي، والمشروعات التي نفذتها بالشراكة مع الحكومات والقطاع الخاص في عدة دول.
واستعرض الوفد سجلًا حافلًا لمؤسسة مطار إنتشون، التي تولت الإدارة أو المساهمه في تشغيل وتطوير أكثر من 30 مطارًا دوليًا، من بينها مطار إنتشون الدولي في سيول ومطار إسطنبول الدولي، إلى جانب مشروعات نوعية في مختلف القارات.
في هذا السياق، أكد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أن قطاع الطيران المدني المصري يشهد حاليًا مرحلة توسع غير مسبوقة، تتطلب إقامة شراكات استراتيجية مع كيانات دولية ذات خبرات واسعة في تطوير البنية التحتية للمطارات، لافتًا إلى أن الوزارة تلقت العديد من العروض من دول عدة على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما كشف الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، عن رؤية الوزارة لطرح عدد من المطارات المصرية أمام القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن الوزارة، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) الشريك الاستراتيجي، تستعد لتنفيذ خطة شاملة تتضمن طرح 11 مطارًا للاداره والتشغيل. وأوضح أن مطار الغردقة الدولي سيكون أول هذه المشروعات، مع استهداف تشغيله أمام القطاع الخاص قبل نهاية العام الجاري، في إطار جهود تهدف إلى تحديث البنية التحتية ورفع كفاءة التشغيل بما يسهم في تعزيز أداء قطاع الطيران المدني.
وأضاف الحفنى أن الوزارة حريصة على إتاحة الفرص الاستثمارية أمام كبرى الشركات العالمية، انطلاقًا من رؤية تستهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، وتعزيز الطاقة الاستيعابية للمطارات، بما يواكب النمو المتوقع في حركة السفر والسياحة إلى مصر، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية متكاملة لزيادة مساهمة القطاع الخاص في تطوير وتشغيل المطارات المصرية.
ومن جانبه، أعرب السيد تشاي وو لي عن تقديره لإتاحة الفرصة أمام مؤسسة مطار إنشيون الدولي لاستعراض خبراتها وإمكاناتها، مشيدًا بما يمتلكه قطاع الطيران المدني المصري من مقومات كبيرة تؤهله ليكون مركزًا إقليميًا وعالميًا لحركة الطيران.
وأكد استعداد المؤسسة لتقديم خبراتها في مجالات الاستشارات التشغيلية والتطويرية، والمشاركة في مشروعات استثمارية تسهم في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز تنافسيته على الصعيد الدولي، متطلعًا إلى مزيد من التعاون البنّاء بين الجانبين.
اقرأ أيضاًوزير الطيران المدني يبحث مع وفد شركة بوينج التعاون في مجال النقل الجوي
وزير الطيران المدني يشارك في فعاليات مؤتمر «CIAT 2025» بكوريا الجنوبية
وزير الطيران المدني يستقبل وفدًا قطريًا رفيع المستوى «صور»