(CNN)-- أصيب صناع الأفلام وممولو هوليوود بالحيرة، على أقل تقدير، إزاء إعلان الرئيس ترامب رغبته في فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة.

وأعرب العديد من المديرين التنفيذيين في استوديوهات الأفلام وقطاع البث الذين تحدثوا مع شبكة CNN عن استيائهم الشديد، لأنهم يعتقدون أن الرئيس لم يُفكر في تداعيات اقتراحه، الذي قد يُدمر صناعةً عريقة.

وعلق أحد المطلعين على الصناعة قائلاً: "للوهلة الأولى، يبدو الأمر صادمًا، وسيُمثل توقفًا شبه كامل للإنتاج. لكن في الواقع، ليس لديه صلاحية للقيام بذلك، وهو أمرٌ مُعقدٌ للغاية يصعب تطبيقه".

وتتخذ مصادر أخرى وجهة نظر أكثر انفتاحًا، مؤكدةً أن ترامب يُثير حوارًا حول مشكلة حقيقية  تسمّى بـ "الإنتاج الجامح"، والتي تركت العديد من الأمريكيين العاملين في قطاع إنتاج الأفلام والتلفزيون عاطلين عن العمل.

لكن احتمال فرض رسوم على الأفلام زاد من حالة عدم اليقين في قطاع مضطرب أصلاً،  وتراجعت أسهم نتفليكس وشركات ترفيه كبرى أخرى، الإثنين، حيث استوعب المستثمرون تصريحات ترامب المُربكة.

وصرّح جاي سورس، نائب رئيس وكالة المواهب المتحدة، لشبكة CNN: "بشكلها الحالي، لا معنى للرسوم الجمركية".

ويفضل الممثلون والمخرجون الأمريكيون عمومًا العمل بالقرب من منازلهم. لكن سورس أضاف: "الحقيقة هي أن دفع تكاليف السفر بالطائرات والفنادق للجميع أرخص بكثير بالنسبة لاستوديوهات هوليوود، لأن تكلفة العمالة، ونقص الحسومات، والقدرة على إنتاج الأفلام في الخارج أرخص بكثير".

وأشار سورس إلى أن إنتاج الأفلام في الخارج قد يكون أرخص بكثير، لذا فإن الرسوم الجمركية قد تضر أكثر مما تنفع.

وتشكك بعض مصادر الصناعة التي تحدثت مع CNN في إمكانية تطبيق أي خطة رسوم جمركية من هذا القبيل. فالأفلام، بصفتها ملكية فكرية، تُعتبر شكلاً من أشكال الخدمات وليست سلعًا. وبالتالي لا تخضع عادةً للرسوم الجمركية، وليس من الواضح كيف ستُطبّق رسوم ترامب الجمركية على الأفلام الأجنبية.

وعلاوة على ذلك، قد لا يصمد تأكيد ترامب بأن إنتاج الأفلام الأجنبية يُشكّل "تهديدًا للأمن القومي" أمام التدقيق القانوني.

لكن قادة صناعة الترفيه يأخذون هذا الاحتمال على محمل الجد. فقد تواصل العديد من المديرين التنفيذيين مع وزير التجارة هوارد لوتنيك بشأن مقترح الرسوم الجمركية، وفقًا لمصدرين مطلعين على المناقشات. وردّ لوتنيك عبر منصة "إكس" على طلب ترامب بفرض الرسوم الجمركية، قائلاً: "نحن بصدد ذلك".

وربما كان منشور ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد مناورة افتتاحية. ففي المكتب البيضاوي، قال ترامب، الإثنين إنه سيعقد اجتماعات مع المديرين التنفيذيين في هوليوود قبل اتخاذ قرار نهائي، وأضاف: "سنلتقي بالقطاع؛ أريد التأكد من رضاهم عن ذلك".

وعندما تولى ترامب منصبه، عيّن جون فويت، وميل غيبسون، وسيلفستر ستالون مبعوثين له إلى هوليوود، على الرغم من أنه لم يتضح تمامًا ما يعنيه هذا التعيين.

والتقى ترامب مؤخرًا بالممثل جون فويت في مار-إيه-لاغو لمناقشة خطط إنعاش صناعة السينما الأمريكية، وفقًا لمصدر مطلع،  وأضاف المصدر أن فويت كان يضع خطة مع مدير أعماله، ستيفن بول، وتضمنت الخطة أفكارًا لحوافز ضريبية، لكنها لم تتضمن تحديدًا تعريفات جمركية جديدة.

وصرّح المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، الإثنين، قائلًا: "في حين لم تُتخذ أي قرارات نهائية بشأن التعريفات الجمركية على الأفلام الأجنبية، فإن الإدارة تدرس جميع الخيارات لتنفيذ توجيه الرئيس ترامب بحماية الأمن القومي والاقتصادي لبلادنا، مع العمل على استعادة عظمة هوليوود".

وقد تهدئ إشارة البيت الأبيض إلى "جميع الخيارات" من روع البعض، نظرًا لأن جماعات الضغط في هوليوود كانت تدفع منذ فترة نحو سياسة الترغيب (مثل الحوافز الضريبية الفيدرالية للأفلام) بدلًا من سياسة الترهيب (مثل التعريفات الجمركية).

التحول بعيدًا عن هوليوود

بعد أن كان إنتاج الأفلام والتلفزيون متمركزًا في هوليوود وحولها، انجذب إلى ولايات أمريكية أخرى، وبشكل متزايد إلى دول أخرى، وذلك بفضل الحوافز الضريبية وحسابات مالية أخرى.

أشارت مجلة "فارايتي" المتخصصة في صناعة الترفيه، الإثنين، إلى أن مجموعة واسعة من الأفلام، من "أفلام مستقلة منخفضة الميزانية إلى أفلام ضخمة من إنتاج استوديوهات"، "تُصنع حاليًا في دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والمجر"، مما أثار "الصدمة وعدم التصديق في أوساط صناعة السينما الأوروبية".

وأوضح ترامب الفكرة بوضوح عندما تحدث مع الصحفيين في البيت الأبيض مؤخراً،  وقال: "دول أخرى تسرق الأفلام، وقدرات صناعة الأفلام، من الولايات المتحدة"، في إشارة واضحة إلى العدد المتزايد من الأفلام التي تُنتج في دول أخرى مثل كندا.

وأضاف ترامب: "يجب أن نفرض تعريفات جمركية على الأفلام الواردة"، في إشارة ربما إلى الأفلام التي تمولها وتوزعها شركات أمريكية، ولكن يتم تصويرها في أماكن أخرى.

ورفضت جمعية السينما الأمريكية، وهي المنظمة التي تمثل كبرى الاستوديوهات الأمريكية، التعليق على إعلان ترامب. لكن الجمعية أصدرت تقريرًا في عام 2023.

وتُحقق صناعة السينما الأمريكية فائضًا تجاريًا بقيمة 15.3 مليار دولار مع الأسواق الخارجية، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف قيمة الأفلام المستوردة. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان قانون حماية الأفلام الأمريكية يشمل الأفلام المحلية التي أُنتجت في الخارج.

كيف سيُطبق؟

الأسئلة حول رسوم ترامب الجمركية على الأفلام كثيرة. هل ستُفرض ضرائب على الأفلام التي تُنتجها شركات أمريكية، والتي تدور أحداثها في دول أخرى - مثل دراما تاريخية عن الحرب العالمية الثانية - عند تصويرها في أماكن تصويرها؟

ماذا عن الأفلام التي يُنتج جزء منها في الولايات المتحدة وجزء منها في أماكن أخرى؟

أو، كما تساءل سورز، "إذا صُوّر دقيقتان من الفيلم في الخارج، فهل يستحق ذلك فرض ضرائب؟"

وتساءل بعض المسؤولين التنفيذيين في الصناعة علنًا عما إذا كانت فكرة ترامب تتعلق بمعاقبة كندا، حيث تُنتج العديد من الأفلام الآن بفضل الحوافز الضريبية.

وسأل أحد المصادر، متحدثًا عن هوليوود ذات الميول اليسارية: "هل يسخر منا لأننا لم نُصوّت له؟"

وتساءل أحد المديرين التنفيذيين إن كان لدى ترامب أي فهم حقيقي لكيفية عمل الإنتاج التلفزيوني والسينمائي الحديث: "هل أخبره أحدٌ ما تأثير هذا على جيمس بوند، وهاري بوتر، و"ديون"؟ أين يُفترض بنا تصوير إيميلي في باريس؟"

أمريكادونالد ترامبسينماهوليوودنشر الاثنين، 05 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: هوليوود ترامب دونالد ترامب سينما هوليوود المدیرین التنفیذیین جمرکیة على الأفلام صناعة السینما إنتاج الأفلام الجمرکیة على الأفلام التی العدید من فی الخارج دول أخرى التی ت

إقرأ أيضاً:

ما هي الملفات التي تناولتها محادثات ترامب في الإمارات؟

ذكرت وسائل إعلام محلية، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقش العديد من القضايا والملفات المهمة خلال زيارته إلى الإمارات.
وأكدت أن الرئيس ترامب اختص ثلاث دول خليجية لزيارتها نظرا لأهميتها الجيو سياسية والاقتصادية، في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ونقلت عن الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني نضال خضرة، أن “أبوظبي باتت تلعب دورا أكثر ديناميكية، متجاوزة الحدود الاقتصادية إلى التأثير السياسي والأمني في المنطقة”.
وخلال حديثه إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، صباح اليوم الجمعة، أوضح خضرة أن “الزيارة تأتي ضمن سياق واضح لإعادة تموضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، معتبرا أن “الإمارات لم تعد مجرد حليف لوجستي أو مركز اقتصادي، بل باتت تشارك في بلورة استراتيجيات إقليمية وأمنية”.
وأوضح خضرة أن “الإمارات تتعامل الآن من منطلق الشراكة لا التبعية، وهي توازن بين الانفتاح السياسي والانخراط الأمني دون المغامرة أو التهور”، متابعا أن “التحول في دور الإمارات جاء نتيجة مسار طويل من تعزيز الكفاءة الدبلوماسية والاستثمار الذكي في الملفات الإقليمية الحساسة، ما جعل أبوظبي اليوم قادرة على التحدث بلغة المصالح مع جميع الأطراف، بما في ذلك واشنطن وطهران وموسكو”.
وحول الملفات المهمة التي ناقشها ترامب خلال زيارته إلى أبو ظبي، كان الحرب على قطاع غزة، حيث أفاد خضرة أن “الرئيس الأمريكي يتطلع بجدية إلى جائزة نوبل للسلام، وهو ما قد يفسر سعيه إلى طرح مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة”.
فيما نقلت القناة عن الكاتب والمحلل السياسي حسين عبد الحسين، أن “ترامب عاد إلى الخليج ليؤكد أن الفراغ الذي تركته الإدارات السابقة لن يستمر، والزيارة لا تعني فقط دعما للعلاقات الثنائية، بل تحمل في طياتها رسائل أبعد، حيث يسعى إلى بناء محور جديد من الحلفاء الإقليميين”.
وأوضح عبد الحسين، أن الرئيس ترامب يسعى ببلادها إلى استخدام أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لبناء تحالفات صلبة دون التورط العسكري المباشر، منوها إلى أن دول الخليج تملك أصولا سيادية تقارب 4.9 تريليون دولار، وتمثل نحو 37% من احتياطات النفط و33% من احتياطات الغاز العالمية، وهو ما يمكن أن يمثل دافعا قويا لزيادة العلاقات الأمريكية الخليجية.
أوضح عبد الحسين أن الإمارات باتت في مقدمة الدول عالميا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفسر اهتمام ترامب بتعزيز الشراكة معها.والإمارات اليوم تحظى بإجماع سياسي دولي غير مسبوق. من بايدن إلى بوتين، من ماكرون إلى شي جينبينغ، الكل يصف الشيخ محمد بن زايد بأنه قائد استثنائي. وهذا يضع الإمارات في قلب معادلة الدبلوماسية العالمية الجديدة”.
وأشارت القناة إلى أن الملف الإيراني والسوري أيضا كان حاضرا على طاولة المباحثات الأمريكية في أبو ظبي، موضحة أن “ترامب يدرك أن إيران لم تتغير، وأن تقويض نفوذها في الخليج لا يكون عبر المواجهة المفتوحة، بل عبر تقوية الحلفاء وتعزيز منظومة الردع”.
ولفت المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك، إلى أن “أبوظبي أصبحت أكثر من مجرد عاصمة اقتصادية، بل قاعدة متقدمة للردع الناعم، حيث تشارك بفاعلية في التصدي للتهديدات العابرة للحدود، وتستثمر في التكنولوجيا والدفاع والأمن السيبراني”.
وأكد هوك أن ترامب يرى أن الإمارات والسعودية تشكلان حجر الأساس في استراتيجية “المقاربة المزدوجة”، التي تجمع بين الردع الصارم والتحالفات الإقليمية الجديدة.
وقالت السفيرة الأمريكية السابقة في الإمارات، مارسيل وهبة، إن “سوريا كانت حاضرة بقوة في محادثات ترامب في أبوظبي، وإدارة ترامب تسعى إلى إشراك الإمارات في إعادة إعمار سوريا، وتعزيز الحلول السياسية التدريجية”.
وأضافت: “الإمارات باتت قناة تواصل فعالة مع دمشق، ويمكن أن تلعب دورا محوريًا في إعادة ربط سوريا بالمجتمع العربي، بعيدا عن النفوذ الإيراني”.
وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، أمس الخميس، أن بلاده ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل.
وأعلن الرئيس الإماراتي أن الاستثمارات الإماراتية في أمريكا ستشمل قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعة، وستتم من خلال سندات استثمارية أمريكية بقيمة إجمالية تبلغ 1.4 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
يذكر أن زيارة ترامب إلى الإمارات شهدت زيارته لمسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الذي نال إعجاب الرئيس الأمريكي، الذي عبر عن سعادته بعلاقته مع الإماراتيين وثقافتهم الرائعة.
وزار ترامب الإمارات ضمن جولة خليجية بدأها الثلاثاء، شملت السعودية وقطر أيضا.
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين، إنه من المرجح أن يعود إلى واشنطن، غدا الجمعة، بعد جولة شملت 3 دول خليجية، رغم إشارته في الوقت ذاته إلى أن “وجهته المقبلة مازالت غير معروفة حتى الآن”.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مركز السينما العربية يسلم الفائزين جوائز الدورة التاسعة لنقاد الأفلام العربية بـ كان
  • تحت شعار السينما في عصر الذكاء الاصطناعي"..  انطلاق الدورة 41 من مهرجان الإسكندرية
  • ترامب: سنحدد معدلات الرسوم الجمركية على معظم الدول خلال أسابيع
  • مصر التي خرجت من التاريخ والسياسة وزيارة ترامب
  • ما هي الملفات التي تناولتها محادثات ترامب في الإمارات؟
  • حسين فهمي في ندوة "مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي" بـ"كان السينمائي": بدأنا ننهض مرة أخرى
  • حسين فهمي في ندوة “مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي” بـ”كان السينمائي”: بدأنا ننهض مرة أخرى
  • بحضور يسرا وحسين فهمي.. ندوة في «كان» تناقش مكانة السينما المصرية عالميًا وتحدياتها
  • حسين فهمي في كان السينمائي: بدأنا ننهض مرة أخرى
  • “بينالي الفنون” يدعم صناعة الأفلام التناظرية