"أُكنّ احتراما وتقديرا غير محدود، أقول غير محدود، لقادة حركة حماس، أكثر بكثير من الذي لديّ لقادة إسرائيل".

في أبريل/نيسان 2025، وجد فرانسوا بورغا، الفيلسوف وعالم السياسة والاجتماع البالغ من العمر 77 عاما، نفسه في قلب دراما قضائية في جنوب فرنسا.

بورغا، المتخصص في دراسات الإسلام، ومدير الأبحاث السابق في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أكبر منظمة أبحاث حكومية في فرنسا، وأكبر وكالة أبحاث علوم أساسية في أوروبا، كان يُحاكم بتهمة "تبرير الإرهاب" بعد أن غرّد قبل ذلك، وتحديدا في شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي، معبرا عن دعمه لسردية المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الشر السائل.. كيف تهندس الحداثة الغربية ممارسات الاحتلال والإبادة؟list 2 of 2عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟end of list

بالنسبة للعارفين بالمفكر فرانسوا بورغا، جاءت هذه المحاكمة ذروةً لسنوات من المضايقات؛ فقد أشارت عريضة تضامنية حينها إلى أنّ التُّهم الموجَّهة إليه بتهمة "تمجيد حماس" استندت إلى تغريدات تكرّر تحليلاتٍ سبق أن نشرها في مؤلَّفاته الأكاديمية، وأضحت الجلسة رمزا لتصادم الحرية الأكاديمية مع حملة باريس على الخطاب المؤيّد لفلسطين بعد حرب الإبادة الإسرائيلية التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر.

بلاد "الحرية والأنوار" تغيرت كثيرا. ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يعرض بورغا وغيره من المفكرين أطروحاتهم في المؤتمرات والندوات، وجد المفكر نفسه مجبرا على شرح أطروحاته أمام فرقة من الشرطة التابعة لمحافظة إيكس الفرنسية، وذلك لشرح وجهة نظره الرامية إلى إبعاد تهمة تبرير و"تمجيد الإرهاب" عن نفسه، التهمة التي تقدمت بها المنظمة اليهودية الأوروبية.

إعلان

تأتي هذه التهمة بعد أن أعاد الباحث الجامعي الشهير نشر بيان لحركة حماس في 2 يناير/كانون الثاني 2024، كانت المقاومة ترد فيه على مزاعم نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" تتحدث عن مزاعم اغتصاب وعنف ارتكبتها عناصر من الحركة الإسلامية.

الباحث الفرنسي فرانسوا بورغا (الجزيرة)

اعتبر البيان الذي خرج عن حماس أن هذا الكلام جزء من محاولة "صهيونية شيطانية" لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وطالب الصحيفة الأميركية "بالاعتذار عن هذا الخطأ المهني"، ولم يقف بورغا عند حد نشر البيان، بل أضاف جملة يعلم جيدا كل مَن يتابع الشأن الفرنسي أنها لن تمر مرور الكرام، حيث قال: "لديّ احترام وتقدير لا محدود، أقول لا محدود، لقادة حماس أكثر من قادة دولة إسرائيل".

أكد الكاتب بعد ذلك في لقاء مع صحيفة "ليبراسيون" تصريحاته، وتمسك بأقواله، واعتبر أنه يتفهم أن هناك اختلافا في التقدير، وقد تكون آراؤه صادمة للبعض، لكنه لا يغير موقفه قيد أنملة، مضيفا: "كوني أقرّ بأن ما جرى في 7 أكتوبر هو فعل ذو طابع إرهابي لا يعني أنني مجبر على تجريم حركة تحرير فلسطين".

وفي قاعة المحكمة، دافع بورغا عن نفسه قائلا إنّه لم يُهنئ حماس على هجوم السابع من أكتوبر، بل عبّر عن شكوك مشروعة إزاء السردية الإسرائيلية التي يصدقها الجميع.

تتسق هذه التصريحات مع فلسفة وأطروحات الباحث الفرنسي الذي لطالما دافع عن العنف القادم من البلاد الإسلامية، ولم يره نابعا من الإسلام، بل ما هو إلا ردة فعل لتاريخ استعماري عنيف ضد الدول العربية والإسلامية تَمثَّل في صفحات دامية، من بينها إنشاء دولة إسرائيل.

رحلة بورغا الطويلة إلى هذه اللحظة امتدّت لعقود وعبر قارات. وُلِد عام 1948 في شامبيري، بأقصى الشرق الفرنسي بالقرب من الحدود السويسرية وغير بعيد عن الحدود مع إيطاليا، وأمضى ما يربو على ربع عمره في العالم العربي. بعد دراسة القانون، انتقل في السبعينيات لتدريس هذا المجال في الجزائر المستقلة حديثا (1973–1980)، ثم أنجز أطروحة الدكتوراه حول الإصلاحات الزراعية الاشتراكية هناك.

لاحقا درّس في معهد العلوم السياسية في إيكس، وعمل باحثا في القاهرة (1989–1993) وصنعاء (1997–2003)، ثم تسلّم إدارة المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق ولاحقا بيروت، وافتتح فروعا في أربيل بالعراق والقدس (الشرقية) في فلسطين.

إعلان

لكن قصة بورغا الطويلة تلك لم تبدأ عام 1973 حينما كان يدرس القانون بجامعة قسنطينة بالجزائر، بل كان التعارف قبل ذلك بكثير، حينما كان يبلغ من العمر 16 عاما، حينها كان يرافق خالته إلى رحلة حج مجموعة من المسيحيين الفرنسيين إلى القدس. في تلك الرحلة، التقى المراهق الفرنسي بطفل فلسطيني بمدينة أريحا قال له إن اليهود أخذوا أرضه منه، فكانت المعلومة جديدة وصادمة، لم يكن يعرف أن للفلسطينيين أرضا سلبها اليهود منهم.

ظل هذا المعطى حاضرا في ذاكرة بورغا، واستعمله غير ما مرة في تحليله للقضايا العربية والإسلامية، ولدراسة الحركات الإسلامية.

أسلمة ركيكة

في فرنسا إمام مشهور لا يخلو برنامج حواري من طلعاته الإعلامية المضحكة، ووصف "مضحكة" هنا ليس ذمًّا، بل وصف موضوعي لما يحدث أثناء مشاركته في هذه البرامج. هذا الرجل هو "حسن الشلغومي"، أحد "الأئمة المشاهير" حسب وصف الجهات الرسمية والإعلامية الفرنسية.

لا يجيد الشلغومي الحديث بالفرنسية، ولا يتقن العربية أيضا، كما أنه يعاني مشكلات عديدة في الحديث بطريقة متماسكة، ما يجعله مثار سخرية الكثيرين، لكنه على زلّاته، يحافظ على مكانه إماما أشهر، تفرضه فرنسا على مسلميها كأنه هو الناطق باسمهم، هو العلماني تماما، والصديق الحميم لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي زارها غير ما مرة، ودعمها في لحظات محورية كانت تصب نيرانها فيها على غزة.

يرفض بورغا ما يسميه بـ"شلغمة المسلمين"، والحديث نيابة عنهم في القضايا التي تهمهم، وهو ما يتعارض تماما مع سياسة الدولة الفرنسية التي لا تتوقف عن محاولاتها لفرض السيطرة على الإسلام في البلاد، وفرض فهمها العلماني على هذا الدين الذي لا يتلاءم  مع النظرة اللائكية الفرنسية التي رمت بالكنيسة وراء جدران الحياة العامة ذات يوم بعد ثورتها الشهيرة.

كما أن اختيار نماذج من قبيل الشلغومي بوصفه "نموذجا" يعني أن المسلم الحقيقي في فرنسا هو الذي يقدس الدولة الفرنسية بمستوى تقديسه للإله الذي يعبده، ويحب إسرائيل، ويرفض جميع الأمور التي تعتبرها الحكومة "تطرفا" وإن كانت من صلب الإسلام، ويتدين بطريقة ليس فيها حضور كبير للدين في سَمْته ومعاملاته.

إعلان

يُبدي بورغا اهتماما كبيرا بفهم الظاهرة الإسلامية، سواء داخل فرنسا أو خارجها، وخصوصا في المجتمعات العربية والمسلمة التي لا تنظر للحياة ولا تطرح الأسئلة الكبرى عبر الفلسفة الغربية. ويميز المفكر الفرنسي في فهم الظاهرة الإسلامية بين عمليتين، الأولى تهدف إلى تفسير أسباب عودة الخطاب الإسلامي في العالم العربي، وأما الثانية فهي تُذكّر بالتنوع الشديد للأفعال التي يُمكن أن ينتجها هذا الخطاب.

يطرح الكاتب الفرنسي نماذج تؤكد أفكاره، فمثلا يمكننا أن نقرأ التجارب الإسلامية بطريقة مختلفة تصل أحيانا إلى حد التنافر، فنجد مثلا الإسلام السياسي الديمقراطي الذي يعتقده جزء من الإسلاميين من قبيل حركة النهضة في تونس وفي دول أخرى، ثم نجد الإسلام الجهادي المعادي للكثير من الإسلاميين أنفسهم، مثل نموذج "دولة الخلافة" بالطريقة التي تطرحها بعض الجماعات الغالية كتنظيم الدولة لزعيمه وقتها أبي بكر البغدادي.

كذلك يقدم المفكر الفرنسي فكرة غاية في الأهمية من خلال دراسته لفكرة الإسلامية، إذ يقول إن القدرات التعبوية للخطاب الإسلامي المستعاد لا تنبع من قدسيته فقط، بل كذلك من الطابع المحلي الأصيل له، حيث يعمل على إعادة إحياء ثقافة حُرم منها العالم العربي عنوة بسبب التجريف الثقافي الذي قام به الاستعمار، حيث أدركت المجتمعات العربية والإسلامية المقهورة تدريجيا أن رموزها وأُطرها الزمنية هُمِّشت بالكامل وفُرِض تجريدها منها، حتى تصبح مجتمعا مختلفا عن تاريخه وحضارته.

يختلف بورغا مع الصوت الغربي السائد، الذي يتبناه العديد من المفكرين، ورأيه أن التطرف السياسي هو السبب في التطرف الديني، وأن العنف الإسلامي لا يصدر عن الإسلام بحد ذاته، بل بسبب المظالم التي يتعرض لها المسلمون.

وبالتالي فإن الدعوات المكررة لإصلاح الإسلام ما هي إلا دعوات عبثية، حيث يقول: "إذا اعتقدنا أن تهدئة الأوضاع تمر عبر إصلاح الفكر الديني المتطرف، فنحن نسلك الطريق الخطأ، لأننا لن نُهدئ المنطقة عبر إصلاح الخطاب الديني، بل نُصلح الخطاب الديني بعد تهدئة المنطقة".

إعلان

يذهب الأكاديمي الفرنسي إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ يعتبر أن "الإسلاموية" (حسب التعريف الغربي) ليست انحرافا دينيا، بل هي المرحلة الثالثة في مسار التحرر من الاستعمار، كما أنها النتاج لعملية إعادة رسم العلاقة بين الجنوب المقهور والشمال القاهر، وبالتالي -وهنا النقطة المحورية التي ربما لا يطرحها الكثير من الأكاديميين الغربيين ويستأثر بها بورغا على الأقل تصريحا- يجب على الغرب أن يعترف بمسؤوليته أيضا عن جميع الأفعال العنيفة التي تُرتكب باسم الإسلام، ليس هو فقط، بل أيضا النخب المسلمة التي تتبنى أطر التفكير الغربية، في صناعة الإرهاب الذي يُصيبهم اليوم، والخروج من "الانغلاق المعرفي" الذي تفاقم منذ هجمات "شارلي إيبدو".

ومن المعروف أنه في العقد الأخير، عرفت أوروبا وفرنسا خصوصا مجموعة من الهجمات التي أسالت الكثير من الدم، مما قاد إلى مُناصبة غالبية كبيرة  من النخب الأوربية العداء والهجوم على الإسلام السياسي، أو حتى الإسلام غير السياسي، أي بوصفه إسلاما فقط.

وقد انبرى المثقفون والسياسيون والإعلاميون في البرامج السياسية لسلخ جلد المسلمين والنقاش حول إنهاء الإسلام بصورته الحالية، أو محاولة نزع جميع مكوناته الهوياتية والعقدية وإفراغه تماما من مضمونه.

في مقال له على موقع "أورينت 21″، تحدث بورغا عن علاقة هذه التفجيرات التي جرت بالتحليل الخاطئ الذي تبنّاه بعض المنظرين الفرنسيين، إذ اعتبر الكاتب أنه حدث ازدراء لعامل ردة الفعل، وكذلك عامل الهوية لدى فاعلي الإسلام السياسي.

سخر المقال من القراءة القاصرة "لأوليفييه روا" الذي اعتبر أن الربيع العربي جاء لينهي أي وجود إسلامي، وأنه ما من شيء يشير إلى بقاء الصبغة الدينية في كل شيء، وذلك لأن الجيل "ما بعد الإسلامي" كان بأكمله غريبا عن الثورات الربيعية، متنبئا بفشل انتخابي للحركات الإسلامية "لماذا سينتخِبُ الناسُ مرشَّحين لم يكن لهم وجود إبّان الثورة؟"، وذلك لقناعة منه بأن الشباب الإسلامي لم يسهم أبدا بالمظاهرات التي انتشرت في الميادين.

إعلان

يجيب فرانسوا بورغا عن هذا الطرح قائلا: "أتَتْ نتائج انتخابات مصر وتونس لتنسِف ذلك الإعلان المتهوِّر… ولكن أين هي نقطة الضعف التحليلي اليوم؟ إن أوليفييه روا لا يرى في “جيل القاعدة” برمَّتِه، على تعدُّد جنسيّات الجهاديّين، وليس فقط في موجة المُجنَّدين الفرنسيّين الأخيرة، تعبيرا عن غضب المسلمين تجاه الاعتداءات الغربية"، وفي هذا الطرح الجريء يحاول بورغا أن يطرح رؤية مركبة لا تلقي فقط بالمسؤولية على طرف دون آخر، فبجانب إدانة الممارسات الإسلامية العنيفة، هناك أطراف أخرى، عليها كذلك أن تتوقف عن القهر الثقافي والسياسي لحضارات وثقافات أخرى.

يذهب المقال في تحليل الهجمات التي عرفتها فرنسا على ضوء الصراعات الدولية، فيقول إن من الصعب وضع الأخوين كواشي (اللذين ارتكبا هجمات شارلي إيبدو) خارج إطار وجهة نظر سياسية متماسكة لدوافعهما، وخارج إطار خانة الشُّبّان التائهين البعيدين عن أي نهج سياسي، الشيء نفسه بالنسبة لكوليبالي (مرتكب الهجوم على المتجر اليهودي) الذي لا يمكن قراءة ما أقدم عليه بأنه مجرد فرد غاضب لا يهتم بالصراعات التي يشهدها العالم العربي والإسلامي، وخصوصا فلسطين.

إسرائيل المقدسة فرنسيا

قد لا يسعفنا الوقت ولا المساحة الكتابية لسرد الشخصيات المهمة، سواء فنية أو أدبية أو رياضية أو غيرها، ممن كان انتقادهم لدولة الاحتلال قد عرّضهم لسلسلة من الانتهاكات والتضييقات.

فبعد حكم الجنائية الدولية على نتنياهو لكونه مع وزير دفاعه السابق يشكلان فريقا حكوميا من مجرمي الحرب، انبرى العديد من المحللين السياسيين في فرنسا للدفاع عن نتنياهو أو على الأقل اعتباره مجرم حرب، بيد أنه لا يمكن بحال مقارنته بقيادات حماس لأنه يظل "رئيس حكومة منتخب ديمقراطيا".

تكاد تكون إسرائيل من المقدسات في الرأي الرسمي الغربي، وكذلك الحال في فرنسا، لذلك فإن انتقادها يُعد جريمة خطيرة يحاكمك عليها السياسيون والإعلاميون قبل القضاة.

إعلان

منذ فترة طويلة لم تعد تهمة معاداة السامية تُستخدم على الساحة الفكرية الفرنسية لإدانة كارهي "اليهود" الحقيقيين، بل أضحت تهمة تُستعمل لإدانة العديد من الباحثين والمثقفين الذين ينتقدون السياسة الغربية في العالم الإسلامي أو ينددون بالإستراتيجية الإسرائيلية في سحق الفلسطينيين.

يقول بورغا إن "مكافحة معاداة السامية"، التي يجب أن تظل أداة مشروعة تماما ولا غنى عنها، تُحوَّل بانتظام عن وظيفتها لصالح مصالح الشركات أو المصالح الطائفية، ويضرب المفكر الفرنسي مثالا على ذلك بجريمة قتل وقعت في 23 مارس/آذار 2018 في حق سيدة يهودية مسنّة تدعى "ميرال نول"، التي كان أحد مرتكبيها من أصول مسلمة.

أدت هذه الجريمة إلى فورة هذيان وانفجار طائفي وديني وصل إلى درجة وصف "روبرت بادينتر"، وزير العدل الفرنسي السابق، لهذه الجريمة بأنها "محرقة داخل شقة". لكن بعد أيام قليلة من تحريات الشرطة ظهرت الحقيقة، وهي أن الجريمة بعيدة كل البعد عن جرائم الكراهية، بل هي جريمة عادية تدخل ضمن نطاق الجرائم الاعتيادية التي تشهدها فرنسا.

غرد بورغا بعد هذه الواقعة ساخرا من تسرع شخصية سياسية على هذا النحو، وكذلك من أخذ بعض المنابر الإعلامية بما في ذلك "لوموند"، كلام المسؤول الفرنسي على محمل الجد، معتبرا ذلك كله سخرية بائسة من مقتل سيدة يهودية على هذا النحو الجنائي المروع.

لبورغا تاريخ عريض مع الاتهام بمعاداة السامية، فقبل واقعة جريمة قتل المرأة اليهودية في العام 2018 اتُّهِم بالتهمة نفسها كذلك عام 2014، لأنه طالب بفصل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا عن الدولة، وباستقلال القنوات التلفزيونية الفرنسية عن تأثير إسرائيل، لذا يعتبره الإعلام الفرنسي مقربا من الإخوان المسلمين، حيث واجه عام 2020 هجوما إعلاميا كبيرا بسبب مساندته للمفكر السويسري طارق رمضان أثناء محاكمته بتهم الاغتصاب في فرنسا وسويسرا، التي ينفيها رمضان ويصفها بأنها مكيدة مُدبّرة.

إعلان

بسبب دعم طارق رمضان، شنّت المنابر الإعلامية اليمينية هجوما كبيرا على بورغا، حيث اعتبرت صحيفة "ماريان" الأسبوعية، الصوت المتطرف الأبرز في الصحافة الفرنسية، أن دفاعه عن رمضان تشكيك في العدالة الفرنسية واتهام في الذمة القانونية للقضاة، كما رُبط اسمه بعد ذلك بكونه مدافعا عن الإسلاميين والإخوان المسلمين.

بعد السابع من أكتوبر، غرد فرانسوا بورغا خارج السرب تماما، صحيح أنه اعتبر الهجمات التي قامت بها حماس هجمات "إرهابية"، لكنه لم يهادن الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو بعد جرائم الحرب الكثيرة التي قامت بها. يقول بورغا إنه عندما سيحاول مؤرخو القرن الحادي والعشرين فهم الكيفية والتسلسل الزمني لاختفاء إسرائيل من خارطة الشرق الأدنى، فإنهم سيمنحون دون شك أولوية كبرى لدوامة العنف الشديد التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويضيف أن تحديد المسؤوليات البشرية لن يتم إلا عبر وضع الجيل الحالي للقادة الإسرائيليين بزعامة نتنياهو مع القادة الغربيين من بايدن إلى ماكرون في مستوى المسؤولية نفسه، ذلك لأن الغرب لم يستطع امتلاك الشجاعة أو الحكمة أو العقلانية لردع شريكه عن الانجراف في التطرف الذي يدمر الحلم الصهيوني، وغرد على "إكس" قائلا: "على فرنسا، والولايات المتحدة، وأوروبا أن تتوقف عن استخدام الشعارات الإنسانية بوصفها غطاء أخلاقيا لتبرير صمتها عن المجازر الجارية".

يواصل بورغا اليوم التغريد وإلقاء المحاضرات، بسترته الرمادية وابتسامته الواثقة، ملهما جيلا جديدا من المفكرين المشتبكين مع الواقع والناشطين الباحثين فيما وراء الأحداث، ويفعل كل ذلك بينما يُثير جنون المتطرفين، إذ يرى بورغا أن الإرهابيين هم ثمرة فشل أوروبا.

بسبب كل هذه الأفكار، انتهى فرانسوا بورغا إلى مخافر الأمن للتعبير عن قناعاته التي كان يعبر عنها في المنابر الأكاديمية عبر التحقيقات والاستجوابات التي لا تتوقف، في فرنسا بلد الأنوار والفلسفة واحترام حقوق الإنسان لم تعد كذلك، بل باتت بلد الصوت الوحيد، صوت يميل إلى اليمين، ويغرم بإسرائيل، وجزء من كل ذلك يعادي الثقافة الإسلامية دون مواربة، وأما إذا ما أراد شخص آخر أن يعبر عن صوت آخر، فسيكون من المحتم عليه ترك "بلاد الحرية".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبعاد العالم العربی فرانسوا بورغا فی فرنسا الذی ی التی ت التی ی

إقرأ أيضاً:

الشيخ كمال الخطيب .. لا تحزنوا، إن الله معنا فالإسلام قادم والمسلمون قادمون وقريبًا سيبدو القمر

#سواليف

لا تحزنوا، إن الله معنا فالإسلام قادم و #المسلمون_قادمون وقريبًا سيبدو القمر

#الشيخ_كمال_الخطيب

قبل ثلاثة أسابيع احتفت #أمة_الإسلام بحلول #عيد_الأضحى المبارك، وشاء الله أن يكون يوم عيد الأضحى هو يوم الجمعة فكان نورًا على نور. وفي هذا اليوم الجمعة، فإن أمة الإسلام تحتفي ببداية العام الهجري الجديد 1447. إنها ذكرى هجرة حبيبنا محمد ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث التحوّل الكبير من فترة الدعوة حيث الألم والعذاب والمعاناة والقهر كان في مكة إلى مرحلة الدولة حيث الإعداد والتمكين ومقارعة #الظالمين كان في طيبة الطيبة. فمع إطلالة هلال شهر المحرم وإطلالة نهار الجمعة فإنه نور على نور، فاللهم أهلّ علينا هلال المحرم باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، اللهم اجعله هلال رشد وخير، واجعل هذا العام عام فرج وتمكين وفتح مبين للإسلام و #المسلمين يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة جنود الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي المساعدات بغزة 2025/06/27

وكيف وكيف وكيف؟!

يومها واليوم في كل يوم، كان شعار وعنوان #الهجرة_الشريفة “لا تحزن إن الله معنا”. إنها حالة #التطمين و #السكينة والثقة أودعها الله في قلب رسوله ﷺ بعد إذ كشّرت قريش عن أنيابها وأخرجت خبايا قلوب كبرائها، فبعثت أقوى فرسانها ليدخلوا على رسول الله ﷺ فيقتلوه في بيته {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [30- سورة الأنفال].

فلما أفشل الله مكيدتهم وأخرج رسول الله ﷺ من بينهم دون أن يروه، فجُنّ جنونهم ودعوا إِلى مطاردة واسعة وأعلنوا عن جائزة يسيل لها اللعاب، إنها مائة ناقة حمراء لمن يأتي برسول الله ﷺ حيًا أو ميتًا، وكذلك أفشل الله سعيهم وردّ كيدهم إِلى نحورهم. فعند باب الغار كانت معية الله لرسوله ﷺ ولأبي بكر رضي الله عنه فوقف فرسان قريش على باب الغار ولم يروا من فيه. وعند مطاردة سراقة بن مالك لرسول الله ﷺ وكاد أن يمسك به لولا أن فرسه تعثّرت المرة تلو المرة ولم يستطع الوصول إلى رسول الله ﷺ. فكيف يقتلونه في بيته والله عزّ وجلّ معه؟ وكيف يمسكونه في الغار وعين الله ترعاه؟ وكيف يلحقون به في الصحراء وكانوا على بعد خطوات منه، وربه سبحانه يحرسه برعايته {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [30- سورة الانفال].

شباب المهاجرين والأنصار حماة الديار

خرج النبي ﷺ مهاجرًا ومعه الوعد من الله تعالى بأنه سيعود إلى مكة منتصرًا عزيزًا وأن أعداءه الذين أخرجوه سيكونون هم الأذلة الصاغرين، فقال ربنا جلّ جلاله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} [85 -سورة القصص]، وقال ربنا سبحانه: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} [13- سورة محمد]، وقال ربنا سبحانه: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} وختم تلك الآية بقوله: {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [40- سورة التوبة].

ومثلما حقق الله تعالى وعده لرسوله ﷺ بأن نجّاه من كفار قريش وخيّب آمال من تمنّوا أن يمسكوا برسول الله ﷺ لينالوا تلك الجائزة المغرية، ومثلما أن الله تعالى قد حقّق وعده لرسول الله ﷺ بأن يعود إلى مكة، فإن الله سبحانه سيفشل كيد ومكر أعداء الإسلام في هذا الزمان الذين يحلمون بالقضاء على هذا الدين ولو جمعوا لهذه الغاية أقوى وأعتى الجيوش، ولو جنّدوا كل المليارات بل التريليونات وأعتى أجهزة المخابرات، فإن كيدهم سيبور. إنهم أعدّوا كل هذا ليأتوا برأس الإسلام، واستخدموا لأجل ذلك أذنابهم وعملاءهم وعكاكيزهم من أبناء الإسلام ومعهم كنوز بلاد العرب والمسلمين للقضاء على مشروع الصحوة الإسلامية المباركة لكن أنّى لهم ذلك.

وكيف لهم أن ينجحوا في القضاء على الإسلام وإطفاء نوره {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} 8-سورة الصف. نعم كيف لهم أن ينجحوا وفي الأمة اليوم شباب مباركون كشباب المهاجرين والأنصار أخذوا العهد على أنفسهم أن يعيدوا مجد الإسلام وأن يرفعوا رايته، ولسان حالهم يقول:

مجد الجدود عزيز أن نضيّعه مستعبدين وقد شادوه أحرارا

هيا بنا بني الإسلام نرجعه مهاجرين كما كانوا وأنصارا

قريبًا سيبدو القمر

صحيح أننا نعيش في حقبة تاريخية فاصلة، وأن الأمة فيها قد جثم على صدرها حكام طواغيت وليس أنهم فقط طواغيت وجبابرة، وإنما هم سياط بيد أعداء الإسلام يلهبون بها ظهور شعوبهم وهم الذين جعلوا مقدّرات بلاد المسلمين الكثيرة وأرضهم وسماءهم في خدمة الأعداء. وما موقف هؤلاء فيما يجري لأهل غزة عنا ببعيد وهم الذين شاركوا في حصارهم وهم الذين خذلوهم وهم الذين صمّوا آذانهم عنهم قريبًا من سنتين لم تتحرك فيهم نخوة العرب ولا عاطفة المسلمين. وما موقفهم الآن فيما يجري في حرب أمريكا وإسرائيل على إيران كأنهم الشراشيح والخُشب المسنّدة صمٌّ بكمٌ عميٌّ فهم لا يبصرون، مع العلم أن شعوبهم وبلادهم هي أكثر من سيدفع ثمن ما يجري في هذه الحرب وتداعياتها.

الغريب واللافت أن إسرائيل تنطلق في دوافع هذه الحرب من منطلقات دينية توراتية، وأن أمريكا بقيادتها تنطلق في دوافع هذه الحرب من منطلقات دينية إنجيلية، بينما هؤلاء الطواغيت من حكام العرب والمسلمين يعلنون الحرب على هوية الأمة الدينية الإسلامية.

لكننا على يقين أن هذا حال لا يدوم وأن هذه الذلّة ستكون بعدها عزّة، وهذا الشتات والفرقة سيكون بعده وحدة، وأن عهد الأمراء والملوك والرؤساء والعملاء سينقضي، وستعيش الأمة إطلالة بدر وعهد الإسلام وخلافته الراشدة القريبة القادمة. وما أجملها وأصدقها تلك الأبيات قالها الأديب الشاعر والسياسي اليمني محمد الصادق الميراني:

كأنَ الليالي وترحالها حنين إلى القادم المنتظر

أيا بدر هذا أوان الظهور فما بالك يا بدر هل من خبر

وفيما استتارك والعالمون يخوضون في الظلمات الخطر

أيا أرض هل تذكرين الهلال هلال الهداية لما ظهر

وحين استدار وتمّ الكمال وعمّ الضياء به وانتشر

وأيام كنا جعلنا الحياة نعيمًا ومنهاجها في السّور

فدونك يا أرض حان القدوم وعمّا قريب سيبدو القمر

وكما وقف الأنصار على أبواب المدينة يرحبون بطلعة رسول الله ﷺ البهية يشبّهونه بالبدر لما وصل إليهم بعد رحلة الهجرة قائلين:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرّفت المدينة مرحبًا يا خير داع

فمثلما أنشد الأنصار فرحين بمقدم البدر المنير محمد ﷺ، فإن الأمة كلها ستفرح وتنشد بعودة ظهور هلال بل وبدر الإسلام وإعادة مجده بإذن الله.

الوعد الحق

بعد فشل خطة طواغيت قريش بقتل رسول الله ﷺ في بيته، وكان إعلانهم عن الجائزة المغرية وهي مائة ناقة حمراء لمن يأتي برسول الله ﷺ حيًا أو ميتًا، ومع كل الجهود والمحاولات التي بذلوها إلا أنهم لم ينجحوا في تحقيق آمالهم وأفشل الله كيدهم ولم يفوا بوعدهم {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [25-سورة الأحزاب].

وكانت واحدة من محاولات اللحاق والإمساك برسول الله ﷺ تلك التي قام بها الفارس المشهور سراقة بن مالك والذي نجح باللحاق برسول الله ﷺ، لكنه كان كلما اقترب منه كانت حوافر فرسه تغور في الرمل فيتعثّر، وهكذا كان الأمر ثلاث مرات فأدرك سراقة أن رسول الله ﷺ محفوظ وممنوع من ربه سبحانه من أن يصل إليه أحد أو أن ينال منه بشر.

وخلال ذلك وإذا برسول الله ﷺ يخاطب سراقة بن مالك بل ويعده بجائزة ثمينة إن هو رجع إلى مكة ولم يفش لزعمائها عن لحاقه برسول الله ﷺ، ومقابل ذلك فإن رسول الله ﷺ وعده بسواري كسرى ملك الفرس. وكيف لرسول الله ﷺ أن يعد سراقة بجائزة هي سوارا كسرى الذي كان يتربع على عرش إمبراطورية القوة والجبروت في ذلك الزمان، إنه ملك فارس العظيم.

لقد وعدت قريش بجائزة هي مائة ناقة حمراء تعطى لمن يمسك بالمطلوب رقم واحد يومها هو رسول الله ﷺ لكن الله أفشل كيدها ونجّى رسوله ولم تف قريش بوعدها.

وإن المطلوب رقم واحد يومها وهو رسول الله ﷺ قد وعد سراقة الذي كان يسيل لعابه على جائزة قريش إن هو رجع ولم يفش له سرًا أن تكون له جائزة هي سوارا كسرى وحقّق الله تعالى لرسوله ﷺ ما وعد، وقد فتحت بلاد الفرس ودخل المسلمون عاصمتها المدائن وعثر المسلمون على كنوز كسرى ومنها إسواريه، فأرسلوا بها إلى عمر بن الخطاب في المدينة التي دعا إليه سراقة وألبسه سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله ﷺ.

وها نحن وفي هذا اليوم وفي ذكرى هجرة رسول الله ﷺ، فإننا على يقين أن الله الذي أنفذ وعد رسوله لسراقة، فإنه سبحانه سينفذ وعده لرسوله ﷺ بأن يتمّ هذا الدين ويمكّن له أن يظهره على الدين كله. إنه الله سبحانه الذي قال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا} [28- سورة الفتح]، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [8- سورة الصف].

لا عزاء لليائسين والجبناء

وإذا كنا في كل عيد نردّد ما قاله الشاعر المتنبي قبيل عيد الأضحى معبرًا عن حزنه ومؤملًا أن يحمل له العيد إخبارًا تفرحه:

عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وإذا كنا في كل عام ومع إطلالة هلال شهر المحرم نردّد ما كان يقوله الشاعر الحزين على حال الأمة مخاطبًا الهلال إن كان يبشّر بجديد:

ماذا سيروي في غد أحفادنا عنا أجبنا يا هلال محرم

أنت الذي شهد الجدود ومجدهم وشهدتنا والمجد جدّ محطم

سيقال لو أن المؤرخ منصف هذه الشعوب لأحمد لا تنتمي

رضيت من الإسلام ظاهر لفظه ومن العروبة لهجة المتكلم

لا، لن نظلّ نخاطب العيد وهلال المحرم بلهجة اليائسين المحبطين، وإنما سنخاطبهما بلهجة شباب الإسلام الذين عاهدوا رسول الله وهم يقولون:

نحن الذين بايعوا محمدًا على الإسلام ما حيينا أبدًا

وسيكتب المؤرخ المنصف أن هذه الشعوب تفاخر بمحمد وترفع رايته وتحيي سنته، وتقول للذين قالوا “محمد مات خلّف بنات”، وتقول لهم ولكل الدنيا:

يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي أنّا بغير محمد لا نقتدي

إننا في ذكرى هجرة رسول الله ﷺ، ومع إطلالة هلال شهر المحرم، ومع فجر الجمعة ليغمرنا اليقين وحسن الظنّ بالله تعالى أننا على أبواب فجر جديد لأمتنا، وبدر يتلألأ هو عودة مجدها وخلافتها الراشدة القادمة، ولا عزاء للجبناء ولا للعملاء، ولا عزاء لليائسين والمحبطين فأبشروا ولا تحزنوا فإن الله معنا، فالإسلام قادم والمسلمون قادمون، وقريبًا سيبدو القمر.

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تعقد ندوات علمية عن تصدى الإسلام للغش
  • أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا وبأعلى المستويات
  • الأوقاف تعقد 318 مجلسًا فقهيًّا حول ضوابط بناء الأسرة في الإسلام
  • حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في حماس الذي أعلنت إسرائيل مقتله في غارة؟
  • فرنسا تعلن استعدادها للمساهمة في توزيع آمن للمساعدات بـ غزة
  • حسام الغمري: جماعة الإخوان كذبت وقالت لولا حسن البنا ما قام الإسلام.. فيديو
  • أوهام السرديات الكبرى: بين التطبيع مع الاستعمار الجديد وادّعاء مقاومته
  • من هم البربر وكيف صاروا مسلمين عرباً؟ قراءة في تفكيك الهوية ودحض الأساطير
  • جون نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي
  • الشيخ كمال الخطيب .. لا تحزنوا، إن الله معنا فالإسلام قادم والمسلمون قادمون وقريبًا سيبدو القمر