يبدو أن المجد في ساحات القتال لم يعد من نصيب البندقية وحدها، كما رد، وردد قائد الجيش مطاعنا الثورة والثوار والثائرات، وكاشفا عن وجهه السياسي الحقيقي، بل أصبح المجد اليوم حكرًا على الطائرات المسيّرة وتكنولوجيا السلاح المتقدّمة.
أقول هذا وأنا على يقين، بأن من يملك ناصية التكنولوجيا، لا سيما العسكرية منها، هو من يملك اليد العليا في هذه الحرب، إن لم تُحل سياسيًا أو تفاوضيًا.
إن التكنولوجيات العسكرية المتطورة هي التي سترجّح الكفة في المعركة الراهنة، خاصة حين تقترن بقدرات مالية ضخمة واقتصاد حرب قادر على دعم صناعة السلاح وتمويل سباق التسلح. هذا الباب مفتوح على مصراعيه، حافل بالمنتجات والأسواق: بعضها نعرفه، وبعضها لم نسمع به من قبل، ومنها ما لا نعرفه جيدًا بعد.
الواضح أن الجيش، ومن خلفه داعموه الإقليميون، لن يكون بمقدورهم الاستمرار طويلًا في سباق تكنولوجي مكلف، نظرًا لمحدودية الموارد المالية وحالة الإنهاك التي أصابت اقتصاده المُختطف، والذي يُهرب عائداته – ويا للمفارقة – إلى ذات المحافظ المالية للدولة الداعمة لتسليح الطرف الاخر.
الضربات التي نفذتها الطائرات المسيّرة مؤخرًا على مواقع في بورتسودان، الأبيض، وقبلهما كسلا وكوستي، وحتى سد مروي، لا يمكن قراءتها خارج سياق التقدم التكنولوجي الذي حققه الدعم السريع، بفضل إمكانياته المالية الأضخم، مقارنةً بالقوات المسلحة التي لا تزال تعتمد على سلاح جو محدود التطور، وطائرات مسيّرة أقل كفاءة، بالإضافة إلى قوة بشرية مشتتة بين ميليشيات متعددة الولاءات.
إننا نشهد تحولًا حاسمًا في مسار الصراع، حيث تغدو التكنولوجيا هي العامل الفارق، وتلوح في الأفق ضربات مكثفة تستهدف أهم مفاصل الطرفين. الجيش، الذي طالما لوّح باستخدام أسلحة "مميتة"، قد يجد نفسه مضطرًا لتجاوز كل الخطوط الحمراء، بما في ذلك أرواح المدنيين، خاصة بعد مؤشرات سابقة لاستخدام محتمل لأسلحة كيميائية، ظهر أثرها في تفحّم بعض الجثث.
أما الدعم السريع، ومن خلفه داعمه الاقليمي "بعد المواجهة العدلية الدولية بينه وبين نظام بورتسودان"، فلن يقفا مكتوفي الأيدي، بل سيواصلان السعي لتوسيع الفجوة التكنولوجية، خصوصًا في مجال المسيّرات المتقدمة، بالاضافة الى جر إسرائيل للمعركة لمواجهة النفوذ الايراني والتركي ، ما ينذر بخاتمة كارثية قد تُحوّل مساحات واسعة من البلاد إلى أطلال.
تاريخيًا، أثبتت الحروب الكبرى أن التكنولوجيا العسكرية هي من تحسم النهايات. في الحرب العالمية الثانية، كان تطوير الولايات المتحدة للقنبلة الذرية هو العامل الحاسم في إنهاء الحرب لصالح الحلفاء. وفي حرب الخليج عام 1991، أظهرت دقة صواريخ كروز والتفوق التكنولوجي الجوي الأمريكي كيف يمكن لحرب أن تُحسم من الجو قبل أن تبدأ على الأرض. كذلك، في حرب ناغورني قره باغ عام 2020، حسمت الطائرات المسيّرة التركية (Bayraktar TB2) المعركة لصالح أذربيجان، رغم امتلاك أرمينيا قوات برية تقليدية قوية.
وكما قال الجنرال نابليون بونابرت: "إن الحروب الحديثة تُكسب بمهندسيها بقدر ما تكسب بجنودها.".
وفي عصرنا هذا، قد نقول إن من يملك ويبرمج الطائرات المسيّرة المتقدمة قد يكون الأقدر على النصر ممن يحمل السلاح في الشوارع والميادين بالمدن والقرى ويرهب الناس بالتكبير والضلالات الإعلامية. وربنا يكذب "الشينة"، ويخيب الظنون القاتمة، والتوقعات السيئة.
wagdik@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يتحدث: هذا ما جرى خلال الحرب على إيران
وصف الجيش الإسرائيلي، الحرب على إيران بأنها "العملية العسكرية الأكثر تعقيدا في تاريخ الجيش الإسرائيلي"، واعتبر أنه "حقق أهدافه بشكل كامل" خلالها، وعدّد الأضرار التي ألحقها بإيران ونتائج الحرب بنظره.
وقال الجيش في بيان صحفي له، إن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشكل كبير، "ولا توجد قدرة لدى إيران اليوم لتخصيب يورانيوم بنسبة 90%، التي تم تحييدها لفترة طويلة؛ وتم تحييد قدرة النظام على إنتاج المادة الانشطارية للسلاح النووي؛ وتم تدمير آلاف كثيرة من أجهزة الطرد المركزي وأكثر من التخطيط الأصلي".
إقرأ أيضاً: هذه المرة الاتفاق شامل - ترامب ونتنياهو يتفقان على إنهاء الحرب في غزة
وتابع البيان أن قدرات النظام الإيراني لصنع الصواريخ تضررت بشكل كبير، وأن إيران لن تتمكن في السنوات القريبة من صنع آلاف الصواريخ، "وفي هذه المرحلة تم تحييد القدرة على صناعة صواريخها بالكامل. وتم تدمير حوالي 200 منصة إطلاق صواريخ التي تشكل 50% مما كان بحوزة إيران".
وجاء في البيان أن "الجيش الإسرائيلي حقق تفوقا جويا في الأجواء الإيرانية"، وأن "80% من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية دُمرت، أي حوالي 80 بطارية صواريخ أرض – جو من أصل 100 بطارية".
وأضاف البيان أنه تم تدمير حوالي 70 رادارا إيرانيا، وأنه في "الضربة الأولى تم تدمير قرابة 60% من البطاريات الإستراتيجية لمنظومة الدفاع الجوي الإيراني، وشكل ذلك أحد الشروط المركزية التي سمحت باستمرار الحرب".
وحسب البيان، فإن نسبة اعتراض منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية ضد الصواريخ البالستية الإيرانية هي 86%، وضد الطائرات المسيرة 99%.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي خلال الحرب أكثر من 1500 غارة، وهاجم أكثر من 900 هدف في جميع أنحاء إيران.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن هجومه الواسع على مقرات الحرس الثوري في طهران، في اليوم الأخير للحرب، أدى إلى مقتل 200 – 300 من جنود الحرس الثوري والبسيج.
وأضاف البيان أن الميليشيات الشيعية في العراق شاركت في الحرب بشكل مقلص، وأطلقت قرابة 40 طائرة مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. "والمحور الإيراني لم ينضم إلى الحرب، حزب الله لم يطلق النار أبدا، والحوثيون أطلقوا صاروخين أو ثلاثة فقط".
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت حوالي 60% من حجم الصواريخ التي تم التخطيط لإطلاقها.
وأضاف البيان أنه في إسرائيل تضررت 2305 شقق و240 مبنى، وأن 13,197 شخصا بقوا بدون مأوى جراء سقوط صواريخ إيرانية.
وختم الجيش الإسرائيلي بيانه بأن "التهديد الإيراني سيستمر بمرافقتنا، وإيران لن تختفي. لكننا ندخل الآن إلى منافسة على بناء القوة العسكرية استعدادا للمستقبل، ونحن جاهزون ومستعدون لاستعادتها، كي نصل في وضع جيد وجهوزية أكبر إلى الجولة (الحرب) القادمة ضد إيران، عندما تجري".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مستوطنون يقتحمون "مقام يوسف" شرق نابلس إصابة مواطنة في هجوم للمستوطنين على مسافر يطا وفاة رضيعين جوعا جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الأكثر قراءة الاحتلال يخطر بهدم منزل شهيد في طوباس الاحتلال يوسّع عدوانه على طولكرم شهيد في غارة للاحتلال على مركبة جنوب لبنان حملة اعتقالات إسرائيلية واسعة في الخليل عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025