يُشكل البلاستيك خطرا كبيرا على زيادة معدلات الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية حيث كشفت دراسة حديثة أن المواد الكيميائية الشائعة في البلاستيك ارتبطت بحدوث أكثر من 356 ألف حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم خلال عام 2018.

وحسب الدراسة المنشورة في مجلة "إي بيوميديسين" (eBioMedicine،) قدّر الباحثون في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك أن عدد الوفيات الناجمة عن التعرض لمركبات لفثالات البلاستيكية بنحو 356 ألفا و238 حالة وفاة، وهو ما يمثل 13.

4% من إجمالي وفيات القلب والأوعية الدموية بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحاتlist 2 of 4البلاستيك النانوي الخطر الخفي على التربة والبيئةlist 3 of 4ضعف التمويل وعدم الإيفاء بالالتزامات يعرقلان حماية المحيطاتlist 4 of 4علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةend of list

وتشير الدراسة إلى أن مناطق الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشرق آسيا والمحيط الهادي استأثرت بأكبر حصة من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية المنسوبة إلى الفثالات بنسبة 73.1%.

والفثالات هي أملاح وإسترات حمض الفثاليك. ولهذه المركبات تطبيق مهم، حيث إنها من الملدّنات، أي أنها المواد المضافة في صناعة اللدائن من أجل زيادة مرونتها وشفافيتها وفترة استخدامها.

وتوجد الفثالات في العديد من المنتجات الاستهلاكية مثل الشامبو والمنظفات السائلة وعبوات حفظ الأطعمة ولعب الأطفال، ومنتجات استهلاكية أخرى، ويمكن أن تدخل الجسم عبر تناول الأطعمة المعبأة، أو امتصاصها عبر الجلد من خلال استخدام المنتجات، أو استنشاقها على شكل غبار.

إعلان

ورغم أن بعض الدراسات أظهرت علاقة بين الفثالات وأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن الأدلة لا تزال غير كافية لتأكيد أن هذه المركبات تسبب مشكلات قلبية بشكل مباشر، وفقا للبروفيسور سونغ كيون بارك، أستاذ علم الأوبئة والعلوم البيئية في جامعة ميشيغان.

من جانبه، قال الدكتور مارك هوفمان طبيب القلب والمدير المشارك لمركز الصحة العالمية بكلية الطب في جامعة واشنطن بسانت لويس في تعقيبه على نتائج الدراسة: "هذه خطوة أولى في محاولة فهم حجم المشكلة"، مؤكدا "الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين الفثالات وصحة القلب".

النفايات البلاستيكية تعد المصدر الرئيسي للتلوث والمخاطر الصحية (رويترز) القاتل الصامت

ويعد البلاستيك من أخطر أسباب التلوث، وهو يحاصر الإنسان ويهدد جميع أجهزة الجسم، حيث أثبتت الدراسات أن الفثالات تُحدث اضطرابات في الغدد الصماء، مما يعني أنها تتداخل مع الهرمونات البشرية، وقد تم ربطها أيضا بآثار سلبية على الصحة الإنجابية، ومشكلات الحمل والولادة.

وفي عام 2022، وجد باحثون في هولندا الميكروبلاستيك في دم الإنسان لأول مرة، كما اكتشفت الجزيئات المجهرية من البلاستيك في قلوب أشخاص خضعوا لجراحة القلب عام 2023، وعُثر على جزيئات البلاستيك في الأجهزة التناسلية للرجال.

وحسب دراسة نشرت في مجلة "طبيعة" (Nature) يمكن للبلاستيك النانوي اختراق الأغشية الخلوية والوصول إلى المخ الذي يحتوي على ما يصل إلى 30 ضعفا من الميكروبلاستيك أكثر من الكبد والكلى.

وتؤدي الجسيمات، التي قد تتراكم في الأنسجة الداخلية للمخ، إلى تأثيرات صحية طويلة الأمد، مثل التهابات أو اضطرابات هرمونية، وغيرها، ووجدت الدراسة أن تركيزات الميكروبلاستيك في الأشخاص الذين ماتوا بسبب الخرف كانت أعلى بنحو 6 أضعاف الموجودة في الأدمغة السليمة.

وبلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك 413.8 مليون طن متري في عام 2023 نظرا للنمو المستمر في الطلب، ومنذ أن بدأت صناعة البلاستيك عام 1907، انتشر تدريجيا وأصبح من أخطر أسباب التلوث.

ووفق تقديرات منظمة "تحرروا من البلاستيك" (Break Free From Plastic​) تتم إعادة تدوير 10% فقط من النفايات البلاستيكية. ويستهلك العالم نحو 5 آلاف مليار كيس بلاستيكي​ سنويا، وفق تقديرات موقع ستاتيستا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بيئي القلب والأوعیة الدمویة

إقرأ أيضاً:

دراسة: أمراض المناعة الذاتية تجعل أصحابها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق

تشير أحدث النتائج إلى أن الالتهاب المزمن، وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية. اعلان

توصلت دراسة جديدة واسعة النطاق إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية بمقدار الضعف تقريبًا.

وشمل التحليل، الذي نُشر يوم الأربعاء في مجلة BMJ Mental Health، حوالي 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك ما يقرب من 38 ألف شخص قالوا إنه تم تشخيصهم بحالة من أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء والصدفية.

تم تشخيص تسعة وعشرين في المائة من مرضى المناعة الذاتية في مرحلة ما من حياتهم بمشكلة صحية عقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطراب ثنائي القطب، مقارنة بنسبة 18 في المائة بين جميع المرضى الآخرين.

بشكل عام، كان حوالي 26 في المائة من مرضى المناعة الذاتية يعانون من الاكتئاب، و21 في المائة يعانون من القلق، و1 في المائة يعانون من الاضطراب ثنائي القطب، حسبما وجدت الدراسة.

كما كان مرضى المناعة الذاتية أكثر عرضة للقول بأن أحد والديهم قد تم تشخيصه باضطراب في الصحة العقلية.

Relatedدراسة تُحذّر: الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يضر الذاكرة ويُضعف قدرات التعلموفقًا لدراسة حديثة.. النساء المصابات بالاكتئاب قد يواجهن آلام حيض أشد

الجدير بالذكر أن النساء كن أكثر عرضة من الرجال للإبلاغ عن مشاكلالصحة العقلية، حتى عندما كان كلاهما يعاني من اضطرابات المناعة الذاتية - 32 في المائة مقابل 21 في المائة من الرجال.

قال الباحثون إنه قد تكون هناك اختلافات بين الهرمونات الجنسية والعوامل الصبغية والأجسام المضادة المنتشرة التي يمكن أن تساعد في تفسير الاختلافات بين الجنسين.

تؤكد النتائج على الصلة بين مشاكل الصحة النفسية والجسدية، وتلقي ضوءًا جديدًا على الدور الذي يمكن أن يلعبه الالتهاب الحاد والمستمر - وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية - في الصحة النفسية.

قال الدكتور دانيال سميث، رئيس قسم الطب النفسي في جامعة إدنبرة وكبير مؤلفي الدراسة، خلال مؤتمر صحفي حضره موقع يورونيوز هيلث: "لا يفكر العديد من الأطباء النفسيين في الاضطرابات النفسية على أنها اضطرابات فوق الرقبة".

وأضاف: "إنها اضطرابات جسدية كاملة مع اعتلال مشترك هائل من المشاكل الصحية الجسدية".

Related"تحديق في الفراغ وهتافات غير مفهومة".. زيادة نسبة مشاكل الصحة العقلية تقلق الخبراء في كندادراسة تكشف: تناول الكثير من اللحوم الحمراء قد يسبب الخرف وتدهور الصحة العقلية

تنطوي الدراسة على بعض القيود، لا سيما أن 57 في المائة من المشاركين كانوا من النساء و90 في المائة من جميع المشاركين كانوا من ذوي البشرة البيضاء. كما أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانت اضطرابات المناعة الذاتية لدى الأشخاص قد تسببت في تضرر صحتهم العقلية، أم أنها ببساطة تداخلت مع الحالة الجسدية لهؤلاء المرضى.

ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الالتهاب المزمن يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، وهو ما يتماشى مع الدراسات السابقة.

قال مؤلفو الدراسة إن الأطباء يجب أن يفكروا في إجراء فحوصات منتظمة للصحة العقلية لمرضى المناعة الذاتية، وخاصة النساء، من أجل إرشادهمم للعلاج في وقت مبكر، إذا لزم الأمر.

وقال سميث: "إذا أردنا أن نفهمهم، فعلينا أن نأخذ منظور الجسم بالكامل".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر.. اضطراب نوم بسيط قد يسبب الموت المبكر
  • دراسة: أمراض المناعة الذاتية تجعل أصحابها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق
  • دراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية
  • مناقشة محاور دراسة "التركيبة السكانية" في المجلس
  • باحث بجامعة بني سويف يشارك في دراسة رائدة بمجلة Nature
  • «الدولة» يناقش دراسة التركيبة السكانية وأثرها على التنمية
  • دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الشاي الأخضر لمدة أسبوعين؟
  • سلوك انتحاري.. دراسة صادمة لتأثير الإدمان الرقمي على عقول المراهقين
  • دراسة نفسية: العمل من المنزل يقلل التوتر ويزيد الإنتاجية