معاوية في ذكرى وفاته.. مؤسس أول مُلك إسلامي وصاحب التحول الإداري الأكبر في تاريخ الخلافة
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
في مثل هذا اليوم من عام 680 ميلادية، طويت صفحة أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، وهو معاوية بن أبي سفيان، أول خلفاء الدولة الأموية، الذي قاد مرحلة تحوّل مفصلية في نظام الحكم الإسلامي، بعد أن أمضى 20 عاماً والياً على دمشق، و20 عاماً أخرى خليفة للمسلمين، شهدت خلالها الدولة العديد من التطورات والإنجازات، خاصة في الجانب الإداري والتنظيمي، وعلى رأسها إنشاء الدواوين التي منحت الدولة طابعاً مؤسسياً متقدماً.
من هو معاويةبن أبي سفيان
هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، أحد صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من كتّاب الوحي، ويُعد سادس الخلفاء في الإسلام. وُلد في مكة المكرمة وتعلم فيها الكتابة والحساب، ثم أسلم قبل فتح مكة، لتبدأ بعد ذلك مسيرته السياسية والعسكرية.
مع تولي الخليفة أبو بكر الصدّيق مقاليد الحكم، شارك معاوية في الفتوحات ضمن جيش أخيه يزيد بن أبي سفيان، وقاد المقدمة في فتح عدد من المدن المهمة مثل صيدا وعرقة وجبيل وبيروت.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تولى ولاية الأردن، ثم عُين والياً على دمشق بعد وفاة أخيه.
وعندما جاء عثمان بن عفان إلى الخلافة، وسّع سلطاته وجعله والياً على الشام بأكملها، واضعاً بقية الولاة تحت إمرته.
لكن مقتل عثمان بن عفان غيّر مجرى الأمور، حيث تولى علي بن أبي طالب الخلافة، ووقع الخلاف بينه وبين معاوية حول القصاص من قتلة عثمان.
واستمر النزاع بين الطرفين حتى اغتيال علي، وتولى الحسن بن علي الخلافة، ثم تنازل عنها لمعاوية عام 41 هـ بعد اتفاق عرف بـ"عام الجماعة"، ليعلن بذلك بداية العصر الأموي، ويتخذ من دمشق عاصمة لخلافته.
وفاة معاوية
توفي معاوية بن أبي سفيان عن عمر ناهز 78 عاماً، بعدما عهد بالحكم لابنه يزيد، ليكون بذلك أول من سنّ الحكم الوراثي في الإسلام، وهو ما اعتبره أهل السنة والجماعة تطوراً قدره الله، مستدلين بحديث النبي أن "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم يكون ملكاً"، وهو ما يتوافق زمنياً مع بداية خلافة معاوية بعد وفاة النبي بنحو ثلاثين عاماً.
ودُفن في دمشق عام 60 هـ، تاركاً خلفه إرثاً جدلياً بين طوائف المسلمين. فيراه أهل السنة خال المؤمنين، ويشيدون بصفاته ومآثره، خاصة كونه أحد كتّاب الوحي، بينما يرفض الشيعة إمامته ويعتبرونه من منازعي الشرعية للخليفة علي بن أبي طالب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معاوية بن أبي سفيان ذكرى وفاته معاویة بن أبی سفیان
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: علاقات البلدين أخوية وتاريخية وتربطهما قيم مشتركة
دبي (الاتحاد)
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وفيصل نياز ترمذي سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين ونخبة من الدبلوماسيين والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من الجالية الباكستانية في الدولة، احتفالية أبناء الجالية الباكستانية بالدولة، بمناسبة الذكرى 78 ليوم استقلال باكستان، وذلك في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي.
استقطبت الاحتفالية أكثر من 60 ألف شخص، ونظمتها صفحة «الإمارات تحب باكستان»، بالتعاون مع الجمعية الباكستانية في دبي وبدعم من «شرطة دبي»، حيث شكلت مناسبة تعزز العلاقات المتينة والمتجذرة التي تربط بين الشعبين الإماراتي والباكستاني.
القيم المشتركة
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بهذه المناسبة: «إن علاقتنا المتينة تقوم على أسس من القيم المشتركة، والإرث الثقافي، والمحبة والاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة من أجل السلام والازدهار، وتفخر دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب باكستان كصديق وشريك وأمّة شقيقة، وتزداد روابطنا قوة كل يوم بفضل مساهمات أبناء الجالية الباكستانية، الذين تثري مواهبهم وعملهم الجاد وإبداعهم مسيرة الحياة في دولتنا».
وتابع: «إن العلاقة بين باكستان ودولة الإمارات تمثل نموذجاً للعلاقات الأخوية المطلوبة لتحقيق الازدهار الاجتماعي والاقتصادي في عالمنا، ويسرني أن أعبر بكل ثقة عن تفاؤلي بالمستقبل المشرق الذي ينتظر بلدينا معاً». وقال معاليه: «في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت دولة الإمارات منارة عالمية للتسامح والتعايش والأخوّة الإنسانية، وطننا يحتضن شعوباً من جنسيات متعددة، يعيشون ويعملون معاً في سلام وأمان، في دولة الإمارات، نُجلّ الاختلافات، ونشجع على الحوار، وتوحدنا القيم المشتركة، وهذا الانسجام المجتمعي هو أحد أعظم إنجازاتنا، وأنتم - أبناء الجالية الباكستانية - جزء مهم من هذا النجاح، واليوم، ومعكم هنا في دبي، لدينا سبب وجيه للاحتفال بيوم استقلالكم الوطني».
مسابقة وطنية
وأضاف: «وفي روح الإنسانية المشتركة، أود أن ألفت انتباهكم إلى مسابقة وطنية مهمة للكتابة، ينظمها «صندوق الوطن» بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، وضمن فعاليات «عام المجتمع»، ندعو جميع من يعيش على أرض دولة الإمارات إلى التعبير عن أفكارهم حول موضوع: «ماذا تعني لي دولة الإمارات»، الدعوة موجهة لجميع السكان - مواطنين ومقيمين، صغاراً وكباراً - لتقديم خواطرهم وتجاربهم الشخصية عن الحياة في دولة الإمارات، سواء على شكل قصص قصيرة أو شعر أو رسائل أو مقالات، باللغة العربية أو الإنجليزية، من خلال الموقع الرسمي: www.myuaestory.ae».
وأعرب معاليه عن ثقته بأن الكثير من المشاركات الملهمة في هذه المسابقة ستأتي من أبناء الجالية الباكستانية، داعياً الحضور إلى تشجيع عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم على المشاركة، ومشاركة قصصهم الشخصية وأحلامهم وإنجازاتهم ومشاعرهم وامتنانهم، لتصبح كلماتهم جزءاً من سجل جماعي للحياة في هذا الوطن، سجلاً يلهم الأجيال القادمة.
الإنجازات النوعية
شهدت الاحتفالية تكريم عدد من الشخصيات الرائدة وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية الباكستانية الذين قدموا من خلال عطائهم على أرض الإمارات نموذجاً للتميز والنجاح في العديد من المجالات والقطاعات المختلفة. وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، كلاً من بشير أحمد، ومسعود حيدر أفريدي - مؤسسي أفريدي وآنجيل، شركة محاماة في الإمارات، وعبد السلام وشهيدة سلام - مؤسسي مدرسة بريستين الخاصة، أول مدرسة باكستانية بريطانية المنهج في الإمارات، وخان زمان - مؤسس مطعم قصر الإبراهيمي، أقدم باكستاني مقيم في أبوظبي، ومحمد حبيب - مؤسس بنك حبيب AG زيوريخ، وشبير ميرشانت - مؤسس مجموعة تشامبيون يعمل في بناء العلامات التجارية في الإمارات منذ 30 عاماً، وأمامة علي - الفائزة بجائزة تحدي تطبيقات الفضاء من ناسا، ورفيق علي وشاكيلة علي - يديران إستوديو إنتاج عائلي في الإمارات، وفاروق سمانة وعمران فاروق - مؤسسي شركة سمانة للعقارات، وأحسن رشيد - مؤسس بيس هومز، وعلي أشرف تومبي - مؤسس شركة أكوا للعقارات، وشافي تباني - مؤسس شركة بريسكوت هومز، وعتيق الرحمن - أطول مصرفي باكستاني خدمة في الإمارات، والرئيس التنفيذي السابق لمجموعة سيتي بنك في المنطقة، وسناء مير - أشهر لاعبة كريكيت في باكستان، وأول امرأة تُدرج في قاعة مشاهير الاتحاد الدولي للكريكيت، وأشفاق أحمد - أطول صحفي باكستاني خدمة في الإمارات مع صحيفة جلف نيوز.
الفنون الباكستانية
شهدت الاحتفالية، برنامجاً ترفيهياً وثقافياً متنوعاً أبرز خصوصية الموروث والتراث والفنون الباكستانية، وتنوعها الواسع، وخصوصية المجتمع الباكستاني بثقافته وفنونه وموسيقاه وفلكلوره الشعبي، وتنوع مواهب الجالية الباكستانية المقيمة في الإمارات، في سياق هوية ثقافية واحدة، فضلاً عن التفاعل والمساهمة الإيجابية للجالية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات، حيث تضمنت الاحتفالية العديد من الفقرات والأنشطة الثقافية والفنية شملت عروضاً موسيقية ورقصات تقليدية، وركناً للمأكولات التراثية وأعمالاً فنية تحاكي أبرز المعالم التراثية والحضارية المستلهمة من البيئة والموروث الباكستاني الثري.
الاحترام المتبادل
قال فيصل نياز ترمذي، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى دولة الإمارات، إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية تمتد عبر عقود من التعاون المتميز، وترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء في مختلف المجالات، لاسيما في الاقتصاد والثقافة والتنمية البشرية.
وأكد أن العلاقات الإماراتية - الباكستانية ستظل نموذجاً يُحتذى به في التعاون الثنائي، وسيستمر العمل على دعم كل ما من شأنه تعزيز هذه الروابط التاريخية، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
«الإمارات تحب»
أوضح راشد التميمي، مدير منصات «الإمارات تحب»، أن هذه المناسبة شهدت حضوراً كبيراً من أبناء الجالية الباكستانية، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية ورجال الأعمال، في تأكيد واضح على مكانة الجالية الباكستانية ضمن نسيج المجتمع الإماراتي، ودورها الفاعل في مسيرة التنمية.
مركز طبي
أعلن رئيس الجمعية الباكستانية في دبي، الدكتور فيصل إكرام، عن توسعة مركز باكستان الطبي، بقيمة 45 مليون درهم لتمكينه من تقديم خدمات رعاية صحية متطورة. وقدم المركز منذ أكتوبر 2020، العديد من الخدمات الطبية لأكثر من 140.000 مريض من أكثر من 100 جنسية.