هل تنجح الشاشة في تصوير سرد الكاتب؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
لطالما كانت الرواية، بوجود شخوصها المتنفسين بين أوراقها، والقاطنين وسط أحداثها، هم عنصر جذب للقارئ، حيث أن السطر المكتوب بتفاصيله، والحبكة المصاغة بعناية، هي سبيل القراء للولوج في عوالم الخيال، وتوقظ لديهم الرغبة في الإبحار بعيدا في فضاءات السرد بكل جمالياته.
إلا أن العمل الأدبي الذي تحول في ليلة وضحاها من عمل مكتوب على ورق، إلى مشهد سينمائي على الشاشات، والشخصيات من أسماء وأفراد قاطنون في الخيال، إلى أجساد تتحرك وتتنفس، لها صوت وتعابير جسدية تُرى، وتتفاعل مع غيرها، ومن عمل يملأ عالمك بالصمت والهدوء، لاشيء سوى همسك برفقته، إلى ضجيج سينمائي، تحضر فيه أصوات حركية وموسيقية، وأضواء شاشات.
في رحلة التحول من عمل كتابي ورقي، إلى نسخة رقمية مصورة، تلمع عدد من الأسئلة، هل تنصف السينما أو الدراما العمل الأدبي؟ وهل استطاعت الشاشات أن تترجم كل الأحساسيس المكتوبة؟
تاريخ العمل الأدبي الناجح مرئيا ..
تعود المحاولات الأولى لتجسيد الرواية إلى عمل سينمائي، كان في أوائل القرن العشرين، حيث تحولت الروايات الكلاسيكية مثل دراكولا، وفرانكستاين إلى السينما الصامتة، ورغم نجاحها إلا أنه لا يمكن أن يكون الأمر مدعاة للنجاح في كل مرة، إلا أن العمل السينمائي بات يستقي من نهر العمل الأدبي الروائي كثيرا، ولعلّ أبرز الأعمال التي نجحت عالميا هي سلسلة "هاري بوتر"، مشكلة قاعدة جماهيرية كبرى إلى اليوم للعمل السينمائي المتحول من رواية.
ولعلّ أحد الأعمال العالمية الناجحة كان "نساء صغيرات" الذي كان تحول النص الأدبي إلى عمل سينمائي بإخراج غريتا غيرويغ، وثم عمل كرتوني ناجح، ولم يفقد العمل الأدبي روحه ووهجه.
وعربيا حظيت بعض الأعمال الأدبية بجماهيرية عريضة ونجاحا باهرا مثل أعمال عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، وقد تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، رغم أن البعض كان يوجه لها الانتقاد، ودار نقاش فيها بين مؤيد ومعارض.
وأقدم عدد من كبار الكتاب العرب على محاولة جسر الهوة بين عالم السينما والعالم الروائي، من خلال كتابة نصوص مخصصة للشاشة الصغيرة "الدراما"، والشاشة الكبيرة "السينما"، والمسرح، وأوجدوا خطا ومسارا واضحا للنجاح في الأعمال التي رسخت في الذاكرة، وبقيت أعمالهم كأسماء لها وقعها في عوالم السينما والأدب، فإلى جانب "نجيب محفوظ" في ثلاثيته الناجحة، قدم كتاب "رجال في الشمس" للكاتب غسان كنفاني، بفيلم من إخراج نبيل المالح، حاز على إعجاب الجماعير وجسد صورة واقعية لمعاناة الفلسطينيين في الشتات، ورواية عمارة يعقوبيان للكاتب علاء الأسواني، الذي رسم في روايته صورة حية للقاهرة، المدينة القاسية التي تُرغم سكانها على تقديم التنازلات والخضوع للمساومات، وتدور الأحداث داخل عمارة يعقوبيان الواقعة في قلب القاهرة، وحقق العمل السينمائي الذي أخرجه مروان حامد إلى فيلم في 2006، محققا نجاحا جماهيريا ضخما وفتح أبواب النقاش حول عدة جوانب تخص المجتمع المصري الحديث.
نجاح وفشل مرتبط بالكاتب أو الفريق ..
ولعلنا نؤكد على أن العمل الأدبي ليس بالضرورة أن يكون ناجحا إذا تحول لعمل مرئي، فهناك تباين واختلاف بين كل شكل وآخر، إذا أن لكل منهما لغته، وطريقته في العرض، والأسلوب الجاذب للجمهور، بما يتيح تفاعله معها، كما أن العمل الدرامي قابل للحذف والإضافة، وينقل للجمهور برؤية المخرج لا بجهد المؤلف، بينما العمل الأدبي فالكاتب هو المسؤول الأول والأخير في جذب جمهوره من عدمه، فما يكتبه يصوره بخياله، ويشكله بلغته متناسبا مع أذهان القراء الموجه لعم العمل، أما في الجانب المرئي فرؤية العمل تعتمد على السيناريست والمخرج وأداء الممثلين، ونجاح العمل من فشله تكون على عاتق فريق كامل.
وقد يكون فشل بعض الأعمال الأدبية المحولة لعمل مرئي تعود إلى عدم إمكانية تحويل بعض الروايات لمسلسلات أو أفلام، وهذا يدفع المخرج للبحث عن سيناريو جاهز، في حين تحتاج بعض الروايات لإعادة صياغة حتى تتحول إلى سيناريو وهذا يتطلب الكثير من الوقت والجهد.
الجمهور الحكم الأول..
ولكن وجب القول أن للجمهور القدرة على أن يكونوا حكاما، فمن يدخل السينما لمشاهدة فيلم مأخوذ عن نص أدبي وفي ذهنه الرواية أو القصة التي قرأها ويريد عقد مقارنة بين ما قرأ وما يعرض على الشاشة؛ فهنا هو يصدم بالكثير من التفاصيل، قد لا يجد الصورة المتخيلة التي تشكلت في ذهنه أثناء القراءة، إذ لابد من مشاهدة الفيلم كعمل فني لأن أي مقارنة غالباً ما ستكون لصالح النص الأدبي، خصوصا الرواية لأنه دائماً يقال إن المخرج فشل في تقديم الرواية كفيلم سينمائي نظراً إلى إصراره أن يبرز مواقف ثانوية في الرواية وتهميش مواقف وأحداث وشخصيات قد تكون أساسية في العمل الأدبي، لكن المعالجة الفنية للعمل الدرامي تتطلب التعديل والتغيير لتقديمه بهذا الشكل الفني وهنا فإن عقد المقارنة يعد ظلماً للعمل الفني.
ومن الأعمال الأدبية الناجحة "رواية ساق البامبو" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، الفائزة بجائزة البوكر العربية عام 2013، والتي حولها الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن إلى سيناريو درامي، ومثلت بأداء نجوم كبار من الخليج العربي، إلا أنها لم تلاقي النجاح والسيط الجماهيري المتوقع.
ورغم أن الأمثلة ليست عموما على كل الأعمال إلا أنه يمكن لكل شكل أن ينجح دون تحوله، فيما يكون أحيانا العمل المرئي مرآة للعمل الأدبي، وربما عنصرا للجذب لاسيما أن العمل المرئي أسرع في الوصول والمشاهدة، بينما يمكن النجاح كل منهما على حدة، والنجاح يحدث حين تلتقي النظرة الفنية العميقة بالإخراج الوعي مع وجود نص به بيئة خصبة تنبت عملا ناجحا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العمل الأدبی أن العمل إلا أن
إقرأ أيضاً:
أسرار الأندرويد.. 7 إعدادات في هواتف سامسونج لتحسين عمر البطارية
تعد هواتف سامسونج جالكسي، من بين أفضل هواتف أندرويد المتاحة اليوم، بفضل برمجياتها السريعة والغنية بالمزايا، إلا أن بعض الهواتف، وخاصة الطرازات الرائدة تأتي مزودة بخصائص كثيرة قد لا تستخدم يوميا.
فإذا كنت تمتلك إحدي هواتف سامسونج ، ولاحظت أن بطارية هاتفك لا تدوم ليوم كامل، فهناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها لتحسين الأداء دون التضحية بتجربة الاستخدام.
إليك فيما يلي 7 طرق اتباعها لتحسين عمر البطارية في هاتفك من سامسونج، دون الحاجة لتقليل دقة الشاشة أو خفض معدل التحديث:
1. تفعيل الوضع الداكن Dark Mode:تستخدم أغلب هواتف سامسونج شاشات AMOLED القادرة على إطفاء البكسلات عند عرض اللون الأسود، مما يوفر في استهلاك الطاقة، لذلك، عند تفعيل الوضع الداكن و استخدام خلفيات سوداء فهذا يساعد في تحسين عمر البطارية.
- طريقة التفعيل الوضع الداكن: انتقل إلى الإعدادات > الشاشة > واختر الوضع الداكن.
2. تفعيل السطوع التكيفي Adaptive Brightness:رغم أن البعض يعطل هذه الميزة لعدم دقتها أحيانا، فإن مستشعر الإضاءة المحيطة في هواتف سامسونج أصبح أكثر ذكاء، ما يجعل ضبط السطوع تلقائيا أكثر فاعلية ويوفر في استهلاك الطاقة.
- طريقة التفعيل: الإعدادات > الشاشة > تفعيل السطوع التكيفي.
العديد من الهواتف تأتي بتطبيقات مثبتة مسبقا لا يحتاجها الجميع، مثل OneDrive أو تطبيقات مايكروسوفت أو فيسبوك، تعطيل أو إزالة هذه التطبيقات يمنع استهلاكها للطاقة في الخلفية.
الطريقة: اضغط مطولا على التطبيق الذي لا تسخدمه على جهازك> ثم اختر إلغاء التثبيت.
4. التعرف على التطبيقات المستنزفة لطاقة البطارية:بعض التطبيقات تستهلك الكثير من الطاقة حسب الموقع أو الشبكة، يمكنك تحديد هذه التطبيقات وتقييد عملها في الخلفية.
الطريقة: الإعدادات > العناية بالجهاز > البطارية > حدود استخدام التطبيقات في الخلفية.
5. تحميل المحتوى مسبقا قبل السفر:تطبيقات البث والملاحة تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة عند الاستخدام عبر 5G، تحميل الموسيقى أو الخرائط مسبقا يقلل من استهلاك البطارية ويمنع سخونة الهاتف.
الطريقة: استخدم خاصية التنزيل داخل التطبيقات مثل Spotify ويوتيوب لتحميل المحتوى عبر Wi-Fi.
6. ضبط عرض الشاشة الدائم Always-On Display:تعد ميزة الشاشة الدائمة AOD مفيدة لكن تستهلك طاقة، خاصة في الهواتف متوسطة الفئة، لذا من الأفضل لك تحديد وقت معين لتفعيلها، مثل ساعات العمل فقط.
الطريقة: الإعدادات > قفل الشاشة > Always On Display > تفعيل حسب الجدول.
7. اختيار ملف الأداء الخفيف Light Performance Profile:إذا لم تكن من محبي الألعاب وتستخدم الهاتف للمهام اليومية فقط، فاختر ملف الأداء الخفيف لتوفير الطاقة وتحسين التبريد.
الطريقة: الإعدادات > العناية بالجهاز > ملف الأداء > اختر خفيف.
ماذا تفعل عندما توشك البطارية على النفاد؟عند انخفاض البطارية إلى أقل من 15%، ينصح بتفعيل:
- وضع توفير الطاقة
- إيقاف خدمات الموقع
- تعطيل التجوال
- إيقاف ميزة الشاشة الدائمة AOD تماما