من صفحات الرواية إلى غرفة العناية.. صنع الله إبراهيم سطور الإبداع تتوقف قليلًا في حضرة الألم
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
يمر الكاتب والروائي المصري الكبير صنع الله إبراهيم، أحد أبرز أعلام الرواية العربية المعاصرة، بأزمة صحية حادة منذ أسابيع، أعادت إلى الواجهة تساؤلات مؤلمة عن موقع الثقافة والمثقفين في أولويات الدولة المصرية، وتثير حالته الصحية التي تتسم بالتعقيد والحرج حالة من القلق الواسع بين الأوساط الثقافية في مصر والعالم العربي، خاصة في ظل ما تمثله هذه القامة الفكرية من ثقل في الوجدان الأدبي والسياسي العربي.
يعاني صنع الله إبراهيم، البالغ من العمر 88 عامًا، من عدة مضاعفات صحية متداخلة، أبرزها: كسر في مفصل الحوض، نزيف في المعدة استدعى نقل دم بشكل عاجل، مشكلات في الكلى والقلب وارتفاع ضغط الدم، ارتفاع في نسبة الصديد في البول، ما يعقد من احتمالات إجراء أي تدخل جراحي.
وقد دخل إبراهيم في حالة صحية حرجة نُقل على إثرها إلى معهد ناصر بالقاهرة، حيث يُشرف على علاجه فريق طبي متخصص، وسط محاذير طبية كبيرة بسبب التقدم في السن وتشابك حالته. وتشير المصادر الطبية إلى أن التدخل الجراحي - إذا تم - سيكون بالغ الخطورة.
استجابة الدولة: محاولة للإنقاذ أم رد فعل متأخر؟جاءت أولى الاستجابات الرسمية بعد موجة من المناشدات والمطالبات التي أطلقها مثقفون وكتاب وإعلاميون، أبرزهم الدكتور خالد منتصر، والشاعر الكبير فاروق جويدة، وفي تحرك بدا أنه جاء متأخرًا، زار وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو الكاتب في المستشفى، وأكد أن الوزارة تتابع حالته بالتنسيق مع وزارة الصحة.
كما تدخل وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار لتأمين الرعاية الطبية المناسبة، بما في ذلك توفير فصيلة دم نادرة احتاجها الكاتب أثناء النزيف الحاد، وتتابع لجنة طبية تطورات حالته يوميًا، مع دراسة مقترح لتشكيل لجنة ثلاثية من قصر العيني وعين شمس ومعهد ناصر لتقدير جدوى التدخل الجراحي.
صنع الله إبراهيم: ذاكرة وطن ومثقف مقاوموُلد صنع الله إبراهيم عام 1937، ويُعد واحدًا من أهم الروائيين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، تميزت أعماله بجرأة سياسية كبيرة وقدرة نادرة على توثيق التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر والعالم العربي.
من أشهر أعماله: اللجنة، ذات، شرف، وردة، العمامة والقبعة، يوميات الواحات.
سُجن في بداية الستينات بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي، وهي تجربة دوّنها لاحقًا في روايته يوميات الواحات.
رفض جائزة الدولة التقديرية عام 2003 احتجاجًا على الوضع السياسي والثقافي، في موقف نادر يجسد نبل قناعاته.
حاز على جوائز دولية مرموقة مثل جائزة ابن رشد للفكر الحر (2004) وجائزة كفافيس للأدب (2017).
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، ويمثل صوتًا ناقدًا للسلطة، لكنه منحاز دومًا للمجتمع والتنوير.
صنع الله إبراهيم ليس مجرد روائي؛ إنه ذاكرة وطن ومثقف ملتزم، عاش حياته منحازًا للناس، ومخلصًا لقيم التنوير، إن الأزمة الصحية التي يمر بها اليوم يجب أن تكون جرس إنذار، ليس فقط لحالته، بل لحالة الثقافة في مصر، ومكانة مثقفيها في ضمير الدولة.
وبين أمل الشفاء وتقلّب الحالة الصحية، تبقى أمنية الوسط الثقافي أن يمر الكاتب الكبير من هذه الأزمة بأمان، وأن يلقى من الرعاية ما يليق برمز كبير لا يزال يشكل جزءًا حيًا من ضمير مصر المعاصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صنع الله إبراهيم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو صنع الله إبراهیم
إقرأ أيضاً:
غرفة صناعة السينما تنعى والد تامر عبد المنعم
نعت غرفة صناعة السينما المصرية الكاتب الصحفي محمد عبد المنعم، والد الفنان تامر عبد المنعم.
وجاء نص البيان: “رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما المصرية وأعضاء مجلس الإدارة والجهاز الإدارة للغرفة يتقدمون بخالص العزاء لعضو مجلس إدارة الغرفة والمنتج السينمائى والفنان القدير تامر عبد المنعم في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى والده الكاتب الكبير الأستاذ محمد عبد المنعم، وندعو له بالرحمة والمغفرة ولأسرته بالصبر والسلوان. ”يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّك ِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" "صدق الله العظيم".
وأعلن الفنان تامر عبد المنعم، عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن وفاة والده.
وقال تامر عبد المنعم: “مات أبي، توفي إلي رحمة الله تعالى والدي الغالي الكاتب الكبير محمد عبد المنعم، وسوف تقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر من مسجد عمر مكرم.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.