الجزيرة:
2025-05-11@12:53:23 GMT

معاريف: تجنيد 50 ألف حريدي تهدد الائتلاف الحكومي

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

معاريف: تجنيد 50 ألف حريدي تهدد الائتلاف الحكومي

شهدت إسرائيل تصعيدا غير مسبوق في أزمة تجنيد اليهود الأرثوذكس (الحريديم) في الجيش الإسرائيلي، بعد أن فجر رئيس أركان الجيش إيال زامير قنبلة بإصداره تعليمات جديدة أمس لتوسيع نطاق التجنيد ليشمل 50 ألفا من الحريديم.

يأتي ذلك بالإضافة إلى الأمر السابق الذي تم اتخاذه بتجنيد 20 ألفا، وهي خطوة رأى فيها كثيرون تهديدا مباشرا لاستقرا الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3يديعوت أحرونوت: إسرائيل تحتاج دستورا لتلافي حرب أهليةlist 2 of 3إسرائيل بين الانقسام والتجهيز لما بعد نتنياهوlist 3 of 3هل يكون سموتريتش صاعق تفجير لانهيار حكومة نتنياهو؟end of list

في تقريرين منفصلين، سلطت صحيفة معاريف الضوء على هذه الأزمة، التي كشفت عن فجوة متفاقمة بين الاحتياجات العسكرية الملحّة التي يواجهها جيش الاحتلال من جهة، وبين الاعتبارات السياسية والدينية التي تمسك بخيوط السلطة، من جهة أخرى.

الجيش الإسرائيلي أنشأ عدة برامج لجعل الحياة الدينية متكيفة مع أداء الخدمة العسكرية (الفرنسية) قرار وتداعيات

فقد نقل المراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي عن مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي قولها إن القرار الجديد الصادر عن رئيس الأركان جاء بعد تقييم داخلي خلُص إلى أن الجيش تجاوز "الخط الأحمر" من حيث نقص القوى البشرية، وخاصة في صفوف الجنود النظاميين.

وأفادت المعطيات بأن الجيش يعاني من عجز يتجاوز عشرة آلاف جندي، من بينهم 7 آلاف في الوحدات القتالية، إلى جانب 3 آلاف في وحدات الدعم اللوجستي والميداني على خطوط المواجهة المختلفة.

واعتبر أشكنازي أن ما يحدث لا يمكن وصفه إلا بأنه "تحول جذري في السياسة العسكرية"، إذ قرر الجيش البدء بإرسال إشعارات التجنيد الأولية والثانوية إلى كل فتى يبلغ من العمر 16 عاما ونصف من المنتمين للتيار الحريدي، وهي خطوة غير مسبوقة تكسر التفاهمات السياسية والدينية التي سادت لعقود، والتي أعفت الحريديم من الخدمة العسكرية بموجب اتفاقيات تاريخية منذ قيام الدولة.

إعلان

وأضاف أن كل من يتخلف عن الاستجابة لهذه الدعوات سيُعتبر من الناحية القانونية "هاربا من الخدمة"، مما يعني أيضا احتمال فرض عقوبات جنائية أو تقييدات مدنية عليه، في مشهد يُنذر بتصعيد داخلي خطير.

وأبرز التقرير أيضا أن تداعيات النقص في القوى البشرية لا تقتصر فقط على الجانب الكمي، بل تؤثر بشكل مباشر على نوعية الاستعداد القتالي ومستوى الجاهزية العامة للجيش.

فقد اضطر الجيش إلى إيقاف تدريبات ميدانية أساسية بسبب الحاجة إلى نقل الألوية المنتشرة على الجبهات الشمالية (لبنان وسوريا) والضفة الغربية إلى ساحة غزة، ما انعكس سلبا على القدرة على صيانة القوات وتجهيزها وتدريبها بشكل منتظم.

الحريديم يعارضون الخدمة العسكرية ويستبدلونها بدراسة التوارة والديانة اليهودية (الجزيرة) إنهاك مستمر

وأشار أشكنازي إلى أن هذا النقص أدى إلى إنهاك مستمر في صفوف الجنود، سواء النظاميين أو الاحتياطيين، مع تراجع في الحدة القتالية وارتفاع معدلات الأعطال، سواء في المعدات أو في الأداء العملياتي، وهو ما يرفع منسوب القلق داخل قيادة الجيش.

وشرح أشكنازي هذا الحال في تقريره، قائلا: "يدرك الجيش إرهاق جنود الاحتياط الذين يجدون صعوبة في العودة إلى روتين المدرسة والعمل والحياة الزوجية وحياة الأبوة والأمومة، وهذا في النهاية يقوض بنية المجتمع الإسرائيلي، وسنرى نتائج العبء على مجموعة سكانية واحدة في السنوات القادمة، مع أننا نرى الآن فقط النتائج الفورية المحدودة".

وأضاف "كل جندي في الجيش يشعر بهذه الأحمال بشكل جيد جدا، مثل الذهاب في إجازة مرة واحدة بعد أسابيع طويلة من الخدمة والتأهب التشغيلي بما يؤثر سلبا على يقظتهم ويزيد من الحوادث التشغيلية وغيرها من المشاكل".

وأكد نقلا عن مصادره العسكرية أنه "مع زيادة العبء على الجنود، فإن جهود إعادة تأهيلهم في المجتمع الإسرائيلي ستستغرق سنوات أكثر، وسيكون هناك أيضا أولئك الذين لن يعودوا إلى دورة الحياة التي خططوا لها قبل 7 أكتوبر".

إعلان

وأفاد أشكنازي أن رسالة رئيس الأركان كانت واضحة ومباشرة: "الجيش لم يعد قادرا على تحمّل استمرار الإعفاء الجماعي للحريديم"، مؤكدا أن الوضع الأمني المعقد يتطلب مشاركة الجميع، دون استثناء، فيما وصفه بـ"الجهد الوطني للبقاء".

ونقل عن مصادره العسكرية تحذيرها من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تآكل في الردع العسكري الإسرائيلي وقد يهدد فعالية العمليات الجارية في غزة وعلى الحدود الشمالية.

كما أشار إلى أن رئيس الأركان لم يتشاور مسبقا مع القيادة السياسية قبل اتخاذ هذه الخطوة، الأمر الذي اعتبره بعض الوزراء "انقلابا ناعما" على التفاهمات السياسية السابقة، ما زاد من حدة التوتر بين المؤسستين العسكرية والسياسية.

اليهود الحريديم سلاح إسرائيل لمواجهة الفلسطينيين بالقدس القديمة (الجزيرة) موقف متصاعد

من جانبها، تناولت المراسلة السياسية للصحيفة آنا براسكي في تقرير آخر الموقف المتصاعد داخل المعسكر الحريدي، والذي عبّر عن غضب شديد ورفض قاطع للخطوة التي اتخذها الجيش، واعتبرها محاولة للتهرب من المسؤولية السياسية عبر "رمي الكرة في ملعب المؤسسة العسكرية والكنيست"، وفق ما نقلته عن قيادات من حزبي شاس ويهدوت هتوراه الذين يمثلان الجمهور الحريدي.

وأوضحت براسكي أن قادة هذه الأحزاب وجّهوا إنذارا لنتنياهو، مفاده أن عدم تمرير قانون يشرعن الإعفاء من الخدمة للحريديم وفق الشروط المتفق عليها مسبقا، سيؤدي إلى تفجير الائتلاف الحاكم وإمكانية الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

ونقلت المراسلة عن مسؤول حريدي بارز قوله: "لا يمكن السماح بأن يُمس بأسس الهوية اليهودية للبلاد عبر فرض التجنيد الإجباري على من يكرسون حياتهم لتوراة إسرائيل. ما يحدث هو مناورة تهدف إلى تحجيم دورنا وتقليص تأثيرنا السياسي".

وفي محاولة لاحتواء الغضب داخل الائتلاف، عقدت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست جلسات عاجلة خلال الأيام الأخيرة. وأعلن رئيس اللجنة، النائب يولي إدلشتاين، عن نيته تقديم صيغة جديدة لقانون التجنيد خلال أسبوعين، مؤكدا أنها ستكون "شاملة وفعالة" ولن تحتوي على "ثغرات قانونية" تتيح التحايل على الخدمة.

إعلان

وفي منشور على صفحته في فيسبوك، كتب إدلشتاين: "أمامنا فرصة تاريخية لتصحيح خطأ تاريخي. يجب أن نعيد التوازن بين الواجبات والحقوق، وأن نصيغ قانونًا يعيد الثقة بين الدولة ومواطنيها".

لكن براسكي نقلت عن مصادر حريدية قولها إن التعديلات المقترحة من جانب إدلشتاين "غير مقبولة على الإطلاق"، وأنها "محاولة لتجميل الصورة إعلاميا"، معتبرة أن المسودة الجديدة تهدف عمليا إلى "نسف الإعفاء الكامل أو تقليصه حتى حدوده الدنيا"، الأمر الذي قد يُفجر مواجهة شاملة بين المؤسسة الدينية والدولة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجزيرة) اجتماع حاسم

وبحسب ما أوردت براسكي، فإن اجتماعا رباعيا حاسما سيُعقد خلال الأيام المقبلة في مكتب رئيس الحكومة، يضم كلًا من نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس حزب شاس أرييه درعي، ورئيس لجنة الخارجية والدفاع يولي إدلشتاين، في محاولة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل قانوني يُجنّب الائتلاف الانهيار.

لكن المؤشرات حتى الآن تدل على أن الهوة لا تزال واسعة بين ما يطالب به الجيش من جهة، وما ترفضه الأحزاب الدينية من جهة أخرى، ما يعني أن أزمة تجنيد الحريديم قد تتحوّل إلى أخطر تحدّ داخلي يواجهه الائتلاف الحالي منذ بدء الحرب في غزة.

وتكشف الأزمة عن صراع جوهري بين احتياجات الأمن القومي الإسرائيلي، وبين المعتقدات الدينية الراسخة داخل فئة واسعة من المجتمع اليهودي الأرثوذكسي. فبينما يرى الجيش أن الوضع الراهن يشكل خطرًا وجوديًا يتطلب انخراط الجميع في الخدمة العسكرية، تتمسك القيادة الحريدية بأن دراسة التوراة لا تقل أهمية عن الدفاع العسكري، وترفض الخضوع لإملاءات ترى أنها "تناقض الوعد التاريخي الذي قامت عليه دولة اليهود".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخدمة العسکریة من الخدمة من جهة

إقرأ أيضاً:

الحوثي: العدو الإسرائيلي والأمريكي فشلا في مواجهة القدرات العسكرية اليمنية

الجديد برس|

أكد قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، الخميس، أن عملياتهم العسكرية لمساندة للشعب الفلسطيني مستمرة.

وقال الحوثي في خطاب متلفز إن عملياتهم المساندة منذ 15 رمضان إلى 9 ذي القعدة بلغت أكثر من 131 نُفذت بـ 253 صاروخا باليستيا ومجنحا وفرط صوتي وطائرة مسيّرة، مشيراً إلى أنهم نفذوا هذا الأسبوع عدة علميات بـ 10 صواريخ وطائرات مسيّرة إلى يافا وعسقلان والنقب وأم الرشراش وحيفا المحتلة.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي والأمريكي فشل في مواجهة واستهداف قدراتنا فاتجه إلى استهداف الأعيان المدنية بهدف إلحاق الضرر بشعبنا للضغط عليه”.

وأضاف أنه “بلغت عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي على بلدنا أكثر من 1712 غارة وقصف بحري”.

وأشار الحوثي إلى أنه “إزاء الفشل وصل الأمريكي إلى خيار أن يوقف هذا الإسناد حسب ما أعلن عنه الأمريكي وأبلغ به أشقاءنا في سلطنة عمان”.

وتابع ” الموقف اليمني لم يكن كما قال الكافر المجرم ترامب بناء على ترجٍ واستسلام من اليمن فهذا أبعد من عين الشمس وهذا هو المستحيل بذاته”.

وتحدث قائد أنصار الله عن سقوط طائرة “إف 18” الأمريكية الثلاثاء الماضي، مؤكداً أن السقوط جاء مع انعطافة حادة لحاملة الطائرات أثناء عملية يمنية قبيل الإعلان الأمريكي.

كما تحدث الحوثي عن قصفهم لمطار بن “غوريون” الصهيوني، مؤكداً أن عملية مطار اللد أظهرت انكشاف العدو الإسرائيلي أمام صواريخ اليمن وسقوط جدران الحماية الإسرائيلية والأمريكية.

وأضاف “نحن في موقف يستحق أن نضحي من أجل الله تعالى وفي سبيله تضحيات محسوبة عند الله تعالى وتضحيات تبني واقعنا لمواجهة التحديات، والتضحيات في سبيل الله تعالى ليست خسائر هي ذات قيمة ولها نتائج محسوبة ونتائج عظيمة، والخاسر من يخسر رضوان الله تعالى “.

وبخصوص المواجهة بين الهند وباكستان، أشار الحوثي إلى أن “هناك تحريض أمريكي للهند ضد باكستان وينبغي أن يكون هناك جهود كبيرة لاحتواء التوتر وإفشال المساعي الأمريكية”.

مقالات مشابهة

  • عاجل| إذاعة الجيش الإسرائيلي: تجنيد 5 ألوية احتياط حتى الآن في إطار توسيع العمليات بغزة
  • ما العوامل العسكرية التي مهدت لوقف إطلاق النار بين باكستان والهند؟
  • استدعاء الاحتياط الإسرائيلي تحت المجهر.. مناورة سياسية أم ضرورة حربية؟
  • “الإعلامي الحكومي”: العدو “الإسرائيلي” يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين في غزة
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • هذه عشر خرافات إسرائيلية حول عدم تجنيد الحريديم في صفوف الجيش
  • أزمة تجنيد بجيش الاحتلال.. إعفاء رافضي الخدمة لتجنب الفشل في الاستدعاء
  • الحوثي: العدو الإسرائيلي والأمريكي فشلا في مواجهة القدرات العسكرية اليمنية
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مجمعا عسكريا مهما جنوب لبنان