تحول أميركي لافت: واشنطن تتخلى عن شرط التطبيع مع تل أبيب في المحادثات النووية مع السعودية
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
يشكّل التعاون النووي المدني بين واشنطن والرياض جزءًا من إعادة رسم موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع إيران والاضطرابات الإقليمية المتواصلة. اعلان
في تحول لافت في مسار المفاوضات، كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة لم تعد تشترط على السعودية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل من أجل إحراز تقدم في محادثات التعاون النووي المدني بين البلدين.
يأتي هذا التطور قبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة، وهي زيارة يُتوقع أن تحمل ملفات استراتيجية حساسة.
هذا التنازل الأميركي الكبير يمثل ابتعادًا واضحًا عن نهج الإدارة السابقة للرئيس جو بايدن، الذي سعى إلى إبرام اتفاق أوسع مع السعودية، يربط بين التعاون النووي ومعاهدة دفاعية أميركية-سعودية، مقابل انضمام الرياض إلى اتفاقيات إبراهام، التي سمحت لكل من الإمارات والبحرين والمغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
غير أن السعودية أكدت مرارًا، وعلى لسان كبار مسؤوليها، أنها لن تعترف بإسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، وهو موقف أحبط محاولات إدارة بايدن لتوسيع اتفاقيات إبراهام، وازداد تصلبًا مع تصاعد الغضب العربي من جراء الحرب الدموية المستمرة في غزة.
عقبات في المفاوضات النوويةإلى جانب عقبة التطبيع، واجهت المحادثات النووية بين الرياض وواشنطن صعوبات أخرى تتعلق بمخاوف منع انتشار الأسلحة النووية، إذ تضع الولايات المتحدة شروطًا صارمة تتعلق باستخدام المواد النووية وتخصيب اليورانيوم، بينما تسعى السعودية إلى تطوير برنامج نووي مدني مستقل يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
مع ذلك، صدرت مؤشرات على تليين الموقف الأميركي. ففي أبريل/نيسان الماضي، صرّح وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، خلال زيارته للمملكة، أن “السعودية والولايات المتحدة تمضيان على مسار نحو اتفاق نووي مدني”، في إشارة محتملة إلى انفراج وشيك.
ورغم تسارع التسريبات، لم يصدر أي تأكيد رسمي من واشنطن. واكتفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جيمس هيويت، بالقول لوكالة رويترز: "عندما يكون لدينا ما نعلنه، ستسمعونه من الرئيس. أي تقارير حول هذا الأمر هي تكهنات".
Relatedتوقعات صندوق النقد الدولي: تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض ملحوظ للنموّ في السعوديةالسعودية وقطر تسددان ديون سوريا للبنك الدولي وتعلنان دعم مرحلة التعافيمراجعة شاملة لأضخم موقع بناء في العالم: هل تلغي السعودية مشروع نيوم؟يشكّل التعاون النووي المدني بين واشنطن والرياض جزءًا من إعادة رسم موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع إيران والاضطرابات الإقليمية المتواصلة.
وتسعى السعودية، التي وضعت نصب عينيها رؤية 2030، إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على النفط، وهو ما يجعل من امتلاك برنامج نووي مدني أداة استراتيجية، تتجاوز مجرد إنتاج الكهرباء، لتشمل تعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية ذات ثقل تكنولوجي.
في المقابل، يدرك صانعو القرار الأميركيون أن أي اتفاق مع الرياض ستكون له تداعيات كبيرة على ملفات أخرى، مثل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والتنافس السعودي-الإيراني، والأمن الإقليمي ككل.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل باكستان قطاع غزة حركة حماس غزة دونالد ترامب إسرائيل باكستان قطاع غزة حركة حماس غزة الطاقة النووية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إسرائيل باكستان قطاع غزة حركة حماس غزة حروب فرنسا كشمير الهند رجب طيب إردوغان الحرب العالمية الثانية التعاون النووی
إقرأ أيضاً:
طهران: موعد الجولة المقبلة من المحادثات مع أمريكا حول الملف النووي قيد الدراسة
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بشأن الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، "سيعلن الوسيط العماني عن المعلومات في هذا الصدد بمجرد تحديد الوقت والمكان".
وأضاف بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" إنه لم يتم تحديد موعد نهائي للجولة المقبلة من المحادثات حتى الآن، لكن اقتراح سلطنة عمان بعقد المحادثات في أوائل الأسبوع المقبل قيد الدراسة.
وانعقدت في مسقط، السبت، 26 نيسان / إبريل الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، برئاسة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والممثل الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بوساطة وزير خارجية سلطنة عمان.
وفي وقت سابق، تم اقتراح يوم السبت 3 مايو/ أيار موعدا للجولة الرابعة من هذه المحادثات، ولكن في الأول من مايو/ أيار، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية في حديث مع الصحفيين أن موعد الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي كان من المقرر عقدها في روما السبت 3 مايو/أيار، قد تم تغييره.
وفي إشارة إلى إعلان وزير الخارجية العماني عن هذا الأمر، أوضح إسماعيل بقائي أن تأجيل المحادثات جاء بناء على اقتراح وزير الخارجية العماني، وسيتم الإعلان عن الموعد المحتمل التالي لاحقا.
وأكد بقائي إرادة طهران في استخدام الدبلوماسية لضمان المصالح المشروعة والقانونية للشعب الإيراني وإنهاء العقوبات والضغوط الاقتصادية التي تستهدف حقوق الإنسان ورفاهية كل إيراني، مشيرا إلى أنه منذ بداية الدخول في المحادثات بحسن نية، حدد الوفد الإيراني أطرا محددة بناء على مواقف إيران المبدئية وفقا للقانون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإنهاء العقوبات غير القانونية، وأظهر جديته في المحادثات الموجهة نحو النتائج لتحقيق تفاهم عادل ومعقول ومستدام، وسيبقى ثابتا على هذا المسار بقوة وثبات.
وفي معرض تعليقه على تصريح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن الدول غير المالكة للسلاح النووي لا تقوم بتخصيب اليورانيوم، وبالتالي ينبغي على إيران أن توقف عملية التخصيب وتقوم باستيراد اليورانيوم المخصب لتلبية احتياجات برنامجها النووي المدني، قال بقائي إن هناك العديد من الدول، منها حلفاء مقربون للولايات المتحدة مثل هولندا واليابان، تمتلك برامج نووية سلمية تشمل التخصيب، لكنها ترفض امتلاك السلاح النووي.
وأضاف: "ما طرحه وزير الخارجية الأمريكي مضلل للغاية، لكننا تجاوزنا هذه المرحلة منذ زمن".
وأكد أن "قرار امتلاك برنامج نووي سلمي من قبل دولة عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية هو قرار مشروع، وهذا الحق محفوظ لها".
وأفاد بقائي أن المسؤولين الأمريكيين يدلون بتصريحات وصفها بأنها "متناقضة" بشأن مطالب واشنطن من طهران خلال المفاوضات.
وأكد بأن "التصريحات المتناقضة" من المسؤولين الأمريكيين لا تساعد في دفع المفاوضات إلى الأمام، و"بالطبع ليس لها أي تأثير على إصرارنا في التمسك بموقفنا المبدئي"، في إشارة منه إلى البرنامج النووي الإيراني.