الثورة نت:
2025-08-11@23:06:16 GMT

أيتام غزة.. واقع مأساوي تضاعفه حرب الإبادة

تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT

أيتام غزة.. واقع مأساوي تضاعفه حرب الإبادة

 

الثورة   / متابعات

“لست الناجي الوحيد.. أنا الشهيد الوحيد”.. بهذه العبارة يصف الطفل الناجي الوحيد من عائلته كلها “محمد.غ” (16 عاماً)، حالته، بعد فقدان عائلته كلها إثر استهداف منزلهم، وخروجه فيما يشبه المعجزة حيا من تحت الأنقاض وحيداً يقاسي مرارة الفقد والحرمان من دفء العائلة.

مصطلح الناجي الوحيد، مصطلح خاص بقطاع غزة برز منذ بدء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع، وهو يعني أن عائلة كاملة مسحت من السجل المدني وبقي من أفرادها شخص واحد، بات وحيدا دون أهل أو عائلة يقاسي مرارة العيش وآلام الفقدان التي لا تهدأ، والأصعب والأمر أن يكون هذا “الناجي” طفلا، كما تكرر مع أكثر من 700 طفل في قطاع غزة خلال الحرب التي لا تزال نيران إبادتها مشتعلة حتى الآن.

حصيلة دامية

ووفق معطيات كشفت عنها المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية في غزة عزيزة الكحلوت، في تصريحات صحفية، فإن حرب الإبادة المتواصلة على غزة خلّفت نحو 40 ألف يتيم، 700 منهم ينطبق عليه مصطلح “الناجي” الوحيد.

وتكشف المعطيات أن عدد الأيتام في قطاع غزة قبل الحرب بلغ 22 ألف يتيم، وهو ما يعني أن الحرب جاءت وحدها بضعفي هذا الرقم من الأيتام.

الطفل الناجي الوحيد من عائلته

الأيتام قبل الحرب، كانوا يواجهون ظروفا صعبة وقاسية، رغم وجود عدد من المؤسسات التي تعمل على توفير الكفالات الشهرية لهم من المحسنين والمؤسسات الإنسانية المهتمة، لكنها لم تكن قادرة على استيعاب الكل، لكنها اليوم باتت هي نفسها ضحية التدمير والخراب الذي أصاب معظم العمل المؤسساتي والإغاثي في قطاع غزة.

مأساة لا تتصور

“أم محمد” وهي أم لـ6 أطفال فقدت زوجها فترة كورونا، وباتت مسؤولة عن هؤلاء الأيتام الستة، تقول إن الواقع قبل الحرب كان أفضل رغم سوئه، فكان هناك من يتفقد أولادي الأيتام ويساعدهم، أما الآن فنحن لا نجد قوت يومنا ولا أحد يعمل على رعايتنا أو توفير بعض مستلزماتنا”.

الشهيد سعيد جابر أبو هويشل

استشهد مع عائلته.. زوجته سماح القيم وابنه البِكر عبدالرحمن ذو الـ 12 عامًا، وابنته ألمى، 9 أعوام، وسيلا 8 أعوام، وسارة 4 أعوام.. أما الناجي الوحيد فكان معاذ ابن الـ 11 عامًا

اضطر أبناء أم محمد للعمل، رغم حداثة سنهم، فأكبرهم عمره 13 عاماً ويخرج مع اثنين من أخوته لبيع القهوة التي تجهزها لهم أمهم، فيما تبقى من أسواق شعبية، علهم ينجحون في توفير بعض المال الذي يكفل لهم تناول وجبة واحدة في اليوم.

“يخرجون لبيع القهوة وأعلم أنهم قد يعودون لي شهداء أو جرحى على الأقل، أنتظر عودتهم كل يوم سالمين، لكنني مضطرة لذلك من أجل أن نعيش، نحن في حرب لم تبق ولم تذر، حتى أنها أهدرت كرامتنا وكرامة أبنائنا على أعتاب الطرقات”، تقول أم محمد.

“أم سامر” وهي أم لأربعة أطفال أيتام، استشهد والدهم خلال بحثه عن الطحين، إبان المجاعة التي ضربت مدينة غزة والشمال، تعيش ظروفاً قاسية.

فلا مأوى بقي لها ولأبنائها بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ولا معيل لهم بعد فقدان الأب الذي كان يعمل باليومية في أعمال مختلفة قبل الحرب، واليوم أصبح في عداد الشهداء.

“اليوم الذي أستطيع أن أطعمهم فيه الخبز حتى لو كان وحده هو يوم سعيد وسار، لقد عشنا أوقاتاً طويلة في هذه الحرب لا نجد وجبة واحدة خلال يومين أو ثلاثة أيام، ولا أحد يتطلع لنا ولكثر من أمثالنا، جعلتهم هذه الحرب في عداد أفقر الفقراء”، تقول “أم سامر”.

“اطبعولي صورتها، وهاتولي أغراض أبوي.”

طفل كان الناجي الوحيد من قصف إسرائيلي اليوم، بعدما فقد عائلته بالكامل .

هذه الشهادات البسيطة، لم تتطرق إلى كثير من الجوانب الأخرى كالمتعلقة بالاحتياجات النفسية والتعليمية والتربوية وغيرها، لكنها تغني عن السؤال عن هذه الجوانب التي باتت نوعا من الترف غير الممكن في ظروف حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.

أزمات تفاقم المشكلة

المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية عزيزة الكحلوت، كشفت، في تصريحات صحفية، عن تجميد كافة الخدمات الخاصة بفئة الأيتام، في قطاع غزة، على قلتها، بما فيها الكفالات الدورية وغير الدورية، بسبب أزمة توفر السيولة النقدية نتيجة الحرب.

وبينت أن الأيتام لم يتلقوا كفالاتهم منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، وكذلك الخدمات المساندة الأخرى العينية والنفسية والاجتماعية.

أنقذوا الجميع ثم أنا!

تدرك جيداً أنه لا قيمة لحياة دون العائلة وأن لقب الناجي الوحيد هي مصيبة للعمر كله!

وترى أن الأيتام يواجهون أضرارًا اجتماعية ونفسية واقتصادية وصحية، ربما تصل إلى مرحلة الوفيات الجماعية في فترة ما، في حال استمر الوضع على ما هو عليه بسوء مستمر.

وذكرت أن الوزارة عملت بالتنسيق مع شركائها، على حصر مبدئي للأيتام الجدد في قطاع غزة، وتحديد احتياجاتهم وإدراجهم على منظومة محوسبة خاصة، منوهة إلى أنه تم أيضًا تخصيص مساعدات خاصة للأيتام، مثل: “الملابس، الطرود الصحية، المساعدات النقدية”.

وأكدت أن الوزارة تقوم حاليًا بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، بالعمل على إعادة ترتيب وتنظيم ملف الأيتام، بما يضمن حماية حقوقهم القانونية والمالية.

الناجي الوحيد… الطفل كنان أنس القن استـــشهد والديه وشقيقه في مجزرة حي المنار شرقي مدينة خانيونس.

ودعت الكحلوت، تلك المؤسسات للانتقال من مرحلة الكفالة فقط إلى الرعاية الشاملة، حتى بعد تخطي العمر القانوني لليتيم (18عامًا) لتستمر الرعاية إلى ما بعد ذلك، من خلال المرحلة التعليمية والتدريب المهني، حتى توفير فرصة عمل له أو مشروع صغير، انتهاءً بزواجه وتكوين أسرة له.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"محاولة يائسة".. حماس تردّ على تصريحات نتنياهو

أكدت حركة حماس، الأحد، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأخيرة ليست "سوى محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وتبرئة إسرائيل وجيشها من جرائم الإبادة والتجويع في قطاع غزة".

ووصفت الحركة تصريحات نتنياهو بأنها "لا تعدو كونها محاولة يائسة لتبرئة إسرائيل وجيشها من جرائم الإبادة والتجويع التي أودت بحياة أكثر من 18 ألف طفل، وشهدت عليها عشرات التقارير الدولية والأممية، وهي استمرار لخطابه المضلل لتبرير جرائم الحرب ومحاولة لقلب الحقائق".

وأضاف البيان أن "استخدام نتنياهو لمصطلح التحرير محاولة لقلب حقيقة الاحتلال بنص القانون والقرارات الدولية ذات الصلة، وأسلوب مفضوح لن يغطي على جريمة الإبادة والقتل والتدمير الممنهج منذ أكثر من 22 شهرا".

وبينت أن "نتنياهو يستمر في توظيف ملف الأسرى كذريعة لاستمرار العدوان ولتضليل الرأي العام، متناسيا أن جيشه تسبب بمقتل العشرات منهم، وبأنه انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير من هذا العام، وانسحب من جولة المفاوضات الأخيرة".

واعتبرت الحركة أن "محاولة نتنياهو استخدام لغة الأرقام للتضليل لن تنطلي على الرأي العام والمنظمات الدولية المعنية، فمزاعمه عن إدخال مليوني طن من المساعدات إلى غزة لا تعفيه من المسؤولية عن جريمة التجويع التي أدت لمقتل 217 مواطنا، منهم 100 طفل بسبب الجوع وسوء التغذية".

وأكدت أن "نسبة ما دخل (إلى قطاع غزة) لا تتجاوز 10 بالمائة من احتياجات القطاع الإنسانية، وإن أحدث بيانات الأمم المتحدة (IPC) تكذب مزاعم نتنياهو، حيث أكدت انتشار الجوع الحاد ووفاة الأطفال جراء التجويع، في وقت يتعمد فيه الاحتلال إغلاق المعابر وإسقاط المساعدات الجوية في مناطق خطرة أو في البحر، ما أودى بحياة العشرات".

كما أشارت حماس إلى "أن إصرار نتنياهو على استمرار العمل بآلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة اللا إنسانية (مؤسسة غزة الإنسانية)، والتي قتلت نحو 1800 فلسطيني، هو تأكيد على خططه لهندسة التجويع في غزة وتوظيفه كإحدى أدوات الإبادة والتهجير".

وتابع البيان أن ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه لا يمنع الصحفيين الدوليين من تغطية الأحداث "تفضحه وقائع الميدان"، فضلا عن سجل الجيش الإسرائيلي "في استهداف وقتل أكثر من 260 صحفيا فلسطينيا، ما جعل هذه الحرب الأسوأ عالميًا من حيث عدد ضحايا الصحفيين".

وكان نتنياهو، قد قال خلال مؤتمر صحفي من القدس: "خطة السيطرة على مدينة غزة هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب"، مضيفا أن "خطط الهجوم الجديدة على غزة تهدف إلى التعامل مع معقلين متبقيين لحماس".

وتابع: "في ظل رفض حماس إلقاء سلاحها، لم يعد أمام إسرائيل أي خيار سوى إكمال المهمة وهزيمتها".

وأكد أن "الجدول الزمني الذي وضعناه للعمليات العسكرية سريع جدا".

وأبرز نتنياهو أن الخطة "ستشمل نقل المدنيين وإقامة ممرات آمنة لتوزيع المساعدات الإنسانية مع السماح بإنزال المساعدات جوا".

وأردف قائلا: "حددنا 5 مبادئ لإنهاء الحرب في غزة: تفكيك أسلحة حماس، عودة الرهائن، نزع السلاح من غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل في غزة ووجود إدارة مدنية ليست تابعة لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية".

وأوضح أن "هدفنا ليس احتلال غزة بل تحريرها من حماس"، مؤكدا أن الأخيرة "لديها آلاف المقاتلين في غزة وما زالت تهدد أمن إسرائيل".

وبيّن نتنياهو: "نحاول إعادة جميع الرهائن.. ولا نريد الدخول في حرب استنزاف في قطاع غزة، الهدف هو إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن".

وبشأن المساعدات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "حماس ترفض توزيع آلاف الأطنان من الأغذية التي نسمح بدخولها لقطاع غزة".

وأضف: "حماس تقوم بنشر صور كاذبة بشأن القطاع، وهدفنا من هذا المؤتمر وضع حد للأكاذيب والتضليل بشأن ما نقوم به في غزة".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: خطة إعادة احتلال غزة مناورة لفرض واقع جديد
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • الخارجية الصينية: ننعى الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم بشكل مأساوي في غزة
  • فلسطين تطالب مجلس الأمن بتحرك عملي وفوري لوقف إبادة غزة
  • "محاولة يائسة".. حماس تردّ على تصريحات نتنياهو
  • مندوب فلسطين بمجلس الأمن: يجب وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • ميلوت يصل إلى جدة برفقة عائلته.. فيديو
  • قاعدة بيانات أيتام الحرب في غزة: كيف تضمن وصول المساعدات لأطفالك؟
  • ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
  • تحليل لـCNN.. ما وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي لا ترضي أحدًا