هيئة السلامة والصناعات الغذائية يتفقان على مبادرات لترشيد استهلاك السكر
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
اتفقت الهيئة القومية لسلامة الغذاء وعدد من ممثلي قطاع الصناعات الغذائية خلال حلقة نقاشية موسعة، على إطلاق مبادرات منسقة تهدف إلى ترشيد الاستهلاك المفرط للسكر بين المواطنين المصريين. ويأتي هذا التوجه المشترك في ظل التحديات الصحية المتزايدة المرتبطة بارتفاع معدلات السمنة والأمراض غير المعدية في البلاد.
وأكدت الهيئة خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد اليوم الأحد أن الإحصاءات تشير إلى أن 44.7% من النساء البالغات و25.9% من الرجال البالغين في مصر يعانون من السمنة، فيما يؤثر داء السكري على 23.4% من النساء و18.8% من الرجال، وفقاً لتقرير التغذية العالمي.
وقد شدد المشاركون في النقاش على ضرورة تبني تدخل عاجل وفعال لمواجهة التأثيرات الصحية الناتجة عن الإفراط في استهلاك السكر
واتفق الحاضرون على تنفيذ خطة عمل ثلاثية المحاور، تقودها الهيئة القومية لسلامة الغذاء، تشمل: إجراء دراسة علمية حول مصادر السكر في النظام الغذائي المصري، فرض متطلبات إلزامية لوضع الإرشادات التغذوية على الأغذية المعروضة في الأسواق، إلى جانب إطلاق حملة توعية وطنية يقودها قطاع الصناعات الغذائية لتشجيع السلوكيات الغذائية الصحية.
وأكد الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، أن ترشيد استهلاك السكر يمثل أولوية وطنية، مشيراً إلى التزام الهيئة باتخاذ كافة التدخلات التنظيمية المستندة إلى الأدلة العلمية والتجارب الدولية الناجحة، بما يتناسب مع السياق المصري.
وشدد على أن هذه المبادرة تمثل خطوة عملية نحو تمكين المستهلك من اتخاذ قرارات غذائية صحية، وتعزيز منظومة غذاء أكثر وعياً واستدامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة القومية لسلامة الغذاء التحديات الصحية الدكتور طارق الهوبي مال واعمال اخبار مصر الهیئة القومیة لسلامة الغذاء
إقرأ أيضاً:
ترشيد الديمقراطية
9 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة:
نديم الجابري
منذ عصور فجر الســــــــــلالات (2900-2370 قبل الميلاد) ، شهدت بلاد سومر العراقية إنبثاق اول نظام ديمقراطي في التاريخ . حيث بدأت ملامح تشكيل النظام السياسي الذي تتركز السلطه العليا فيه بيد مجلس عام يضم نخبة من المواطنين يكمن في يدها القرار فيما يجب فعله من امور ادارة الدولة ، وخاصة في الحالات الطارئة ، ولكن لم يكن بالضرورة الأخذ برأي الاغلبية انما يتخذ القرار من مجموعة مختارة داخل المجلس يدعون بمشرعي القانون.
ولم تسعفنا المكتشفات الآثارية والنصوص المسمارية عن كيفية تأسيس هذا المجلس ، وهل كان يتم بالانتخاب ام بالتعيين ، الا ان هناك إشارات بأنه كان يضم كل رجال المدينة . وهذا أمر يحتاج الى تمحيص، واغلب الظن ان المجلس كان يتكون من الوجهاء والمتنفذين وعلّية القوم.
لقد أوكل الى هذا المجلس اختيار الحاكم الذي كان يدعى في اول الامر (إن) ثم دعي ( إنسي) وفي مراحل متقدمة اصبح يدعى( لو گال ) وتعني الرجل العظيم . ومع اختيار الحاكم وجد القصر والحاشية والأتباع وغيرهم .
لذلك نجحت الديمقراطية، الى حد ما ، في بلاد سومر لأنها ابتعدت عن الديماغوجية ، و حصرت الممارسة الديمقراطية لدى نخب محدودة .
و على نفس المنوال قامت الديمقراطية الأثينية في القرن الخامس قبل الميلاد ، و التي تعد أبرز ديمقراطية في العالم .
ثم طور الأثينيون الديموقراطية نحو القرن السادس قبل الميلاد في مدينة بوليس الإغريقية، وتشمل أثينا ومنطقة أتيكا المحيطة، وهي واحدة من الديمقراطيات اليونانية القديمة. و بعدها وضعت مدن إغريقية أخرى ديموقراطيات مشابهة، ولكن لم يُوثَّق أي منها بشكل جيدًا. حيث يقوم المواطنون المخولون على التصويت المباشر على التشريعات التنفيذية والقوانين.
الأهم لم تكن المشاركة مفتوحة أمام جميع سكان المدينة . إذ أن من يحق له التصويت هو الرجل البالغ ومن المواطنيين الإثينيين، أي لا يحق للعبيد و الأجانب و المرأة التصويت. و يبلغ عدد من يحق له التصويت ما بين 30,000 – 50,000 من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 250,000 – 300,000. و هذا يعني أن نسبة من يحق لهم الانتخاب لا تتجاوز 30 % من مجموع السكان البالغين . و هذا النمط من التفكير ينصرف نحو ترشيد الديمقراطية من الزوايا الآتية :
1 – كان الإغريق يمنعون تصويت العبيد، لأن العبد حتما سينتخب سيّده مهما كان فاسدًا. مثلما يجري اليوم في العراق حيث أن الجيوش الألكترونية و المنتفعين من السلطة تصوت الى من يمثلها أو من ينفعها حتى اذا كان فاسدا .
2 – كان الاغريق يمنعون تصويت النساء لأنهن أقل وعيا و بذلك لا يجيدن حسن الاختيار . فضلا عن حتمية تصويتهن لأزواجهن حتى إذا كانوا من الفاسدين .
3 – كان الاغريق يمنعون تصويت الأجانب لغلق الأبواب أمام التدخلات الخارجية في شؤون بلدهم الداخلية.
عليه يمكن أن نخلص الى ما يأتي :
1 – لولا عملية الترشيد التي تم تأصيلها في الفكر السومري العراقي لما نجحت الديمقراطية في بلاد سومر .
2 – لولا عملية الترشيد التي تم تأصيلها في الفكر الإغريقي القديم لما نجحت الديمقراطية في بلاد الإغريق القديمة .
3 – و على ضوء ذلك ، يمكن القول أن الديمقراطية العراقية التي تأسست بعد 2003 لا يمكن أن تنجح إلا إذا تم ترشيدها بطريقة تتلاءم مع العصر و تتماشى معه . و ممكن الاستفادة في عملية الترشيد بملامح من الفكر السياسي الذي طرحته المجموعة التي تطلق على نفسها ( المجموعة الدينقراطية) أو ( المجموعة البرجماسية ) . فضلا عن ضرورة وضع مستوى معين من التعليم كشرط للمشاركة في التصويت و ما شابه ذلك .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts