مسلسل القنابل الموقوتة.. كابوس انتهى في البداوي وجريمة تُهدد الآلاف في كسروان
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
لطالما أثارت قضية المواد الخطرة المخزنة في منشآت النفط في البداوي مخاوف أهالي المنطقة، وهي مواد سامة وقابلة للانفجار موضبة في حاويات بجانب خزانات النفط منذ سنوات طويلة، في سيناريو يعيد إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت. إلا أن تغييراً طرأ على هذا الملف، يكمن في التحضير لعملية ترحيل تاريخية لهذه المواد.
مواد خطرة والملف مهمّش
تعود هذه المواد المرحّلة إلى العام 1950، وهي مواد كيميائية خطرة تشمل مُركَّبات سامّة مثل الزرنيخ، والرصاص، والزئبق، بالإضافة إلى نفايات صناعية ناتجة عن أنشطة تكرير النفط، كالمُذيبات الكيميائية ومخلفات الهيدروكربونات، وفي حال تسربها أو انفجارها، فالتأثيرات الناجمة عن هذه المواد كارثية على الصحة العامة والبيئة.
وفي الواقع، تُرِكَت المواد وتراكمت لسنوات من دون معالجة أو إدارة آمنة، مما حوَّل مواقع تخزينها إلى مقابر كيميائية تهدد حياة العاملين في المنشأت والسكان القربين منها ،علما ان المصافي متوقفة منذ الحرب الاهلية وبالتالي اصبحت المصافي والمواد الكيمائية المخصصة لتنظيفها اصلا منسية ومتروكة دون اي معالجة او تدبير يمنع تسربها او انفجارها.
على الرغم من خطورته، ظل الملف مُهمَلًا لعقود بسبب غياب الإرادة السياسية والشفافية. ووفق المنسق العام الوطني للتحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة مارون الخولي، فقد تعاملت الحكومات المتعاقبة مع الملف بوصفه "قنبلة موقوتة" يُفضل تأجيلها، إلا أن انفجار مرفأ بيروت حرك الملف وشكل انذارا قويا للسلطة وللسكان المحيطين من هذه بالمنشات الى التحرك باتجاه سحب تلك المواد الخطرة.
وقال الخولي في حديث لـ"لبنان 24" إن "شركة "كومبي ليفت" الألمانية كشفت بالتعاون مع الجيش على هذه المواد وتبين لها انها قابلة للانفجار، كما كانت هناك تعقيدات مالية وادارية لها علاقة بتوفير الاعتماد لعملية توضيب وترحيل تلك المواد من جهة وتعقيدات فنية وقانونية من جهة اخرى مرتبطة بمعاهدة بازل وموافقات الدول العابرة".
وفي السياق، وقع الخيار على فرنسا بهدف إرسال هذه المواد الخطرة لمعالجتها، وبحسب الخولي، تمتلك فرنسا خبرة عالمية في معالجة النفايات الخطرة عبر شركات متخصصة مثل "فيوليا"، في منطقة بوردو وهي تعتبر من اهم الشركات الاوروبية المعنية بمعالجة المواد وفق أعلى المعايير البيئية. كما أن الاتفاقية المُبرَمة تخضع لالتزامات معاهدة بازل التي تنظم نقل النفايات عبر الحدود. هذا بالإضافة إلى موافقة الجمارك الفرنسية التي اعطيت بعد ارسال العينات من تلك المواد من لبنان .
وأوضح الخولي أن الكمية الإجمالية تبلغ 350 طنًّا من المواد الكيميائية الخطرة، وقد تم توضيبها بشكل محترف وفق بروتوكولات أمنية صارمة لتجنب أي حوادث خلال النقل، لاسيما وان مسار السفينة خضع لموافقات مسبقة من كل الموانئ التي ستقف فيها السفينة منها قبرص ومصر وتونس واسبانيا وصولا الى فرنسا.
على من تقع المسؤولية؟
أما من حيث المسؤولية المباشرة، فهي تقع، وفق الخولي، على المديرية العامة للمنشات النفطية ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة، معتبراً أن "التعتيم على هذه القضية يأتي بالدرجة الاولى نتيجة الاهمال وعدم الجدية في ادارة هذا القطاع والتعاطي مع تلك الملفات باستخفاف ولجهل مدى ضررها على السلامة العامة وعلى البيئة ولغياب الاختصاصين في تلك المنشات النفطية. وهذا التقصير المؤسساتي متوارث في لبنان بكل القطاعات وبسببه تدمرت بيروت وسقط اكثر من 230 ضحية و6 الاف جريح لكننا حرصنا على كسر جدار الصمت والتعتيم عبر حملات ضغط شعبية وقانونية واعلامية" .
وأشار إلى أن شركة "أغرومك" هي شركة متخصصة في معالجة تلك المواد وهي بالتالي الشريك التقني المنفذ للعملية، حيث تولت توضيب المواد وفق معايير دولية، وإعداد العينات لإرسالها إلى فرنسا، وتنسيق الإجراءات مع الجمارك والجهات المعنية. كما تتولى إعداد الملف النهائي لتقديمه لوزارة البيئة للحصول على الأذونات اللازمة والنهائية للترحيل.
والجدير ذكره أن معالجة تلك المواد الكيمائية والنفايات السامة تحتاج الى فريق محترف متخصص ويملك المعدات التقنية المطلوبة وفق معايير دولية صارمة ومعترف فيه دوليا ليستطيع ان يستحصل على اذونات الترحيل لتلك المواد الخطرة.
خطر آخر يهدد كسروان
وعلى صعيد آخر، رفع الخولي الصوت مجدداً بشأن الوضع في معمل الذوق الحراري بكسروان، واصفاً إياه بالكارثي، إذ تُخزَّن فيه 13 ألف طن من المواد الكيميائية القابلة للانفجار.
وأشار إلى أن الحل موجود عبر إلزام شركة "تيكمو" بتنفيذ التزاماتها التعاقدية، أو فسخ العقد وتسليم الملف لشركات ذات مصداقية، لكن الإشكالية تكمن في اعادة مجلس إدارة كهرباء لبنان تكليف هذه الشركة مرة اخرى بالرغم من عدم التزامها بترحيل تلك المواد في العقد الاول.
وحذّر الخولي هنا من تصعيد الاعتصامات الشعبية أمام معمل الذوق ورفع دعاوى قضائية ضد المسؤولين عن التقصير، متوعّداً "بالكشف علنًا عن كل وثيقة تثبت الإهمال، لأن صمتنا اليوم سيكون شريكًا في جريمة تُهدد حياة مئات الآلاف".
وختم قائلاً إن "لبنان يستحق حوكمة رشيدة تُحوِّل الأزمات إلى فرص، لكن تحقيق ذلك يتطلب مواجهة الفساد البيئي بيد من حديد"، منوّهاً بحكمة واصرار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي تابع هذا الموضوع مذ كان قائداً للجيش واليوم كان له الفضل في تسريع المرسوم الخاص بالدفعة المالية المقررة لتوضيب وترحيل المواد السامة من البداوي، لاسيما متابعته عن كثب لكل المراحل المعنية بتلك القضية .
وفي المحصّلة، يبدو أن اللبنانيين يعيشون على فوهات براكين قد تنفجر في أيّة لحظة، بدون لا حسيب ولا رقيب، وكأن انفجار مرفأ بيروت لم يعلّم المسؤولين شيئاً. فهل يبقى هؤلاء صامتون في وقت تحدق الأخطار بحياة المواطنين؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة وسائل إعلام إسرائيلية: الشرطة تستنفر قواتها إثر العثور على قنبلة موقوتة جنوب تل أبيب وتدفع بتعزيزات Lebanon 24 وسائل إعلام إسرائيلية: الشرطة تستنفر قواتها إثر العثور على قنبلة موقوتة جنوب تل أبيب وتدفع بتعزيزات
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المواد الخطرة قنبلة موقوتة تلک المواد هذه المواد Lebanon 24 فی
إقرأ أيضاً:
مقدّمات النشرات المسائية
تلفزيون "أل بي سي"قبل ثلاثة أيام من توجهه الى الشرق الأوسط، وقبيل جولة جديدة من المفاوضات الأميركية الإيرانية غدا، أعلن الرئيس دونالد ترامب نجاح وساطة بلاده في وقف الحرب بين باكستان والهند. إعلانٌ اذا ما صمد، يثبت أن واشنطن لا تزال لاعباً أساسياً في أمن آسيا والعالم، أما رئيسها فرسالته واضحة: أنا صانع سلام من موقع القوة، كما يردد. هذا النموذج قد يُعاد طرحُه في الملف الإيراني، حيث يُصر ترامب وفريقُه على اتفاق بشروط صارمة، يبعد شبح الحرب، لا بالتنازل بل بالردع. فهل تلتقط طهران الإشارة؟
تزامنا، يشهد لبنان تصاعدا للاعتداءات الإسرائيلية، وسط حديث عن حرب واسعة. فإسرائيل الرافضة للانسحاب من التلال الخمس، واعادة الأسرى ووقف الاعتداءات، تريد جرَّ لبنان الى التفاوض حول النقاط الـ13 بشروطها هذه.
يقابلها موقفٌ لبناني ثابت: لا مفاوضات في ظل الاحتلال، بل خياران فقط: إما ضغط ٌ دولي يفرض الانسحاب الاسرائيلي، فتنطلق المفاوضات بوفد تقني عسكري فقط. إما "باكاج ديل" بضمانة دولية أيضا، يُستعاد فيه التفاوض على النقاط الـ13 بالتزامن مع تنفيذ اسرائيل ما نكثت به من وعود من الانسحاب الكامل، الى وقف الاعتداءات.
وبين التصعيد والتهدئة، تنطلق غداً الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في الشمال.
تلفزيون "أم.تي.في"
الاحد سيكون مميزا بارتفاع مزدوج في الحرارة: حرارة المناخ وحرارة الانتخابات. فحرارة الطبيعة سترتفع غدا بشكل ملحوظ في كل المناطق اللبنانية، اما الحرارة الانتخابية فستـَقـتصر على محافظتي الشمال وعكار . الاستعدادات الادارية واللوجستية للجولة الانتخابية الثانية استـُكملت تقريباً ، والرهان ان تـَنجحَ الحكومة فيها كما نجحت في الجولة الاولى . فالحكومة بحاجة الى النجاح المذكور لطمأنة اللبنانيين ، ثم لاعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان . المعارك البلدية الشمالية رغم طابعها العائلي في مناطق ، فانها ستكون ذات طابع سياسي في مناطق اخرى ولا سيما في البترون وشكا وحامات وتنورين والكورة ، كما ان المواجهات ستُستكمل فوراً للسيطرة على اتحادات البلديات في الاقضية . وبالتزامن مع الانتخابات البلدية، سيكون رئيسُ الجمهورية العماد جوزف عون في الكويت ، وذلك استكمالا ً لمبادرة بدأها وتهدف الى عودة الخليجيـين سياحيا والاستثمارات اقتصاديا وماليا .. في هذا الوقت مفاجآت دونالد ترامب لا تنتهي . فبعد فتور العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو نتيجة ما يقوم به الاخير في اليمن وغزة ، رجحت صحيفة جيروزالم بوست ان يعلن الرئيس الاميركي اعترافَ الولايات المتحدة بدولة فلسطين اثناء القمة العربية في السعودية . من جهة ثانية نجح الرئيس ترامب في تحقيق وقف لاطلاق النار شامل وفوري بين الهند وباكستان ، وهو اعلن ذلك بنفسه , مشيداً بالبلدين للجوئهما الى المنطق السليم والذكاء العظيم ، كما كتب . البداية من المشهد الانتخابي في الشمال وعكار عبر مراسلينا الموزعين على مناطق المحافظتين.
تلفزيون "أن بي أن"
غداً يستأنف القطار الانتخابي رحلته ومحطته الثانية بعد جبل لبنان ستكون في محافطتي لبنان الشمالي وعكار.
كل التحضيرات السياسية واللوجستية والإدارية والأمنية اكتملت مع دخول المحافظتين في صمتٍ انتخابي بدأ منتصف الليلة الماضية ويمتد حتى السابعة من مساء غد موعد اقفال صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية.
وعلى غرار الحال التي حكمت الاستحقاق الانتخابي في مرحلته الأولى يتحكم بالانتخابات في الثانية التداخل بين الاعتبارات السياسية والعائلية. وفيما فازت عشرات البلديات بالتزكية ثمة معارك قوية متوقعة في بلدات ومدن عدة من طرابلس مروراً بالأقضية المسيحية كالبترون وزغرتا وبشري والكورة وصولاً إلى عكار.
هذا انتخابياً أما تشريعياً فقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تشريعية عامة تعقد قبل وبعد ظهر يوم الخميس المقبل وذلك لدرس اقتراحات القوانين المعجلة المكررة.
بعيداً من الشأن الانتخابي تقاطعت مصادر إعلامية عدة عند معلومات عن زيارة متوقعة للموفدة الأميركية مورغان اورتيغاس إلى لبنان أواخر الشهر الحالي لكن اي تأكيد رسمي لهذه المعلومات لم يصدر سواء في بيروت او في واشنطن.
وفي هذا الشأن قالت مصادر عين التينة لصحيفة الجمهورية إنه بمعزل عما اذا كانت مثل هذه الزيارات ستحصل أم لا فالمسألة مرتبطة بما اذا كانت هناك جدية في احترام اتفاق وقف اطلاق النار وإرادةٌ حقيقية في تطبيقه على النحو الذي يُلزِم اسرائيل بالتقيد به.
ونقل زوار الرئيس بري عنه تأكيده ان اسرائيل تسعى عبر اعتداءاتها إلى فرض واقع جديد ودفع لبنان نحو التطبيع وهو ما لن يحصل واصفاً التطبيع بأنه خيانة وقال ان سلاحنا في هذه المرحلة هو الصبر وبهذا الصبر نقاتلهم وكرر ان لبنان ملتزم تماماً باتفاق وقف اطلاق النار مشيراً الى تأكيد اليونيفيل ان الانتهاكات الاسرائيلية هي العائق امام فرض سيادة الدولة اللبنانية.
وعلى تخوم لبنان تحاول الولايات المتحدة حالياً الدفع نحو هدنة مؤقتة في غزة يسوّقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كإنجاز سياسي خلال جولته الخليجية الاسبوع المقبل.
وقد اندرجت في السياق نفسه معلوماتٌ صحفية عن احتمال إعلان ترامب الاعتراف بدولة فلسطين خلال قمة يعقِدها مع قادة عرب على هامش الجولة. لكن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يتمرد على مخططات الرئيس الأميركي هذه الأمر الذي ادى إلى توترات بينهما وصفها البعض بأنها اكبر من خلاف وأقل من طلاق.
على أي حال تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً نشطاً قبيل الجولة الترامبية المقبلة لعل من ابرز حلقاته زيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الى بلدين خليجيين اذ وصل ظهراً الى جدة في السعودية قبل ان يحط في العاصمة القطرية الدوحة عصراً.
وتأتي الزيارتان قبل ساعات من انعقاد الجولة الرابعة للمفاوضات الايرانية - الأميركية غداً في مسقط. ويقود عراقجي المفاوضات عن الجانب الايراني فيما يرأس الجانب الأميركي المبعوث الرئاسي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي صرح بأن طهران وافقت على عدم حيازة قنبلة نووية وبأننا سنأخذ هذا الكلام على محمل الجد.
أبعد من منطقة الشرق الأوسط فاجأ الرئيس الأميركي العالم بإعلانه اتفاقاً لوقف اطلاق نار شامل وفوري بين الهند وباكستان وهنأ البلدين لاستخدامهما الحكمة والمنطق السليم.
تلفزيون "أو تي في"
بالمحصلة، نحن شعب واحد. مهما تنوعنا، نحن شعب واحد. ومهما اختلفنا، نحن شعب واحد. ففي كل مدننا وبلداتنا وقرانا، نحن شعب واحد. انها رسالة انتخابات الشمال غدا، حتى قبل ان تبدأ.
ففي المحطة الثانية من الاستحقاق البلدي والاختياري، كل شيء قد يتغير، الا كونَنا شعب واحد.
فمن طرابلس والمنية والضنية، الى عكار، فالبترون والكورة وزغرتا بشري، نحن شعب واحد. في شمال لبنان، يتحالف التيار والقوات في مدينة ويختلفون في بلدة. يتفاهم السوريون القوميون مع القوات في معركة، ويتخاصمون في اخرى. في هذه القرية يفترق نائب عن حزب حليف، وفي تلك القرية يتوحدان. يتفق اشرف ريفي وفيصل كرامي في مدينة، ويتواجهان في نواح اخرى.
في الشمال حيث القلب، لا تخوين ولا اتهامات قابلة للتسويق، بل تعدد توجهات وآراء وتضارب طموحات في اطار تنافس بلدي واختياري محلي.
غدا في الشمال الكل سيفوز في معارك والكل سيخسر في معارك. اما رسالة الوحدة فهي الحقيقة الثابتة المنتصرة دوما في وجه كل الاضاليل.
تلفزيون "الجديد"
تَمَّ تفكيكُ الحربِ النووية بين الهند وباكستان ولم تُخمَدْ نيرانُ مدينةِ بشّري البلدية بين أبناءِ الأرز والدم.. ستريدا ووليام طوق/ وتلك عيِّنةٌ واحدة من حروب العائلات والزعامات التي اتَّجَهت شَمالاً وأَعلنتِ النفيرَ العام ولاسيما في معركة استردادِ الاتحادات الكبرى/ وعلى هذا العنوان تَندفعُ المنافَسةُ في زغرتا بين مردة سليمان فرنجية وتمردِ النائب ميشال معوض الساعي الى استعادةِ اتحاد بلديات زغرتا بعد إقامةٍ طويلة في رِحابِ فرنجية// غرائبُ الانتخاباتِ البلدية جاءت معَ عجائبِها فأَحدَثَثِ المُعجزةَ في البترون بجمعِ ما فَرَّقَته السياسةُ بين قوات وتيار ومردة وكتائب و"كلهم للبترون"،/ والأحلافُ هنا لا تَمنعُ المنازَلةَ هناك والمكاسَرةَ داخلَ القرى/ ومرةً جديدة تَتَخَفَّى الأحزابُ والتياراتُ وراءَ العائلاتِ لتكديسِ أوسعِ عمليةِ فوزٍ تحت المُسَمَّى العائلي// كَسرُ العظمِ البلدي ساهمتِ التزكيةُ في الحَدِّ من توسُّعِه ولاسيما بعد تفادي المعاركِ في ما نسبتُه ثُلُثُ بلدياتِ الشَّمال وعكار والتي فازت بالتوافق/ وبالتزكيةِ الدوليةِ والاقليمية حديثٌ عن وقفٍ لإطلاقِ النار بين أوكرانيا وروسيا لثلاثينَ يوماً.. وتقدمٌ في المفاوضاتِ الإيرانية الأميركية.. وإبرامُ توافقٍ هنديٍّ- باكستاني برعايةٍ أميركية/ وكلُّ هذا المسارِ وتحديداً ما يتعلقُ منه بالشرق الأوسط وغزة يمرُّ من فوقِ حروبِ بنيامين نتنياهو الذي بدأ يفقِدُ بَريقَه الأميركي/ فالحربُ بين ترامب ونتنياهو لم تَعُدْ صامتةً، وهي تَخرجُ إلى العلنِ وتَطيرُ بسرعة الصاروخ الذي أُطلِقَ من اليمن ولم تَلتَقِطْهُ منظومةُ ثاد الاميركية فيما رَصَدَته المنظومةُ الاسرائيلية// كانت تلك رسالةً صاروخية من رئيسٍ اميركي سيصلُ الى الخليج حامِلاً معه دولةً فلسطينية، ونقلت وكالة "ميديا لاين" الأميركية، عن مصدرٍ دبلوماسيٍّ خليجي، أنَّ الرئيس ترامب سيُصدِرُ إعلانًا بشأن دولةِ فلسطين والاعترافِ الأمريكي بها، وأنه سيتمُّ إنشاءُ دولةٍ فلسطينية من دون وجودِ حماس/ خلال القِمة الخليجيةِ- الأميركية في السعودية/./ وقبل الدخولِ في كل هذه التفاصيل.. تفصيلٌ قديمٌ جديد تتجَنَّدُ له مجموعاتُ موزِّعِي الكايبل للبثِّ التلفزيوني/ ومن غيرِ تكليفٍ ومن فوقِ الدولة وشرعياتِها الإعلامية تُقْدِمُ هذه المجموعاتُ على قطعِ بثِّ قناةِ الجديد عن الضاحيةِ الجنوبية وعددٍ من المناطقِ في محيط بيروت/ وتكلِّفُ نفسَها ادارةَ وسَرِقةَ حقوقٍ غيرِ عائدةٍ لها/ ويضعُ موزعو الكايبل المشتركينَ في مواجهة الجديد وعددٍ من المحطات الاخرى عِلماً بانَّ الحقَّ واجبٌ استيفاؤه من الموزِّعينَ انفسِهم وليس من المواطنين/ وهؤلاءِ المقرصِنون يَستولون على حقوق المُلكيةِ للمحطات ويحققون أرباحاً على حسابِ الناس ومحطاتِ التلفزة معاً/ ثم يَنُوبون عن المشاهدين ويقررون حِرمانَهم من حضور شاشةٍ اعتادوها واختاروها.
تلفزيون "المنار"
لبنانُ على مرمى ساعاتٍ من ثانيةِ المحطاتِ الانتخابيةِ البلدية، والوجهةُ هذا الاحدَ الشمالُ حيثُ الرياحُ السياسيةُ شديدةٌ معَ تلكَ العائلية، فيما خَلطت التحالفاتُ الهجينةُ الاوراقَ التي يُكتبُ عليها في كلِّ قضاءٍ عنوانٌ مختلف ..
ولا يختلفُ اثنانِ على أهمية هذا الاستحقاقِ على املِ اَن يرى الشماليونَ دولتَهم ليس حارسةً على ابوابِ اقلامِ الاقتراعِ فحسب، بل مداومةَ الحضورِ انمائياً وحياتياً في مناطقِها المهمشة..
وعلى هامشِ الانتخاباتِ البلديةِ مبالغاتٌ في حساباتِ البعضِ السياسية، فيما الحكومةُ عبرَ وزارةِ الداخليةِ تتابعُ هذا الاستحقاقَ بجديةٍ كأولِ اختبارٍ املاً بريعِه الايجابيِّ على الحكومة..
والجديةُ الحكوميةُ مطلوبةٌ عبرَ وزاراتٍ اخرى على مسارِ استحقاقاتٍ اخرى ملحةٍ ايضاً، من العدوانيةِ الصهيونيةِ المستمرةِ التي لا تواجهُها الحكومةُ حتى بالعنوانِ الذي رفعتهُ- اي الدبلوماسي، كونَه لم تُرسِل وزارةُ الخارجيةِ شكاوًى بحجمِ الخروقاتِ الى الاممِ المتحدة، ولم يَلحظ اللبنانيونَ سعياً حكومياً على خطِ اعادةِ الاعمار، وكأنَ الحصارَ الاميركيَ الصهيونيَ يُبرِّرُ للحكومةِ الانتظارَ عندَ تَعدادِ المباني والمؤسساتِ التي هَدَمَها العدوُ ولا يزال، دونَ ان تَخطُوَ خطوةً جديةً لمجابهةِ الضغطِ او لتغييرِ الاساليبِ بدلَ الاستسلامِ للشروطِ السياسيةِ التي تَعرِفُ الحكومةُ انها تعجيزية..
ويعرفُ اللبنانيون انَ العدوَ يسعى من خلالِ اعتداءاتِه الى فرضِ واقعٍ جديدٍ عبرَ جرِّ لبنانَ الى التطبيعِ كما قال رئيسُ مجلسِ النوابِ نبيه بري الذي جددَ التأكيدَ انَ التطبيعَ مع العدوِ خيانةٌ وهو ما لن يَحصُلَ على الاطلاق.
ولبنانُ الملتزمُ باتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ كما اكدَ الرئيسُ بري ، لن يَنجرَّ إلى ما تريدُه إسرائيل، وسيبقى متمسكاً بسلاحِ الصبرِ في هذه المرحلة..
دولياً وقبلَ الوصولِ الى مرحلةٍ لا رجعةَ عنها أُعلنَ وقفُ اطلاقِ النارِ بينَ الهندِ وباكستانَ بوساطةٍ اميركية، وهي الوساطةُ التي لا تزالُ عصيةً على حلٍّ جذريٍّ للحربِ الاوكرانيةِ حتى الآن..
اما حربُ الابادةِ الصهيونيةِ على الفلسطينيينَ فهي مسموحةٌ ما دامَ انها لا تُؤثّرُ على خُططِ دونالد ترامب وصفقاتِه في المنطقة، ويُصبحُ الاعتراضُ عليها عبرَ الاعلامِ ليس بالمنطقِ الانسانيِّ والسياسي، وانما بالمنطقِ التجاريِّ على ابوابِ زيارةِ ترامب الى الخليج.
مواضيع ذات صلة مقدّمات النشرات المسائيّة Lebanon 24 مقدّمات النشرات المسائيّة