عجز الطاقة يظهر مبكرًا في إيران… 5 أسباب
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
شهد قطاع الطاقة في إيران عجزًا مبكرًا في توليد الكهرباء خلال شهر مايو 2025، وهو ما كان يُتوقع حدوثه عادة في أشهر الصيف الحارة. هذا العجز نتج عن مجموعة من العوامل المعقدة والمتزامنة التي وضعت توفير الكهرباء المستقر في بداية الموسم الحار أمام تحديات جسيمة.
وفي تقرير لها، أوضحت وزارة الطاقة الإيرانية أنها بعد تجاوز تحديات الشتاء، بدأت تنفيذ خطة متكاملة تتضمن 14 مشروعًا ضخمًا لإدارة استهلاك الكهرباء في فصل الصيف.
شملت هذه المشاريع طيفًا واسعًا من الإجراءات، من بينها تطوير قدرات التوليد في المحطات الحرارية والمتجددة والمنتشرة، إلى جانب واردات الكهرباء وتنفيذ برامج لتحسين الكفاءة وإدارة الاستهلاك. إلا أن الزيادة المفاجئة والحادة في استهلاك الكهرباء خلال مايو 2025 أدت إلى ظهور العجز بشكل مبكر، علما أن توليد الكهرباء زاد بحوالي 6200 ميغاواط مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وبالرغم من زيادة الإنتاج، أكدت الوزارة أنها نفذت أيضًا إجراءات لإدارة الاستهلاك خلال هذا العام، إلا أن تعقيد الظروف حال دون تحقيق فعالية كاملة لهذه التدابير في المدى القصير.
ووفقًا لتقييمات الوزارة، هناك ستة عوامل رئيسية تقف وراء العجز المبكر في الكهرباء خلال مايو 2025، من أبرزها انخفاض الطاقة الإنتاجية لمحطات الطاقة الكهرومائية بحوالي 3000 ميغاواط. فعادة ما تمتلك هذه المحطات قدرة إنتاجية تصل إلى نحو 12,200 ميغاواط، إلا أن انخفاض احتياطي المياه في السدود بنسبة 40% هذا العام، أجبر الحكومة على تقليص الاستفادة من هذه المحطات للحفاظ على مخزون المياه لأشهر الصيف، ما أدى إلى غياب 3000 ميغاواط من الشبكة في مايو.
كذلك، ساهم الارتفاع غير المتوقع في درجات الحرارة والبداية المبكرة لموسم الحر في تفاقم الأزمة، حيث أظهرت الإحصاءات أن متوسط درجة الحرارة في مايو 2025 ارتفع بـ 5.5 درجات مئوية عن المتوسط طويل الأجل، ما أدى إلى زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء.
كما أُشير إلى تأخر أعمال الصيانة الدورية في محطات الطاقة الحرارية كأحد أسباب العجز، إذ حالت الحاجة إلى تأمين الكهرباء خلال شتاء العام الماضي دون تنفيذ أعمال الصيانة في وحدات الدورة المركبة، مما فاقم الوضع في الصيف.
وبالإضافة إلى ما سبق، أدت الزيادة المفاجئة في الطلب على الكهرباء في إيران إلى تفاقم الفجوة بين التوليد والاستهلاك. فقد بلغ الطلب في مايو أكثر من 57 ألف ميغاواط، أي بزيادة نحو 11 ألف ميغاواط مقارنة بذروة الاستهلاك في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ارتفاع عزته الوزارة إلى موجة الحر والاستخدام المكثف لأجهزة التكييف.
أما السبب الخامس، فيعود إلى خروج محطة بوشهر النووية، بقدرة إنتاجية تبلغ 1000 ميغاواط، مؤقتًا عن الخدمة لأغراض الصيانة الدورية، والتي من المقرر أن تستمر حتى نهاية يونيو 2025. وجاء هذا التوقف في وقت حرج تشهد فيه البلاد ارتفاعًا حادًا في الطلب.
وأخيرًا، لفتت وزارة الطاقة إلى أن جذور هذا العجز تعود إلى مشاكل هيكلية طويلة الأمد في قطاع الكهرباء، مشيرة إلى أن الأزمة ليست وليدة هذا العام فقط، بل ترتبط بضعف في البنية الاقتصادية لصناعة الكهرباء. من بين أبرز هذه التحديات: التسعير المنخفض للكهرباء وضعف جاذبية الاستثمار في مجالي الإنتاج والبنية التحتية والحاجة إلى تطوير الشبكة الكهربائية ونقص التمويل اللازم، وهي عوامل تتطلب وقتًا واستثمارات ضخمة لمعالجتها.
وبناءً على هذه المعطيات، يشكل العجز في الكهرباء خلال ربيع 2025 إنذارًا جديًا بضرورة إجراء إصلاحات هيكلية في أنظمة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، إذ أن غياب هذه الإصلاحات يعرض استقرار شبكة الكهرباء لمخاطر متزايدة خلال أشهر الصيف المقبلة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الکهرباء خلال مایو 2025
إقرأ أيضاً:
مصر تدخل أجواء الصيف مبكرًا.. موجة حارة تضرب البلاد ودرجات الحرارة تلامس 43 درجة في الصعيد
تشهد مصر خلال النصف الثاني من شهر مايو الجاري تحولًا ملحوظًا في الطقس، حيث بدأت الأجواء تقترب من سمات فصل الصيف، رغم أن البلاد ما زالت في الفترة الانتقالية الخاصة بفصل الربيع وأوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن مصر تتعرض حاليًا لكتل هوائية حارة قادمة من شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى تأثير مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة سطوع الشمس على معظم أنحاء الجمهورية
ووفقًا لما أكدته غانم في مداخلتها الهاتفية ببرنامج «صباح البلد» على قناة «صدى البلد»، فإن المواطنين بدأوا بالفعل في الشعور بأجواء صيفية واضحة مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة نهارًا خاصة في مناطق الصعيد، فيما تقل البرودة المعتادة في ساعات الليل تدريجيًا، وهو ما يدعو إلى تغيير نمط الملابس استعدادًا للصيف المبكر.
درجات الحرارة تواصل ارتفاعها
شهدت القاهرة الكبرى خلال الأيام الماضية ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة، حيث تجاوزت 31 درجة، وسجلت 34 درجة مئوية أمس، ومن المتوقع أن تصل اليوم وغدًا إلى ما بين 35 و36 درجة.
أما محافظات الصعيد، مثل الأقصر وأسوان، فقد سجلت درجات حرارة مرتفعة للغاية، حيث تجاوزت 43 درجة مئوية خلال ساعات النهار، مع توقعات بأن تصل درجات الحرارة المحسوسة إلى 40 درجة في ذروة الموجة الحارة يوم الأحد المقبل.
أسباب موجة الحر
أرجعت الدكتورة منار غانم هذا الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة إلى تأثر البلاد برياح قادمة من شبه الجزيرة العربية، وهي كتل هوائية ذات طابع حار وجاف. كما ساهم وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا في زيادة فترات سطوع الشمس، ما ضاعف من الإحساس بالحرارة، خاصة في فترات الظهيرة.
التحذير من التعرض المباشر للشمس
ناشدت غانم المواطنين بضرورة تجنّب التعرض لأشعة الشمس المباشرة في الفترة من الساعة 12 ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا، وهي ذروة فترة الإشعاع الشمسي، مشيرة إلى أن خلو السماء من السحب يسهم في زيادة الإحساس بدرجات الحرارة المرتفعة.
الطقس الليلي والملابس المناسبة
رغم حرارة النهار، أوضحت غانم أن الأجواء ليلًا ما زالت معتدلة نسبيًا، إلا أن برودة ليالي الربيع بدأت تتلاشى تدريجيًا ودعت المواطنين إلى البدء في ارتداء الملابس الصيفية بشكل دائم، حيث لم تعد هناك تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة خلال الليل.
توقعات فصل الصيف
فيما يخص التنبؤات بعيدة المدى لفصل الصيف، أوضحت غانم أن هذه التوقعات لا تكون دقيقة بنسبة 100%، إلا أن المؤشرات الأولية ترجّح أن تكون درجات حرارة الصيف أقل من بعض فترات نهاية فصل الربيع التي قد تشهد ارتفاعات شديدة قد تصل إلى 45 أو 46 درجة مئوية في بعض المناطق.