مقال بهآرتس: بعد 250 عاما ها هي أميركا تنال استقلالها عن إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أفاد مقال في صحيفة هآرتس بأن إسرائيل تلقت في الأيام الأخيرة ضربات عدة في علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة؛ إذ لم يعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشترط على السعودية تطبيع علاقاتها مع تل أبيب مقابل تعاون واشنطن النووي مع الرياض.
ومما زاد الطين بلة على دولة الاحتلال أن ترامب توصل إلى اتفاق مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) لوقف الضربات العسكرية الأميركية على اليمن، وبدأ في مفاوضات مع إيران من دون مباركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أجرى مسؤول أميركي اتصالات مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن الكاتب عودة بشارات يرى في المقال الذي نشرته هآرتس أن أقسى ضربة موجعة تلقتها إسرائيل على الإطلاق كانت في إقدام ترامب على إقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز بسبب نقاش أقدم عليه، من وراء ظهر ترامب، مع نتنياهو حول شن هجوم عسكري على إيران.
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة بدأت أخيرا تستيقظ وتنعتق من إسار إسرائيل وتتصرف كدولة مستقلة لا "كجمهورية موز". وأبدى بشارات -وهو صحفي من عرب الداخل- دهشته من هذه التطورات وتساءل عما إذا كان ما يحدث أمام ناظريه حقيقيا أم مجرد وهم.
ويعتقد الكاتب أن صداما مزلزلا يحدث بين الدولتين والرجلين، وأن كل الأسباب تتضافر الآن؛ "فها هي أميركا تنال استقلالها بعد 250 عاما من بداية حربها الثورية الأولى"، في إشارة إلى الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1765 و1783، عندما رفضت 13 مستعمرة بريطانية في أميركا الشمالية الحكم الاستعماري البريطاني، ونالت على إثرها استقلالها.
إعلانويصف بشارات هذا الانعتاق بالتمرد الأميركي العظيم، وأن أسبابه تعود إلى أن العالم -والولايات المتحدة كجزء منه- شعر بقلق شديد مما سماها الكاتب بسخرية لاذعة "بهلوانية إسرائيل الدبلوماسية"، و"احتلالها المستنير" للأراضي الفلسطينية و"إغلاقها (قطاع غزة) الذي لا يسمح إلا بدخول الهواء".
إسرائيل ما إن تتوصل إلى اتفاق على موضوع بعينه، حتى تضيف شروطا جديدة في اليوم التالي.
فإسرائيل ما إن تتوصل -بحسب المقال- إلى اتفاق على موضوع بعينه، حتى تضيف شروطا جديدة في اليوم التالي. وعلى الرغم من أنه لم يُطلب من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية وديمقراطية، فإن الفلسطينيين وحدهم هم المطالبون بذلك، وهو ما يجعل وضع عرب إسرائيل -كما يقول بشارات- مواطنين من الدرجة الثانية على الدوام.
ووفق المقال، فقد تبين أن نتنياهو يخدع الجميع، عربا ويهودا وأميركيين، وليس حركة حماس وحزب الله اللبناني وحدهما كما سبق أن تفاخر أمام محققي الشرطة الإسرائيليين بأنه يضللهما ويخدعهما ثم يقصفهما.
فمنذ زمن ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، كانت سياسة الدولة قائمة على القوة. وعلى النقيض، يبدو أن ترامب يؤمن بسياسة الجزرة والعصا، أي الدبلوماسية والقوة في آنٍ معا، طبقا للمقال.
ويزعم الكاتب أن الرئيس الأميركي يفكر بطريقة مختلفة، وتجلى ذلك في تصرفاته تجاه الحوثيين وإيران ومع الرسوم الجمركية، فما إن أدرك أنه فشل في ذلك حتى تراجع خطوات إلى الوراء.
أما إسرائيل فمشكلتها لا تكمن في نتنياهو وحده -كما يرى بشارات- بل في أنها لم تقدم بديلا عن القوة. ثلاثة فقط من رؤساء وزرائها السابقين -برأي المقال- هم من طرقوا مسارا مختلفا، وتحديدا موشيه شاريت الذي حرص بن غوريون على الإطاحة به، وإسحاق رابين الذي دفع حياته ثمنا لذلك، وإيهود أولمرت الذي أطيح به حتى قبل أن يعرض خطته.
وفضلا عن ذلك، فإن إسرائيل لطالما تعاملت مع البيت الأبيض على أنه فرع من مكتب رئيس وزرائها، فهي تتدخل في صياغة كل جملة في الوثائق التي تصدرها واشنطن بشأن إسرائيل، وفق مقال هآرتس.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أميركا والصين تتوصلان إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية
قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير إن الولايات المتحدة توصلت إلى "اتفاق" في محادثاتها مع الصين بشأن النزاع حول الرسوم الجمركية، مشيرا إلى أن التفاصيل ستعلن في وقت لاحق من اليوم الاثنين. وأشار جرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الشهر الماضي "حالة طوارئ وطنية" بسبب العجز التجاري الهائل مع الصين، والذي يبلغ 2ر1 تريليون دولار. وقال جريريوم الأحد بعد اجتماع استمر على مدى يومين: "نحن واثقون من أن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع شركائنا الصينيين سيساعدنا في المضي قدما نحو إنهاء حالة الطوارئ الوطنية تلك." وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي كان أيضا في جنيف: "نحن واثقون من أن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع شركائنا الصينيين سيساعدنا في العمل نحو حل حالة الطوارئ الوطنية". وأضاف أن "تقدما كبيرا". وذكر ترامب في وقت مبكر من صباح يوم أمس الأحد أن الجانبين حققا "تقدما عظيما" في اليوم الأول من المحادثات التي أجريت في سويسرا. وكتب على منصته "تروث سوشيال": "تمت مناقشة العديد من الأمور، وتم التوصل إلى اتفاق على كثير منها. لقد تم التفاوض على إعادة ضبط شاملة بطريقة ودية لكن بناءة". وأضاف: "نريد، من أجل مصلحة كل من الصين والولايات المتحدة، أن نشهد انفتاح السوق الصينية أمام الأعمال الأميركية".
وعقد الوفد الصيني مؤتمرا صحفيا لاحقا وصف فيه ما حدث بأنه "حوار صريح ومتعمق وبناء". وقال نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج إن الجانبين اتفقا على "إنشاء آلية تشاور" لإجراء مزيد من المناقشات حول القضايا التجارية والاقتصادية. وقال المفاوضون الصينيون أيضا إنهم والفريق الأميركي سيصدرون بيانا مشتركا اليوم الاثنين.