نظم المركز الوطني للتطوير التربوي بكلية التربية في جامعة قطر، اليوم، بالتعاون مع المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج، ندوة بعنوان "استدامة التدريب والتطوير التربوي في دول الخليج"، ناقشت آفاق تطوير التدريب المهني التربوي في ظل المتغيرات العالمية، وسبل تعزيز الاستدامة في هذا المجال الحيوي.

وسلطت الندوة، الضوء على أهمية استدامة التدريب في تعزيز جودة التعليم، وتحديد أبرز التحديات التي تعيق تحقيقها، مع طرح حلول واستراتيجيات مبتكرة لضمان استمرارية التطوير المهني للكوادر التربوية، مستعرضة تجارب ناجحة من دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.

وتناولت الندوة ثلاثة محاور رئيسية، تمثلت في: مقومات الاستدامة في التدريب التربوي، والتحديات الراهنة مثل التمويل والتحول الرقمي والتحديات المؤسسية، إضافة إلى نماذج ومبادرات تعليمية مبتكرة من دول الخليج.

وأكدت الأستاذة الدكتورة أسماء العطية، عميد كلية التربية بجامعة قطر، أن هذه الندوة الأولى بعد توقيع اتفاقية التعاون بين المركز الوطني للتطوير التربوي والمركز العربي للتدريب التربوي، مشددة على أهمية التدريب المستدام كركيزة أساسية لتحقيق التنمية في نظم التعليم الخليجية.

وأضافت: "نحرص على توفير منصات للحوار وتبادل الخبرات بين المختصين، بما يسهم في تطوير منظومة التدريب التربوي وفق أحدث المعايير العالمية، وبما ينسجم مع الهوية الثقافية لمجتمعاتنا الخليجية".

من جانبها، أشادت الدكتورة فاطمة المعاضيد، مديرة المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج، بالشراكة مع جامعة قطر، معتبرة إياها خطوة استراتيجية نحو التكامل الإقليمي.

وقالت إن "التحول الرقمي يتطلب استجابات مرنة وسريعة، تعزز قدرات الكوادر التربوية وتواكب المتغيرات المتسارعة في الميدان التعليمي".

من جهتها، أوضحت الدكتورة هدى الكبيسي، مديرة المركز الوطني للتطوير التربوي، أن الندوة تأتي ضمن جهود المركز لبناء منظومة مهنية مستدامة، مشيرة إلى أن المركز يعمل على تطوير برامج تدريبية تسهم في بناء القدرات الوطنية والخليجية. وقالت "نتطلع إلى الاستفادة من مخرجات هذه الندوة في تعزيز استدامة التدريب محليا وإقليميا، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030".

وشهدت الندوة جلستين رئيسيتين؛ الأولى بعنوان "واقع استدامة التدريب والتطوير التربوي في دول الخليج"، أدارها الدكتور علي العودات، وناقشت سبل تعزيز الاستدامة ودور السياسات التربوية في دعمها، شارك فيها كل من: الدكتور سعود الصلاحي، مستشار بمكتب التربية العربي لدول الخليج في السعودية، الدكتور بدر الخروصي، رئيس فريق بناء القدرات بالبرنامج الوطني للتشغيل في سلطنة عمان، والأستاذة الدكتورة عبير الهولي، أستاذة المناهج وطرق التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت.

أما الجلسة الثانية، فخصصت لعرض تجارب خليجية رائدة، وشهدت تقديم: الأستاذ أحمد شوقي، الرئيس التنفيذي لفرانكلين كوفي - الشرق الأوسط ومصر، عرضا حول منصة "رحلة التأثير"، والدكتورة هيا المعضادي، تجربة برنامج "إتقان" لإعداد مدرب قطري بمعايير عالمية، والأستاذة الدكتورة نورما غمراوي، عرضا عن منصة "تشبيك بلا حدود" لبناء مجتمع تواصلي للممارسين التربويين العرب.

وقد خلصت الندوة إلى عدد من التوصيات أبرزها: مواءمة السياسات التعليمية مع الدعم المؤسسي، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الخليجية، إلى جانب تطوير أدوات لقياس أثر التدريب على الأداء التربوي والمخرجات التعليمية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار جهود جامعة قطر المتواصلة لدعم وتطوير المنظومة التعليمية، من خلال بناء شراكات استراتيجية وتنظيم فعاليات نوعية تعزز التنمية المهنية للكوادر التربوية في الدولة والمنطقة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة استدامة التدریب التربوی فی دول الخلیج جامعة قطر

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تنظم ندوة عن تمكين الطالب المعلم واستخدام الذكاء الاصطناعي

نظّمت  كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، الأحد ندوة علمية متخصصة بعنوان: "التمكين المهني للطالب المعلم وتوظيفه في ضوء الذكاء الاصطناعي"، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة عبد الباري نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور كوكبة من الأساتذة والخبراء ومديري المدارس، في إطار جهود الجامعة المتواصلة لدعم منظومة التعليم والتدريب التربوي، ومواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة في إعداد وتأهيل المعلمين.

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أهمية المحور الذي تتناوله الندوة، مشيرًا إلى أن المعلم يظل حجر الزاوية في أي خطة تنمية مستدامة. وقال إن إعداد معلم واعٍ ومؤهل لمتطلبات العصر هو مهمة قومية ووطنية من الطراز الأول، معتبرًا أن أي استراتيجية لا تجعل من تأهيل المعلم أولوية، فإن مآلها الفشل.

وأوضح السعيد أن الملتقى يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد التعليم تحولات جوهرية تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة ملحّة تعيد تشكيل أساليب التدريس والتعلم. وأضاف أن المعلم الذي لا يملك معرفة كافية بهذه التقنيات سيتأخر كثيرًا عن طلابه، مؤكدًا على ضرورة تمكين المعلم من أدوات الذكاء الاصطناعي ليواكب المتغيرات ويؤدي دوره بفعالية في تشكيل أجيال المستقبل.

وشدد نائب رئيس الجامعة على أن الذكاء الاصطناعي باقٍ وسيواصل توسعه في كافة مناحي الحياة، ومن المهم توظيفه في العملية التعليمية بما يضمن تعظيم إيجابياته وتقليل مخاطره، عبر منظومة تشريعية وأخلاقية واعية. ولفت إلى أن جامعة القاهرة تولي اهتمامًا بالغًا بالتمكين المهني للمعلم منذ مرحلة الإعداد، مرورًا بالتدريب العملي، وصولًا إلى بناء شخصية تربوية قادرة على التعلم المستمر وصناعة التأثير.

وقدم الدكتور السعيد تحية تقدير إلى كلية الدراسات العليا للتربية وعميدتها الأستاذة الدكتورة إيمان هريدي، مشيدًا بحرص الكلية على تنظيم فعاليات علمية متخصصة تتناول قضايا التعليم من منظور معاصر. كما نقل تحيات الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، الذي أعرب عن دعمه الكامل لهذا التوجه رغم تعذره عن الحضور لظروف طارئة.

من جانبها، أعربت الأستاذة الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية، عن سعادتها بتنظيم هذا الملتقى العلمي، مشيرة إلى أنه يجسد رؤية الكلية في إعداد معلم عصري قادر على مواكبة متغيرات العصر، ويندرج ضمن جهود الجامعة المستمرة لتطوير التعليم التربوي. ولفتت إلى أن الندوة تمثل ثمرة تعاون بين قطاعي الدراسات العليا وخدمة المجتمع، بما يعزز من التكامل بين النظرية والتطبيق.

وأكدت هريدي أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا فاعلًا في تطوير أدوات المعلم، سواء في المدارس أو التعليم الجامعي، مشددة على ضرورة تسخير التطبيقات المتاحة في هذا المجال لخدمة العملية التعليمية. وأشارت إلى أن الكلية قامت بتدريب طلابها على استخدام هذه الأدوات بدءًا من وضع الأهداف التعليمية، وتصميم الاستراتيجيات، مرورًا بتطوير أساليب التدريس والتقويم، وانتهاءً بتعزيز التواصل الفعال بين المعلم وولي الأمر.

وأوضحت أن الندوة تمثل فرصة مهمة للانفتاح على سوق العمل من خلال دعوة مديري المدارس وأصحاب الخبرة، للاستماع إلى احتياجاتهم وتوقعاتهم من المعلم النموذجي، ما يسمح بتحديث برامج الإعداد بما يتوافق مع الواقع العملي.

وأكدت أن الذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على الإمكانات المادية، بل على الفكر المبدع والعقل القادر على الابتكار، مضيفة: "الإمكانات الحقيقية تكمن داخل كل معلم يسعى للتطوير، والحجة لم تعد في نقص الموارد، بل في غياب التفكير المنتج".

وأشادت هريدي بما حققته الكلية من إنجازات هذا العام، مشيرة إلى تعاونها مع 50 مدرسة خاصة، وتخريج نحو 1200 معلم ومعلمة في يوليو المقبل، ضمن مشروع يستهدف تقديم معلم نموذجي قادر على المنافسة محليًا وعالميًا، خصوصًا في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، لتصبح الكلية بيت خبرة في هذا المجال.

ووجهت عميدة الكلية الشكر للدكتور محمود السعيد، مشيدة بدعمه المستمر وتشجيعه لتحويل البحوث التربوية من مجرد رسائل إلى مشروعات تطبيقية تخدم المجتمع. وأشارت إلى أن حصول جامعة القاهرة على ترتيب متقدم (251–300 عالميًا) في تصنيف QS للعلوم الإنسانية، هو تتويج لهذا الفكر المؤسسي الجاد الذي يؤمن بالتطبيق والتطوير.

واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية استمرار هذه الفعاليات التي تربط بين الجامعة وسوق العمل، وتفتح المجال للطلاب والأساتذة لعرض نتاجهم العلمي، وتأكيد دور المعلم في بناء جيل مصري متميز.

وشهدت الندوة كلمات ومداخلات من عدد من القيادات الأكاديمية والتربوية، من بينهم الأستاذة الدكتورة وفاء كفافي، مدير مكتب التربية العملية، التي أكدت أن الملتقى يجسد رؤية جامعة القاهرة في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة سوق العمل التربوي، مشيرة إلى أن الكلية تحرص سنويًا على تنظيم فعاليات تساهم في ربط النظرية بالتطبيق، والاستفادة من الخبرات العالمية والمحلية.

كما أشارت كفافي إلى أن الكلية تعمل على تنظيم وتدريب طلابها بشكل يضمن جاهزيتهم للانخراط في الميدان التربوي بكفاءة، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا للمعلم، بل وسيلة داعمة لتعزيز دوره وتحقيق التميز في أدائه المهني.

ويُذكر أن كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة تواصل جهودها في تطوير برامج إعداد المعلم وفق أحدث المعايير العالمية، مع التركيز على المهارات الرقمية والقدرة على استخدام التكنولوجيا في التعليم، بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية نحو التحول الرقمي والابتكار في التعليم.

مقالات مشابهة

  • معا ضد التنمر والعنف الخفي.. ندوة بكلية الأداب جامعة بني سويف
  • جامعة دبي تنظم ندوة عن التدريس والبحث العلمي
  • عين شمس تنظم ندوة للتعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة
  • جامعة القاهرة تنظم ندوة عن تمكين الطالب المعلم واستخدام الذكاء الاصطناعي
  • جامعة فزان تنظم ندوة حول السلامة المرورية ودورها في الحد من الحوادث
  • رئيس جامعة المنصورة يشارك في ندوة علمية حول تطوير الدراسات القانونية
  • "جامعة التقنية" بعبري تنظّم ندوة "الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال"
  • صيدلة عين شمس تنظم ندوة حول أدوات التخطيط الذهني اليدوية والإلكترونية
  • ندوة توعوية بحقوق عين شمس حول كيفية التعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات