ترامب يضع "شروط النار" لإنهاء أزمات غزة وسوريا ولبنان.. ماذا عن اليمن؟
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
ترامب وبن سلمان (وكالات)
في مشهد يعكس التحولات الكبرى في خارطة النفوذ الإقليمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة قادة مجلس التعاون الخليجي، التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، عن سلسلة شروط "صارمة ومثيرة للجدل" لإنهاء عدد من الملفات المشتعلة في المنطقة، أبرزها الحرب في غزة، الملف السوري، والأزمة اللبنانية، في حين كان الملف اليمني غائبًا بشكل لافت عن أجندة الخطاب، في ما وصفه محللون بـ"تجاهل مدروس" يعكس تغير موازين القوى.
ترامب استهل كلمته بملف الحرب على غزة، حيث وضع ما اعتبره "خريطة طريق لإنهاء الحرب"، تتضمن:
اقرأ أيضاً ترامب يثير الجدل بوصف غير معتاد للرئيس السوري أحمد الشرع.. ماذا قال؟ 14 مايو، 2025 ما الذي دار في لقاء الشرع وترامب؟: الخارجية السورية تكشف التفاصيل 14 مايو، 2025إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين
خروج قيادات حركة حماس من القطاع
وتمويل دول الخليج لإعادة إعمار غزة، بدلاً من إسرائيل.
المثير أن الرئيس الأمريكي لم يشر إلى وقف إطلاق النار أو وقف العمليات الإسرائيلية، ما دفع مراقبين إلى اعتبار الشروط منحازة بالكامل لطرف الاحتلال، مع تحميل العرب تكلفة ما بعد الحرب.
التطبيع بوابة الإنقاذ لسوريا:
وفي الملف السوري، وضع ترامب شرطًا واحدًا لكنه "ثقيل الوزن سياسيًا":
انضمام دمشق إلى اتفاقيات إبراهيم، والتي تعني ضمنًا التطبيع الكامل مع إسرائيل، كمدخل لرفع العقوبات ودعم إعادة الإعمار.
مصادر سياسية وصفت الشرط بأنه "ابتزاز دبلوماسي"، يحاول استثمار الانهيار الاقتصادي السوري لتحقيق مكاسب استراتيجية لإسرائيل.
لبنان... إما تفكيك حزب الله أو الفوضى:
أما بشأن لبنان، فقد بدا خطاب ترامب أكثر حدة، عندما طالب الجيش اللبناني بتفكيك "المقاومة" ونزع سلاح حزب الله، معتبرًا أن ذلك هو الشرط الأساسي لبناء دولة مستقرة.
وفي حال الرفض، أشار ترامب إلى أن "سيناريو الحرب الأهلية قد يكون الخيار الوحيد"، ما أثار مخاوف واسعة من تدويل الأزمة اللبنانية ضمن مشروع إعادة تشكيل المنطقة.
اليمن... الغائب الحاضر:
لكن الغرابة الكبرى في خطاب ترامب لم تكن فيما قاله، بل فيما لم يقله.
الملف اليمني، الذي ظل لعقود أحد محاور الضغط الأمريكي – الخليجي، تم تجاهله تمامًا في كلمته، وهو ما قرأه مراقبون على أنه إقرار ضمني بانتهاء القدرة الأمريكية على التأثير في المعادلة اليمنية.
ويرى محللون أن السبب يعود إلى الهزائم التي منيت بها واشنطن خلال الشهرين الماضيين في اليمن، والاتفاق الذي أبرمته مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، ما جعل اليمن خارج أوراق المساومة الأمريكية، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
وقال خبراء إن القوات اليمنية فرضت معادلة جديدة على الأرض، أربكت الحسابات الأمريكية والخليجية معاً، وأجبرت واشنطن على التعامل مباشرة مع صنعاء كطرف فاعل لا يمكن تجاوزه.
دلالات التغييب... تراجع النفوذ أم انكشاف الأوراق؟:
تغييب اليمن عن شروط ترامب قد يُقرأ كـ:
رسالة موجهة لحلفائه الخليجيين بأن واشنطن لم تعد قادرة على فرض شروطها في هذا الملف
أو اعتراف سياسي غير معلن بخسارة ورقة اليمن كورقة تفاوضية بعد تصاعد نفوذ الحوثيين.
المصدر: مساحة نت
إقرأ أيضاً:
وقفة.. ضربة أمريكا لمنشآت إيران النووية
وقفتنا هذا الأسبوع سوف نتوقف فيها قليلا ونلقى الضوء على ضربة أمريكا لمنشآت إيران النووية، فقد فوجئنا فجر يوم الجمعة قبل الماضي بانطلاق أحدث طائرات أمريكا المقاتلة من إحدى القواعد وضربها لمنشآت إيران النووية في أصفهان ونطنز وفوردو، نتائج الضربة الحقيقية المؤكدة أظن أنها لن تُعرَف في المدى الزمنى القصير الحالي، بل قد ننتظر بعض الوقت لنعرف بشكل مؤكد نتائج تلك الضربة لأسباب كثيرة.
فلنسر مع أحد السيناريوهات المتوقعة لنتائج تلك الضربة وهو أنها أصابت الهدف فهذا سيتسبب في تسرب إشعاعي خطير ومداه سيكون أخطر على منطقة الشرق الأوسط وخاصة الدول المحيطة بإيران والقريبة منها، وبالطبع متوقع معه توجيه إيران ضربة بناء على ذلك لمفاعل ديمونة بالأراضي المحتلة من إسرائيل بأرض فلسطين الحبيبة، وسيكون أيضا أمر في غاية الخطورة إذا ترتب على تلك الضربة تسريب إشعاعي قد تنتقل آثاره للدول الملاصقة والقريبة من أراضي فلسطين المحتلة ومنها مصر لا قدر الله، لذا يجب أن تقوم الدول العربية ومنها مصر من الآن بإنشاء إدارة أزمات حقيقية بكل دولة، تنبثق عنها إدارات فرعية متخصصة تكون كل إدارة فرعية بها فرق أزمات تتولى كل إدارة وفرقها الجزئية الفنية المتعلقة بها.
وفى النهاية تقوم كل إدارة بإعداد التقرير النهائي المجمع وعرضه على رئيس الإدارة العليا الرئيسية لاتخاذ وإصدار القرارات الاستراتيجية للنجاح في مواجهة مجموع الأزمات المتوقعة، والأزمات المتوقعة قد لا تخرج عن أزمات صحية وأمنية وغذائية ومياه الشرب، وأسعار السلع والخدمات وتوافرها، والإعلام والشائعات، وقناة السويس وآثار غلق مضيق هرمز بواسطة إيران وغيرها من الأزمات المتوقعة وغير المتوقعة عن طريق التنبؤ ووضع كافة الحلول لكافة السيناريوهات، ولابد من وجود تعاون بين الدول العربية والإسلامية وبعضها البعض، ولا بد من خلق قنوات اتصال مع الدول المتسببة في الأزمة، والدول الصديقة لها، حتى يتواكب مع وضع سيناريوهات حل الأزمات المتوقعة وغير المتوقعة، وإمكانية حل الازمة الرئيسية الحادثة بين الدول المتسببة في الأزمة، الفترة القادمة تحتاج إلى عقول إبداعية في جميع المجالات وعلى مستوي اتخاذ القرارات الاستراتيجية، والله الموفق والمستعان.
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع، أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
اقرأ أيضاًليس بمقال.. بل فضفضة عامة وبحث عن شغف الحياة المفقود في ثنايا أرواحنا
مقال «الأسبوع» يزلزل الاحتلال.. مرصد إسرائيلي يتهم الدكتور محمد عمارة بالتحريض ضد إسرائيل