أقر مجلس النواب المصري، اليوم الأحد، تعديلات تشريعية جديدة على قانون الضريبة على القيمة المضافة، تتضمن زيادات في الرسوم المفروضة على السجائر، والمشروبات الكحولية، وعدد من السلع والخدمات، في إطار ما وصفته الحكومة بـ"إجراءات تستهدف تحقيق التوازن المالي في الموازنة العامة، وضمان استدامة الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية".



وقال رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، فخري الفقي، إن التعديلات جاءت استجابة لحاجة ملحة في توفير موارد إضافية للموازنة، لا سيما في قطاعات الصحة والتعليم، مشيراً إلى أن إعادة النظر في الشرائح السعرية للسجائر تستهدف أيضاً دعم الإنتاج المحلي وضمان الحد الأدنى من ربحية الشركات.

وتنص التعديلات على رفع الحد الأقصى لسعر بيع عبوة السجائر (20 سيجارة) من الفئة الأدنى (المحلية)، من 38.88 إلى 48 جنيهاً، بنسبة زيادة تصل إلى 23.4%. 

كما رفعت الضريبة على السجائر المصنعة محلياً التي يتراوح سعرها بين 38.88 و56.44 جنيهاً لتصبح أسعارها بين 48 و69 جنيهاً. 

وشملت التعديلات كذلك السجائر المستوردة التي لا يتجاوز سعرها 56.44 جنيهاً، حيث تم رفع الحد الأقصى لسعرها إلى 69 جنيهاً.

ويُطبق بموجب القانون الجديد نظام زيادات سنوية على أسعار السجائر بنسبة 12%، تبدأ في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم٬ وتستمر لمدة ثلاث سنوات، على أن يحتفظ مجلس الوزراء بصلاحية تعديل هذه النسبة بناءً على تحليل تطور تكلفة الإنتاج.

???? رسميًا.. زيادة أسعار السجائر بنسبة 12% pic.twitter.com/0a0NrAw0nk — المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) June 29, 2025
ضرائب تصاعدية على الكحوليات
في السياق ذاته، غير القانون الجديد نظام الضرائب المفروضة على المشروبات الكحولية من النسبة المئوية إلى الضريبة القطعية، بحيث ترتبط بمستويات الكحول في المنتج، تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية. 

وسترتفع الضريبة بنسبة 15% سنوياً لثلاث سنوات، ثم بنسبة 12% سنوياً بعد ذلك.

كما استحدث القانون إخضاع "السمة التجارية" للوحدات الإدارية لضريبة الجدول، أسوةً بالمحال التجارية. 

وتم أيضاً استبدال بند إعفاء البترول الخام من الضريبة على القيمة المضافة، ليُفرض عليه ضريبة بنسبة 10%، وسط مخاوف من أن ينعكس ذلك على تكاليف الوقود والطاقة.

وفي بند آخر لافت، ألغى القانون إعفاء قطاع المقاولات والتشييد من ضريبة القيمة المضافة، ليخضع للضريبة بالسعر العام البالغ 14%، بما يُتيح للشركات العاملة في هذا القطاع خصم ضريبة المدخلات، وهو ما رأت فيه الحكومة خطوة لتقنين السوق وضبط التحصيل.

وتسعى الحكومة المصرية، ضمن مشروع موازنة العام المالي 2025-2026، إلى زيادة حصيلة الضرائب على السلع والخدمات بنسبة 34.4%، لتصل إلى 1.103 تريليون جنيه، بينما تهدف إلى رفع إيرادات ضريبة القيمة المضافة بنسبة 50.2% لتبلغ 640.4 مليار جنيه، مقارنة بـ426.4 مليار في موازنة العام الحالي.

وتأتي هذه التعديلات وسط التزامات مالية ثقيلة فرضها اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي، والذي ينص على تحرير أسعار المحروقات والكهرباء بشكل كامل بنهاية العام الجاري٬ إضافة إلى التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، وبيع أصول عامة مملوكة للدولة.


"ضريبة الأزمة"... ومخاوف من تفاقم الأعباء
ورغم تبرير الحكومة لهذا المسار بضرورات مالية، يُثار في الأوساط الاقتصادية والحقوقية جدل واسع حول التأثيرات الاجتماعية المحتملة لموجة الضرائب الجديدة، خاصة في ظل تضخم تجاوز حاجز 35%، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وهبوط قيمة الجنيه المصري بأكثر من 70% في أقل من عامين.

وكانت قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة -قبل التعديل- تشمل 19 سلعة غذائية، و7 خدمات تعليمية، و5 صحية، و3 تخص معاملات الأراضي والإسكان، و11 خدمة أخرى، إلى جانب إعفاءات على الغاز والكهرباء والنفط الخام.

وتحذّر منظمات مجتمع مدني وخبراء اقتصاد من أن سياسات رفع الضرائب وخفض الدعم قد تساهم في توسيع الفجوة الاجتماعية، ما لم تقترن بإجراءات أكثر فاعلية في دعم الفئات الأكثر تضرراً، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، في وقت تعاني فيه مصر من أزمة ديون متصاعدة وتراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصري القيمة المضافة السجائر الكحوليات مصر البرلمان القيمة المضافة السجائر الكحوليات المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القیمة المضافة الضریبة على

إقرأ أيضاً:

نواب البرلمان: فوائد اقتصادية وسياحية بالجملة تنتظر مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام من بينها ضخ استثمارات أجنبية جديدة في السوق المصري

نواب البرلمان عن فوائد قمة شرم الشيخ للسلام:تسهم في زيادة تدفقات النقد الأجنبي وتنشيط قطاع السياحةتعيد مصر إلى صدارة المشهد العالمي كوجهة آمنة وجاذبة للسياحة الدوليةمؤشرًا إيجابيًا للمستثمرين والأسواق العالمية

أكد عدد من أعضاء مجلس النواب، أهمية استضافة مصر لقمة شرم الشيخ الدولية للسلام بحضور كبار قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثل نقطة تحول اقتصادية مهمة، مؤكدين أنها ستُسهم في زيادة تدفقات النقد الأجنبي، وتنشيط قطاع السياحة، وتعزيز الثقة في الجنيه المصري على المدى المتوسط، مؤكدة أن مثل هذه الأحداث الكبرى تسهم في دعم الاحتياطي النقدي وتحسين ميزان المدفوعات.

أكدت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن استضافة مصر لقمة شرم الشيخ الدولية للسلام بحضور كبار قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثل نقطة تحول اقتصادية مهمة، وتؤكد أن مصر باتت مركزًا مؤثرًا في اتخاذ القرار الدولي.

 ثقة المستثمرين في استقرار الاقتصاد

وقالت "الكسان" في تصريح خاص لـصدي البلد ، إن الرسائل السياسية التي تحملها القمة تنعكس مباشرة على ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية العالمية في استقرار الاقتصاد المصري، مشيرة إلى أن ظهور مصر كدولة محورية قادرة على جمع التوافقات الدولية في توقيت حساس، يزيد من جاذبيتها كبيئة آمنة للاستثمار.

وأضافت أن حضور ترامب يحمل دلالات اقتصادية قوية، خاصة أنه يأتي في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالمنطقة، وهو ما قد يفتح الباب أمام توسيع الشراكات الاستثمارية بين القاهرة وواشنطن، ويدفع نحو ضخ استثمارات أجنبية جديدة في السوق المصري، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة والسياحة.

وأوضحت عضو لجنة الخطة والموازنة أن القمة أيضًا ستُسهم في زيادة تدفقات النقد الأجنبي، وتنشيط قطاع السياحة، وتعزيز الثقة في الجنيه المصري على المدى المتوسط، مؤكدة أن مثل هذه الأحداث الكبرى تسهم في دعم الاحتياطي النقدي وتحسين ميزان المدفوعات.

واختتمت "الكسان" تصريحها بقولها:"قمة شرم الشيخ وظهور مصر بهذا الزخم الدولي ليسا مجرد مشهد سياسي، بل استثمار مباشر في صورة مصر الاقتصادية أمام العالم، ورسالة أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار والتنمية".

وفي السياق ذاته، أكدت النائبة سهر مصطفى، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصر لحضور قمة شرم الشيخ الدولية للسلام تمثل دفعة سياحية غير مسبوقة، وتعيد مصر إلى صدارة المشهد العالمي كوجهة آمنة وجاذبة للسياحة الدولية.

وأضافت "مصطفى" في تصريح خاص لـ صدي البلد، أن توافد القادة والزعماء إلى مدينة شرم الشيخ، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، يعكس الثقة الكاملة في استقرار مصر، ويبعث برسائل طمأنة قوية لأسواق السياحة العالمية، في توقيت بالغ الأهمية مع اقتراب ذروة الموسم الشتوي.

 أقوى حملة ترويجية مجانية لصالح المقصد السياحي المصري

وأشارت إلى أن ظهور مصر بهذا الشكل الدولي، ووسط تغطية إعلامية عالمية، يمثل أقوى حملة ترويجية مجانية لصالح المقصد السياحي المصري، خاصة مع تركيز أنظار العالم على شرم الشيخ باعتبارها مدينة السلام التي تجمع الزعماء لصناعة مستقبل المنطقة.

وشددت عضو لجنة السياحة على أن السياحة أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالاستقرار السياسي والدبلوماسي، ومصر اليوم تقدم نموذجًا قويًا في إدارة الملفات الإقليمية، مما يعزز مكانتها كدولة محورية وآمنة في منطقة مضطربة.

واختتمت النائبة تصريحها قائلة:

"زيارة ترامب إلى شرم الشيخ تعني أن العالم يرى مصر كقلب آمن في منطقة مضطربة، وهذا وحده كفيل بجذب ملايين السائحين، ودفع شركات السياحة العالمية لإعادة النظر في برامجها نحو المقاصد المصرية".

كما، أكد النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، أن  وقف إطلاق النار في غزة لم يعد مطلبًا إنسانيًا فقط، بل ضرورة اقتصادية عاجلة لإنقاذ المنطقة بأسرها من تداعيات الحرب، مشيرًا إلى أن استمرار النزاع يهدد استقرار أسواق الطاقة، ويزيد من كلفة التأمين والنقل، ويؤثر سلبًا على سلاسل الإمداد الحيوية في الإقليم.

 يعزز فرص التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية

وقال "الدسوقي" في تصريح خاص لـ صدي البلد ، إن الاقتصاد المصري ليس بعيدًا عن هذه التحديات، خصوصًا في ظل موقع مصر الجغرافي المحوري، لافتًا إلى أن استقرار غزة والمنطقة يعزز فرص التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ويُعيد التوازن للأسواق.

أحمد موسى : ترامب اختار القاهرة لتوقيع اتفاقية السلام تأكيدا لدور مصر والرئيس السيسيأحمد موسي: ترامب يزور مصر لأول مرة.. و23 دولة تشارك فى قمة شرم الشيخ للسلام

وأضاف أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ، تمثل رسالة ثقة دولية قوية في استقرار الدولة المصرية، ومؤشرًا إيجابيًا للمستثمرين والأسواق العالمية، لكونها تعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية، ونجاح مصر في الحفاظ على توازن دقيق وسط صراعات المنطقة.

وأشار عضو لجنة الشؤون الاقتصادية إلى أن السياحة المصرية ستكون من أبرز المستفيدين من هذه الزيارة والقمة بشكل عام، خاصة أن انعقاد الفعاليات الدولية الكبرى على أرض مصر، يبعث برسائل أمان وطمأنينة، ويعزز صورة مصر كوجهة آمنة ومفضلة، خصوصًا مع بدء الموسم السياحي الشتوي.

وختم "الدسوقي" تصريحه قائلًا:"مصر لا تدفع فقط نحو وقف الحرب من منطلق إنساني، بل تدرك أن الاستقرار السياسي هو مدخل رئيسي لأي نهوض اقتصادي، وزيارة ترامب تؤكد أن العالم ينظر إلى مصر كشريك استراتيجي وملاذ آمن في زمن الأزمات".

طباعة شارك نواب البرلمان قمة شرم الشيخ للسلام النقد الأجنبي تنشيط قطاع السياحة سياحة الدولية

مقالات مشابهة

  • المصري الديمقراطي يعلن أسماء مرشحيه ضمن القائمة الوطنية لانتخابات البرلمان
  • مدبولي يكشف لصدى البلد آخر استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير
  • دون وجود أقساط.. زيادات يتم استقطاعها عند شحن عداد الكهرباء أبو كارت
  • الاشتراكيون يدعمون الحكومة الفرنسية مع اقتراب تصويت لحجب الثقة
  • رئيس وزراء فرنسا يطلب من البرلمان عدم التصويت على إقالة الحكومة
  • ورشة تدريبية لتزويد موظفي "التعليم العالي" بمهارات تطبيق مفاهيم "القيمة المحلية المضافة"
  • تسهيلات ضريبية لدعم القطاع البحري العُماني
  • تعليق تطبيق "ضريبة الخصم من المنبع" على خدمات السفن العُمانية
  • البرلمان العربي يرحب بمخرجات قمة شرم الشيخ وتوقيع اتفاق غزة ويثمن الدور المصري والأمريكي
  • نواب البرلمان: فوائد اقتصادية وسياحية بالجملة تنتظر مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام من بينها ضخ استثمارات أجنبية جديدة في السوق المصري