هل منح ترامب الشرعية إلى الشرع وحكومته بعد لقاء الرياض؟
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره السوري أحمد الشرع، في العاصمة السعودية الرياض، قد يكون علامة مهمة في القبول العالمي للشرع.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن لقاء الشرع الذي جاء ضمن جولة ترامب إلى المنطقة حدث بعد يوم واحد من قرار الرئيس الأمريكي رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
كما أوضحت أن اللقاء هو الأول الذي يعقده رئيس أمريكي مع رئيس سوري منذ 25 عاما، حيث استغرق اللقاء حسب البيت الأبيض 33 دقيقة وحضره ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وشارك فيه عبر الفيديو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت الصحيفة إن قرار ترامب بشأن العقوبات يسهم في لعبة "التكالب الجيوسياسي" على الشرق الأوسط، حيث تصاعدت قوة إسرائيل منذ العام الماضي على حساب إيران التي كانت الراعي الرئيس لنظام بشار الأسد الذي انهار في كانون الأول/ديسمبر 2024.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة من التحركات التي فاجأت دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران والحوثيين في اليمن، وفقا للتقرير.
وأضافت الصحيفة أن الشرع يحاول الحصول على الدعم الأمريكي وإعادة بناء البلاد التي حطمتها حرب أهلية امتدت على مدى 14 عاما، وحاول التحاور مع إسرائيل عبر وسطاء وعبر عن استعداد لمشاركة المصادر الطبيعية للبلاد مع الشركات الأمريكية، وبخاصة في مجال الغاز والنفط.
وكان يريد الشرع أن يشرك الرئيس ترامب بخطة مارشال لإعادة إعمار سوريا، والتي ستحصل فيها الشركات الأمريكية والأوروبية عقودا تفضيلية على حساب الصين وقوى أخرى.
وأعلن ترامب الثلاثاء عن قراره لتخفيف العقوبات التي فرضت قبل عقد لإضعاف نظام الأسد، وقال إنه اتخذه بعد تشاور مع محمد بن سلمان والرئيس أردوغان. وبدا خطاب ترامب الذي استغرق 50 دقيقة وكأنه خطاب حملة انتخابية حيث لم تغب عنه أجندة الرئيس المعروفة باسم "أمريكا أولا".
واحتفل السوريون وبقية العالم العربي بقرار ترامب، حيث أثنى الكثيرين منهم على محمد بن سلمان الذي تدخل نيابة عنهم. وأثنى ترامب على مضيفيه السعوديين وما حققوه من تغييرات ووجه في الوقت نفسه تحذيرا لإيران وضرورة التخلي عن برنامجها النووي.
ورأت الصحيفة أن السياسة الجديدة من سوريا ولقاء الشرع لن تلقى قبولا جيدا من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتبر الرئيس السوري "إرهابيا". ومنذ سقوط الأسد، سيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة المنزوعة السلاح ومناطق أخرى في جنوب سوريا. وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يأملون بحصول ترامب على تنازلات مهمة من الشرع قبل رفع العقوبات.
وعلقت "وول ستريت جورنال" على تغير الموقف الأمريكي من سوريا بأنه سيعطي الرئيس الشرع وحكومته بداية جديدة. وناقش ترامب أن العقوبات التي استهدفت نظام الأسد لم تعد ضرورية بـ "حكومة نأمل أن تحقق الاستقرار في البلد وتحافظ على السلام فيه"، وقال: "حظا سعيدا سوريا أرينا شيئا نعتبره خاصا".
وتقول الصحيفة "لا توجد سابقة لقائد سابق في تنظيم القاعدة مثل الشرع الذي حشد الجهاديين من سوريا وخارجها، ليقود دولة إلى السلام والاستقرار والوئام مع الغرب" مشيرة إلى أن الرئيس الشرع لا يزال على قائمة "الإرهاب" الأمريكية.
وتعلق أن الشرع قال كل الكلام المناسب عن نيته لتوحيد البلاد وحماية الأقليات وفعل شيئا جيدا للولايات المتحدة من خلال الابتعاد عن إيران وتخفيف تأثيرها على سوريا، مما صعب عليها دعم حليفها اللبناني، حزب الله.
وهناك عدة أسباب جيدة تدعو للعمل مع الشرع. لكن ليس كل شيء "ورديا" على حد تعبير الصحيفة، وقد وضعت أمريكا عددا من الشروط قبل أن يتم رفع العقوبات الكبرى، وأهمها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية والجهاديين الأجانب، ممن قاتل بعضهم في صفوف قوات الشرع، وأصبحوا جزءا من قيادة الجيش السوري الجديد.
وقالت إن من الحكمة بمكان اتخاذ إدارة ترامب خطوات لمنع التنافس بين إسرائيل وتركيا وتحوله إلى حرب، وكذا تقديم ضمانات للحلفاء الأكراد السوريين قبل سحب القوات الأمريكية.
وسيجد ترامب، وفقا للصحيفة، صعوبة في تطبيق قراره لأن الأمر ينتهي بالكونغرس. وبحسب السناتور الجمهوري ليندزي غراهام فـ "إلغاء عقوبات شرعها الكونغرس عملية معقدة"، فيجب أن يحصل الكونغرس على تقرير يظهر أن سوريا لم تعد "راعية للإرهاب". وسيكون هذا في صالح ترامب حيث سيمنحه نفوذا على الشرع من أجل تنظيف نظامه من الجهاديين، وفقا للتقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الشرع الرياض سوريا سوريا الرياض الشرع ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الأول لرئيس سوري منذ 25 عاماً : الرياض تجمع الشرع وترامب بمشاركة بن سلمان وأردوغان
الرياض - نشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" صوراً للقاء الذي جمع الجانبين بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، مع نظيره السوري أحمد الشرع، في العاصمة السعودية الرياض، في أول لقاء مباشر بين الطرفين منذ التغيرات الجذرية التي شهدتها سوريا.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" صوراً للقاء الذي جمع الجانبين بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "هاتفياً".
ووفق وسائل إعلام سورية، فإن اللقاء الذي وصفته بـ"الإيجابي" استمر نحو 33 دقيقة.
وبذلك يصبح الشرع أول رئيس سوري يلتقي رئيساً أمريكياً منذ 25 عاماً، بعد لقاء حافظ الأسد مع بيل كلينتون في جنيف عام 2000.
ويأتي هذا اللقاء بعد إعلان مفاجئ من الرئيس الأمريكي، أمس الثلاثاء، بشأن إنهاء العقوبات التي فُرضت على سوريا على مدى أكثر من عقد بعد مناقشة الأمر مع بن سلمان، وهي الخطوة التي رحبت بها الحكومة السورية الجديدة، ووصفتها بـ"الشجاعة" نحو إنهاء العزلة الدولية، بحسب بيان لوزارة الخارجية السورية.
وذكرت وكالتا "واس" السعودية و"الأناضول" التركية أن الاجتماع شارك فيه أردوغان عبر تقنية الفيديو، حيث بذلت بلاده جهوداً بجانب السعودية لرفع العقوبات عن سوريا.
ونشر البيت الأبيض بعد اللقاء أن "ترامب دعا رئيس سوريا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وطرد التنظيمات الفلسطينية من الأراضي السورية".
بدوره علّق وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على لقاء الشرع وترامب قائلاً: "نشارك هذا الإنجاز مع شعبنا الذي ضحى لإعادة سوريا إلى مكانتها".
ويُنظر إلى لقاء ترامب والشرع على أنه تتويج لمسار من التحولات الجيوسياسية في المنطقة، لا سيما في ظل الدعم الإقليمي المتزايد لسوريا الجديدة، ورغبة العديد من الدول في إعادة دمجها في النظام الإقليمي والدولي.
ومن المتوقع أن تُفتح قنوات جديدة للتعاون بين البلدين، تشمل إعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب، والتنسيق الأمني، والسماح بوصول المساعدات، وهو ما قد يعيد رسم ملامح التوازنات في الشرق الأوسط.
ويعارض الاحتلال الإسرائيلي، حليف الولايات المتحدة، تخفيف العقوبات عن سوريا.
يذكر أن اليوم الأول لترامب في جولته بمنطقة الخليج والتي بدأها بالسعودية، التي تستغرق 4 أيام، شهدت صفقات تجارية ومبيعات أسلحة بمئات المليارات من الدولارات.