جنرال إسرائيلي يحث على التعاون مع السعودية دون تطبيع.. دعا لتحييد النفوذ القطري
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
لا يخفي الإسرائيليون أهمية التطبيع الكامل مع السعودية، رغم أنه ليس مطروحا على جدول الأعمال خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، مع أن انضمامها لاتفاقيات التطبيع، بكل ما يترتب عليها من اعتراف متبادل، ومكانة رسمية، ومصافحات، وتبادل سفارات، سيشكل بالفعل نقطة تحول تاريخية؛ وسيُمثّل من نواحٍ عديدة نهاية الصراع العربي الإسرائيلي الأوسع.
الجنرال الإسرائيلي عيران ليرمان، الباحث في معهد القدس للشؤون الأمنية والاستراتيجية، أكد أنه "في الساحة السياسية الأمريكية، يُعدّ هذا شرطًا ضروريًا للتصديق على معاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة، وهو ما يسعى السعوديون جاهدين لتحقيقه، لكن مطلبهم بشأن القضية الفلسطينية يُشكّل حاليًا عقبة سياسية لم تُهيأ الظروف السياسية، لا في الرياض ولا حتى في تل أبيب، للتغلّب عليها، لكن هذا لا يعني أن على الأخيرة أن تقبل بالوقوف متفرجة على التحركات الكبرى التي تتشكل حاليًا".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "العكس هو المطلوب، وبثمن أقل، لكنه ضروري، ويتلخص بالتخلي عن تصور غزة خالية من سكانها، أو تطبيق سيادة واحدة بين البحر ونهر الأردن، واتخاذ موقف محدود بترك خيارات متنوعة مفتوحة لمستقبل القضية الفلسطينية، دون الالتزام بنموذج سياسي محدد، يمكن تحقيق هدف عملي للتعاون، لأنه في ظل الظروف الراهنة لـ"صراع المعسكرين" على مستقبل المنطقة، يُعد هذا الأمر مصلحة إسرائيلية مهمة وحيوية أكثر من مجرد الاعتراف الرسمي المتبادل".
وأشار إلى أن دولة الاحتلال "إحدى القوى الإقليمية الرئيسية المعارضة للإسلام السياسي، وشريكة للسعودية في الأنشطة التي تديرها القيادة المركزية الأمريكية في سياق مكافحة هذا التهديد، ويمكنها، بل يجب عليها، أن تكون الآن شريكًا، بدعم وتنسيق من الإدارة الأمريكية، في خطوة إقليمية أوسع وأكثر وضوحًا قد تُنشئ إطارًا للتعاون الاستراتيجي، استمرارًا لما حدث بالفعل عندما ساهمت الدول العربية مباشرة بإحباط الهجمات الصاروخية لإيران في أبريل وأكتوبر 2024، ويواصل السعوديون المساهمة من حين لآخر في اعتراض الصواريخ الحوثية".
وزعم أنه "على جبهات عدة، يشترك الاحتلال والسعودية، وكذلك الولايات المتحدة، في مصالح مشتركة يمكن، بل ينبغي، ترجمتها لعمل مشترك، ورغم التوترات التي تنشأ بينهما من حين لآخر، فإن الركيزة الرابعة يجب أن تكون الإمارات العربية المتحدة، وفيما يتعلق بإيران، يقترب القرار بشأن كيفية منعها سياسيًا أم عسكريًا من امتلاك أسلحة نووية، مما سيشكل تهديدًا وجوديًا لجميع دول "معسكر الاستقرار" الإقليمي، ومن شأنه تقويض السلام العالمي، لأنه سيُقوّض في نهاية المطاف معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وأوضح أنه "من الأهمية بمكان يمكن صياغة موقف إقليمي منسق، سواءً لغرض التنفيذ الفعال للعقوبات، أو في حال استخدام القوة، مع كل ما يترتب على ذلك من آثار ضد الحوثيين في صنعاء، لأنه لا يمكن إزالة هذا التهديد إلا بتحرّك واسع النطاق يُعزز القوات الحكومية في اليمن، الضعيفة والمنقسمة حاليًا، ويُمكّنها من هزيمة الحوثيين، أو على الأقل إجبارهم على التوقف عن خدمة المصالح الإيرانية، مما يتطلب تفاهمات فردية مع السعودية والإمارات".
ولفت إلى أنه "بالنسبة للوضع في سوريا، فإن دولة الاحتلال والدول العربية "المعتدلة" لها مصلحة مشتركة في كبح جماح الطموحات العثمانية الجديدة للرئيس رجب طيب أردوغان، وتقديم دعم بديل للنظام الجديد لأنه في أمسّ الحاجة للشرعية السياسية والإصلاح الاقتصادي، وكلما تعمق التعاون مع السعودية والإمارات كان أفضل، وكذلك الوضع في لبنان، حيث حشدت السعودية جهودها للمشاركة الفاعلة، وتُسهم في ترجمة ضربة حزب الله لواقع سياسي جديد، بما في ذلك انتخاب رئيس ورئيس وزراء لا يُرضيانه".
وأشار إلى أن "التنسيق مع السعودية والإمارات في هذه الملفات يمثل رافعةً سياسيةً ذات أهمية استراتيجية، ففي مواجهة شركاء السلام القدامى، إسرائيل ومصر والأردن، الذين يمرون بضائقة اقتصادية، وينتمون لمعسكر الاستقرار الإقليمي، من المهم حثّ السعوديين على التزام طويل الأمد، بالتوازي مع الاستثمارات الضخمة التي بدأت الإمارات بالفعل في مصر، لأن المصلحة المشتركة، بما فيها دولة الاحتلال، هي قطع الطريق على الإخوان المسلمين، الذين تنتمي إليهم حماس".
وأكد أنه "من المهم تهيئة الظروف لتحركات استراتيجية مشتركة بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، وتحييد النفوذ القطري قدر الإمكان، وصولا لتعزيز التعاون في مجالات مهمة لهذه الدول معاً، مثل أمن الملاحة في البحر الأحمر والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي، حتى دون تطبيع كامل للعلاقات بينهما، وهذا أمر كفيل بإعادة توازن القوى الإقليمي بأكمله، وتعزيز ركائز الأمن الإسرائيلي على المدى الطويل، لكن الرؤية الاستراتيجية الشاملة تتطلب تسخير القوة العسكرية لأغراض سياسية تسمح لها بترسيخ مكانتها الإقليمية لسنوات قادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية السعودية الاحتلال الإمارات القطري السعودية قطر الاحتلال الإمارات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السعودیة والإمارات دولة الاحتلال مع السعودیة
إقرأ أيضاً:
الشراكة السعودية الأمريكية ترسم خارطة طريق نحو مستقبل واعدٍ ومستدام
فصلٌ جديد في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، تتجلّى ملامحه مع الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، فمن الطاقة إلى الطيران، ومن الصحة إلى الذكاء الاصطناعي والفضاء، ترسم هذه الشراكة ملامح مرحلة جديدة من التعاون الدولي الطموح، ترتكز على نقل المعرفة، وتوطين التكنولوجيا، وتوفير فرص عمل نوعية، وبناء اقتصاد سعودي أكثر تنوعًا واستدامة.
اتفاقياتٌ عدة، ومذكرات تفاهم أعلن عنها اليوم خلال زيارة فخامة الرئيس دونالد جي ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الرياض، حاملةً في مضامينها، بعدًا لا يقتصر على تبادل المصالح التجارية والاستثمارية فحسب، بل يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك، ليؤسس لمرحلة من التكامل الإستراتيجي الذي يواكب المتغيّرات العالمية، ويضع الإنسان السعودي في قلب التنمية، من خلال تمكينه من أدوات المستقبل، وتطوير قدراته في العديد من القطاعات الحيوية.
شراكةٌ تتجاوز الأرقام والصفقات، لتعكس تحولًا جوهريًّا في الرؤية السعودية نحو بناء اقتصاد متقدم ومتنوع، قائم على الابتكار والتقنيات المتطورة، وشبكات لوجستية عالمية، ومكانة دولية متنامية على خريطة الاقتصاد العالمي.
وفي خطوة إستراتيجية تعكس التوجه السعودي نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة، يمثّل التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مجالات استخدام الطاقة المتنوعة، نقطة تحول مهمة في اقتصاد المملكة، إذ سيسهم هذا التعاون في فتح آفاق جديدة أمام المملكة لتوفير طاقة نظيفة مستدامة وبتكلفة تنافسية، إلى جانب تطوير منظومة علمية وتقنية متقدمة تواكب الطموحات الوطنية في رؤية المملكة 2030.
ويستند التعاون السعودي الأمريكي إلى استخدام أحدث التقنيات المتقدمة؛ مما سيسهم في خفض تكلفة إنتاج الطاقة على المدى الطويل بشكل كبير، فيما يتجاوز الأثر الإيجابي لهذا التعاون البعد الاقتصادي، ليشمل كذلك تنمية رأس المال البشري الوطني، حيث ستوفر مشروعات الطاقة في المملكة المزيد من فرص العمل عالية المهارة للمواطنين السعوديين، خاصةً في المجالات التقنية المرتبطة بتشغيل وصيانة كل أشكال الطاقة؛ مما يعزز من مكانة السعوديين في سوق العمل المحلي والدولي بوصفهم كفاءات متميزة في قطاع تقني حساس وإستراتيجي.
وفي هذا الشأن، سيتضمن التعاون بين البلدين الصديقين أيضًا برامج مكثفة لتدريب وتأهيل الكوادر السعودية في تخصصات الطاقة، والفيزياء، والسلامة، وهندسة المواد، وغيرها من المجالات المتصلة بها.
ويمثّل هذا التعاون امتدادًا لجهود المملكة في توطين التقنيات والمعرفة العلمية، وتقليل الاعتماد على الواردات في القطاعات الحيوية، إلى جانب تعزيز أمن الطاقة الوطني عبر توفير مصدر مستقر وآمن من الطاقة، لضمان استقلالية أكبر في إدارة الموارد الحيوية.
وفي قطاع الطيران، يشكل التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في القطاع، ركيزة أساسية ضمن جهود المملكة لتحديث بنيتها التحتية اللوجستية، وتعزيز مكانتها مركزًا إقليميًّا وعالميًّا في مجال النقل الجوي، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وسيسهم هذا التعاون في تمكين شركات الطيران السعودية من مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطيران عالميًا، من خلال تبنّي أحدث التقنيات وتطوير الخدمات التشغيلية، بما يضمن تقديم خدمات نقل جوي عالية الجودة للمواطنين والمسافرين من المملكة وإليها.
ويُعد هذا التعاون خطوةً إستراتيجية نحو توسيع شبكة الربط الجوي بين المملكة وبقية دول العالم؛ مما سيعزز من تنافسية قطاع الطيران الوطني، ويدعم أهداف المملكة في التحول إلى مركز عالمي لحركة السفر والسياحة والأعمال.
وتبرز اتفاقية النقل الجوي بين البلدين أداة فاعلة لتعزيز قدرات الشحن الجوي، إذ تستهدف الوصول إلى حجم تبادل شحن يصل إلى 4.5 ملايين طن سنويًّا بحلول عام 2030م، وهو ما من شأنه أن يسهم في تعزيز حركة التبادل التجاري بين البلدين، وفتح آفاق أوسع للتكامل الاقتصادي، إضافًة إلى دعم نمو قطاعات التصدير والاستيراد والخدمات اللوجستية داخل المملكة.
ويمثّل هذا التوجه رافدًا مهمًّا لمساعي المملكة الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتحقيق قفزات نوعية في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، بما يعزز من جاذبيتها الاستثمارية ويؤكد دورها المحوري في الاقتصاد العالمي.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، يشكل التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، خطوة إستراتيجية نحو نقل المعرفة وتوطين التقنيات الطبية المتقدمة، بما يسهم في تقديم رعاية صحية ترتكز على الإنسان، ورفع كفاءة الخدمات الصحية لدعم جودة الحياة وبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.
ويهدف التعاون لتطوير الخدمات الصحية الرقمية للمواطنين والمقيمين والزوار عبر برامج سحابية متطورة، واستحداث أنظمة وأجهزة حديثة لشبكة مراكز غسيل الكلى في المستشفيات السعودية، ومن ذلك إدخال تقنية العلاج بالبروتون كخيار أكثر أمانًا لوظائف الكلى، وتوسيع نطاق خدمات الغسيل الكلوي البريتوني؛ مما يعزز من جودة الرعاية الصحية الرقمية والافتراضية في المملكة.
وانطلاقًا من سعي المملكة لتعزيز قدراتها العسكرية ورفع جاهزيتها الدفاعية، تمثّل الشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في المجالات الأمنية والدفاعية ركيزة أساسية في هذا الاتجاه، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة، بما يسهم في حماية أمنها واستقرارها.
ويُسهم التعاون العسكري بين البلدين في دعم جهود المملكة لتطوير قطاع التصنيع العسكري، من خلال نقل المعرفة وتوطين الوظائف التقنية، إلى جانب تنمية الكفاءات البشرية المتخصصة في مجالات التصنيع والتطوير، ودعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وعلى رأسها الوصول إلى تصنيع 50% من احتياجات المملكة العسكرية محليًّا.
وفي ظل اهتمام المملكة بتقنيات العصر الحديث والذكاء الاصطناعي، تعكس الشراكة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية في مجالات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات فائقة السعة، توجهًا طموحًا نحو بناء اقتصاد رقمي متقدم، إذ من المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في توفير عشرات ألآلاف من الوظائف النوعية داخل المملكة، وزيادة الناتج المحلي بحلول عام 2030م.
ويعزز التعاون الاستثماري بين البلدين في قطاع التقنية والذكاء الاصطناعي، جهود تأهيل المواهب الرقمية السعودية من خلال دعم أكاديميات عالمية مثل أبل، وجوجل، وأمازون، ومايكروسوفت، مما يُسهم في استمرار النمو المتسارع للوظائف التقنية، التي ارتفعت إلى 381 ألف وظيفة في عام 2024م، مقارنة بـ150 ألف وظيفة في عام 2018م، بنسبة نمو بلغت 153%.
ويمتد التعاون السعودي الأمريكي ليشمل مجالات اقتصاد الفضاء، إذ يعمل الجانبان على استكشاف فرص واعدة من خلال تنفيذ مهام فضائية مشتركة، وتطوير برامج لتدريب رواد الفضاء على الرحلات طويلة الأمد، إلى جانب الاستثمار في تقنيات الفضاء والأقمار الاصطناعية لخدمة البشرية.
ودعمًا لتنويع الاقتصاد وتوطين المعرفة في المملكة، تأتي الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في عددٍ من القطاعات التنموية الحيوية؛ لتسهم في دعم جهود المملكة في تنويع اقتصادها، وتعظيم الاستفادة من الفرص الاستثمارية في القطاعات الإستراتيجية والواعدة داخل الاقتصاد الأمريكي؛ بما يعزز تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتلعب هذه الشراكة دورًا محوريًّا في خلق فرص العمل داخل المملكة، ودعم المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة، إلى جانب الإسهام في نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
كما يدعم التعاون الاستثماري بين البلدين، طموح المملكة لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا، بما يُسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة دخول الشركات العالمية إلى السوق السعودي، وانعكاس ذلك على تعزيز فرص التوظيف ونقل الخبرات.
ويأتي المواطن السعودي والشركات الوطنية في صميم هذه الشراكة، حيث تركز الاتفاقيات والمشاريع المشتركة على رفع نسب التوطين في صناعات المستقبل، وتمكين الكوادر الوطنية من المهارات والمعرفة اللازمة للريادة في الاقتصاد الرقمي والتقني.
واتّبعت المملكة ضمن رؤيتها الإستراتيجية في مجال الاستثمارات في السوق الأمريكي، نهجًا إستراتيجيًا مدروسًا يضع مصلحة المملكة في صميم قراراته، مستندًا إلى رؤية طويلة المدى تهدف إلى تعظيم العوائد الوطنية وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وتأتي هذه الاستثمارات في إطار بيئة اقتصادية عالمية تشهد تنافسًا متسارعًا نحو الأسواق الواعدة، حيث يُعد الاقتصاد الأمريكي الأكبر عالميًّا، ويشكل نقطة جذب رئيسة لكبرى الدول والشركات نظرًا لما يتمتع به من استقرار، وعمق سوقي، وفرص نمو متنوعة.
وتُعد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، رافدًا مهمًا في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وزيادة تدفق الاستثمارات المتبادلة، وتنمية الصادرات السعودية، إلى جانب استقطاب مقار الشركات الأمريكية إلى داخل المملكة؛ مما سيسهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتوسيع قاعدة الاقتصاد المعرفي والابتكاري.
وتمتاز هذه الاستثمارات بطابعها الإستراتيجي طويل الأمد، إذ تخضع لجدولة مالية مدروسة تضمن استمراريتها والتزاماتها على مدى زمني ممتد؛ مما يعكس رؤية اقتصادية سعودية تسعى لتحقيق مكاسب مستدامة بدلًا من العوائد السريعة وقصيرة الأجل.
ويعكس هذا النهج الاستثماري تحولًا نوعيًّا في السياسة الاقتصادية للمملكة، يقوم على الشراكات العالمية الفاعلة، وتنويع مصادر الدخل، ونقل الخبرات والتقنيات؛ مما يعزز من مكانة المملكة قوة اقتصادية صاعدة ذات تأثير إقليميّ ودوليّ.
ترامبأخبار السعوديةالشراكة السعودية الأمريكيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.