عاجزون عن حماية أطفالنا من الفيلة.. مبادرة دولية في ملاوي تتحوّل إلى كابوس
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
في إحدى قرى ملاوي الحدودية الهادئة، حيث يتداخل ضوء الفجر مع ظلّ سيقان الذُّرَة المحطّمة، تقف آثار أقدام ضخمة شاهدة على كارثة بيئية واجتماعية لا تزال تتفاعل فصولها منذ 3 سنوات.
فقد تحوّل مشروع إعادة توطين 263 فيلا في متنزه كاسونغو الوطني، بتمويل من منظمات دولية وبمساندة حكومية، إلى كابوس لسكان مناطق مثل "تشيسينغا" و"تشيفوامبا"، إذ قضى 12 شخصا على الأقل دهسًا تحت أقدام هذه الحيوانات، وتعرّضت المحاصيل والممتلكات للدمار، دون أن تُوفَّر لهم تعويضات كافية.
رودويل تشاليليما، أحد سكان تشيسينغا، يتحدث بمرارة عن محاصيله المدمرة قائلا، "أحصينا نحو 200 فيل. لم يكن بوسعنا فعل أي شيء سوى مشاهدتها من منازلنا. من المستحيل إيقافها. نحن في حالة عجز". أما كانوك فيري، فيبكي فقدان زوجته التي دهستها الفيلة بينما كانت تقطف الخضار، تاركة خلفها 5 أطفال.
ورغم أن الصندوق الدولي لرعاية الحيوان، الذي دعم المشروع، اعتبر العملية "ناجحة"، فإن السكان رفعوا دعاوى قضائية ضده، مطالبين بتعويضات تُقدّر بملايين الدولارات عن الأضرار التي لحقت بحياتهم ومعيشتهم، ومطالبين بتركيب سياج مناسب لعزل الفيلة.
"وهم" التعايش.. وتبعاته القاتلةمايك لابوشاغن، الموظف السابق في الصندوق، وصف المشروع بأنه "وهم تسويقي" صُمّم لطمأنة المانحين الغربيين، دون التفكير الواقعي بعواقبه على المجتمعات القروية التي تعايشت فجأة مع قطعان من الفيلة المتجولة بلا حواجز.
وأكدت شركة المحاماة البريطانية لي داي، التي تمثل 10 مدّعين من ملاوي وزامبيا، أن موكليها لا يسعون فقط للحصول على تعويضات، بل كذلك إلى تغييرات عملية على الأرض، مثل إقامة سياج مكتمل حول المتنزه وضمان عدم تكرار التجربة دون دراسات تأثير مجتمعي.
إعلان دفاع حكومي وتحركات متأخرةفي المقابل، تبرأت الحكومة من المسؤولية الكاملة، مشيرة إلى أنها أتمت 84% من السياج البالغ طوله 135 كيلومترا، وقال الناطق باسم وزارة الحيوانات والنباتات، جوزيف نكوسي إن الحكومة "قدّمت مساعدات لكل حالة"، ولكنها "غير مطّلعة على أي قضية قانونية جارية".
أما الصندوق الدولي لرعاية الحيوان، فشدّد على أنه لا يدير المتنزهات الوطنية ولا يقرر السياسات الميدانية، لكنه أقر بأن التعايش بين البشر والفيلة أدى إلى "عدد كبير من الوفيات والصدمات النفسية"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن التدابير التصحيحية.
من جانبه، قال كاستون نييريندا، أحد وجهاء قرية "مبولوندي" القريبة من المتنزه، إن قريته "خسرت أرواحًا ومنازل وطعامًا"، مؤكدا "ندعم حفظ البيئة، لكن ليس على حساب حياتنا".
وتظل المأساة الممتدة في ملاوي تجسيدا لتحدّيات التوفيق بين الحفاظ على البيئة وحقوق المجتمعات الهشة، حيث يكشف المشروع المكلّف عن فجوة كبيرة في التصور والتنفيذ، ويعيد طرح سؤال ملحّ: هل يمكن أن تنجح مشاريع حماية البيئة إذا لم تضع الإنسان في مركز أولوياتها؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كابوس اليمن يعكّر جو “إسرائيل”
يمانيون../
وعلى وقع أصوات صفّارات الإنذار، ومشاهد هلع هرولة ملايين الصهاينة إلى الملاجئ قبل سماع دويّ انفجارات صواريخ اليمن، يتحوّل التهديد القادم من صنعاء إلى ترند الإعلام ومنصّات التواصل في “إسرائيل”.
يقول رئيس شعبة العمليّات السابق في الجيش “الإسرائيلي”، اللواء احتياط إسرائيل زيف: “إنّ صورة هروب الصهاينة المتنزّهين من شاطئ يافا ‘تل أبيب’ أثناء انطلاق صفّارات الإنذار بفعل الصاروخ اليمني تساوي ألف كلمة، وتعني أنّ ‘إسرائيل’ لم تنتصر، والحصار الجويّ عمليًّا موجود”.
يضيف لـ”قناة 12″: “أخشى من أنّ الضرر الذي تُحدثه هذه الصور ليس فقط بشأن الحصار الجوي الذي يحدث عمليًّا، وإنّما بشأن الإنجاز ‘الإسرائيلي’، فعندما ترى هذه الصور في وسط يافا، لا يمكنك أن تتحدّث عن انتصار اغتيال حسن نصر الله”.
برأي زيف، تلك المشاهد تُقلق حكومة نتنياهو، ليس بسبب تهديد الصاروخ المنفرد أو حتى الحصار الجوي، بل لأنّها تُحدث تغييرًا دراماتيكيًّا؛ من انتصار “إسرائيل” إلى خسارة.
انهيار سياحة الكيان
بدوره، يقول موقع “عالم السفر والسياحة” العالمي: “إنّ ضربة الصاروخ اليمني على مطار اللد ‘بن غوريون’ تكفي لفرض إغلاق أمني وإلغاء فوري للرحلات الجوية”.
وأضاف: “التعليق الواسع النطاق للشركات العالمية يؤدّي إلى شلّ الوصول الجوي إلى البوابة الدولية الرئيسة لـ’إسرائيل’، مطار اللد ‘بن غوريون’، بالإضافة إلى انهيار السياحة في الكيان”.
وأكّد انخفاض نسب حجوزات الفنادق في يافا “تل أبيب” والقدس وأم الرشراش “إيلات” بشكل كبير، بسبب إلغاء شركات السياحة من أوروبا وأمريكا الشمالية برامج الرحلات الجماعية بشكل كامل.
وأشار إلى بدء بعض شركات الطيران العالمية بتحويل مسار رحلاتها بين أوروبا وآسيا بشكل كلّي، لتتجاوز الطيران فوق أجواء مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
.. و إلغاء أكثر من 700 رحلة
من جهتها، أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الجوية من وإلى “إسرائيل” بشكل كبير، بسبب تعليق شركات الطيران الكبرى رحلاتها، عقب سقوط الصاروخ الباليستي اليمني في مطار اللد “بن غوريون”.
كما أكّدت صحيفة “غلوبس” تزايد موجة إلغاء رحلات الطيران إلى “إسرائيل” من قِبل شركات الطيران العالمية، عقب الهجوم المباشر من اليمن على مطار اللد “بن غوريون” يوم الأحد 4 مايو الجاري.
وأوضحت أنّه تمّ إلغاء ما بين 600 و700 رحلة جوية إلى “إسرائيل” منذ الهجوم المباشر من اليمن على مطار اللد يوم الأحد الماضي.
ونقلت عن هيئة مطارات “إسرائيل” قولها: “إنّه خلال الأسبوع الماضي، شهدنا انخفاضًا حادًّا في حركة المسافرين يوميًّا”.
وكشف موقع “واللا” عن تراجع عدد الرحلات في مطار اللد “بن غوريون” بنسبة 34% وعدد المسافرين بنسبة 26% تسبب بفرض عزلة دولية وتلحق أضراراً كبيرة باقتصاد الكيان.
.. و هذا الأمر المروّع
وأكّدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنّ الصهاينة يشعرون مجدّدًا بالعزلة، في ظلّ استمرار تعليق الرحلات الجوية، والارتفاع الكبير في تكاليف السفر، مع تمديد معظم شركات الطيران الأجنبية إلغاء رحلاتها من وإلى “إسرائيل”.
وقال رئيس قسم الطيران في شركة Horowitz S & Co، إيّيال دورون: “تمكّن الصاروخ اليمني من اختراق الدفاعات وضرب مطار بن غوريون، أثار قلقًا كبيرًا، لو أنّه سقط بمنطقة بعيدة، لما اتّخذت شركات الطيران قرارات بهذا الحجم”.
وقالت رئيسة قسم الطيران والسياحة في شركة Fischer (FBC)، شيرلي كازير: “العديد من عملائي من شركات الطيران العالمية الكبرى أخبروني سرًّا بعدم استئناف الرحلات إلى ‘إسرائيل’ قبل الصيف، وهذا أمر مروّع”.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية – بفضل وتأييد الله سبحانه وتعالى – فرض الحظر البحري والجوي الشامل على “إسرائيل”، بالهجمات على سفنها في البحر الأحمر، وإطلاق الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والمسيّرات على أهداف حسّاسة إلى عُمق الأراضي المحتلّة؛ مثل مطار اللد بيافا المحتلّة، لشلّ حركة الطيران مؤقتًا، وتحذير الشركات بوقف تسيير رحلاتها إلى مطارات الكيان.
يُشار إلى أنّ قوات صنعاء أطلقت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عُمق “إسرائيل”، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”؛ نصرة لغزّة ضدّ العدوان الصهيوني، وإسنادًا لمعركة “طوفان الأقصى” التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023.
السياسيّة : تصادق سريع