فشل دولي وعربي… ولم يبق لغزة الا اليمن
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
– سقطت آخر الآمال بنجاح الدبلوماسية العربية بفتح الطريق لوقف الحرب ومنع المجاعة من الفتك بالآلاف في غزة، ورفع عداد الشهداء إلى مئة ألف، وما كان مأمولاً من القمم التي عقدها القادة العرب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرادى وجماعة، وحجم الأموال التي وضعوها على الطاولة، هو أن يحصل العرب على الأقل على هدنة لأسبوعين تدخل خلالها قوافل المساعدات والمواد الطبية لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في اليوم الأول للجولة الأخيرة، بانتظار إحداث اختراق لصالح صفقة تنهي الحرب.
– الأكيد أن الرئيس الأميركي يستطيع إذا أراد أن يوقف الحرب بقرار، فقدرة “إسرائيل” على التمرّد على القرار الأميركي باتت هوامشها محدودة جداً، لأن “إسرائيل” تعيش بالمال الأميركي وتقاتل بالسلاح والذخائر الأميركية وتتحدّى وتقوم بالتصعيد تحت الحماية الأميركية، والتهديد الأميركي هو ما يجمّد المحاكم الدولية عن ملاحقة بنيامين نتنياهو وقادة الكيان، وليس خافياً أن واشنطن تضع في سياساتها مسافة واضحة عن “إسرائيل” وطلبات نتنياهو، سواء في المفاوضات النووية مع إيران، أو في الاتفاق مع اليمن، لكن الرئيس الأميركي ملتزم بالتضامن مع “إسرائيل”، والإدارة الناعمة في خلافاته معها، ولن يدع العرب يشعرون أنهم شركاء في العلاقة الأميركية الإسرائيلية، وعلى الفلسطينيين أن يدفعوا الثمن ويموتوا ببطء، حتى تتمكن واشنطن من جلب تل أبيب إلى وقف الحرب أو بحد أدنى وقف النار، دون تظهير أي موقف علني مخالف للموقف الإسرائيلي، سواء إعلامياً أو في مجلس الأمن الدولي، أو في المنابر والمنصات الدبلوماسية.
– فشل العرب بات واضحاً، لكن الفشل الدولي فضيحة أكبر، وفي ظل موقف أميركي غير متطابق مع “إسرائيل”، يصبح التحرّك داخل مجلس الأمن الدولي فرصة لاختبار النوايا والإحراج، وتستطيع دول مثل روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وكلها تقول إن الوضع لا يُطاق في غزة، والمبادرة إلى عرض قرار وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والتهديد بتحويله إلى الفصل السابع ما لم يتمّ تنفيذه واحترامه خلال أربع وعشرين ساعة. والسؤال هنا ينطلق فعلاً من اعتبار إنساني، ما هو مبرر بقاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن كمؤسسات إذا كانت عاجزة عن إدخال لقمة خبز أو نقطة ماء أو حبة دواء إلى مليوني إنسان محاصر بين الموت قتلاً أو الموت جوعاً؟
– يرى الفلسطينيون الموت بعيونهم، ويرون أن ليس لهم إلا الله واليمن، حيث ينتظر الفلسطينيون كل صباح سماع أخبار الصاروخ اليمني الذي يستهدف مطار بن غوريون وكيف ينزل ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وينتظرون إعلان إقفال المطار لساعات، ثم يقومون بتعداد الشركات التي أعلنت إيقاف رحلاتها إلى المطار، ويجدون رغم تفاوت المعاناة أن في ذلك بعض التعزية لهم في ما يشعرونه من إحباط بسبب التخلي العربي والدولي عنهم، لكنهم يكتشفون أن حجم الأثر الذي يتركه تصاعد هذه الاستهدافات الصاروخية اليمنية على الرأي العام الإسرائيلي، وتحويل الحياة في قلب الكيان إلى وضع لا يُطاق بصورة تؤمن إمداد الاحتجاجات بالمزيد من الزخم، وجعل الحركة الاعتراضية على استمرار الحرب أكثر فاعلية واتساعاً، فيزداد تعلق الفلسطينيين بما يمكن أن ينجم عن هذا الإسناد اليمني، ويمنحهم هذا التعلق قدرة إضافيّة على الصمود ورفض الاستسلام، بينما يرون مقاومتهم تثبت كل يوم المزيد من القدرة على إلحاق الأذى بجيش الاحتلال ورفع كلفة حربه على غزة، وجعل الأمل باجتماع هذين العاملين للضغط من أجل فرض وقف الحرب يكبر.
– ربما لا تكون الحسابات الفلسطينية مطابقة للواقع لكن لا بديل أمام الفلسطينيين عنها، لأن دعوات إلقاء المقاومة لسلاحها، تعني فتح غزة على مصراعيها أمام قطعان المستوطنين يمعنون القتل بسكانها لتسهيل التهجير. وهذه بالضبط هي النكبة الثانية، التي يفضلون الموت على رؤيتها تحدث بأيديهم، وهم يتذكرون كيف سقطت ضمانات الرئيس الأميركي دونالد ريغان لأمن الفلسطينيين في بيروت بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية، وكيف كانت النتيجة مجازر صبرا وشاتيلا حيث سقط أكثر من ثلاثة عشر ألف شهيد، وقد بات معلوماً عند الفلسطينيين وأهل غزة خصوصاً، أن كل الأوهام على فتاوى الجهاد، والأخوة المذهبية، والحركات الجهادية، قد سقطت، وهم يرون سورية الجديدة التي أحيوا احتفالات الدعم لها تتعهّد أمام الرئيس الأميركي على ملاحقة المقاومين الفلسطينيين فوق أرضها، ويحللون ويقومون بالمقارنة، ويتمنون لو يعود التاريخ بهم إلى الوراء لكانوا قاموا بتصحيح الكثير.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: يجب إنفاد المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة لغزة.. وأحمد موسى ينتقد غياب التحضير الحكومي لمناقشة تعديل قانون الإيجار القديم| أخبار التوك شو
تناولت برامج التوك شو خلال الساعات الماضية، عددا من الأخبار المهمة، نرصد أبرزها في التقرير التالي:
الرئيس السيسي: يجب إنفاد المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة لغزة
استعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الكندي جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .
مدبولي: إطلاق برنامج نوفي لتمكين مشاركة القطاع الخاص في المشروعات التنموية
أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن مصر أطلقت المنصة الوطنية لبرنامج نوفي لحشد التمويلات لتمكين مشاركة القطاع الخاص في المشروعات التنموية.
أحمد موسى ينتقد غياب التحضير الحكومي لمناقشة تعديل قانون الإيجار القديم
وجه الإعلامي أحمد موسى انتقادات للحكومة بسبب ما وصفه بغياب الجاهزية خلال مناقشة مشروع تعديل قانون الإيجار القديم في البرلمان، مؤكدًا أن الوزراء حضروا دون تقديم بيانات أو إحصاءات واضحة تدعم المشروع، وهو ما أثار استياء عدد من النواب.
وزير الإسكان: مشروع قانون الإيجار القديم يوازن بين حقوق المالك والمستأجر
قال المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إنّ القانون الجديد للإيجار القديم يهدف إلى حل الإشكاليات العالقة منذ أكثر من أربعين عامًا.
المستشار عبد المجيد محمود: الإغتيال المعنوي وسيلة الإخوان للنيل من النائب العام
أكد المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام الأسبق، أن أحداث 30 يونيو وما سبقتها لا يمكن أن تنسى من ذاكرة الوطن، مشيرا إلى أن خطة الجماعة كانت السيطرة على مفاصل الدولة والمؤسسات والهامة على رأسها القضاء والشرطة والقوات المسلحة.
المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يمنع دخول الوقود إلى غزة منذ أربعة أشهر
أكد أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الواقع الصحي في غزة يزداد سوءً مع نفاد معظم أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية، وعدم قدرة الكادر الطبي على التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى والشهداء، مشيرًا إلى أن عمل المستشفيات يقتصر على عدد قليل من المرافق القادرة على العمل ضمن إمكانيات محدودة.
أحمد موسي: النواب أحرجوا الحكومة خلال مناقشة قانون الإيجار القديم
قال الإعلامي أحمد موسى، أن الحكومة لم تكن صائبة في حضورها اليوم إلى البرلمان، لمناقشة قانون الايجار القديم دون امتلاكها أي بيانات أو إحصاءات واضحة»، مضيفًا أن الوزراء حضروا دون تحضير كافٍ، ما أثار انتقادات النواب.
ثاني أرخص خدمة في أفريقيا.. زيادة سرعة الانترنت في مصر 18 ضعف| تفاصيل
هنأ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، الشعب المصري بمناسبة الذكرى الـ 12 لثورة 30 يونيو.