أصوات الجوع تتعالى في اليمن: تراجع الدعم الإنساني يدق ناقوس الخطر
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
شمسان بوست / متابعات:
أصدر مركز النماء للإعلام الإنساني دراسة تقدير موقف جديدة حذّرت من مستقبل قاتم ينتظر التمويل الإنساني في اليمن خلال العام الجاري 2025 وما بعده، في ظل استمرار الاتجاهات السلبية وتفاقم الأزمات الدولية والمحلية.
وخلصت الدراسة التي أعدها الباحث هاني يحيى مبارك وصدرَت أواخر أبريل 2025 إلى أن السيناريو الأكثر واقعية يتمثل في استمرار التدهور في حجم التمويل الإنساني أو ركوده عند مستويات متدنية ما لم تحدث تحولات جذرية وغير متوقعة في المشهدين الدولي والمحلي.
وبحسب الدراسة يُرجّح أن تنخفض نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 إلى ما دون 40-45% من إجمالي المبلغ المطلوب وهو ما سينعكس مباشرةً على قدرة المنظمات الإنسانية في تغطية الاحتياجات الأساسية للملايين من اليمنيين.
وأشارت إلى أن هذا التراجع يعود إلى عدة عوامل، أبرزها تعدد الأزمات العالمية مثل الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة والأزمات المناخية إلى جانب الضغوط الاقتصادية التي تواجه الدول المانحة واستمرار حالة “إرهاق المانحين” من طول أمد الأزمة اليمنية.
وتوقعت الدراسة أن يؤدي هذا التدهور إلى نتائج كارثية تشمل تخفيضات حادة في المساعدات الغذائية والصحية والمياه وارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات إضافة إلى اضطرار المنظمات الإنسانية إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بأولويات الاستجابة وتقليص عدد المستفيدين.
وفي هذا السياق، صرّح مدير مركز النماء للإعلام الإنساني الصحفي أكرم الوليدي قائلاً: نطلق هذه الدراسة في لحظة بالغة الحساسية حيث يواجه اليمن واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا واستمرارًا في العالم بينما يتقلص التمويل وتتراجع الأولويات الدولية إن استمرار هذا الاتجاه ينذر بكارثة إنسانية حقيقية لن تقف عند حدود العوز بل ستمتد لتقويض فرص الاستقرار وتعميق المعاناة في كافة أنحاء البلاد.
ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدول المانحة إلى وقفة مسؤولة تُعيد الاعتبار للبعد الإنساني في اليمن وتكسر دائرة الإهمال والصمت المتزايد. آن الأوان لتجاوز حالة الإرهاق وتبني سياسات تمويل أكثر إنصافًا وفعالية تضمن استمرار الحياة لملايين اليمنيين الذين لا يملكون شيئًا سوى أمل لا يجب أن يُخذل.
وفي ختام التقرير شدد مركز النماء على الحاجة الماسة إلى تحرك دولي عاجل لتفادي هذا السيناريو القاتم من خلال تعزيز جهود المناصرة وزيادة الالتزام من قبل المجتمع الدولي وتبني سياسات تمويلية مستدامة وأكثر عدالة لضمان استمرار المساعدات المنقذة للحياة لملايين اليمنيين.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
باحث: الحرب في غزة سبب تراجع شعبية نتنياهو
قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يشكل رقمًا محوريًا في المعادلة السياسية الإسرائيلية، نظرًا لما وصفه بـ"ازدواجية سجله السياسي"، إذ يُنسب إليه تحقيق عدد من الإنجازات الكبرى لإسرائيل، إلى جانب تحمّله مسؤولية بعض من أكبر إخفاقاتها.
وأضاف أبو شامة، في مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، ببرنامج "مطروح للنقاش"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو استطاع استغلال فشل تمرير مشروع قانون حل الكنيست في منتصف الشهر الماضي لصالحه، عبر التحرك سياسيًا وإعلاميًا لترويج ما اعتبره "انتصارًا" على إيران، من خلال الهجوم الذي استهدف أراضيها والإشارة إلى تراجع في برنامجها النووي – وهو الملف الذي يشكل أولوية إسرائيلية منذ عقدين.
وأوضح أن هذه التطورات وفّرت لنتنياهو حالة من "النشوة السياسية" المؤقتة، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المطلق في عهد الرئيس دونالد ترامب، إلا أن هذه المكاسب لا تلغي التحديات التي يواجهها في الداخل، وأبرزها التحقيقات المستمرة بشأن هجوم 7 أكتوبر، الذي يرى كثيرون أنه كشف عن قصور كبير في أداء الحكومة وأجهزتها الأمنية.
وأشار أبو شامة إلى أن الحرب ضد إيران أسهمت في تحسّن طفيف في شعبية نتنياهو، بحسب استطلاعات الرأي، لكن هذا التحسن سرعان ما بدأ في التراجع مع استمرار الحرب في غزة، وتفاقم الخسائر العسكرية والاقتصادية، إلى جانب تعثّر صفقة تبادل المحتجزين.
واعتبر أن استمرار الحرب في غزة بات عبئًا سياسيًا على نتنياهو، مع تنامي الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، وتآكل قدرة الحكومة على تعبئة الرأي العام خلف أهدافها، ما يضع مستقبل نتنياهو السياسي في مهب التفاوضات الجارية في الساعات الأخيرة، والتي قد تحدد مصير هذه الحرب، وبالتالي مصير بقائه في الحكم.