بعد إعلان اليمن حصار ميناء حيفا.. عطوان: صنعاء أوفت بالعهد وستخنق الاحتلال اقتصاديًا
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
يمانيون../
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عبدالباري عطوان أن إعلان القوات المسلحة اليمنية بدء فرض الحظر البحري على ميناء “حيفا” التابع للكيان الصهيوني، يُمثّل تصعيدًا نوعيًا في معركة الردع الإقليمي ويشكّل “برداً وسلاماً” على قلوب أبناء غزة الذين يرزحون تحت أهوال المجازر اليومية.
وقال عطوان إن إعلان العميد يحيى سريع حول الحصار البحري على ميناء حيفا، بعد نجاح صنعاء في فرض حظر جوي فعّال على الأجواء فوق الكيان، يُعدّ ضربة مركّبة تُكمِل الطوق حول الاحتلال وتخنقه اقتصاديًا، لافتًا إلى أن خطوة اليمن تحمل فرص نجاح ضخمة، وقد تكون أشد إيلامًا من الحصار الجوي بسبب تأثيرها المباشر على شرايين التجارة والاستيراد التي يعتمد عليها الكيان.
وفي نبرة تعكس الثقة العالية بقدرات صنعاء وصدق التزامها، قال عطوان: “اليمن هو الوحيد الذي بقي على العهد.. إذا قال فعل، وإذا توعد أدّب”، في إشارة واضحة إلى التمايز النوعي في موقف صنعاء مقارنة بباقي الأنظمة والقوى التي اكتفت بالبيانات أو المناشدات.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، في بيان رسمي اليوم الثلاثاء، فرض حظر بحري شامل على ميناء “حيفا”، مؤكدة أن هذا القرار يأتي ردًا على تصعيد العدو الصهيوني لمجازره الوحشية بحق سكان قطاع غزة، والتي أسفرت عن مئات الشهداء يوميًا في مشهد يتكرّر منذ أشهر دون أي رادع دولي.
وجاء في بيان القوات المسلحة: “في ظل الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بشكل يومي، وفي سياق دعمنا الثابت للشعب الفلسطيني في غزة، نعلن بدء فرض حظر بحري على ميناء حيفا”، معتبرة أن هذا الإجراء هو جزء من سلسلة عمليات الردع الاستراتيجية.
ويرى مراقبون أن موقف عطوان يعكس حالة من الإجماع الشعبي العربي المتزايد على تقدير الدور اليمني النوعي في معركة كسر الحصار عن غزة، لا سيما وأن اليمن بات اليوم الجبهة الأكثر فاعلية واستمرارية في مواجهة الكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية الغربية، وسط صمت وتواطؤ فاضح من الأنظمة العربية.
كما تؤكد ردود الفعل على أن اليمن استطاع تحويل الجغرافيا إلى ورقة قوة استراتيجية، وأن موانئ الاحتلال لم تعد في مأمن، ما يضع مستقبل الملاحة البحرية المرتبطة بالكيان أمام تحديات وجودية حقيقية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على میناء
إقرأ أيضاً:
من السيطرة المطلقة إلى القلق.. تحولات في تعامل الكيان الصهيوني مع الأمن السيبراني
الثورة / متابعات
تفرض التطورات الأخيرة داخل منظومة الاحتلال الأمنية أسئلة جوهرية حول طبيعة التحولات التي تشهدها تل أبيب في تعاملها مع التكنولوجيا والأمن السيبراني.
فالإجراءات التي اتخذت تجاه كبار الضباط، وتحديداً حظر استخدام هواتف الأندرويد وسحب السيارات الصينية من الخدمة، لم تكن مجرّد تعديلات إدارية، بل بدت وكأنها إعلان غير مباشر عن اهتزاز منظومة كان الاحتلال يعتبرها إحدى ركائز تفوقه الاستراتيجي.
هذه القرارات فتحت الباب أمام نقاش واسع حول تغيرات النظرة الإسرائيلية للتكنولوجيا، وكيف تحولت من أداة سيطرة إلى مصدر تهديد، وما يكشفه ذلك عن مستوى القلق داخل الأجهزة الأمنية.
إجراءات تكشف عمق القلق
وقال الكاتب اللبناني يحيى دبوق في صحيفة الأخبار إنّ الخطوات الإسرائيلية الأخيرة، وأبرزها حظر هواتف الأندرويد وسحب السيارات الصينية، تعبّر عن اعتراف واضح بوجود ثغرات أمنية تهدد ما يعتبره الاحتلال تفوقه التكنولوجي المطلق.
وأشار إلى أن هذه القرارات لم تُتخذ إلا بعدما أصبح واضحاً أن ما بعد “طوفان الأقصى” فرض معادلات جديدة في ميدان التكنولوجيا.
التكنولوجيا… سلاح ذو حدين
وأضاف دبوق أنّ الأجهزة الذكية، التي طالما اعتمدت عليها إسرائيل في عمليات المراقبة والعمل الميداني، فقدت دورها الأحادي، وأصبحت قابلة للاختراق والاستغلال، مما يهدد كشف مواقع وتقديرات وتحركات رفيعة المستوى.
وأوضح أنّ التحوّل نحو أجهزة “آيفون” ليس خياراً مبنياً على ثقة مطلقة، بل محاولة لتقليل حجم المخاطر في بيئة تقنية معقّدة تتداخل فيها مصالح الدول والشركات على مستوى الشرائح والبرمجيات.
تحوّل في العقيدة الأمنية
وأشار الخبير في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة إلى أنّ لجوء الاحتلال إلى ما يشبه إجراءات “الأمن الوقائي” التي تعتمدها الدول الأقل قوة يعكس قلقاً استراتيجياً داخل المؤسسة الأمنية.
ويوضح في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ هذا التحول يدلّ على أنّ التفوّق الهجومي وحده لا يكفي إذا لم يكن محاطاً بمنظومة دفاعية رقمية صارمة، وأن الاحتلال بات يواجه تهديدات لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة الكاملة عليها.
سقوط وهم التفوّق التكنولوجي المطلق
يكشف هذا المشهد عن لحظة إدراك إسرائيلية بأن التكنولوجيا لم تعد ساحة أحادية الاتجاه، بل مجال مواجهة متبادل يستطيع الخصوم خلاله استغلال الثغرات نفسها التي بنت عليها تل أبيب جزءاً من قوتها.
ويؤكد هذا أنّ إسرائيل لم تعد قادرة على تغطية هذه التحديات بمجرد خطاب التفوّق التكنولوجي، بعدما أصبحت الأجهزة الحديثة قادرة على كشف الحركة وتتبع التحركات واستنتاج النوايا.
البعد التقني… ثغرات لا يمكن إخفاؤها
وقال الخبير التقني اللبناني علي أحمد، المختص في الأمن السيبراني وتحليل البنى الرقمية، إن الخطوات الإسرائيلية تكشف عن مشكلة أعمق في فهم المخاطر التقنية الحديثة، حيث تعتمد البنية الرقمية على منظومات مغلقة وغير شفافة، بعضها مستورد من دول لها مصالح متشابكة ومعقدة، مما يجعل السيطرة الكاملة على الأمن شبه مستحيلة.
وأضاف في تصريح لمراسلنا، أن التحول نحو استخدام أنظمة أقل انكشافاً لا يعني زوال الخطر، إذ أنّ التهديدات السيبرانية الحديثة تتعلق بسلوك المستخدمين وسلسلة التزويد العالمية والبنية السحابية التي تمرّ عبرها البيانات.
وأشار إلى أنّ الإجراءات الإسرائيلية تعكس تحوّلاً من الثقة المفرطة إلى محاولة تقييد المخاطر، وهو مؤشر على أنّ إسرائيل لم تعد اللاعب المسيطر في المجال السيبراني، بل طرفاً يتنافس مع جهات لديها قدرات مكافئة.